الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كنوز آمال العمدة.. فؤاد المهندس أنا فنان يخلو من الأنانية!

مهندس الكوميديا، أَضحك الناس بلا ابتذال ولا إسفاف، فنه جعله يصبح مدرسة لكل الكوميديين، وبراعته جعلت رؤيته تزيل الكآبة من قلوب محبيه، والأجمل أنه كسب حب زملائه ومنافسيه فى فن الكوميديا كما كسب حب جمهوره تماماً، وهذا لا يتوافر إلا لفنان مبدع له قلب كبير مثل قلب فؤاد المهندس..



وهذا نص الحوار الذى تنشره مجلة «روزاليوسف».

 

آمال: يتبادر إلى الذهن بما أننى أتحدث مع عَلم من أعلامنا المسرحية عن جمهور المسرح فى العصر الحديث وما أصابه من عدم احترام لتقاليد المشاهدة، وما فقده من لياقة الاستماع للعرض؟

فؤاد المهندس: كنا على المسرح نؤدى مسرحية «إنها حقاً عائلة محترمة» وكنا فى المشهد الثالث من الفصل الأول، وكان معى أمينة رزق وشويكار ولاحظت من بداية المشهدين الأول والثانى أن هناك شخصاً ما يضحك فى مكان ما من الصالة بشكل خارج عن الأخلاق، فالجمهور كان يضحك على المشهد فى حين كان هذا الشخص يضحك بشكل ساخر ثم يعقب ذلك بتعليق غير ظريف واستطعت تحديد مكانه والمجموعة التى كان يجلس فيها وقمت بتحديد المكان وأنا واقف فى منتصف المسرح يكون هو على يسارى بزاوية ثلاث درجات. ويكمل: فى المشهد الثالث بدأنا نبطئ من رتم الكلام فكنا نقول جملة ونسكت لكى ننبه بطريق غير مباشر أننا نسمع تعليقاته السخيفة وبدأ الجمهور يلتفت له فزاد من تعليقاته فزدنا من فترات سكوتنا وبعد أن وصل لدرجة لا يمكن السكوت عليها سكت أنا تماماً وتوقفت عن التمثيل وأشرت لشويكار وأمينة رزق بالسكوت، وسكتنا تماماً احتجاجاً على هذا المشاهد ووقفنا أمام الجمهور منكسى الرأس فوجدنا الجمهور كله يسرع تجاه هذا الشخص وأجبروه على مغادرة المسرح بهدوء، وعلمت بعد ذلك أنه كان غير مصرى وكان فى غير حالته الطبيعية حيث كان قد تعاطى شيئاً ما واستأنفنا التمثيل وسط تصفيق غير عادى من الجمهور.

 الفنان الذى يحترم نفسه يحترمه الجمهور

آمال: وكيف كان إحساسك والجمهور يرد لك اعتبارك الفني؟

فؤاد المهندس: كنت فى منتهى السعادة. وأنا متأكد أن الجمهور الحالى أصبح وعيه أكبر من الفترة السابقة، وبالرغم مما يحدث فى المسارح من عدم إنصات الجمهور إنصاتاً كاملاً للعمل المسرحى إنما هذا الجمهور فيه مظاهر صحية وهى الإنصات والسكوت والضرب بيد من حديد على من يثير اهتمامهم لشيء غير العمل المسرحي، فالجمهور الحالى لديه وعى كبير، وما تعرضت أنا له حدث فردى لا يدلل على أن الجمهور فقد التقاليد المسرحية وهو أيضاً حدث بصورة صاخبة ومبالغ فيها، وكل يوم تحدث مثل هذه الظواهر والجمهور نفسه يقضى عليها من بدايتها دون أن نشعر نحن بها. فالفنان الذى يحترم نفسه لا بد أن يحترمه الجمهور، فهو احترام متبادل بين الفنان والجمهور.

آمال: وماذا عن ظاهرة الارتجال، هل الارتجال فى الكوميديا مشروع؟

فؤاد المهندس: من المفترض أن النص يعتمد عليه بنسبة 88 % والارتجال 12 %، فالممثل يكمل كلمات فى موقف باندماجه فى النص ومساعدة الجمهور له، إنما أن يكون النص 88 %، والنسبة الباقية تقسم على جميع أفراد المسرحية أى أن نصيبى أنا كبطل للمسرحية لا يتعدى 2 % من هذا الارتجال.

