الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تطوير وتنمية 36 قرية و148 عزبة «حياة كريمة» تُعيد الحياة لقرى القليوبية

كانت القليوبية فى العصر الفرعونى تقع فى الإقليم العاشر من أقاليم مصر السفلى، وكانت عاصمتها تسمى (حات/حرى/ايت)، أى قلعة وسط الأرض، لأنها تتوسط الجزء الجنوبى من الدلتا، وفى العصر الإسلامى كانت تابعة لإقليم الشرقية، وفى عام 857 هجرية 1351 ميلادية أصدر السلطان الناصر محمد بن قلاوون مرسومًا بفصلها عن الشرقية واعتبارها إقليمًا باسم الأعمال القليوبية نسبة إلى مدينة قليوب، التى جعلها عاصمة لها، وفى عام 933 هـ 1527 م سميت ولاية القليوبية، ثم مديرية القليوبية، وقاعدتها مدينة بنها، وفى عام 1960 م سميت محافظة القليوبية، وظلت مدينة بنها عاصمة لها.



أصبحت القليوبية فى العصر الحديث قلعة ضخمة من قلاع الإنتاج الزراعى والصناعى، تقع محافظة القليوبية فى منطقة شرق نهر النيل عند رأس الدلتا، وتحدها من الشمال محافظتا الدقهلية والغربية، ومن الجنوب محافظتا القاهرة، والجيزة، وهى إحدى محافظات إقليم القاهرة الكبرى، وهو الإقليم الذى يضم محافظات «القاهرة، والجيزة، والقليوبية» وتبلغ مساحتها حوالى 1072.8 كيلومتر مربع، وتمثل ما نسبته 6.2 % من مساحة إقليم القاهرة.

تعتبر محافظة القليوبية المصدر الرئيسى للمحاصيل الزراعية لسكان محافظة القاهرة، حيث تشتهر بتنوع محاصيلها الزراعية، ومن أهمها القمح، والموز، والمشمش، والفراولة، والجوافة، وجميع أنواع الخضراوات، كما تتميز بوجود أكبر منطقة صناعية فى مدينة شبرا الخيمة، والتى تضم العديد من المصانع؛ كمصانع البلاستيك، ومصانع السيارات، ومصانع تعبئة وتصنيع المواد الغذائية، ومصانع الكوابل الكهربائية، كما توجد مدينة صناعية أخرى فى مدينة أبو زعبل، وهى مدينة تشتهر بصناعة الكيماويات والأسمدة.

حظى مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية بنصيب الأسد حيث جرى اختياره بالكامل ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، لتطوير 1500 قرية على مستوى الجمهورية من خلال تطوير وتنمية 36 قرية و148 عزبة ضمن المبادرة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى للارتقاء بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى والبيئى للأسر فى القرى الأكثر احتياجًا، وتمكينها من الحصول على الخدمات الأساسية وتعظيم قدراتها المادية والمعيشية لتسهم فى تحقيق حياة كريمة لهم.

 كفر شبين فى المركز السادس من ضمن أفقر 100 قرية

بدأت جولتنا من قرية كفر شبين، وهى أكبر قرى مركز شبين القناطر، ويبلغ عدد سكانها حوالى 42 ألف نسمة،كما أعلنتها وزارة التضامن الاجتماعى، من ضمن «أفقر 100 قرية على مستوى الجمهورية»، وذلك لإدراجها ضمن خطة تطوير المبادرة التى أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى، تحت عنوان «حياة كريمة».

حيث جاءت قرية كفر شبين، فى المركز السادس من الإحصائية؛ حيث تعانى القرية من تهالك أغلب المبانى الحكومية وتدنى الخدمات المقدمة. ووفقًا لما قاله لنا عبدالسلام مصطفى أحد أهالى القرية: إننا نعانى من ضيق مزلقان السكة الحديد والمدخل الرئيسى للبلد، ما يتسبب فى تكدس السيارات وإغلاق طريق السريع «شبين القناطر - قليوب» لساعات متواصلة، مما دفعنا للمطالبة من سنوات طويلة بتوسعته وتطويره، مع إنشاء مزلقان آخر جديد لتخفيف الاحتقان المرورى.

والتقط خيط الحديث هاشم حمدى، مقاول قائلًا: تعد قرية كفر شبين من أوائل قرى المركز التى دخل بها الصرف الصحى؛ ولكن لم يكتمل، حيث إنه لم يرفق بمنطقة «ناحية البنزيمة» والتى تدرج فى الكشوفات الحكومية بأنها منطقة عشوائية، على العكس أنها غير ذلك، بالإضافة إلى منطقة زاوية الشيخ سند، والتى تعد إحدى المناطق المغضوب عليها من قبل المحافظة فى العديد من الخدمات منذ زمن بعيد.

