الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الدورة الرمضانية: كورة شراب.. موسيقار اليد يعزف اللحن الأخير

ما قبل موسم 2003، شهدت كرة اليد المصرية تراجعًا كبيرًا على المستوى المحلى والدولى قبل ظهور الفتى الذهبى الذى قرر استكمال مسيرة والده بل وتفوق عليه، اللاعب الذى قال عنه ناديه: «عندما نرغب فى التعاقد مع لاعب ويرفض نلجأ إلى أحمد الأحمر يتصل باللاعب فنحصل على توقيعه، يكفيه أنه سيلعب بجوار الأحمر».



«الأحمر النارى.. الأبيض الذهبى»، الإرث الذى تركه هذا الاسم لكرة اليد المصرية لم يتركه من قبله أحد لجماهير ومحبى هذه اللعبه، الجماهير لم تعشقه لمهارته وإنجازاته، فحبه فى قلوب الجميع ليس له سبب مشروط، فالجميع يكتفى بسماع اسمه حتى وإن لم يره يصول ويجول فى ساحة الميدان، أحمد الأحمر لم يبحث عن فريق يضيف لرصيده ونجوميته، بل اختار أن يكون اسم الأحمر إضافة لأى فريق يرتدى قميصه.

أحمد الأحمر نجح فى تغيير معادلة الشغف بكرة القدم، عندما خلق حالة خاصة بكرة اليد المصرية، وكأنه موسيقار يصنع ألحانًا عظيمة خطفت قلوب ومشاعر الجماهير، لم يعجز عن تحقيق أحلام الجماهير  وبث السعادة والفرحة فى قلوب الملايين من خلال لمساته السحرية، وموهبته الفذة، وحضوره القوى الذى ولد به بالفطرة.

قبل أن أكون ناقدًا وصحفيًا فأنا أحد محبى ومشجعى أحمد الأحمر، وبحكم شغفى ومتابعتى لمشوار الأحمر ومسيرته الحافلة بالأرقام والإنجازات، اكتشفت أنه لم يكن يومًا باحثًا عن مجد أو تاريخ، بل اختار أن يكون هو الملهم لتلك اللعبة فى مصر والوطن العربى.

تاريخ أحمد الأحمر يدعو للفخر، فرغم سنه الصغيرة إلا أنه نجح فى تحقيق أرقام مذهلة لن يقوى على تحقيقها غيره، فهو  صاحب ‏55 بطولة مع جميع الأندية التى لعب لها، بالإضافة إلى منتخب مصر، كما حققق 29 بطولة محلية وقارية مع نادى الزمالك، والهداف التاريخى لكأس العالم للأندية، وأكثر لاعبى كرة اليد فى العالم تتويجًا بالبطولات القارية فى التاريخ، وأكثر رياضى تحقيقًا للبطولات القارية.

لمن لا يعرف، التاريخ الذى صنعه أحمد الأحمر ليس وليد الصدفة، الأحمر آمن بنفسه وبموهبته فآمن به الجميع، بدأ حياته لاعبًا لكرة اليد، ثم لاعبًا لكرة القدم بنادى الزمالك، وفى سن التاسعة عشرة قرر ترك كرة القدم عشقًا فى كرة اليد، وكان هذا عكس رغبة والده الذى أراده أن يستكمل مسيرته مع كرة القدم، ولم يكن يعلم ماذا ينتظر هذا الفتى الصغير من تاريخ وإنجازات مع اللعبة التى أصبح متيمًا بها.

إعلان أحمد الأحمر الاعتزال الدولى عقب أوليمبياد طوكيو، بمثابة هزة لى شخصيًا، فكيف ستكون كرة اليد عقب اعتزال آخر عناقيد الموهوبين، الأحمر بالنسبة للجماهير المصرية لم يكن لاعبًا عاديًا، فهو اختار منذ البداية أن لا يكون لاعبًا عاديًا، اختار أن يكون مناضلًا وبطلًا وأسطورة خالدة فى أذهان الجميع.

الكلمات مهما كانت تبقى كلمات لا تصف ما نشعر به، لذلك ربما لن أستطيع من خلال كلماتى إقصاءك عن قرارك، وفي النهاية تلك هى سنة الحياة، وسنكتفى بوجودك على الخطوط للتأثير فى مستقبل الأجيال القادمة أيها «الأحمر النارى الأبيض الذهبي».