الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قالت إنها لا تنتمى لأى "شلة" وفاء صادق: أنا ضد البطولات "المطلقة"

فنانة من طراز خاص، لا يحمل عمل اسم «وفاء صادق» إلا وينتظر الجمهور وجبة دسمة من الأداء التمثيلى التلقائى الخالص، فما بين مختلف الأدوار التى قدمتها بين الخير والشر والأم المظلومة والمهملة وغيرها من الأعمال تتألق «وفاء» مع كل شخصية وكأنها هى. وفى الموسم الرمضانى الحالى استطاعت أن تبهر جمهورها بدورها فى مسلسل (ولاد ناس) والذى تقدم من خلاله دورًا مركبًا وجديدًا عليها..وفى حوارها لـ«روزاليوسف» تحدثت عن مسلسلها الجديد وأهم القضايا التى يجب أن تناقشها الدراما المصرية.



فى البداية ما الذى جذبك للمشاركة بمسلسل (ولاد ناس)؟

-الموضوع جيد ومختلف ويشبه كل بيت فى مصر، فعندما قرأت السيناريو للمرة الأولى تحدثت إلى المؤلف «هانى كمال» وشكرته على روعة الموضوع، فبالفعل كل الأسر المتواجدة بالعمل تشبهنا وتشبه حياتنا ومشاكل الأسرة المصرية العادية من دون قصص خيانة أو عنف أو غيرها من الموضوعات التى استحوذت على الدراما فى الفترة الماضية.

 

هل قابلت نماذج من الأمهات مثل «أروى»؟

لم أقابل شخصية بعينها مثلها تمامًا، ولكن فكرة معاناة الأمهات مع التربية والتعليم «الإنترناشيونال» بشكل خاص أنا نفسى عشتها. فأنا أم ولدى أولاد كانوا فى نفس مستوى التعليم ونماذج الأسر والأبناء التى يناقشها المسلسل متواجدة بشكل حقيقى.

ما الصعوبات التى واجهتك فى الشخصية؟

الشخصية كلها صعوبات نفسية، وهذا ما جذبنى إليها، فهى أم تعتبر نفسها جيدة وتقوم بكل واجباتها نحو أبنائها، بينما تعانى من إهمال الزوج والأب والذى يعتبر نفسه يقوم بواجباته على أكمل وجه أيضًا، وذلك حتى تواجهه الأم بعدم معرفته بأى شىء حول أبنائه، بينما تعانى هى من العنف ومن مشاكل نفسية وتتعاطى أدوية للاكتئاب، وتكتشف مع الوقت أنها تهمل فى حق أبنائها كثيرًا، فهى تركيبة كلها صعوبات نفسية ومشاهد المواجهة بينها وبين زوجها الذى يقوم بدوره الفنان «صبرى فواز» كانت صعبة جدًا وبها ضغط نفسى رهيب.

هل تشبهك «أروى»؟

-ربما تشبهنى فى قدر صبرها، فأنا كائن صبور جدًا وأحاول التعامل مع المشاكل، ولكنى عكسها تمامًا، فبينما هى تعانى من الاكتئاب والحزن أتمتع أنا بفكرة التعامل مع الأزمات ببساطة حتى فى أشد المصائب أحاول تحويل الموقف إلى كوميدى وتفاؤل.

هل أنت راضية عن الدعاية الخاصة بالمسلسل؟

-لقد تم تقديم الدعاية المناسبة للعمل، ولكن هناك بعض المسلسلات التى تعتمد على الدعاية باسم نجم أو بالمشاكل التى يحتوى عليها العمل، وحمدًا لله فالجمهور نفسه هو من قدم دعاية للعمل عبر وسائل التواصل الاجتماعى، حيث إنهم قاموا باستخدام المشاهد الناجحة كـ«تريند»، وهذا يعنى أننا نجحنا فى أن نصل لهم ومجهودنا جعلهم يتحدثون عنا ويبحث البعض الآخر عن المسلسل لمتابعته.

هل نحن بحاجة إلى مثل تلك النوعيات من الأعمال الدرامية؟

-بالفعل فما تم تناوله فى المسلسل ليس مشاكل التعليم فقط، بل التربية أيضًا، حتى الوزارة تسمى بالتربية والتعليم أى أن الاثنين يكملان بعضهما البعض، فنحن نحتاج لأكثر من عمل لمناقشة فكرة مستقبل أبنائنا وبنائهم والتعليم ومواجهة أضرار التكنولوجيا وغيرها من القضايا، أى أن عملاً واحدًا لن يستطيع أن يواجه كل هذا، فنحن حاولنا التصدى لأكثر من مؤشر للخطر الذى يحيط بأبنائنا، لكنه مجرد دق لناقوس الخطر ويجب أن يكون هناك أكثر من عمل حول هذه المشاكل.