فضلًا عن توقف محطة مياه تنقية وتحلية مياه الشرب، عن العمل منذ ما يقرب 3 أعوام تحت بند التطوير وإعادة الهيكلة مرة أخرى، الأمر الذى أدى لانقطاع المياه بشكل مستمر، ونفوق الحيوانات بالترعة وتفشى الأمراض والأوبئة، فى المياه مما دفع الأهالى لشراء مياه الشرب من محطات التحلية الخاصة حتى الآن؛ دون أدنى استجابة من المسئولين.

وأكمل كلامه منصور الدرينى، أحد الأهالى قائلًا: عدد المدارس الموجود فى قرية كفر شبين غير كاف لاستقبال الكثافة الطلابية بالقرية، حيث تتخطى أعداد التلاميذ بالفصل الواحد الـ 50 تلميذًا، كما أن القرية بها 3 مدارس للمرحلة الابتدائية، منها مدرسة قديمة جدًا، بالإضافة إلى مدرستين للمرحلة الإعدادية، ومدرستين للمرحلة الثانوية، أما الدبلومات الفنية فيقطع الطلاب والطالبات مسافة كبيرة تتخطى الـ 4 كيلو مترات إلى المدينة للالتحاق بالمدارس بها.

وأضاف أن القرية تعانى من انعدام الخدمة الصحية المقدمة، وتهالك مبنى الوحدة الصحية، الأمر الذى يُجبر المواطنين على الذهاب للمستشفى العام، والتى تبعد عن القرية نحو 2 كيلو أو اللجوء للعيادات الخاصة.

وفى نهاية جولتنا فى قرية كفر شبين التقينا أحد أبناء القرية خالد محمود، الذى قال لنا: إن مركز شباب كفر شبين أشبه بـ الـ «خرابة»، وهو يعد من ضمن المبانى الأكثر تهالكًا بالقرية، من حيث قلة الموارد، وانعدام الخدمات المقدمة فالأنشطة الرياضية والثقافية، تكاد تكون متوقفة تمامًا، حتى باتت إدارته غير قادرة على بناء السور الذى سقط نتيجة التهالك التام الذى لحق به، وارتفاع تكاليف البناء.

 قرى شبين القناطر المستهدفة من التطوير

تشمل المساحة الإجمالية لمركز شبين القناطر 133.2 كيلو متر مربع، ويعد من أكبر مراكز المحافظة ويضم 556591 نسمة، حيث يضم مركز شبين القناطر 9 وحدات محلية تشمل 36 قرية كبرى و148 عزبة فى مختلف القطاعات كالتعليم والصحة، ومياه الشرب، والصرف الصحى، والطرق، والكهرباء، والغاز وتضم قرى كفر ومنية شبين، وكفر الدير، والحصافة وطحا نوب وكفر طحا والكوم الأحمر ونوى ونوب طحا والزهويين والقشيش والعطارة والغريرى والحزانية والجعافرة والسلمانية وكوم السمن وعرب الشعارة والمريج والشوبك وكفر الشوبك والشوبك وكفر سندوة ومنشأة الكرام وعرب جهينة وعرب الصوالحة والأحراز وتل بنى تميم وكفر سليمان الور وطحوريا وكفر طحوريا والحسانية والقلزم وكفر سعد بحيرى وكفر الشيخة سالمة وكفر الصهبى وكفر الشرفاء القبلى.

أكد لنا خالد العرفى، رئيس مركز ومدينة شبين القناطر أن مبادرة حياة كريمة تتضمن تطهير وتبطين الترع والمصارف بالقرى وهى مشكلة تعانى منها أغلب القرى من زمن طويل، وتوفير مياه الشرب النظيفة وهو ما يهدف له الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، من توفير جميع الخدمات للمواطن فى الريف وهو ما يرد على أقاويل وتشكيك أعداء الوطن بأن الرئيس يطور فقط المناطق فى القاهرة والمناطق الجديدة، فتطوير الريف أكبر رد عليهم بأن الرئيس يستهدف كل فئات الشعب ويهتم بالريف وتطويره.

وأضاف أنه تم تحديد المشروعات التى سيتم النهوض بها بعد سماع شكاوى المواطنين ومقترحاتهم، وسوف تشمل تطوير الطرق الداخلية، خاصة الطرق التى تربط بين القرى وبعضها البعض، بجانب تطوير شبكة الكهرباء، وإدخال الصرف الصحى إلى القرى التى تعانى عدم وجوده بها، فالعمل سوف يكون فى كل قرية، ولن يتركها إلا بعد الانتهاء الكامل من جميع ما تعانيه من نقص للخدمات.

