الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

طارق الشناوى .. حضرة الناقد الكبير

«نعم.. عليك أنت أن تحدد بالضبط ماذا تريد، سهل جدًا، كل الطرق أمامك، وكل الدروب سوف تعرض خطواتها عليك، وكل الأبواب ستجدها أيضًا مشرعة، أو فى الحد الأدنى مواربة».. كلمات بدأ بها الناقد الكبير طارق الشناوى مقاله الأخير، الذى نشر قبل أيام، تحت عنوان «سأعود سيرًا على الأقدام»، وذلك بعد إعلانه عن إصابته بفيروس كورونا.



لكن تلك الكلمات لا تعبر فقط عن إصرار «الشناوى» على مقاومة الفيروس الشرس، لكنها كانت عنوانًا للعديد من محطات حياته، وأحلامه التى حقق الكثير منها، بداية من أن يرى اسمه فى جريدة «صوت الجامعة»، وحتى حلم التدريب بمجلة «روزاليوسف» فى نهاية السبعينيات - والتى ذكرها أيضًا بمقاله الأخير، باعتبارها المدرسة الصحفية المشاغبة الأولى فى التاريخ المصرى -، إلى أن أصبح ناقدًا من الطراز الرفيع، والاسم الأول الذى يهبط على رأس كل من يريد الحديث مع خبير فى دهاليز وكواليس الوسط الفنى. انطلق «الشناوى» من «روزاليوسف» ليبدأ رحلة كفاح من أجل تحقيق الذات، مؤمنًا أنه يستطيع أن يقدم شيئًا يبقى فى ذاكرة الصحافة والفن، وكان له ما أراد، فتحول إلى موسوعة فنية كاملة، لم يترك شاردة أو واردة فى الوسط قديما وحديثًا؛ إلا اقترب منها عن كثب، لهذا كان من الطبيعى أن يكون العين الصادقة التى تقيم وتنقد وتفند؛ برؤية واضحة ومنهج واعٍ، ورأى ثاقب لا تنقصه الجرأة والشجاعة.

«الشناوى» حصل على بكالوريوس الإعلام، وبكالوريوس معهد السينما، وبرع فى الخلط بين الصحافة والفن، لينتج قالبًا نقديًا جديدًا، مستغلًا خبرته الأكاديمية، حيث عمل أستاذًا لمادة النقد الفنى فى كلية الإعلام جامعة القاهرة والأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام، وأصدر العديد من الكتب، منها «مخرجو الثمانينيات الحلم والواقع» و«السينما وقليل من السياسة»، و«سنوات الضحك فى السينما المصرية»، و«جعلونى مخرجًا»، و«فنانة لا تعرف الماكياج»، و«عز الدين ذو الفقار شاعر السينما»، و«أنا والعذاب وأم كلثوم»، و«فاتن»، و«سعيد مرزوق عاشق السينما».

بجانب إبداعه فى فن المقال النقدى، أصبح «الشناوى» وجهًا مألوفًا على المشاهد المصرى والعربى، من خلال ظهوره بالعديد من البرامج التليفزيونية المهمة، والتى فتح خلالها خزائن أسراره، ليكشف الكثير من خبايا الوسط الفنى، ويثير الجدل دومًا حول المسكوت عنه، معبرًا عن رأيه بصراحة لا تخلو من الموضوعية، لهذا لم يكن غريبًا أن يصبح مرجعًا للباحثين فى الفن وتراثه.

حصل «الشناوى» على العديد من الجوائز، منها جائزة أفضل مقال نقدى من نقابة الصحفيين ومن جمعيات سينمائية، كما نال جائزة أفضل ناقد اختاره الجمهور عام 2015 من مؤسسة «دير جيست»، وأشرف على نادى السينما، وترأس وشارك فى لجان التحكيم بأكثر من مهرجان سينمائى دولى، منها مهرجانات القاهرة والإسكندرية ومسقط ووهران وعنابة ودبى وأبوظبى وفالنسيا.

«روزاليوسف» تهدى وسام الاحترام إلى الناقد الكبير طارق الشناوى، كواحد من أبنائها البارزين، لمساهماته التى لم تتوقف فى الصحافة والنقد، مع خالص الأمنيات بالشفاء العاجل.