الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دورى النقاد..ناهد صلاح:خلّى بالك من الكوميديا

لا تحتاج الكوميديا إلى تقلص مساحتها فى الدراما التليفزيونية لرمضان هذا العام، كى تتأكد إصابتها بجدب وفقر، فى الوعى والثقافة وكذلك فى الخيال الإبداعى، فقد شاهدنا فى السنوات السابقة أعمالاً افتقدت تلك اللغة العميقة فى صناعة الضحكة الجميلة والكوميديا الحقيقية، واعتمدت على ممثلين ظنوا أن قدراتهم الذاتية وحدها كافية، فكانت النتيجة الحتمية فوضى فى إنتاج صنيع فنى هش، مسلسلات منقوصة، مرتبكة، عاجزة عن ابتكار لغة متجددة، ذلك نابع من أزمة الكتابة الفنية والموضوعات الساذجة والتمثيل السطحى.



غاب «عادل إمام» هذا العام، وخرج مسلسل (عالم موازى) من الماراثون الرمضانى لعدم استكمال تصوير مشاهده، بعد إصابة بطلته «دنيا سمير غانم» ووالدتها «دلال عبدالعزيز» المُشاركة فى المسلسل بفيروس كورونا، فأصبح الامتثال لحضرة الكوميديا مقتصرًا على: (أحسن أب، فارس بلا جواز، خلى بالك من زيزى، نجيب زاهى زركش).

إذن، لو اتفقنا على وجود خلل فى الدراما الكوميدية، يكشف عن الفراغ الدرامى والإنسانى فى أعمال عدة شاهدناها فى السنوات الأخيرة، ارتكزت على حركات وإيفيهات وحوارات بليدة، فإن مسلسلاً مثل (أحسن أب) نجد «على ربيع» هو الأب الذى يسعى أن يكون مثاليًا، على حسب السيناريو الذى يستخدم أدوات ساذجة لإضحاك عابر، بدون تقديم مواقف إنسانية مغلفة بكوميديا جدية، وهنا يظهر السؤال: هل أرادوا أصلًا التعبير عن مواقف إنسانية؟

من هذه النقطة، فإن نظرة لمسلسل (فارس بلا جواز) يجسد «مصطفى قمر»، فى حلقات متصلة منفصلة، شخصية «فارس» الذى تجبره ظروف خارجة عن إرادته للتفتيش عن عروس، نجد أن الممثل هنا لا ينتمى لتيار الكوميديا، كما أن التيمة ليست مبتكرة وتكشف عن بهتان فى الموضوع وإسرافه فى إثارة ضحك عَرَضى، مجرد مسلسل للتسلية ولا يعنيه غير ذلك.

حسناً، فالممثل ليس شرطًا أن يكون كوميديًا من الأساس، ليقدم هذا اللون، هذا ما نلحظه أيضًا فى مسلسل (خلى بالك من زيزى)، فالشرط الأساسى هو التجديد وبراعة الأداء، كما فعلت «أمينة خليل» فى مسلسل مصنوع بلغة مبسطة وسلسة، فيه هذا التلاقى الساخر بين التفاصيل والحكايات بدون ادعاء أو ثرثرة درامية، «زينب» تجد نفسها فجأة فى مواجهة تحول عنيف فى حياتها العائلية، تفشل محاولاتها فى الإنجاب ثم تخسر زوجها الذى يصارع هو الآخر بسبب علاقتهما، «زيزى»  تثير ضحك المشاهدين، لكن حركتها المفرطة وسلوكها العصبى، يتوارى خلفهما حكاية موجعة، أداء «أمينة خليل» بلغ الحد المدهش فى إظهار غضبها الداخلى وضياعها المخفى وأزمتها الذاتية.

مسلسل (نجيب زاهى زركش)، ربما يستدعى سؤالًا من نوع: هل يجب أن يكون الممثل الكوميدى مثقفًا، منتبهًا إلى أهمية الفعل الإبداعى فى الوعيين الفردى والجماعى؟ فى رأيى يجدر أن تكون الإجابة نعم، خصوصًا مع ممثل فى قيمة «يحيى الفخرانى»، فنحن أمام حالة متفردة يصعب معها اعتبار المسلسل على أنه مجرد رقم فى السباق الرمضانى، فسواء نسى صُنّاعه الإشارة إلى الفيلم الإيطالى (الزواج على الطريقة الإيطالية) (1964) إخراج «فيتوريو دى سيكا»، بطولة «صوفيا لورين»، «مارشيللو ماستوريانى»، أو مسرحية (فيلومينا ماتوراتو) تأليف «إدواردو دى فيليبو»، النص الأصلى الذى تم اقتباس العمل عنه، أم لم يفعلوا، إننا إزاء عمل ناهض فى المقام الأول على سحر النجم، على الرغم من أنه فى النص الأصلى المرأة هى محور العمل ومساحة دورها أوسع، حتى إن النص نفسه يحمل اسمها، لكن هنا «فيلومينا» أو «شفيقة» التى جسدتها «هالة فاخر»، تختفى ويكون النجم هو الأساس الذى تدور حوله الأحداث، بينما نجد «الفخرانى» لاعبًا بارعًا فى التحكم بالشخصية ومفرداتها وتفاصيلها وفى تفكيك معالمها وامتداداتها وفضاءاتها، إذ ينجح فى الإمساك بها من الداخل، والعمل على تطويعها وفقاً لمسار الحكاية.

 

أفضل مسلسل

نجيب زاهى زركش

أفضل ممثل

يحيى الفخرانى

أفضل ممثلة

أمينة خليل