الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى أول أوبريت باللغة الهيروغليفية عظيمات مصر يبهرن العالم

لم يكن «موكب الملوك» مجرد رحلة عادية لنقل مومياوات الأجداد من متحف لآخر، إذ كان الطريق الذى استغرق 90 دقيقة تجسيدًا واضحًا من قلب العاصمة المصرية على اتصال الحاضر بالماضى، برؤية واضحة ترسم طريق المستقبل.



وبينما كانت الملكات الأربعة (أحمس نفرتارى.. حتشبسوت.. تى ميريت آمون) حاضرات ضمن موكب المومياوات الملكية، عزفت 4 فتيات مصريات أبدع المقطوعات ضمن أوركسترا موكب الملوك، بترانيم إيزيس ودقات النصوص الهيروغليفية، على الآلات الوترية والإيقاعية التى أبهرت العالم بقيادة المايسترو نادر عباسى، فى مشهد  جنائزى مهيب على أرض مصر.. يجسد المعنى بوضوح: طريق الأجداد على ضفاف النيل مفروش بالورود.. ونغمات الأحفاد الاحتفالية تصل عنان السماء.

عازفات أوركسترا أوبرا القاهرة، بقيادة المايسترو نادر عباسى، كن ملكات متوجات على المشهد السيمفونى؛ فى العرض التاريخى لموكب المومياوات، مما يؤكد على دور المرأة المصرية فى كل العصور والمجالات، عظيمات وملكات كل فى مجالها، يبهرن الجميع ويلفتن الانتباه.

كل وجه نسائى ظهر فى العرض سيظل دائمًا محفورًا فى أذهان الملايين عن قوة وإبداع المرأة المصرية وعظيمات مصر فى كل مجال وفى كل العصور، فى حضارة عرفت معنى وقيمة المرأة منذ فجر التاريخ.

رضوى البحيرى

«حفيدة حتشبسوت»،  كما أطلقوا عليها، أطلت علينا رضوى البحيرى عازفة الدرامز التى خطفت قلوبنا  بطلتها البهية، وهى تعزف بقوة على الطبول بهدوء وثبات انفعالى وثقة وجدية تشبه طلات ملكات الفراعنة، وإن كان بداخلها بركان خوف من هذه اللحظة الصعبة، حيث كانت ترتعش وتبدو على ملامحها القوة والأنوثة.

ورغم أن أغلب الذين يلعبون على آلة «التمبانى» من الرجال، لكنها أثبتت أن الفتيات قادرات على فعل الكثير، لتبقى صورتها القوية حاضرة فى ذاكرة المصريين.

كان الأداء الرائع للأوركسترا فى حفل نقل المومياوات الملكية، أحد أجمل المشاهد التى جذبت الانتباه خلال هذا الحدث الفريد.

ربما كانت هذه من المرات القليلة التى يخطف فيها عازف فى الأوركسترا قلوب وأنظار الجمهور، هكذا فعلت تلك الفتاة الشامخة رضوى البحيرى، بحضورها القوى المتمكن وهى تعزف على آلة التمبانى.

تقى على

من أكثر العازفات التى خطفت الأنظار خلال الحفل «عازفة الدف» بملامحها المصرية الجميلة، إذ كان عزفها على الدُف، يشبه  فراشات الفراعنة وتتطابق صورتها مع النقوش المرسومة للعازفات الفرعونيات على جدران المعابد، هكذا ظهرت عازفة الدف «تقى على» العازفة  بأوركسترا الاتحاد الفيلهارمونى.

وكانت من الوجوه الأكثر تأثيرًا فى حفل «موكب المومياوات الملكية»، حيث تم تداول صورها مع صور العازفات المنقوشة فى المعابد على نطاق واسع. 

وعرف الجمهور أن هذه الشابة المبدعة الجميلة هى ابنة الفنان الراحل على عبدالرحيم الذى اشتهر بدور «سامبو» فى فيلم شمس الزناتى.

وعن والدها تقول: «كان دايمًا يقوللى: انتى فى يوم من الأيام هتبقى مشهورة معرفش إزاى.. وتدور الأيام وأبقى جزء من هذا الحدث العالمى»، موضحة: «من أكثر التعليقات التى جاءتنى بعد الحفلة الفرق إن بين إحد النقوش المرسومة على جدران المعابد لعازفة وعزفى فى حفل نقل المومياوات 4 آلاف سنة».

سلمى وميرنا  سرور

فراشتان فى العزف على الكمان، رغم صغر سنهما فإنهما أتقنتا العزف بدقة واحترافية شديدة خطفت الأنظار.

سلمى سرور من عائلة موسيقية فوالدها صولو الناى الفنان ممدوح سرور، عازف الناى فى دار الأوبرا المصرية، ووالدتها أمل الحناوى الدكتورة فى المعهد العالى للموسيقى، أما عمها فهو الدكتور ماجد سرور، ضمن أكبر عازفى آلة القانون الموسيقية فى الوطن العربى، وأخوها أمير سرور عازف ربابة، وأختها ميرنا سرور عازفة كمان.

ورغم صغر  سن سلمى، من مواليد 2003، لكنها صاحبة خبرة وإبداع كبير، حيث بدأت العزف على آلة الكمان وهى فى سن 5 سنوات، وفازت فى العديد من المسابقات، وقدمها إلى الساحة الموسيقية المايسترو أحمد الصعيدى عام 2010، والتحقت بالمعهد العالى للكونسرفتوار بأكاديمية الفنون، وشاركت فى العديد من الحفلات فى مصر وعدد من الدول الأوروبية، وكتبت اسمها بحروف من نور بمشاركتها المبهرة فى حفل نقل المومياوات الملكية وإبداعها وقدرتها التى لفتت أنظار الملايين.

وقالت سلمى إنها اختيرت لهذا العمل بفضل المايسترو نادر عباسى، ومؤلف المقطوعة الموسيقية للحدث هشام نزيه، الذى شاهدها تعزف فى إحدى حفلات القاهرة السيمفونى؛ فأعجب بطريقتها ومهارتها فى العزف، ومن هنا جاءت فكرة تخصيص فقرة للعزف الفردى مؤلفة خصيصا لها.

وعن ترنيمة إيزيس: «أول مرة يتعمل، وليه طبيعة خاصة فى الموسيقى؛ لأول أوبريت باللغة الهيلوغريفية».

أما «ميرنا  سرور» عازفة كمانجا، شقيقة سلمى، فكانت أكثر هدوءًا، وتقول: «لدىَّ ثبات انفعالى، ولقد قمت بعمل عدة بروفات حتى انتهينا من  حفظ المقطوعة الموسيقية التى أبهرت العالم أثناء انطلاق الموكب الملكى للمومياوات لمقره الأخير فى متحف الحضارة».