الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قطاع الثقافة شريك أساسى فى الفيوم 9.7 مليار جنيه تكلفة تطوير قرى مركزى إطسا ويوسف الصديق

هنبدأ جولتنا من أكبر واحة طبيعية فى  محافظات مصر وهى محافظة الفيوم التى تقع فى إقليم شمال الصعيد والذى يضم ثلاث محافظات هى الفيوم، بنى سويف، المنيا. وتتوسط محافظات مصر الوسطى الجيزة، وبنى سويف، والمنيا، وتحيط الصحراء  محافظة الفيوم من كل جانب فيما عدا جنوبها الشرقى الذى يتصل بمحافظة بنى سويف. وتشتهر الفيوم بوجود العديد من الأماكن الطبيعية أشهرها محمية بحيرة قارون، ومحمية وادى الريان، ومحمية وادى الحيتان المسجلة ضمن مواقع التراث العالمى.



حظيت محافظة الفيوم بالنصيب الأكبر من حجم الاستمارات العامة الموجهة لإقامة المشروعات القومية وفقًا لموازنة 2020-2021 بلغت 191 مشروعًا، بتكلفة 2.9 مليار جنيه بنسبة زيادة 38% عن خطة عام 2019-2020، بعد أن أصبحت نسبة النمو فى الاستثمارات الممولة من الخزانة العامة والموجهة لمحافظة الفيوم تبلغ نحو %28.

ولقد وجهت الحكومة استثمارات فى قطاع الإسكان والعشوائيات فى محافظة الفيوم بقيمة 988 مليون جنيه أى بنسبة %34 من إجمالى هذه الاستثمارات، وجهت لخدمات مياه الشرب والصرف الصحى، ومشروعات قطاع الكهرباء التى شهدت طفرة خلال الفترة الأخيرة متمثلة فى أعمال نقل وتحويل مسار الشبكة الكهربائية بالكامل والتى كانت متعارضة مع المشروع القومى لتطوير الطرق القومية، فضلا عن استكمال التغذية الكهربائية لمشروع استخلاص المعادن من الرمال السوداء.

مركزا إطسا ويوسف الصديق

مركزا «إطسا» و«يوسف الصديق» يمثلان نحو %30 من إجمالى محافظة الفيوم من حيث المساحة وعدد السكان، والتكلفة التقديرية لأعمال التطوير التى ستشملها «حياة كريمة» بالمركزين تبلغ 9.7 مليار جنيه، بواقع 5.4 مليار جنيه لمركز إطسا و4.3 مليار جنيه لمركز يوسف الصديق.

تستهدف المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة، بمحافظة الفيوم، نحو 44 قرية بمركز إطسا، و9 قرى بمركز يوسف الصديق، والتى  دخلت ضمن أعمال التطوير، والتى تشمل رفع كفاءة شبكة الطرق، والمبانى الحكومية والخدمية، وتوصيل خدمة الصرف الصحى للقرى المحرومة، وتبطين الترع، وتزويد هذه القرى بالخدمات غير المتوفرة حاليًا، لتكون قرى نموذجية.

واستحوذ مركز إطسا بمحافظة الفيوم، على نصيب الأسد ضمن المبادرة، باستهداف 44 قرية، وهو المركز الذى يعانى من سوء شبكة الطرق والخدمات، وانتشار الفقر فى العديد من قراه، منذ عقود طويلة، لدرجة أن بعض القرى، تقع على الحدود بين محافظة الفيوم والصحراء الغربية الممتدة إلى حدود مصر مع دولة ليبيا الشقيقة، والتى كان يسافر إليها بعض راغبى الهجرة من الفيوم، عبر مدقات وطرق غير ممهدة. 

قرية السدح 

وفى قرية السدح، التابعة لمركز إطسا، تبدأ جولتنا حيث تعد من القرى الفقيرة جدًا فى مركز إطسا، وحازت مؤخرًا على إعادة إعمار وتطوير 25 منزلا لبعض أهالى القرية، بمشاركة من مؤسسات المجتمع المدنى،  ضمن مبادرة «حياة كريمة».

