الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية: 6 سنوات من العطاء المتواصل فى القارة السمراء

قبل أكثر من أربعين عامًا أنشأت مصر صندوقًا للتعاون الفنى مع الأشقاء الأفارقة... تطور الآن ليصبح وكالة كبرى للتعاون وتبادل الخبرات وتقديم الدعم الفنى والعلمى فى مختلف جوانب التنمية التى  تتطلع  إليها دول القارة ومن بينها مصر. 



منذ انطلاقها قبل 6 سنوات حققت (الوكالة  المصرية للشراكة من أجل التنمية) فى إفريقيا، إنجازات نوعية كبيرة تضاف إلى سلسلة إنجازات الدبلوماسية المصرية فى القارة الإفريقية، بما يعكس مدى اهتمام مصر  فى السنوات الأخيرة  بعمقها الإفريقى بعد سنين من التراخى والفتور الذى شاب إحدى أهم دوائر سياستنا الخارجية وهى الدائرة الإفريقية.

 

جاء إنشاء الوكالة، بدمج الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع إفريقيا مع الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع دول الكومنولث (بموجب قرار السيد رئيس مجلس الوزراء رقم 959 لسنة 2013)، انعكاسًا لرغبة القيادة السياسية فى تعظيم تواجُد مصر فى الدول الإفريقية والإسلامية وتعميق صلاتها معها، وتقوية روابطها بتلك الدول، ودعم جهودها فى تحقيق التنمية المستدامة.

وبدأت فى الانطلاق صوب تحقيق أهدافها من خلال سياسات وضعها مجلس إدارة الوكالة الذى يترأسه السفير «سامح شكرى» وزير الخارجية، وعلى ضوء ما أعلنه الرئيس «عبدالفتاح السيسى» خلال مشاركته فى قمة الاتحاد الإفريقى فى مالابو فى يونيو 2014. 

وعلى مدار السنوات الست الماضية، لعبت الوكالة دورًا مُهمّا فى تنمية ودعم علاقات مصر مع الدول الإفريقية بنقل الخبرات وتقديم الدعم الفنى والمساعدات الإنسانية وتنظيم الدورات التدريبية وورش العمل إلى تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة والدول المتقدمة والمنظمات الدولية والإقليمية للمساهمة فى تمويل وحشد التمويل لمشروعات التنمية فى إفريقيا. 

واستقبلت الوكالة ما يزيد على 11 ألف متدرب شاركوا فى نحو 360 دورة تدريبية، إلى جانب قيامها  بإيفاد الخبراء والمتخصصين فى المجالات المختلفة؛ حيث بلغ إجمالى الخبراء الذين تم إيفادهم خلال السنوات الماضية 70 خبيرًا. ويتواجد حاليًا 26 خبيرًا فى إفريقيا فى جنوب السودان وجيبوتى وتشاد وإريتريا وبوروندى والجابون والصومال، بالإضافة إلى 3 خبراء فى دول الكومنولث: أذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان.

كما قدمت منذ إنشائها نحو 163 شحنة مساعدات غذائية وطبية ولوجيستية استجابة للظروف التى تمر بها الدول الإفريقية والإسلامية، هذا بالإضافة إلى القوافل الطبية التى قامت الوكالة بإرسالها وهى نحو 33 قافلة طبية فى تخصصات مختلفة إلى الدول الإفريقية وكذلك إنشاء ما يزيد على 28 وحدة ومركزًا طبيّا فى 16 دولة إفريقية. إلى جانب المنح الدراسية التى قدمتها  للطلاب الأفارقة، وقد حرصت على زيادة هذه المنح خلال عام 2020 إلى خمس منح دراسية للطلاب من دول حوض النيل لدراسة الطب فى جامعة عين شمس، هذا بالإضافة إلى عشر منح بجامعة سنجور للدراسات العليا.

 تواجد مصرى ثابت

وبالإضافة إلى استحداث سُبل مُبتكرة للتواصل مع الأشقاء الأفارقة لفتح أُفُق تعاون جديدة تخدم سياسة مصر الخارجية، وتساعد تلك الدول على النهوض بجهودها التنموية.

عملت الوكالة طوال السنوات الماضية على إقامة تواجُد مصرى ثابت فى بعض الدول الإفريقية، ذات الأهمية الاستراتيجية لمصر؛ خصوصًا دول حوض النيل؛ لتحقيق أثر مُمتد. 