آمال: أيضاً هناك أزمة نصوص فى المسرح بشكل عام ولكنها على أشدها فى المسرح الكوميدي..

فؤاد المهندس: نعم هذا صحيح، فمن الطبيعى أن تكون هناك أزمة نصوص وليس فى المسرح الكوميدى فقط بل فى كل أنواع النصوص، وذلك لأن كل الكتاب اتجهوا إلى التليفزيون، بل إن هناك أزمة ممثلين أيضاً، فأنا أؤكد أنه لن يمثل على المسرح خلال السنوات القادمة إلا من يحب المسرح من قلبه لكن معظم المسارح ستغلق أبوابها وسيندثر المسرح وستندثر السينما أيضاً إن لم تنجح فى مواجهة سطوة التليفزيون فما نسمع عنه من وجود عمليات استثمار مالية والأموال التى تخصص للنهوض بالسينما المصرية والاستديوهات والمعامل هى أهم ما فى موضوع الفن السينمائى لأن المسرح سينتهى وستنتهى بعده السينما إذا لم ينجح ذلك.

 

أنا لا أصنع الضحك إنما أؤدى عملا مضحكا

آمال: هل توافق على مصطلح المضحكين الذى يطلق على الفنانين الكوميديين؟

فؤاد المهندس: لا أوافق طبعاً فالفنان الكوميدى ليس مضحكاً بل هو يضحك أيضاً من الجمهور، نحن لا نصنع الضحك بل نؤدي، أنا شخصياً لا أصنع الضحك بل أؤدى عملا يكتبه كاتب لكنى أؤديه جيداً بدون ارتجال.

آمال: هل فكرت فى تأليف أعمالك أم تكتفى بإعطاء فكرة للمؤلف؟

فؤاد المهندس: أقترح أفكاراً على المؤلفين وأراجع معهم النص صفحة بصفحة لكنى لا أكتب رغم أن أمنية والدى – رحمه الله – كانت أن أكتب أعمالي، لكنى لم أجد فى نفسى الصبر على الكتابة والتفرغ لها، لكن لديّ الحس الفنى لمراجعة النص ومعرفة إن كان سيعجب الجمهور أم لا ولا يوجد فى الوسط الفنى من يملك هذا الحس الفنى إلا ثلاثة فقط هم سمير خفاجة وعادل إمام وفؤاد المهندس.

 أنا فنان يخلو من الأنانية

آمال: يقال إن الأنانية مشروعة للفنان، لكنك أعطيت مسرحية «حلمك يا شيخ علام» لأمين الهنيدي، وهذا يؤكد عدم وجود هذه الأنانية فى نفسك...؟

فؤاد المهندس: أنا فنان يخلو من الأنانية فى الفن، فأنا فى معظم أعمالى أقدم وجوهاً جديدة، وأستمتع بقبول الجمهور لهذه الوجوه وتصفيقهم لها، فلا يوجد للأنانية مكان فى قلبي.

آمال: هل جيل الوسط الذى تمثلونه هو امتداد للأستاذ نجيب الريحاني؟

فؤاد المهندس: لا يمكن تشبيه فؤاد المهندس أو غيره بالأستاذ نجيب الريحاني، فالريحانى هو الأستاذ الذى لا يوجد غيره ولن يتكرر أبداً فهو من الظواهر التى لا تظهر إلا مرة كل قرن. ويكمل: فالريحانى هو أهرام وأبو الهول التمثيل الكوميدى فهو علامة مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ.

آمال: من الذى تعتبر نفسك امتداداً له؟

فؤاد المهندس: أنا لا أعتبر نفسى امتداداً لأحد، فأنا فى المسرح والسينما كما أنا خارجهما، فأنا مثلاً كنت أحب عدداً من الممثلين الأجانب مثل شارلى شابلن وبوب هوب وكنت أراسل جروشو ماركس، وأبديت له إعجابى به وتبادلنا الرسائل لفترة فى منتصف الستينيات ومازالت خطاباته وصوره عندي، لكن رغم ذلك فلقد كونت شخصيتى بنفسي.