وكما قال لنا خالد عاطف مدرس بقرية السدح: إن معنى مدينة إطسا قبطيا «مدينة صغيرة جميلة»، ولكنها تعد أفقر مدن الجمهورية، فلا يوجد بها خدمة الصرف الصحى حتى اليوم، ولا يوجد بها طريق جيد سواء بالمدينة أو القرى التابعة لها، والشوارع الداخلية بالمدينة سيئة جدًا، والخدمات ضعيفة، فهناك زحام طول الوقت على مكتب السجل المدنى،  والمركز كبير من حيث المساحة إلا أن هناك قرى بدائية جدًا حتى وقتنا الحالى.

والتقط خيط الحديث عبادى منصور من أهالى القرية قائلا: إن «قرية السدح»، تقع فى نهاية مركز إطسا، ولكى يصل لها أى من أبنائها يعانى مشقة كبيرة فى التنقل، فالطريق إليها طويل ومتفرع وغير ممهد، ونضطر إلى استخدام الدراجات النارية، كوسيلة مواصلات أساسية فى التنقل منها وإليها، فلا توجد سيارات أجرة تصل إليها، فضلا عن عدم وجود الكثير من الخدمات المهمة مثل الوحدة الصحية، وغيرها من الخدمات، ونقطع مسافات طويلة لكى نجد وحدة صحية لتلقى العلاج فيها فى حالة مرض أى من أبناء القرية.

قرية دار السلام مركز يوسف الصديق

وفى قرية دار السلام التابعة لمركز يوسف الصديق والتى تقع فى نهاية محافظة الفيوم، تمكنت مبادرة حياة كريمة من إحداث تغيير شامل  بها وإعادة إعمار ورفع كفاءة وتطوير 25 منزلًا للأسر الأولى بالرعاية، بالتعاون بين مؤسسة «صناع الخير»، وصندوق «تحيا مصر»، حيث شملت أعمال المبادرة بالقرية، تشطيبًا كاملاً لهذه المنازل، من سقف ومحارة، وسيراميك، ودهانات داخلية، وخارجية، ونجارة باب وشباك، وفرش المنازل بالكامل بأثاث جديد، وأجهزة كهربائية كاملة لكل منزل، وتسليم مشروعات تنموية مثل رؤوس أغنام ورؤوس ماشية، وتركيب وصلات مياه وعدادات.

وشملت أعمال المبادرة، تركيب وصلات مياه وعدادات، وإقامة مصنع للسجاد اليدوى بالقرية، يخدم أهالى دار السلام تحت إشراف مدربين على أعلى مستوى.

وكما قالت لنا صبرة إبراهيم من المستفيدات من مبادرة «حياة كريمة» بقرية دار السلام كان منزلنا بلا أثاث وكان بالطوب، وجاءت المؤسسة إلى قريتنا، وأعادوا تأهيل منزلنا من محارة وبلاط وفرش بالأجهزة، وحولوا المنزل إلى مكان جميل نعيش فيه، عكس ما كان عليه».

قرية الراشدية

ومن قرية الراشدية مركز يوسف الصديق قال لنا سيد هاشم من أهالى القرية: إن مبادرة «حياة كريمة» غيرت حياتنا إلى الأفضل، فكانت هذه المبادرة أشبه بطوق النجاة، وأعرب عن سعادته باختيار القرية ضمن القرى التى سيتم تغيير خطوط المياه بها، ورصف الطرق وإدخال الغاز وخطوط الاتصالات وإعادة تأهيل المنازل القديمة».

إنشاء مدارس جديدة فى مركزى إطسا ويوسف الصديق

أكدت مؤسسة حياة كريمة أنها تقوم حاليًا بتطوير عدد كبير من المدارس بمركزى إطسا، ويوسف الصديق فى محافظة الفيوم ما بين إحلال وتجديد وتوسعة من خلال المشروع القومى حياة كريمة موضحة أن المدارس التى تعمل بها بمحافظة الفيوم، هى مدرسة قلهانة الإعدادية (توسع أرضي) بنسبة تنفيذ بلغت إلى الآن %45 ومدرسة أهريت- تعليم أساسى (إحلال جزئى بنسبة تتفيذ %32 ومدرسة عزبة عبد ربه تعليم أساسى (إنشاء جديد بنسبة تتفيذ %15 ، بالإضافة إلى  مدرسة القرية الثانية (توسع أرضي) بنسبة تنفيذ %25 مدرسة الشهيد أحمد عبدالعزيز بنين (إحلال جزئي) بنسبة تنفيذ %6، ومدرسة أبو صير للتعليم الأساسى (توسع أرضي) بنسبة تنفيذ %7.