وأكد أن خطة التطوير فى قرى شبين القناطر تشمل إحلال وتجديد وإنشاء مبنى الوحدة المحلية، وتدعيم شبكات الكهرباء، ورصف طريق ترعة الشرقاوية، واستكمال إنشاء كوبرى مشاة أعلى محطة السكة الحديد، ورفع كفاءة مجزر شبين القناطر. وفى قرية الأحراز، تطوير الوحدة المحلية بالقرية، والوحدة البيطرية، ومركز شباب القرية، ونقطة شرطة الأحراز، وتغطية المصرف، بجانب بناء وحدة شئون اجتماعية، وتوصيل الغاز الطبيعى إلى القرية.

 وفى أثناء جولتنا فى قرية الأحراز مركز شبين القناطر التقينا الدكتور حمدى الطباخ وكيل وزارة الصحة بالقليوبية الذى أكد لنا وضع خطة عمل لمديرية الصحة خلال «مبادرة حياة كريمة» لتنظيم القوافل العلاجية التخصصية بقرية الأحراز بمركز شبين القناطر، لتقديم خدمات صحية تتمثل فى الكشف المجانى لجميع التخصصات، بالإضافة إلى توفير عيادة تنظيم أسرة يوم الثلاثاء من كل أسبوع، بجانب توفير خدمات طبية أخرى مثل الأشعة والتحاليل الطبية.

وأشار أن الحالات التى تحتاج لعلاج الأمراض المزمنة أو إجراء عمليات على نفقة الدولة يجرى تحويلهم إلى مستشفيات وزارة الصحة والتأمين الصحى.

ولم تتوقف مبادرة «حياة كريمة» فى قرية الأحراز عند ذلك، بل من المقرر أن يتم فيها تطوير الوحدة المحلية بالقرية وتطوير الوحدة البيطرية وتطوير مركز شباب بالقرية وتطوير نقطة شرطة الأحراز وتغطية المصرف بجانب بناء وحدة شئون اجتماعية وتوصيل الغاز الطبيعى للقرية.

 قرية طحوريا

ومن كفر طحوريا إحدى قرى مركز شبين القناطر يجرى حاليًا إنشاء مدرسة طحوريا وإدخال الصرف الصحى بها، بينما فى قريتى الحسانية والقلزم سوف يتم إدخال الصرف الصحى بهما، وفى منشأة الكرام سوف يتم إدخال الصرف الصحى فى عرب جهينة بجانب إدخال الصرف فى عرب الصوالحة، وفى قرية المريخ إدخال الصرف الصحى فى الشوبك والغاز الطبيعى، وبقرية الجعافرة سوف يتم بها تطوير مدرسة السلمانية للتعليم الأساسى، وتبطين ترع القرية وإدخال الصرف الصحى بها، كما سوف يتم إدخال الصرف الصحى فى السلمانية وفى كفر شبين، وتطوير مبنى الوحدة المحلية بكفر شبين وكوبرى مشاة للمواطنين.

 قريتا المريج والشيخة سالمة

العمل متواصل ليلًا ونهارًا فى محافظة القليوبية، فى مركز شبين القناطر، فى قريتى المريج والشيخة سالمة لحفر وتوصيل الصرف الصحى لأهالى القرى المستهدفة فى المشروع القومى حياة كريمة.

وفى ختام جولتنا أكد لنا اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ القليوبية على أهمية المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» كونها تستهدف فى المقام الأول بناء المواطن المصرى وتقديم جميع الخدمات له بشكل حضارى وفقًا لخطة الدولة الاستراتيجية ورؤية 2030، فضلًا عن التأكيد على مواكبة الجهود التنموية التى تنفذها الدولة المصرية بشتى القطاعات الخدمية.

وقال إنه جار الانتهاء من رفع كفاءة قرى شبين القناطر التى دخلت حيز التطوير وتوفير الخدمات لها من تعليم، وصحة، ومياه شرب، وصرف صحى، وطرق، وكهرباء، وجميع الخدمات اللازمة لرفع مستوى تلك القرى، وإنشاء مشروعات تنموية، وتحسين البنية الأساسية بها وعمل قوافل طبية وقوافل بيطرية وعمليات جراحية وعمل نظارات طبية وعمليات العيون وأجهزة تعويضية.

ووجه المحافظ المسئولين بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية لتنفيذ أعمال المبادرة وتذليل أية معوقات، وإعداد تقارير دورية بنسب التنفيذ ومعدلات الإنجاز فى القرى المستهدفة، حتى يتم الانتهاء من الأعمال طبقًا للجدول الزمنى المحدد لتلبية احتياجات تلك القرى من المشروعات التنموية.