الضحك الخالص فى حد ذاته رسالة

آمال: رسالة فن الضحك هل هى للضحك فقط أم لا بد أن يكون هناك درس من المسرحية كما كان يفعل نجيب الريحانى الذى قلت إنه كان يغوص فى المجتمع ويظهر مشاكله ويعرضها فيضحك الناس على عيوبهم أو يلقى الضوء على جزء من مآخذه على مجتمعنا؟

فؤاد المهندس: الضحك رسالة، فأنا أعمل على رسم الابتسامة على وجوه الناس وهذه رسالة، وأسمى أنواع الكوميديا هى الكوميديا الإنسانية التى تحتوى على خط إنسانى أو اجتماعى أو التى نخرج منها بذخيرة تجعلنا نعيد حساباتنا فى مشكلة ما أو موضوع ما، لكن الضحك للضحك صحى جداً فهل نستكثر على الناس ساعتين أسبوعياً من الضحك الخالص بلا أهداف وهم يعيشون دائماً فى الهموم والأهداف والعمل فليس جرماً أو مصيبة أن يقضى أى شخص ساعتين أسبوعياً بلا هدف ولو اعتاد المجتمع على ذلك فستضيع بعض هموم الناس ولو أنشأنا نادياً يضحك أعضاؤه ساعتين أسبوعياً بلا هدف فسينضم إليه 90 % من الشعب المصرى وسيذهبون فى اليوم التالى إلى أعمالهم بروح جميلة.

آمال: ماذا عن أهدافك وطموحك؟

فؤاد المهندس: أنا أعمل وأفكر فى مستوى أعمالى فقط والهدف هو أن نزيد الابتسامات على وجوه الناس.

آمال: إذا تحدثنا عن البطل الأوحد الذى يرفض الثنائيات فى الفن، وأنت واحد من الفنانين الذين عاشوا الثنائيات منذ بدايتك مع شويكار أو عبد المنعم مدبولي، وترفض فكرة النجم الأوحد لكن هناك غيرك من صناع الضحكة يصرون إصراراً عنيفاً على أن يكونوا هم النجم الأوحد المركزة عليه كل الأضواء والإفيهات المسرحية.. فماذا تقول لهم؟

فؤاد المهندس: أقول لهم إن هذا خطأ كبير لأن الجمهور يريد التنوع فيريد مثلاً رؤية فؤاد المهندس ثم شويكار ثم أمينة رزق مثلاً ثم الثلاثة معاً وهكذا، فلا بد من التنويع والتغيير ورؤية مجموعة كبيرة متماسكة من الممثلين الجيدين وهذا يسعد الجمهور.

 المصريون يضحكون 24 ساعة فى اليوم

آمال: كيف تستطيع انتزاع الضحكة من طفل؟

فؤاد المهندس: بالنسبة للطفل فلا بد أن أنزل لمستواه وأقول له شيئاً يفهمه ويضحكه مثل تقليد حيوان معين فلا بد أن يضحك.

آمال: هل الأصعب إضحاك طفل أم شاب أم شيخ؟

فؤاد المهندس: فى الوقت الحالى كله صعب فنحن كمن يبيع الماء فى حارة السقايين، فالمصريون يضحكون 24 ساعة فى اليوم فى العمل والشارع ودائماً حاضرو البديهة وأصحاب نكتة وتوليفة وضحك ولا بد أن أكون أقوى من كل هذا لكى أستطيع إضحاك هؤلاء الناس، فالطفل الصغير أصبح الآن صاحب نكتة والشاب يجلس مع أصحابه ويتبادلون النكات حتى الشيخ يجلس مع الشيوخ فى المقهى ويحكون حكايات مضحكة.

آمال: هل الوسامة ضد القدرة على إضحاك الناس؟

فؤاد المهندس: لا يمكن أن يفشل ممثل كوميدى بسبب وسامته فقط، فالوسامة هى التى تضحك الآن وذلك باستخدام الذكاء، فلا يمكن أن يكون هناك ممثل وسيم أو ممثلة جميلة غير قادرين على إضحاك الناس إلا لو كان فيهم عيب.

 كنت أرفض عرض مسرحياتى لسنوات

آمال: ما رأيك فى استمرار عرض مسرحية لعدة سنوات مثلما يحدث فى مسرحيات عادل إمام؟

فؤاد المهندس: أنا أرفض عرض مسرحياتى كل هذه المدة حتى لو كانت ناجحة، فالمسرحية لو كانت جيدة لا تعرض لأكثر من عامين حتى لا يقف الممثل محلك سر فى مكانه، وأنا لو كنت أعرض إنتاجى الفنى كل هذه الفترة لما حمل تاريخى إلا ثلاث أو أربع مسرحيات، هذا بالإضافة إلى ثباتى فى مكانى دون تقدم، وأنا أعتقد أن هذا يرجع أيضاً لقصور فى التأليف فلو وجد أصحاب المسرحيات التى تعرض كل هذه السنوات مسرحيات جيدة لكانوا قد أنهوا المسرحية القديمة فوراً واتجهوا للجديد.