وأشارت مؤسسة حياة كريمة أنه توجد مدارس أخرى بالمبادرة منها: الجراى تعليم أساسى ومدرسة الشهيد عمرو محمد دهشان تعليم أساسى  ومدرسة الغرق الرسمية لغات ومدرسة قلمشاه الجديدة تعليم أساسى ومدرسة الغرق الجديدة تعليم أساسى ومدرسة منية الحيط الابتدائية ومدرسة عبد الكريم عبد المجيد تعليم أساسى ومدرسة حامد محمد خليفة الابتدائية  ومدرسة  سيف النصر قبلى الإبتدائية

وأكدت مؤسسة حياة كريمة أنه يجرى حاليا أعمال الرفع المساحى لمشروع الصرف الصحى فى قرى رواق، وشعلان، ومنشأة الأمير، وجارى عمل الجسات الأرضية بقريتى عنك، والسعدة بمركز يوسف الصديق، مضيفًا أنه تم البدء فى أعمال إنشاء محطتى سيدنا الخضر بيوسف الصديق ودانيال بإطسا.

وفى نهاية جولتنا التقينا الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم، الذى أكد لنا إن مبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى هى الأقوى خلال المائة عام الأخيرة، والتى تستهدف تطوير الريف المصرى خلال 3 أعوام، وتقتحم مشكلات مزمنة ومتراكمة منذ سنوات طويلة، لإيجاد حلول جذرية لها فى توقيتات زمنية محددة، موضحاً أن المبادرة تشمل قرى مركزى إطسا ويوسف الصديق بمحافظة الفيوم.

وأضاف، إنه فور إعلان المبادرة قامت المحافظة بوضع الخطط العلمية اللازمة، والعمل بشكل منهجى متكامل لدراسة احتياجات المركزين من البنية التحتية والخدمات العامة، وكذلك فتح نوافذ حوارية مع المواطنين من خلال جلسات الحوار المجتمعى، للوقوف على الاحتياجات الفعلية، فضلاً عن تشكيل لجنة للتخطيط المحلى بالمحافظة لوضع خطط التطوير بالتنسيق مع مختلف القطاعات، مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من وضع المخطط الرئيسى لتطوير المركزين والقرى الأم وتوابعها، كما تم الانتهاء من الشكل الأول للاحتياجات ومطابقة الخطط مع مطالب المواطنين خلال جلسات الحوار المجتمعى،  لافتًا إلى المتابعة المستمرة من رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، لإجراءات تطبيق المبادرة.

وأشار إلى أن تكلفة أعمال التطوير التى ستشملها «حياة كريمة» بالمركزين تبلغ 9.7 مليار جنيه، بواقع 5.4 مليار جنيه لمركز إطسا و4.3 مليار جنيه لمركز يوسف الصديق. مؤكداً أن القطاع المدنى له دور مهم وشريك أساسى فى تنفيذ المبادرة، مثمناً دور جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فى هذا الشأن، كما أكد المحافظ أن قطاع الثقافة شريك أساسى بالمبادرة الرئاسية، مشيرًا أنه سيتم تطوير المكتبات بمراكز الشباب لتكون بمثابة منصات ثقافية، كما أعلن المحافظ أنه سيتم إنشاء 3 مراكز خدمات متكاملة بمركز إطسا، لتوفير الخدمات الحكومية التى يحتاجها المواطن فى مكان واحد، مؤكدًا أنه سيتم مراعاة خطوط السير والكثافات السكانية خلال تنفيذ هذه المراكز. 

وأشار المحافظ إلى أنه سيتم استغلال الميزات النسبية لكل قرية من القرى، وتنميتها وتسويق منتجاتها، موضحًا أن خطط التطوير لا تقتصر على الأنشطة الزراعية والإنتاج الحيوانى وإنما تشمل التصنيع الزراعى وبناء تكتلات اقتصادية بالقرى المستهدفة، لتحقيق فوائد مباشرة لأهالى هذه القرى، الأمر الذى استلزم سماع رأى فئات أخرى مثل المرأة والشباب والأحزاب السياسية، بهدف التنوع فى عرض القضايا والتعرف على الاحتياجات الفعلية، مؤكدًا أن المبادرة تسعى لتحقيق أقصى استفادة للمواطن وتضمن له حياة كريمة.

