الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

VAR: نعم.. بالأرقام والنتائج «موسيمانى» مدرب كبير

قبل أن يتولى تدريب النادى الأهلى  ويعرفه جمهور الأحمر كان لقائى به فى القاهرة، وعلى هامش الحوار الصحفى الذى أجريته معه وقتها، سألته هل توافق على تدريب الأهلى إن طلب ذلك، ورغم أن المدربين يلجأون فى مثل تلك الأوقات لإجابات على شاكلة «هذا شرف» أو «الأهلى نادى كبير» لم يتردد «موسيمانى» أن يقول «نعم» وفى أى وقت!



لم تكن مجرد إجابة لسؤال، هذا ما تأكدت منه بعد أن ترك «موسيمانى» فريقه وجاء لتدريب الأحمر بـ«أول طيارة» كتعبير صادق عما يكنّه المدرب الجنوب الأفريقى للقلعة الحمراء، لكن المباريات لا تُدار بالحب، وجماهير الأهلى لن ترضى إلا بمدرب كبير ونتائج واضحة لا تقبل اللبس.

والسؤال هل «موسيمانى» مدرب كبير، ولا يتعلق الحديث بفوز الأهلى على صن داونز وتأهله لنصف نهائى دورى أبطال إفريقيا للمرة الثانية على التوالى، فالمدرب الكبير لا يقاس بنتيجة مباراة أو اثنتين ولكن بعدة معايير نحاول وضعها هنا لنرى هل تنطبق على «بيتسو» أم لا، وننحى جميع العواطف والمحبة جانبًا.

أول معايير أن تكون مدربًا كبيرًا هو أن تُدرب ناديًا كبيرًا، لأن هذا النادى لن يغامر بالإتيان بمدرب لا يثق فى إمكانياته الفنية، كما أن ما تملكه تلك الأندية التى تُدرك أن وراءها جماهير لا ترحم، من إمكانات ووسائل للحكم على المدرب كثيرة ومتنوعة، وبالتالى حين يوقع أحد الأندية الكبيرة مع مدرب فإن هذا يعنى أن أول معايير المدرب الكبير انطبقت على هذا الشخص.

ثانى تلك المعايير هى تحقيق الألقاب، ففى النهاية هذا هدف كل نادى بل أساس تصنيفه عالميًا، ولو استطاع مدرب أن يؤدى أداءً عالميًا دون تحقيق ألقاب محلية وإقليمية فلن يكون أكثر من حارث فى البحر.

ثالث تلك المعايير هى إدارة المباريات الكبرى، والتى تمثّل «بطولات خاصة» بالنسبة لجماهيرها، وبالتالى من يستطيع حسم مباريات كبرى بغض النظر عن النتائج النهائية للبطولات، ويتحمل ضغط الجماهير فى مثل تلك الأوقات، ويتغلب على منافسيه الأقوياء فهذا يعنى أننا أمام مدرب كبير.

رابع تلك المعايير هو إخراج أجيال جديدة أو إعادة اكتشاف لاعبين كانوا بالفعل موجودين، وهو ما يطلق عليه فى عالم كرة القدم «بصمة المدرب» الذى يرى بعين «الخبير» إمكانات اللاعبين ويعرف جيدًا كيف يوظفّهم داخل الملعب، وفى تاريخ كرة القدم الطويل مئات اللاعبين الذين أكدوا أن سبب إبداعهم أن هناك مدربًا أعاد اكتشافهم.

أما خامس تلك المعايير فهو قدرة المدرب على اللعب تحت أى طارئ مثل غياب لاعبين أو فسخ تعاقدات أو إصابات فى مراكز مهمة، وهنا تكون مهمة المدرب صعبة للغاية لأنه مطالب أن يحقق نفس نتائج ما يحققه بفريقه الأساسى.

والآن هل تلك المعايير تنطبق على «موسيمانى» أم لا، هنا فقط تصبح الإجابة هل «بيتسو» مدرب كبير أم لا، فالمدرب الجنوب إفريقى يُدرب النادى الأهلى صاحب الشعبية الأكبر فى القارة السمراء.

كما أثبت «موسيمانى» أنه مدرب كبير حين استطاع حسم لقب دورى أبطال إفريقيا، وكأس مصر، والمركز الثالث فى كأس العالم للأندية وأخيرًا الصعود لنصف نهائى دورى أبطال إفريقيا.

ومن ناحية المباريات المهمة استطاع «بيتسو» أن يحسمها لصالحه كما حدث فى مباريات القمة ضد «الزمالك» ،بل باتت قدرته على إدارة تلك المباريات سببًا فى الهجوم عليه من قبل البعض.

كما أثبت «موسيمانى» أنه مدرب كبير حين استطاع إخراج جيل جديد للنادى الأهلى من خلال إعادة اكتشافه لهم وأبرز دليل «محمد شريف» و«طاهر محمد طاهر» وغيرهما ممن غيرّوا فى أداء الأهلى وتطور أداؤهم بشكل كبير وهذا فضل يعود للمدرب فى المقام الأول.

ويبقى المعيار الأخير واضحًا خلال الأشهر الأخيرة، ففى ظل الإصابات التى ضربت النادى الأهلى وأفقدته أهم لاعبيه، استطاع «موسيمانى» التعويض ولعب المباريات والفوز بها رغم كل تلك الظروف.

فى النهاية موسيمانى مدرب كبير، ليس حبًا أو مجرد إشادة، بل واقع وأرقام تؤكد ذلك، تخطى الاختبار الصعب، وحافظ على الأهلى كسيد إفريقيا، وهذا ما يجعلنا نتمسك به ونمنحه حقه دون بخس.