آمال: أيهما تفضل المسرح أم التليفزيون؟

فؤاد المهندس: أنا أقوم بأعمالى التليفزيونية حينما لا أكون مرتبطاً بمسرح فى فترات راحتى ما بين المواسم، لكنى لا أذهب وأنا مرتبط بعمل مسرحي، وأنا وشويكار نؤمن أن المسرح أمتع وأفضل.

المسرح يشفى من يحبه من الأمراض

آمال: من الواضح أن المسرح هو حبك الأول والأخير؟

فؤاد المهندس: لو قلت فى المسرح شعراً لا يمكن أن أفيه حقه، فالمسرح هو كل شيء فى حياتي، فأنا حينما أذهب للمسرح أحرص على الذهاب مبكراً لكى أشم رائحة المسرح وهذا ليس تعبيراً مجازياً فأنا أشم رائحة لكى أتهيأ للعمل وهذه الرائحة تدفعنى للعمل، وأنا لو كنت أعمل فى المسرح فى الأيام التى أتعرض فيها لأزمات صحية لما كنت قد تعرضت لهذه الأزمات، فالأطباء الذين منعونى من العمل جاءوا وتابعونى خلال عرض مسرحية «إنها حقاً عائلة محترمة»، وانزعجوا من حجم المجهود الذى أبذله ولكن حينما وجدونى أتحسن مع هذا المجهود سمحوا لى بالعمل، لكنهم وضعوا لى جهازا فى جنبى وأوصلوه بأسلاك بكل منطقة فى جسدى وهذا الجهاز تم وضعه لمدة 24 ساعة وسجل كل عملياتى الحيوية خاصة الساعات التى أعمل فيها فى المسرح وبعد فحصها وجدوا أن قلبى يعمل بانتظام أكثر أثناء ساعات العمل فى المسرح لدرجة أذهلت الأطباء، فالمسرح يشفى من يحبه من الأمراض، وهو كونسولتو أطباء لمن يحبه.

آمال: المشاهد العادى يتصور أنك تضحك طول اليوم، لكن من الواضح أنك جاد فى حياتك..!؟

فؤاد المهندس: أنا لا أضحك كثيراً طوال النهار، فضحكاتى قليلة، وجاد جداً فى حياتى أبدأ العمل فى المسرح فتنقلب الآية انقلاباً تاماً وأكون ضاحكاً، وهذا لا يعنى وجود تناقض فأنا خارج المسرح نفس الشخصية فى المسرح ولكنى أوضع فى مواقف مختلفة فى الحالين.

آمال: ألا تتصرف فى حياتك تصرفات كوميدية؟

فؤاد المهندس: فى بعض الأحيان أتصرف تصرفات جادة لكنها تضحك الناس بشكل غير عادي، فذات مرة تعرض جراج عمارتى لطفح فى المجارى فغرقت السيارة فى المجارى ولم أكن أستطيع الوصول إليها فكنت أركب على ظهر سايس الجراح كالحمار ويذهب بى من باب الشقة حتى السيارة، وحينما أعود يدخل لى ويأخذنى من باب السيارة حتى باب الشقة، وحينما لاحظ الجيران ذلك بدأوا ينتظروننى يومياً وأنا خارج من المنزل وأنا داخل أيضاً وكل يوم أراهم يشاهدون هذا المنظر ويضحكون وأنا أركب على ظهر السايس بوقار وأبهة.

آمال: لكن فى الأغلب الأعم أنت جاد…

فؤاد المهندس: أنا ملتزم جاد.

آمال: من الذى يضحكك؟

فؤاد المهندس: أضحك على أى شخص ظريف فأضحك على أى نكتة ظريفة والحياة نفسها تحمل الكثير من الأحداث التى تبعث على الضحك فى اليوم العادي.

آمال: ما هو تعريف الضحك من وجهة نظرك؟

فؤاد المهندس: ظاهرة صحية يجب أن يمارسها الإنسان من آن لآخر.

آمال: ما الذى يحبه فؤاد المهندس إلى جانب خشبة المسرح؟

فؤاد المهندس: أحب الكرة جداً وأنفعل لها جداً لدرجة أن الأطباء منعونى من الانفعال، وأنا زملكاوى من صغرى وأحب الزمالك جداً. آمال: هل الأبوة عند فؤاد المهندس من أحن ملامحه؟

فؤاد المهندس: أنا أعتبر أن الرسالة الحقيقية للإنسان والفنان بالذات هى أبوته وتعليم أبنائه والحرص عليهم كما حرص والدى على تعليمى وبذل كل ما بوسعه فى سبيل ذلك.

