الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مرصد نون القوة لدراما رمضان كلمة واحدة كفيلة أن تغير مسار المرأة فى الواقع والدراما رغم عنف الكلمات النساء صامدات

«الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور»، جملة من أصدق ما كتبه الكاتب الكبير «عبدالرحمن الشرقاوى»، والتى تُعدّ السمة المميزة للأسبوع الثانى من مسلسلات رمضان هذا العام، فقد ظهر كيف كان لكلمة واحدة أن تُغيِّر شخصية المرأة، وشكل حياتها. وفى الوقت الذى تعرضت فيه النساء فى الدراما لكلمات أقوى من طلقات الرصاص، إلا أنها لم تقتلهن؛ بل زادتهن قوة وتمسكًا وإصرارًا على تحدى الصعاب، ومواجهة شراسة المجتمع والحياة.



وكانت من الكلمات المؤثرة على المرأة فى دراما رمضان:

 

«شهيد» فى مسلسل «الاختيار 2»

 

من أصعب الكلمات واللحظات التى مرت على زوجات الضباط خلال حلقات مسلسل (الاختيار 2: رجال الظل)، كلمة «شدى حيلك»، أو «البقاء لله»، الكفيلة بتغيير صورة الحياة فى أعينهن تمامًا؛ إذ يضطررن إلى مواجهة مصيرهن الصعب، من خلال قيامهن بدور الأم والأب فى آن واحد، مما يحتاج لصلابة وقوة تحمُّل كبيرة، من أجل استمرار الحياة.

كان ضمن المشاهد المؤثرة والصعبة، مشهد تلقى «رشا – بشرى»، زوجة المقدم «محمد مبروك – إياد نصار» خبر اغتياله، بكلمة واحدة من صديقتها «نادية – إنجى المقدم»، وهى كلمة «محمد شهيد»، التى جاءت ردًا على سؤال «رشا» لها: «محمد مات؟».

وقد نزلت الكلمة على الزوجة كالصاعقة. ومع ذلك، استقبلت الخبر بترديدها: «هاسكت، هاسكت، هاسكت»، خوفًا على أطفالها من سماع الخبر؛ ورغم انهيارها  مرات فى أحضان صديقتها؛ فإنها عاودت الوقوف مصممة على الصمت والصمود، وهما الصفتان اللتان أظهرتهما فى عزاء زوجها، حينما شدَّدت على ضرورة عدم معرفة أولادها بالخبر، وأنها مضطرة لاتخاذ دور زوجها الشهيد فى حياة أولادها. ورغم مرارة الموقف، وصعوبة استيعابة؛ فإنها تحملته بهدوء ظاهرى، حينما قالت كلمة واحدة، وهى «الحمد لله»، وهو ما جعل «عالية – أسماء أبو اليزيد» تقول لخطيبها الضابط «يوسف رفاعى – أحمد مكي»: «رشا قوية أوى». 

 

 

 

«بتستغفلينى».. «أنت طالق» فى مسلسل (لعبة نيوتن)

منذ الحلقات الأولى، كان تأثير كلمات «حازم – محمد ممدوح» زوج بطلة المسلسل «هنا – منى زكى» ذات تأثير سلبى عليها، ومع ذلك استطاعت البطلة تحويل كلماته لأداة تدفعها لتحقيق أهدافها. 

وقد بدأ الأسبوع الثانى من عرض المسلسل، بإظهار البطلة لقوة تحمل شديدة، بناء على كلمة من زوجها، حينما طلبها على الهاتف، بعد اكتشافه أنها تمكث مع شاب «زى – آدم الشرقاوى» فى منزله، ومن بين كلام كثير، قال لها بشك وعصبية: «بتستغفلينى!». لترد عليه زوجته، التى شعرت بظلم شديد بلهجة حادة، رافضة أسلوبه وكلماته، ومؤكدة أنها لن تكمل حياتها مع شخص يشك فيها، وأنها لن تعود إليه، رغم تفكيرها بجدية العودة لمصر، بعدما قال لها فى إحدى المكالمات، أنه يحتاج إليها بجانبه. 

وكعادتها استطاعت تحويل هذا اليأس إلى طاقة تدفعها لاستكمال مشوارها، وتحدى الصعاب التى مرت بها وحدها. وهذا ما أكدت عليه «هنا»، حينما أوضحت أنها ستكمل الحياة فى الولايات المتحدة رغبة منها فى تحقيق ذاتها، والعيش بطريقة أفضل.

وخلال نهاية الأسبوع،  ومع ولادتها المأساوية لطفلها، حاولت أن تعاود الاتصال بزوجها، لتخبره بولادتها، لكنها فوجئت برسالة صوتية منه يُبلغها بنهاية زواجهما، حينما قال، بعد وابل من الكلمات الحادة: «أنت طالق»، وهى الكلمة التى جعلت «هنا» تنهار عصبيًا، وتثير جلبة فى المستشفى، خاصة بعد إبقاء ابنها فى الحضّانة، وتطلب رؤية ابنها، وتهدد بقتل نفسها.

