الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رغم الأقاويل بأنهما لم يتعاونا أبدًا.. الموسيقار الكبير يُفجر مفاجأة محمد سلطان: نعم.. غنى عبدالحليم من ألحانى!

«محمد سلطان» هو ملحن من الزمن الجميل، يذكر اسمه دائمًا برفقة «فايزة أحمد»؛ ليس فقط لكونه حب عمرها، ووالد توأمها «عمرو وطارق»؛ لكن لأنه صاحب النصيب الأكبر من الألحان التى تغنت بها منذ أن اقترن اسمهما سويًا بالأغنية الوطنية (هاتوا الفل مع الياسمين.. رشوا الورد على الصفين.. ده الأبطال بعد غيابهم راجعين لينا منتصرين) التى شهدت انطلاقة فنية له كانت «فايزة» قد سبقته إليها بسنوات.



 

إلى جانب علاقته الإنسانية والفنية بـ«فايزة» ارتبط «سلطان» بعلاقة من نوع خاص مع «عبدالوهاب» الذى اكتشفه صغيرًا، وظل داعمًا له حتى رحل، كما ارتبط أيضًا بصداقة كبيرة بـ«فريد الأطرش» الذى كان يرى فى «سلطان» امتدادًا له، وكان سببًا فى تعارفه بـ«فايزة» واقترابهما فنيًا، وإنسانيًا؛ حيث كانا يلتقيان فى منزله، لكن علاقة شائكة جدًا ربطت بينه وبين «عبدالحليم» لم يستطع أحد تفسيرها، كانت سببًا فى عدم حدوث تعاون بينهما طوال مشوارهما الفنى، حتى رحل «حليم» بعد أن تولدت لديه النية لأن يغنى من ألحان «سلطان»، إلا أن القدر لم يُمهله، لكنّ البعض فسر فترة الجفاء التى سبقت هذا التعاون الذى لم يتم بخلاف ما حدث بين «حليم» و«فايزة» اضطر «سلطان» لأن يكون طرفًا فيه، بينما ذهب البعض إلى أن مساهمة الأخير فى اكتشاف أصوات غنائية جديدة ولا سيما «هانى شاكر» أغضبت «حليم» منه، وفى ذكرى رحيل العندليب الرابعة والأربعين ذهبنا إلى «محمد سلطان» بكل هذه التفسيرات، وسألناه عن كواليس تلحينه لأغنية (أحلى طريق فى دنيتى) التى كان من المفترض أن يغنيها «حليم» قبل رحيله، كما فاجأنا «سلطان» بأنه لحَّن لـ«حليم» أغنية لا يعرفها أحد وإلى نص الحوار:

 

دعنا نبدأ معك الحوار من نقطة النهاية وهى أغنية (أحلى طريق فى دنيتى) التى لحّنتها لـ«حليم» وذهبت لـ «فايزة» بعد رحيله؛ كيف حدث هذا التعاون الذى ظل منتظرًا لسنوات؟

قبل وفاة «عبد الحليم» بأشهر قليلة، جاء إلى منزلى فى الرابعة صباحًا، ومعه شريط مسجل بصوته للكلمات التى كتبها له الشاعر الراحل «محمد حمزة» استيقظت من نومى قلقًا جدًا، ظنًا منى أنه قد حدث أمر خطير له، أو للموسيقار «محمد عبدالوهاب» الذى هو بمثابة أبى الروحى، لكنى فوجئت به يطلب منى تلحين الكلمات لأنها ستكون الأغنية التى سيُقدمها فى حفل شم النسيم، وقال لى نصًا: (احنا اتأخرنا قوى ولازم نعمل أغنية عاطفية سوا)، وبالفعل بدأت فى تلحين الأغنية، وقد استمع «حليم» لمطلع الأغنية، وحفظ لحنها، لكنه سافر إلى لندن من أجل إجراء عملية جراحية عاجلة، ثم رحل دون أن يغنيها، أو يستمع إلى بقية اللحن.

 لكن «حليم» صرّح قبل رحيله بفترة أن أغنية (أحلى طريق فى دنيتى) سيلحنها الموسيقار الكبير «كمال الطويل» فكيف وصلت الأغنية لك؟ هل هناك خلاف ما نشب بين العملاقين؟

علاقتى بكلمات الأغنية بدأت منذ اللحظة التى جلس فيها «عبدالحليم» فى صالون منزلى ليخبرنى برغبته فى أن أقوم بتلحينها، ولا عِلم لى بما حدث قبل ذلك.