 أنا جوايا طفل عمره 7 سنوات

آمال: هل أنت طفل كبير؟

فؤاد المهندس: نعم أنا طفل كبير ولا أشعر أن سنى تزيد على سبع سنوات، فأنا مازلت طفلاً وأملك لعب أطفال فى البيت ألعب بها  فعندى قطار سكة حديد أضعه على الأرض وأقوم بتركيب قضبانه وأجلس وسط القضبان وهو يسير حولى وأقول معاه «توووت»، وعندى دبابة قديمة لكنها تسير بشكل جميل وعندى طائرة لكنى لا أحب العروسة فأنا أحب اللعب الرجالى وعندى أيضاً «لنش» أملأ البانيو وأضع فيه اللنش وأكون سعيداً حينما أراه يمشى فى الماء بواسطة موتوره الصغير.

آمال: كيف عشت طفولتك وكيف كانت علاقتك بوالدك؟

فؤاد المهندس: أبى كان صديقاً لى وليس أباً وكل نجاح حققته فى حياتى يعود فى المقام الأول له، فقد وضع عينه على موهبتى وكان أول من كشف موهبتى فى التمثيل ورعاها وشجعنى وبدأ يضبط انفعالاتى ومخارج ألفاظى ودون أن يعلم أحد بدأ ينمى موهبتى حتى بدأ يشاهد مسرحياتي، فلقد كان أباً فنياً وروحياً وكان صديقاً لى لقننى كل شيء فى الحياة.

آمال: فى تصورك متى ينبغى أن يعتزل الفنان؟

فؤاد المهندس: الفنان لا يعتزل، وما يحدث للفنانين الكبار فى هذه الأيام هو اعتزال صناعى غريب فهم يجبرون على الاعتزال، فالفنان يحتفظ برونقه وموهبته وتزيد قيمته بزيادة سنه وخبرته، لكن لا بد للفنان أن يعاصر الفن ويسير على الركب الذى تسير عليه الحركة الفنية.

آمال: هل الكوميديا هى الفن الأبقى أم التراجيديا؟

فؤاد المهندس: الكوميديا هو الفن الأبقى والأصعب.

 إنها حقاً إجابات محترمة

آمال: أرجو الإجابة عن الأسئلة الآتية بجمل قصيرة: السينما المصرية إلى أين؟

فؤاد المهندس: إلى الصواب.

آمال: السينما العربية؟

فؤاد المهندس: يخيل لى أنها تصحح أخطاءها فى الوقت الحالي.

آمال: مسارح التليفزيون فى الستينيات... إلى أين؟

فؤاد المهندس: كانت فى القمم.

آمال: والآن..؟

فؤاد المهندس: الآن تحاول الصعود إلى القمة.

آمال: دور العرض؟

فؤاد المهندس: مصيبة ولا كلام فيها ولا بد أن يكون هناك حل جذرى لدور العرض.

آمال: بلاتوهات السينما والأجهزة؟

فؤاد المهندس: نكبة من نكبات الزمن ويجب أن تحل بشكل جذرى بأسرع ما يمكن.

آمال: النجومية ما مواصفاتها؟

فؤاد المهندس: لها مواصفات كثيرة جداً كأن يكون للإنسان حضور فى النجومية وليس انصراف عنها وهذا هو أهم شيء فى النجومية.

آمال: من يطربك بعد رحيل أم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ؟

فؤاد المهندس: أم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وعبد الوهاب.

آمال: الشارع المصرى الذى يصافح عيون فؤاد المهندس يومياً…

فؤاد المهندس: وأين هو الشارع المصري، فأنا حينما أنزل من بيتى لا أجد نفسى فى شارع بل أقع فى حفرة فى أول خطواتى وأطلع من الحفرة أقع فى نقرة وأطلع من النقرة إلى مطب وهكذا، فقد ضاعت معالم الشارع المصرى من الحفر، ويخيل لأى أجنبى يزور مصر أنهم ينقبون عن البترول فى شوارعنا.

آمال: من أنت فى كلمات؟

فؤاد المهندس: أنا وإن كنت الأخير زمانه

لآت بما لم تستطعه الأوائل