واهتمت بتعزيز اتصالاتها مع أبرز الشركات المصرية العاملة فى إفريقيا،  بهدف مساندتها لتعزيز نشاطها، واستثماراتها فى الدول الإفريقية. فضلاً عن مساهمتها فى الترويج للاستثمار فى دول إفريقيا، ومساندة القطاع الخاص المصرى على تكثيف أنشطته فى القارة بتسهيل اتصالاته مع المسئولين، وتيسير بدء أعماله هناك، وتوفير المعلومات اللازمة، وتنظيم جولات ترويجية فى القارة. 

كما أتاحت الفرصة للإعلام الإفريقى للتعرف عن قرب على الجهود والإنجازات التى حققتها مصر على المستوى الداخلى، وكذلك على الصعيد الإفريقى، بما يسهم فى نقل صورة حقيقية عن دور مصر فى إفريقيا.

 

دعم التكامل الاقتصادى

سعت الوكالة لتحقيق التكامل الاقتصادى بين مصر والدول الإفريقية بما فى ذلك البناء على نتائج قمة التكتلات الاقتصادية الإفريقية الثلاثة التى استضافتها مصر فى 10يونيو 2015، باعتبارها نقطة فارقة أسّست منطقة للتجارة الحُرة تضم 26 دولة، ويبلغ عدد سكانها 632 مليون نسمة، ويصل الناتج المحلى الإجمالى لها 1.3 تريليون دولار أمريكى.

وكذلك إقامة شراكات مُبتكرة على المستويين الدولى والوطنى لتبادُل المعرفة والخبرات والتكنولوجيا الحديثة، وحشد موارد مالية إضافية من مصادر  تقليدية وغير تقليدية، تسمح للوكالة بالتوسُّع فى برامجها.

وأيضًا إطلاق العديد من المبادرات وأبرزها الإعداد للمنتدى الإفريقى الأول للاستثمار والتجارة الذى عُقد فى 2016 كأول منتدى للاستثمار يتم عقده فى إفريقيا من أجل إفريقيا، ويُعد مبادرة من الوكالة، وتم تنظيمه تحت مظلة الاتحاد الإفريقى، وبمشاركة وزارات الخارجية، والاستثمار، والتجارة والصناعة، والتعاون الدولى، والبنك الإفريقى للتنمية، ووكالة استثمار تجمع الكوميسا.

 تعزيز التعاون الطبى

وذلك مع المراكز المصرية المتخصصة المُتميزة ذات الثقل الدولى: أبرزها مركز الدكتور مجدى يعقوب لأمراض وجراحات القلب؛ حيث وقّعت الوكالة مذكرة تفاهم مع المركز لتوفير فرص تدريبية لمدة 6 شهور سنويًا بالمركز فى أسوان، مع تقديم العلاج بالمجان لبعض المرضى الأفارقة، والقيام بقوافل طبية تحت قيادة د.مجدى يعقوب لإجراء عمليات جراحية، وتدريب أطقم طبية على إجراء عمليات جراحية فى القلب، واستخدام الأجهزة الحديثة لأمراض القلب مقدمة كمنحة من الوكالة.

وأيضًا مركز الدكتور محمد غُنيم فى المنصورة لأمراض الكلى والمسالك البولية ومستشفى سرطان الأطفال 57357 وتقديم الخبرات الفنية لعدد من مستشفيات القارة، بالإضافة لتوفير علاج مجانى لعدد من مرضى سرطان الأطفال فى دول إفريقيا. 

هذا بالإضافة إلى إنشاء أقسام طبية مصرية فى عدد من الدول الإفريقية وإرسال وفود طبية مصرية لتركيب المعدات وتدريب الطواقم الطبية لتشغيلها، وكذلك إطلاق مبادرة إنشاء آلية معلوماتية لمكافحة الإيبولا وغيره من الأوبئة.

 

التعاون مع الجهات والمؤسّسات  المصرية والدولية

تعاونت الوكالة مع الصندوق الاجتماعى للتنمية لنشر تجربته لأكبر عدد ممكن من الدول الإفريقية، واستكشاف سُبل التعاون المشترك بين الصندوق والأجهزة المناظرة بالدول الإفريقية، وكذلك مع عدد من المراكز التدريبية المصرية المتميزة ذات الإمكانيات الاستيعابية الكبيرة، كمركز بحوث وتطوير الفلزات التابع لوزارة البحث العلمى، وقطاع التدريب بوزارة الإنتاج الحربى، مما يفتح مجالات تعاون واسعة لتعزيز دور مصر الإفريقى.    

