الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى الدورة 23 من المهرجان القومى للسينما: 4 كتب تزيد ثراء المكتبة السينمائية

«عالم يضع الحياة فى علبة».. هكذا يمكننا وصف الفن السابع، تتضافر كل الجهود لتقديم تلك الحياة فى شاشة صغيرة، فتصبح الموسيقى لغة والكاميرا عينًا ترسم بالضوء، والمخرج «مايسترو»، فيما يتفرغ الممثل لتبديل أقنعته.



 

خلال الدورة 23 للمهرجان القومى للسينما المصرية، تم تكريم أبرز أسماء نجوم الفن السابع أمام  وخلف الكاميرا وهم:الفنان الكبير «لطفى لبيب»، الموسيقار الكبير «هانى شنودة»، مدير التصوير الراحل «سمير بهزان»، وضمن سلسلة (الخالدون) يتم تكريم اسم مخرج الروائع «حسن الإمام».

 حسن الإمام «الرحلة إلى دنيا الله»

فى سلسلة (الخالدون)، يلقى السيناريست والناقد «وليد سيف»، الضوء على بداية طريق المخرج الكبير «حسن الإمام»، منذ نشأته بالمنصورة فى شارع الصيادين، وهو الشارع الذى يضم دور عبادة للأديان الثلاثة، ما أثّر وأثرى رؤيته للحياة، فخرج من مدينته الصغيرة إلى «دنيا الله»، ويرتبط اسمه بأهم وأمتع أفلامنا.

أحد المقاييس المهمة فى تقييم أى فنان هو البحث عن تأثيره الواضح والبسيط على وجدان الناس باختلاف طبقاتهم وثقافتهم، وفى مشوار «حسن الإمام» لم يكن البحث عن ذلك فى مشواره صعبًا، خاصة أنه مخرج (أميرة حبى أنا)؛ الفيلم الذى ضم أحد أهم وأشهر الاستعراضات فى السينما المصرية «الدنيا ربيع».

بـ 7 دقائق وسط أحداث الفيلم، استطاع الإمام أن يصنع من كلمات «صلاح جاهين» وبساطة أداء «سعاد حسنى»؛ عالمًا آخر مكتملاً، ومن ذلك الوقت أصبح ذلك الاستعراض طقسًا وعلامة أساسية على قدوم الربيع كتفتح الزهور تمامًا.

ويعتبر الناقد «وليد سيف» فيلم (إضراب الشحاتين)، محاولة مهمة فى طريق صنع فيلم غنائى استعراضى، رغم ما به من ملاحظات، وهو الفيلم المأخوذ عن قصة «إحسان عبدالقدوس» المنشورة على صفحات «روزاليوسف» عام 1957.

ويوضح «سيف» عن «إضراب الشحاتين»: «كان من الممكن أن يفتح المجال لتطوير هذا النوع فى أفلامنا لتصل إلى المستوى المنشود.. لكن لم يأت بعدها كثيرون يمتلكون جرأة حسن الإمام ولا إمكانيات المؤسسة المصرية للسينما لرسم خطة طموحة للنهوض بالفيلم المصرى وأنواعه ولو كانت المحاولات الأولى متعثرة».

فى قرابة الـ112 صفحة نجد أهم المحطات فى مشوار المخرج الكبير «حسن الإمام»، وبرؤية بانورامية لمشوار أحد أهم المخرجين فى تاريخ السينما يمكن تأسيس انطلاقة جديدة للفيلم المصرى، سواء من مشاريعه الناجحة أو محاولاته التى لم يكتب لها النجاح، لكنه كان أول من طرق مناطق جديدة فى السينما المصرية.

 لطفى لبيب «نجم أدوار الأجيال»

يستدعى الناقد «ماهر زهدى» كل أدوار الفنان «لطفى لبيب» ومشاركاته الفنية الموجودة، وبخطوة تلو الأخرى يسعى لتكوين ملامح عامة عن وجهة هذا الفنان، وتحديد الخطوات للوصول إلى الخطوط التى سار عليها، ويقول فى مقدمة كتابه «لطفى لبيب.. البارع ذو الألف قناع»: «يسعدك الحظ بخط أو اثنين على الأكثر، يكونان الملامح العامة التى يمكن من خلالها أن تتعرف على أول رحلة هذا الفنان».

فى 3 أبواب خلال 83 صفحة يرصد «زهدى» رحلة «لطفى لبيب» وتفاصيل مشاركته فى حرب أكتوبر، ويلقى الضوء على تنوع الأدوار التى قام بها، من خلال مشاركته مع النجوم «أحمد حلمى، هانى رمزى، محمد هنيدى وأحمد مكى».

