تيترات وإعلانات (3)

ولانزال نستكمل الحديث عن تيترات وإعلانات رمضان 2021 وفقًا للمعايير التى وضعناها فى المقال الأول، وهى أن تكون الأغنية معبرة عن أحداث العمل الدرامى من حيث مضمون الكلمات وكذلك التناول الموسيقى، ويجب أن نلاحظ أن هناك اختلافًا بين ما يقدمه صناع الأغانى فى ألبوماتهم وبين ما يقدمونه فى موسم رمضان، كذلك أن تكون هذه الأغانى معبرة عن النطاق الزمنى الذى تدور فيه أحداث المسلسل، واستغلال صناع الأغانى للمساحة الواسعة المتاحة لديهم ليقوموا باستخدام مفردات جديدة فى موضوعات لها أبعاد أكبر من الأبعاد العاطفية كما جرت العادة فى الألبومات التقليدية.

لنجد تيتر مسلسل (الاختيار 2) ينطبق عليه كل هذه المعايير مجتمعة، وأهمها أن من لم يشاهد الجزء الأول من المسلسل فى رمضان الماضى، فبمجرد سماع الأغنية التى أداها «أحمد سعد»، سوف يعلم طبيعة الأحداث التى يدور فيها المسلسل، والأجمل فى هذه الأغنية المشاركة الغنائية بين أحمد سعد وملحن الأغنية أحمد فرحات لكى يشعر المستمع بأن هناك حالة من التكامل بين بطلى المسلسل «كريم ومكى» وبين بطلى التتر الغنائى وكذلك الكلمات التى تحدثت بلسان أبطال الشرطة وتضحياتهم فى سبيل الوطن، واستخدام الشاعر «نصر الدين ناجى» لجملة «طالعين بمصر من العوز» لتتماشى مع حديث سابق للرئيس «السيسى» كان تحدث فيه عن التحديات التى تواجه بلدنا وخطته فى التعامل معها مع المسئولين وباقى أفراد الشعب.

على النقيض نجد أغنية (كل كلام الحب) والتى صدرت قبل عرض مسلسل (هجمة مرتدة) كأسلوب دعائى للعمل، وهى أغنية تشبه عشرات الأغانى العاطفية التى قدمها «مدحت صالح» فى مشواره الفنى، تقف فى منطقة محايدة، فهى لا تضيف إلى رصيده أى شىء ولا تنتقص منه بطبيعة الحال، ولكن التنفيذ الذى خرجت به الأغنية للعرض على موقع «يوتيوب» ووسائل التواصل الاجتماعى، سنجد أن أكثر من 90% من المشاهد التى عرضت فى «الكليب» تبرز عمليات تفجيرات ومطاردات وأجواء مثيرة، لا تتماشى بأى حال من الأحوال مع الكلمات العاطفية والموسيقى الهادئة التى تغنى بهما «مدحت صالح»، وأيضًا ما زاد الأمر سوءًا استخدام جملة حوارية للممثل القدير «أحمد فؤاد سليم» والتى يقول فيها «المصريين وقت الأزمة تشوف منهم اللى ميخطرش على بالك»، لنسأل أنفسنا هل هذه الكلمات المقصود بها مصر؟ لتصطدم بجملة «أيمن بهجت قمر» «يابنت اللذينة»، لتتأكد أنها من المستحيل أن يكون المقصود بالأغنية الغناء إلى مصر، فنشعر بالارتباك، ولا نفهم لماذا وظفت الأغنية بهذا الشكل من الأساس؟! وبما إننا تحدثنا عن «أيمن بهجت قمر» فلديه أغنية «نموذجية»، ولكن فى مسلسل (اللى مالوش كبير)، والتى ينطبق عليها كل المعايير التى تحدثنا عنها فى بداية هذه السلسلة؛ حيث تم استخدام اسم المسلسل «اللى مالوش كبير»، داخل الأغنية، وجاء موضوع الأغنية مخالفًا عن الموضوعات العاطفية التى تستخدم فى أغانى الألبومات التقليدية، كما أن كلماتها تتماشى مع طبيعة أبطال المسلسل الذين يتحدثون بلهجة «شعبية»، فكان من الطبيعى أن نجد فى الأغنية مصطلحات مثل «كله يالا نفسى.. خانا اللى كلنا معاهم من نفس الطبق.. البيوت مرايات شوف مين بتطلعه.. اللى بيختار غلط سكوته بيدمره»، كذلك الألحان لـ«وليد سعد» صاحب النجاحات الكبيرة والذى شكّل ثنائيًا ناجحًا مع «أيمن» فى العديد من الأغانى، وكذلك «إبراهيم الحكمى» مغنى التيتر والذى سبق له الغناء فى الكثير من المسلسلات مثل: (الطوفان، جبل الحلال، نسر الصعيد وفى يوم وليلة) مع نفس الثنائى الشاعر «أيمن بهجت قمر» والملحن «وليد سعد».