هل هناك موضوعات اجتماعية أخرى يجب أن تتطرق إليها الدراما؟

-نعم فنحن بحاجة إلى عودة الأعمال التى تعبر عنا وعن أزماتنا وفكرنا وعاداتنا الأسرية. وهناك عدد كبير من القضايا ومنها المرأة المعيلة والتى تقوم بتربية أبنائها وحدها، فهذا موضوع ثرىّ جدًا، على الرغم من أننى قدمته من قبل فى مسلسل (فالنتينو) فإن الشخصية تحتاج للمزيد من التفاصيل والتى نراها حولنا من نماذج لسيدات مؤثرات ومن تحديات يواجهنها وحدهن، بالإضافة إلى ختان الإناث والمشاكل الناتجة عن الجهل بالتربية الجيدة وكيفية الحفاظ على النشء الجديد.

كيف تقومين باختيار أدوارك؟

-أولاً، أركز على النص وفكرة العمل إذا كان يقدم رسالة ويفيد الجمهور أم لا، بالإضافة إلى فريق العمل والدور الذى سأقدمه إذا كان مؤثرًا أم لا، فأنا لا أهتم بحجم الدور بقدر ما أهتم بتأثيره فى الأحداث، وأكبر دليل على ذلك، ظهورى العام قبل الماضى فى الحلقة الأولى فقط من مسلسل (حدوتة مرة) فى دور الأم الذى تم بناء القصة عليه وحصلت على إشادة من الجمهور والنقاد وغيرهم.

 

ما سبب قلة أعمالك؟

-هذا السؤال يتم توجيهه إلى المنتجين والمخرجين، فأنا أقبل الأدوار الجيدة التى تعرض علىّ، ولكن لا يتم عرض الكثير من الأعمال علىّ من الأساس، ففى وسط كل هذا الكم من الأعمال الرمضانية لم يعرض على سوى مسلسل (ولاد ناس) وأنا راضية به خاصة أننى لم أكن أستطيع التوفيق بين المجهود النفسى لشخصية «أروى» ودور آخر. وأحاول قدر الإمكان أن أقدم أدوارًا مميزة، ولكنى لست مقلة فى التواجد فربما يكون هناك حسابات للسوق أو «شللية» أو أصحاب ومعارف وأنا لست معهم، لذلك لا يتم ترشيحى كثيرًا.

هل ندمت على الغياب لسنوات عن الساحة الفنية؟

-جاء قرار غيابى بسبب خوفى على أولادى بعد عام 2011، حيث كانا صغيرى السن وقتها.. ولكنى لم أندم خاصة أننى عدت فى نفس المكانة الفنية التى كنت عليها، فهناك فنانون عادوا إلى نقطة الصفر بعد الغياب ولم يستطيعوا استعادة مكانتهم التى كانوا بها من قبل.

لكن هل أثّر الغياب على حصولك على بطولات مطلقة؟

-أنا من الأساس ضد فكرة النجم الأوحد، فلا يوجد بطولة فردية «من الجلدة للجلدة» وهى ظاهرة ظهرت وانتشرت منذ 6 أو 7 سنوات وتحدث لـ«تفصيل» دور لزوجة مخرج أو منتج أو فنان له أصدقاء، ويكون هو البطل الأوحد، هذا الأمر خطأ كبير لأن أى قصة تتكون من بطولات جماعية من وجهة نظرى حتى وإن كان العمل يحمل اسم نجم أو نجمة فى الدعاية، ولكن القصة نفسها لا يمكنها الاعتماد على هذا البطل فقط ولكل فنان دوره لأنه لا يوجد أحد يعيش بمفرده فى الحياة لكى يتم تسليط الضوء عليه فقط دون وجود أفراد بجانبه.

هل تهتمين بالتواصل مع الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعى؟

-وسائل التواصل مهمة وأصبحت ضرورة للفنان للتواصل مع جمهوره، ولكن الأمر يتم معالجته بالشكل الخاطئ فيتم حساب نجاح الفنان بعدد المتابعين له، ولذلك أصبح هناك عدد من الفنانين الذين يركزون على الحصول على المتابعين و«اللايكات» دون الاهتمام بمهنتهم الرئيسية.. فإذا كنت أريد أن أحصل على متابعين فقط فمن الأفضل أن أعمل كموديل وأنشر جلسات تصوير مختلفة، أو أن أعمل كـ«بلوجر أو فاشونستا» وغيرها من الأعمال الخاصة بالسوشيال ميديا، ولكنى فى النهاية فنانة يجب أن أهتم بكيفية تشخيص الدور وتحويله للحم ودم.