وتحت عنوان «نجم كل الأجيال» يكتب «زهدى» عن خلطة «لبيب» السرية ليستمر تواجده العابر للأجيال:«أصبح لطفى لبيب نجمًا بين كل الأجيال، فبينما يحتفى بنجاحه وجائزته عن فيلم «السفارة فى العمارة »، يشارك لطفى فى مسرحية الكاتب سعد الله ونوس «الملك هو الملك » على المسرح الحديث، مع صلاح السعدنى ومحمد منير وفايزة كمال، ومن إخراج مراد منير، وتحقق المسرحية أيضًا نجاحات غير مسبوقة فى مسرح القطاع العام».

بالتوازى مع أعمال «لبيب» الناجحة فى السينما وأعمال من نجوم الشباك الجدد، أو مع الزعيم «عادل إمام»، حقق نجاحات متتالية فى المسرح سواء فى القطاع الخاص أو مسرح الدولة جعلت عدد الأعمال التى اضطر لأن يقبلها خلال العام 2007، سبعة عشر عملا، أغلبها أفلام مع أغلب النجوم الموجودين على الساحة.. لذلك استحق على مدار مشواره لقب «نجم الأجيال». 

 هانى شنودة «موسيقار المصريين»

فى 96 صفحة تحكى الناقدة «ناهد صلاح» عن سيرة «هانى شنودة» الفنية كفنان مغامر، صانع روائع، أو «موسيقار المصريين» نسبة إلى فرقته الشهيرة التى كوّنها فى العام 1977، وتجربته الفنية الزاهرة التى رسمت مساحة فى عالمنا من الفرح والبهجة، وفى هذا الإطار عقدت مقارنة سريعة بينه وموسيقار الشعب «سيد درويش»، باعتبار أنهما أخلصا للموسيقى المصرية وتخليصها من زخارفها القديمة.

سعت الكاتبة إلى معرفة تأثير طموح «هانى شنودة» فى التجديد والتغيير على الموسيقى التى وضعها للأفلام والأعمال الدرامية عموما، فى إطار تكريم سينمائى له، مشيرة إلى أن اسم «هانى شنودة» صار على مدار رحلة حافلة واحدًا من الكبار الذين أثروا السينما بموسيقاهم؛ إذ قدم نحو 143 عملاً  ما بين مسلسلات إذاعية وتليفزيونية، وأعمال مسرحية إلى جوار الأفلام السينمائية، وضع «شنودة» موسيقاها التصويرية ليكتمل مشروعه فى اتجاه موازٍ لعالم الأغنية.حضور متنوع، ذو سطوة بأفلام قوية وكبيرة كما فى: (المشبوه، غريب فى بيتى، عصابة حمادة وتوتو، الغول، الحريف، شمس الزناتى، وغيرها).

تسعة فصول تتضمن عناوين هى إشارة لرحلة حافلة، فضلاً عن قائمة تضم أعمال «هانى شنودة» فى السينما والدراما، وتصف الفنان الكبير قائلة: «إن لديه مخيّلة ثورية لحنية طبعت أعماله الكثيرة والمُتنوّعة حتى استحق لقب «موسيقار المصريين».

 

سمير بهزان «حكاء الصورة»

«الرجل الذى ترك شيئًا منه فى كل فيلم».. يمكن أن يكون ذلك التعريف الأقرب لـ«سمير بهزان»، مدير التصوير السينمائى الذى استخدم الضوء فى رسم كل ما يريد وكان دائمًا يفضل الوقوف فى الظل.

فى 91 صفحة يرصد المخرج ومدير التصوير «محمد الشوربجي» رحلة مدير التصوير الراحل «سمير بهزان» خلف الكاميرا والرسم بالضوء، منذ بدايتها تحت عنوان «مسافر فى وجدان الضوء». 

ويشير إلى تجربته اللافتة فى فيلم (أحلام صغيرة) وهى بدايته كمدير تصويرالتى تدل على خبرته الكبيرة، والتى يقول «بهزان» عنها: «الحقيقة بدايتى كمدير تصوير فى أحلام صغيرة لم أكن أحلم منها سوى بتقديم نفسى كشخص قادر على إثارة المشهد السينمائى بشكل جيد.. اهتمامى الأول كان بالكاميرا وبجودة ما يمكن أن أقدمه من خلالها».

وعن عمله مع «يوسف شاهين» يوضح: «كان علىَّ أن أقدم عملى من خلال معيار التقييم الإنتاجى لأى مدير تصوير وهو أن تقدم أفضل جودة ممكنة للصورة ولكن بأسرع وقت كما أن الشركة المنتجة للفيلم وهى شركة يوسف شاهين، كانت قد  وضعت إطارًا زمنيًا لتنفيذ الفيلم، لا يجب أن نتجاوزه، فقمت ببذل أقصى طاقتى فى إبراز عملى ولكن فى الحدود الحاكمة لذلك، وكان هناك أمر يشغلنى وهو كيفية تقديم نفسى بشكل مستقل عن مدرسة مدير التصوير الكبير رمسيس مرزوق الذى ارتبط اسمى به لفترة طويلة، نظرًا لقيامى بدور الـCamera man فى الكثير من أفلامه».