 كيف انتقلت الأغنية إلى «فايزة أحمد» لتغنيها بصوتها؟

بعد رحيل «حليم» ظلت الأغنية حبيسة الأدراج لمدة تزيد على العامين، وقد كانت «فايزة» شاهدة على ولادة اللحن، ومعجبة به جدًا، واقترحت علىّ غناءه، وبالفعل أجريت عليه بعض التعديلات ليتناسب مع صوتها.

 

لكن ما سر تأخُّر التعاون بينك وبين «حليم» كل هذه السنوات، البعض يرى أن خلاف «حليم» و«فايزة» الذى حدث بسبب أغنية (أسمر يا أسمرانى) التى غنتها فى فيلم (الوسادة الخالية) سبَّب لك نوعًا من الحرج، ومنعك من التعاون.. ما حقيقة هذا الأمر؟

إجابتى عن هذا السؤال ستفاجئك مرتين، أولًا أن خلاف «حليم وفايزة» بسبب هذه الأغنية كان خلافًا عابرًا، ولم يدم طويلاً، والصحافة هى من ساهمت فى تضخيمه، والقصة أنه قد تم الاتفاق مع «فايزة» على إذاعة أغنية (أسمر يا أسمرانى) ضمن أحداث الفيلم، وأخبرتها الشركة المنتجة أنه ستتم الاستعانة بصوتها فقط، ولن تظهر فى الأحداث، لكنها فوجئت عند عرض الفيلم بالاستعانة بممثلة تشبهها، ووضع لها المخرج لقطات من بعيد، فغضبت بالطبع، لكن «حليم» كان بارعًا فى الاحتواء، فأخبرها أنها أكبر من الظهور فى مشهد صغير، وأن قيمتها أكبر من ذلك، وانتهى الخلاف باعتذاره، وبالتالى لم يكن هذا الخلاف سببًا فى تأخُّر تعاونى معه لأنه لم يدم، أما المفاجأة الأخرى فهى أننى تعاونت معه بالفعل فى لحن لأغنية لكن لم يذع صيتها، وتقريبًا لم يسمعها أحد، حتى أنا شخصيًا، لم أسمعه يغنيها.

وما تفاصيل هذه الأغنية؟

هى أغنية وطنية مغربية، طلبها منى «عبدالحليم» ليغنيها أمام الملك فى المغرب احتفالًا بالعيد الوطنى هناك، وبالفعل لحنت الكلمات، وسافر «عبدالحليم» ليغنيها، ولم تسجل بالطبع، لذلك لا أذكرها جيدًا، ولا أذكر كلماتها.

 

 هناك رواية تردَّدت فى الأوساط الفنية حول غضب «حليم» من دعمك لـ«هانى شاكر» بألحانك له فى بداية حياته، وأن هذا الدعم قد تم بإيعاز من «محمد عبدالوهاب» نفسه الذى أراد مواجهة العندليب بالأصوات الجديدة.. ما رأيك فى هذه الرواية؟

طبعًا هى رواية مغلوطة، وغير حقيقية، اعتمد مروجوها على علاقتى الأبوية بـ«عبد الوهاب» الذى عرفنى وأنا لاأزال بـ(الشورت) عندما كان عمرى 15 عامًا، وذهبت إليه فى الفيللا الخاصة به فى منطقة جليم بالإسكندرية، والتى كانت مجاورة لمنزلنا، وأسمعته عزفى على العود، وبعدها ذهب معى إلى منزلنا، وطلب مقابلة والدى ووالدتى، وقال لهما: (الولد ده هيكون امتدادى وموسيقار زيى) وظلت علاقتنا ممتدة حتى رحيله، لدرجة أن زوجته كانت تقول له: (أنت بتحب سلطان كأنه عيل من عيالك)، لكن حتى هذه العلاقة الأبوية لم تكن تعنى أنه من الممكن أن يوجهنى أن ألحن لأحد من أجل غرض معين، وهو أمر ليس من طبع «عبدالوهاب» من الأساس، وعلى الجانب الآخر فإن «عبدالحليم» لم يكن يغضب لظهور أصوات جديدة بالشكل الذى صورته الأقلام الفنية فى تلك الفترة.