اللعب فى الجبلاية!
عاصم حنفى
وما هى حكاية المدرب الذى جابوه من قهوة المعاشات ليتولى التخطيط والإشراف على فرقنا الكروية الكبيرة والصغيرة والنص نص.. مع أنه مدرب عديم الخبرات التدريبية.. توقف عن التعامل مع الكرة الحديثة منذ عشرين عاما، آخر جولاته الكروية كانت فى الهند حيث لايلعبون الكرة.. عمرك سمعت عن فريق كروى هندى شارك فى أية بطولة محلية أو قارية؟!.. ومع هذا استغنوا عنه هناك لأنه لا يصلح.. لكنهم استعانوا به عندنا ويدفعون له مليون جنيه كل أول شهر والسبوبة كبيرة والفساد الكروى عينى عينك.. فى حين أن العالم كله يفضح الفساد فى الاتحادات العالمية والمحلية.
وبلاتر رئيس الاتحاد الدولى السابق فضيحته بجلاجل وقد فتح عينه وتقاضى الرشاوى والعمولات ولم يكتف بنفسه وإنما جرجر معه أسماء لامعة فى المحفل الكروى على رأسهم ميشيل بلاتينى النجم الفرنسى ورئيس الاتحاد الأوروبى.. ومنهم أيضا عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقى السابق ومنهم أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقى بعد ذلك.. والخيبة أن المحروس عندنا يتباهى أنه صديق شخصى للمستبعدين.. بما يؤكد أن المصالح تتصالح وبما يشير إلى وقائع وحكايات تستحق أن نفتح لها الملفات، وخصوصا أنهم تعاقدوا مؤخرا مع مدرب بمليون جنيه.. ليس لتولى التدريب.. إنما لكى يخطط ويرسم لنا الخطوات دون أدنى مسئولية محددة.
إذا كنت ترغب فى التخطيط.. ورسم ملامح المستقبل.. فعندك خبراء مشهود لهم.. عندك الدكتور طه إسماعيل.. أعظم من أنجبت الملاعب فى مصر وخبير التخطيط المشهود له بالنادى الأهلى.. وعندك محسن صالح وهناك طاهر أبوزيد.. ثم إن هناك الدكتور محمود سعد الذى تمت إقالته مع أنه يتقاضى بالجنيه المصرى وهو يخالف عرف الجماعة عندنا.. ويفضلون الخواجة الذى يتقاضى بالعملة الصعبة على اعتبار أن عملتنا من العملات السهلة التى لا يجوز التعامل بها!
المهندس الذى يدير اتحاد الكرة.. مهندس عصامى.. بدأ من تحت الصفر.. هو لم يلعب كرة قدم فى حياته.. مثله مثل هانى أبوريدة المهندس المشهور الذى لم يمارس الكرة ومارس العلاقات العامة حتى استحوذ على مفاصل اتحاد الكرة فى مصر ثم الاتحاد الإفريقى والدولى.. شغل علاقات عامة على أصوله.
المهندس الذى يدير اتحاد الكرة.. بدأ من نادى الحامول.. ثم صعد لاتحاد الكرة بمساعدة صديقه المهندس أبوريدة.. وعندما أراد الاتحاد الدولى أن يدير الكرة فى مصر.. اختار أحمد مجاهد.. هو لا يعرفه.. لم يسمع عنه.. لم يمارس الكرة أصلا.. لكن هناك من رشحه للاتحاد الدولى.. والغريب يا أخى أن وجوده على رأس اللجنة التى تدير الكرة هو وجود مؤقت ينتهى فى يناير المقبل.. لكنه يخطط لاتحاد الكرة.. كأنه يعيش دهرا.. واختار المدرب الخواجة ليخطط للكرة المصرية!!
لا نعرف ماذا يدور فى المسالك.. وهناك من يعرف من أين تؤكل الكتف، ووجودك فى اتحاد الكرة من أجل تسيير الأحوال حتى انتخاب مجلس جديد.. فلماذا إذن التدخل فى الهياكل وتهيئة الأجواء؟!
بصريح العبارة.. المدرب الخواجة الذى تمت الاستعانة به بمليون جنيه كل أول شهر.. هذا المدرب سوف يتدرب فينا.. عسى أن يستفيد ويزداد خبرة.. وفى البطولات الإفريقية.. سواء بطولات الأندية أو المنتخبات انكشف تماما المدربون الخواجات.. فإذا بالمدرب الوطنى يكسب وإذا به حريص على فريقه أكثر من حرص الآخر على الأموال والبدلات.. المدرب الوطنى يلعب بالبيضة والحجر.. عليم ببواطن المنتخبات الإفريقية.. على اعتبار أن إفريقيا كتاب مفتوح للمدربين الأفارقة.. بفضل الاحتكاكات الكثيرة بين الدول والأندية.. فى حين أن المدرب الخواجة رجل طيب وعلى نياته.. يشكو باستمرار الحظ النحس.. الذى يوقعه مع فرق تأكلها والعة بالبلدى الفصيح.
وأقصد أن البلدى يكسب وهو الأكثر حرصًا على سمعة بلده وفريقه.. إلا إذا كان الخواجة صاحب خبرات وتجارب وفلتة من فلتات الزمان وهو لا ينطبق أبدا على الخبير الكروى الجديد.. الذى استجلبوه من قهوة المعاشات.. لغرض فى نفس يعقوب.. وآه من نفس يعقوب!!
