الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مترو العجائب !

 من حق بريطانيا أن تفاخر الأمم يوم القيامة باختراعها الذى هو مترو الأنفاق.. أو أحد عجائب  الدنيا السبع  بحق وحقيقي.. هو المترو الأضخم والأكبر والأقدم.. وقد دخل الخدمة منذ مائة وخمسين عاما.. يعنى كانت المواصلات وقتها رائقة والحياة سهلة.. ولم يعرفوا ساعتها اختراعات الزحمة.. ومع هذا فكروا وخططوا ونفذوا مترو لندن.. وتنبأوا بأهميته فى المستقبل.. ربما لأن الفلوس وقتها كانت بغير حساب.. وربما لأن بريطانيا وقتها كانت الإمبراطورية الأكثر ثراء فى التاريخ ولم تكن تغيب عنها الشمس..!!



 

 فى مترو لندن أشعر أننى صاحب بيت.. لأن هذا البناء الضخم تم على حسابى ومن فلوسى ومن نهب كنوز وخيرات مصر وقطن مصر وقناة سويس مصر.. ولهذا فإننى شريك بالنصف فى هذا البناء العقد.. والذى يفرح المعقد ويضم 320 محطة بطول العاصمة وعرضها.. وفى بعض المحطات يمتد البناء ليصبح عمارة كاملة من سبعة طوابق تحت الأرض.. 

ولكى تركب المترو عليك أولا بمراجعة دروس الجغرافيا والرسم البياني..

لكى تذاكر خريطة المترو وحتى تحدد طريقك بدقة بين 35 خطا متقاطعا ومتداخلا تشمل جميع أحياء العاصمة البريطانية..  النزول طبعا للمترو والصعود منه عن طريق  السلالم المتحركة أتوماتيكيا.. والتى لا تعطل أبدا.. لكنها تتوقف عن العمل إذا لم يستخدمها راكب.. ولكن بمجرد ركوب راكب عليها تعود للعمل أتوماتيكيا.. والصيانة هناك مستمرة.. لأن المهم هو راحة الزبون.. والإعلانات على جانبى  السلم تطالعها فى الصعود والهبوط.. أشهرها إعلانات البريد والتليفون.. لتشجيع المواطن على استخدم تلك الخدمات الممتازة التابعة لشركات مساهمة تحقق أرباحا ضخمة..  والمهم أنها منضبطة   وبامتياز.. تماما كالساعة السويسي.. 

 والشيء الغريب يا أخي.. هو النظافة الفائقة التى تتمتع بها عربات المترو.. وبعضها قديم ومتهالك لكنها بفضل الصيانة والنظافة تبدو فى أحسن حال.. والنوافذ لامعة بفضل النظافة اليومية والدورية.. ولا تجد بقعا للشحم والزيت كالتى تجدها فى متروهات بلاد نعرفها !!

ويا ميت خسارة على مترو الأنفاق العظيم.. وقد تدهورت به الأحوال  فصار تجمعا حقيقيا للأخوة من قبيلة عشانا عليك يا رب..   والخيبة القوية أنهم متسولون ماركة حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة... 

 يعنى متسولون بشكل واضح صريح.. لأن المتسول فى باقى دول أوروبا يتسول بالموسيقى والرسم والرقص.. لكن متسولى مترو لندن لا يتجملون ويفتقدون للحس الفني.. والواحدة منهن تضع طفلا على كتفها.. أو تسحب رجلا عجوزا وتمد يدها لله يا محسنين..  فشر شحاتين السيدة والحسين..  إذا كان يجوز أن ترى أكوام الشحاتين فى السيدة بحكم عوامل الفقر وقلة الحيلة.. فإنه لا يجوزأن تراهم فى مترو لندن.. العاصمة التى كانت لا تغيب عنها  الشمس..!!

 الغريب أنهم ليسوا من المحتاجين.. لكنهم نصابون وممثلون من الدرجة العاشرة.. والواحدة منهن تربط رأسها بمنديل وتدعى أنها من لاجئات سوريا أو الإيجور.. مستغلين حالة التعاطف الشعبى مع مأساة اللاجئين.. وفى الحقيقة هى إنجليزية من النوع الفاجر.. تتكلم (كوكني) أو اللغة الإنجليزية الدارجة التى لا يجيدها سوى أهالى لندن وليس اللاجئين المهاجرين!

عليه العوض ومنه العوض على الإمبراطورية التى غابت عنها الشمس وانحسرت وراحت فى سبات عميق..!!.