أظهر مسلسل (لعبة نيوتن) كيف يمكن لكلمة، أو بضع كلمات قاسية أو محطمة، أن تُغيِّر شخصية البطلة، ومشاعرها، وتحركاتها؛ بل حياتها كلها، وفى الوقت ذاته، أظهرت أن نفس الكلمات يمكن استغلالها بشكل آخر لتزويد المرأة بقوة أكبر مما كانت عليه، من أجل مواجهة مصاعب الحياة.

 

 

 

«تعبت منك» فى مسلسل «خلى بالك من زيزى»

وصل الخلاف بين الزوجين «زيزى – أمينة خليل»، و«هشام – على قاسم» لذروته، ومع ذلك، وجدت اللحظات الرومانسية مكانًا تدخل منه بين الزوجين بعد الخلاف، بشكل كان من المفترض أن يرجع المياه لمجاريها، لكن رفيقة الزوج «ياسمين – جلا هاشم»، ذهبت لمنزلهما، ومن ثم طعنت البطلة بكلماتها الحادة، وأعربت لها عن رغبة «هشام» فى التخلص منها، وأنه كان يتمنى ألا تصبح حاملًا منه، حتى ينهى الزواج.

وعليه، ركضت البطلة فى الشارع لتنفس عن غضبها وحزنها مما سمعت، ولكن زوجها أوقفها ليواجهها بكلمات أصعب، كانت بمثابة الصفعة التى أفاقت البطلة، إذ قال لها: «حبى ليكى مبقاش كفاية يشيل تعبى منك»، شارحًا كيف وصل به الحال ليرغب فى الانفصال، نتيجة لانفعالاتها الزائدة، لتكتشف «زيزى» الخطأ الذى وقعت فيه منذ الحلقات الأولى، وكيف أضاع غضبها المفرط، وشخصيتها الصعبة – وإن كانت لصعوبة ظروف عدم الحمل- زوجها منها. لتحاول من جديد تغيير شخصيتها للأفضل.

فرغم عنف كلمات زوجها؛ فإن الزوجة لم تصل للانهيار، مثلما فعلت طوال الحلقات السابقة، بل تقبلته برباطة جأش، وحاولت أن تتغير للأفضل.

 

 

 

كتمان الكلمة فى مسلسل (هجمة مرتدة)

عندما عادت «دينا أبو زيد – هند صبرى» إلى مصر، وذهبت لمقابلة جدها «عبدالله أبوصلاح – عبد الرحمن أبوزهرة» باشتياق وفرحة عارمة، صدمها ردة فعله حينما صفعها بقوة بدلًا من احتضانها، بسبب تصريحاتها ضد القضية الفلسطينية فى إحدى القنوات الغربية، ورغم شعورها بالظلم والألم لاعتقاده الخاطئ عنها، وعدم قدرتها على البوح بالحقيقة، بأن ما قامت به مجرد جزء من عملها فى جهاز المخابرات، فإنها كتمت تلك الكلمات بحسرة وقوة، ظهرت فى دموعها الحبيسة ونظراتها المتوسلة، التى حولتها فورًا عن جدها، حين اضطرت لاستكمال تمثيلها، بأن هذا ما يتطلبه العمل، قائلة: «ماتفهمنيش غلط، ده كان كلام عشان.. الناس اللى فى الشغل عندى كانوا عارفين إنى لو مردتش كدة يبقى أنا مش قد الشغلانة دى»، مما أجبر الجد على طردها من المنزل.

ظهرت قوة «دينا» حينما كانت  تستطيع بكلمة واحدة إنهاء الموقف، ولكنها منعت نفسها، خوفًا من الإضرار بمصالح الوطن، إذ تم فضح أمرها، حتى لأقرب الناس على قلبها، متحملة كلماته التى كانت أشبه بالرصاص، وقبلت أمر طردها.

 

 

 

«الحقى أبوكى» فى مسلسل (اللى ملوش كبير)

كان الضغط بورقة العائلة على بطلة المسلسل «غزل – ياسمين عبدالعزيز» ناجحًا جدًا فى عودتها لزوجها «عابد – خالد الصاوى»، الذى اعتدى عليها بالضرب والإهانة.

فقد تحدثت «نادين – دنيا عبدالعزيز» مع «غزل» على الهاتف، وبجانبها «عابد»، الذى يلقن «نادين» الكلام، حتى تقنعها بالعودة إلى زوجها، عبر خداعها بأن والدها «عبده – فتوح أحمد» دخل المستشفى، بسبب خوفه من طرد «عابد» له ثأرًا من «غزل»، كما جاءت هذه المكالمة، بعد مكالمة خادعة أخرى، من قبل عائلة البطلة، ليقنعوها بأنهم سوف يشردون، بسبب زوجها، وقال لها أبوها: «الحقى أبوكى يا بنتى، بعد العمر ده هايترمى فى الشارع»، مما يضطر «غزل» أن تعود كرهًا مرة أخرى لزوجها.

رغم هروب البطلة من زوجها بسبب رفضها للإهانة، وتمردها على الضعف؛ فإنّها قررت العودة بجرأة لزوجها، بشرط ألا تتعرض للإهانة منه مرة أخرى، نتيجة لكلمة من الأب، وعن الأب، لتواجه الصعاب مرة أخرى لكن بشجاعة أكبر أمام زوجها.