وكشف «الأنصارى» عن مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى والصحة والتعليم والكهرباء والطرق وغيرها من مشروعات البنية التحتية جميعها مكونات أساسية بالمبادرة الرئاسية، مشيرًا إلى أنه سيتم التركيز على قطاع الزراعة الذى يمتاز به مركز إطسا، وأوضح المحافظ أن مشروعات الزراعة والرى تتحرك بصورة متكاملة، كما أن مشروعات تبطين الترع يصاحبها التوسع فى مشروعات الرى الحديث، وتبطين المساقى،  للحفاظ على المياه من الإهدار وزيادة إنتاجية الأراضى الزراعية، لافتًا إلى انخفاض عدد الشكاوى من نقص مياه الرى خلال الصيف الماضى بنحو 30 % مقارنة بالأعوام السابقة، مؤكدًا أن الفترة القادمة ستشهد تحسنًا ملحوظًا ونتائج حقيقية إيجابية، نتيجة التوسع فى تنفيذ مشروعات الرى الحديث وتبطين الترع والمساقى،  بالتنسيق بين مديريتى الزراعة والرى والبنك الزراعى وجهاز تنمية المشروعات.

ولفت محافظ الفيوم إلى أن خطة العمل فى تنفيذ المبادرة الرئاسية تعتمد على التنسيق المتكامل والعمل المشترك بين قطاعات العمل التنفيذى المختلفة، مع منظمات المجتمع المدنى،  والقيادات الطبيعية، والمواطنين، فضلًا عن المصارحة، والمكاشفة المجتمعية، للوقوف على المشكلات وإيجاد الحلول الجذرية لها، مشيرًا أنه سيتم الإعلان للمواطنين عن المشروعات التى سيتم تنفيذها وأماكنها وتوقيتاتها الزمنية المقررة.

أما الدكتور محمد التونى المتحدث الرسمى لمحافظة الفيوم، فقال لنا: إن وكلاء الوزارة وممثلى القطاعات، استعرضوا خلال عدة اجتماعات عددًا من ملامح المشروعات التى سيتم تنفيذها خلال المبادرة، ومنها مشروعات للشباب والمرأة بعدد 68 قرية، موضحًا أنه سيتم خلال 3 أسابيع توزيع شيكات 47 مشروعًا للشباب بفائدة بسيطة ودون ضمانات، وفى مجال تمكين المرأة يجرى تنفيذ 7 برامج تدريبية يستفيد منها 200 سيدة بمركزى إطسا ويوسف الصديق، فضلًا عن ترخيص 914 مشروع تسمين «كارة منزلية»، فيما قامت جامعة الفيوم بتشكيل مجموعتى عمل لإعداد خريطة اقتصادية باحتياجات المركزين، فضلًا عن أعمال رصد ودراسة ومتابعة الأسر الأولى بالرعاية من خلال المجموعات الطلابية، وفى مجال الشباب والرياضة سيتم تطوير عدد كبير من مراكز الشباب بالقرى الأم، منها 8 مراكز سيتم تحويلها إلى مراكز شباب حضارية، فضلًا عن إقامة أندية للأنشطة المتكاملة لخدمة كل مجموعة من هذه القرى.

وأضاف: إن قطاع التعليم يستهدف تنفيذ 46 مشروعًا تعليميًا بمركز إطسا، كما يستهدف قطاع الصحة تطوير 22 وحدة صحية بالمركز، بالإضافة إلى مبنى استقبال وطوارئ وعناية مركزة بمستشفى إطسا المركزى،  كما تشمل مبادرة مناهضة الهجرة غير النظامية بمركز إطسا التى ينفذها جهاز تنمية المشروعات، تطوير البنية التحتية، وترميم وتطوير 9 مدارس، ووحدة صحية، وشبكات المياه والصرف الصحى،  فضلاً عن مشروعات تشغيل الشباب والفتيات، وبرامج التدريب من أجل التشغيل.