  واستكشفت الوكالة أيضًا فرص التعاون فى مجال التدريب، ورفع القدرات الإفريقية مع اثنيّن من أكبر الشركات الدولية بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ وعلى رأسها شركتا ميكروسوفت وآى بى م؛ حيث تمكنت من إقامة تعاون مثمر مع الشركة الأولى لاستخدام تكنولوجيا المعلومات لمكافحة الأوبئة بإفريقيا.

 استضافة كبار المسئولين والإعلاميين الأفارقة 

فى ضوء أهمية تعريف دول إفريقيا بحقائق الأوضاع فى مصر بعيدًا عن المعلومات المغلوطة، قامت الوكالة، بترتيب لقاءات وزيارات إعلامية مهمة.

 إنشاء رابطة للمُتدربين  

وحرصًا من الوكالة على تعظيم الاستفادة من الدورات التدريبية التى تنظمها، وعلى استمرار تواجُد مصر فى دول إفريقيا، أنشأت الوكالة، بالتعاون مع البعثات المصرية فى الخارج، رابطة للمتدربين لدوام التواصل معهم، والرد على استفساراتهم، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتسهيل حصولهم على تأشيرات دخول مصر.

 التدريب الأمنى

شهدت الوكالة نقلة نوعية فى مجال التدريب الأمنى عبر التعاون مع هيئة تدريب القوات المسلحة وأكاديمية الشرطة المصرية فى تنظيم دورات تدريبية متخصصة، مع تزايُد الطلب من دول إفريقيا على خبرات الجهتين فى مجالات كمكافحة الإرهاب، وتأمين الشخصيات المهمة، وتأمين الانتخابات. 

 بناء القدرات

أوْلَت الوكالة منذ إطلاقها أهمية خاصة لبناء قدرات الكوادر من إفريقيا والدول الإسلامية للمساهمة فى النهوض بإمكانيات الأشقاء فى تلك الدول. 

وقامت الوكالة خلال السنوات الماضية بتنظيم دورات تدريبية فى مجالات عديدة كالدبلوماسية، والقضاء، والزراعة، والصحة، والتعليم، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والأمن. وتعاونت مع عدد من أهم المراكز المصرية المتميزة فى تلك المجالات لاستضافة الدورات التدريبية، ومنها معهد الدراسات الدبلوماسية، والمركز القومى للدراسات القضائية، وهيئة تدريب القوات المسلحة، ومركز بحوث الشرطة، ومعهد بحوث المياه. 

 إيفاد الخبراء: 

راجعت الوكالة احتياجات الدول الإفريقية والإسلامية لتلبية بعض منها وفقًا للأولويات المصرية. وقامت بإرسال الخبراء إلى أكثر من 21 دولة.

 تقديم المعونات والمساعدات 

قامت الوكالة بتقديم العديد من المعونات والمساعدات إلى عدد من الدول اتساقًا مع أهميتها الاستراتيجية لمصر (دول حوض النيل، ودول الساحل والصحراء، ثم باقى الدول الإفريقية والإسلامية). 

وفى هذا السياق؛ عملت الوكالة على التواجد بشكل ثابت فى عدد من دول إفريقيا؛ خصوصًا دول حوض النيل؛ لتحقيق أثر مُمتد للمساعدات. وقامت بتطوير وتجهيز عدد من المستشفيات الإفريقية والمراكز الطبية المصرية فى عدد من دول القارة. وقدمت أجهزة طبية لمؤسّسة مجدى يعقوب لأمراض القلب لتجهيز الوحدات الطبية المتخصصة فى عدد من مستشفيات إفريقيا كـ (أوغندا، وإثيوبيا، وبوروندى)، وفقًا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الوكالة والمؤسّسة. 

المشروعات التنموية

كذلك قامت الوكالة بالإشراف على تمويل وتنفيذ مجموعة من المشروعات التنموية فى دول حوض النيل تمثلت فى ثلاثة مشروعات لإنشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية فى إريتريا. 

إلى جانب مشروعات إنشاء محطة توليد الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية وإنشاء خمسة سدود حصاد مياه أمطار بأوغندا وكذلك مشروع إنشاء ورشة لإصلاح المحولات الكهربائية ببوروندى.

 تعزيز التعاون الثلاثى 

عملت الوكالة خلال السنوات الماضية على التحديث والاستفادة القصوَى من الاتفاقيات القائمة بالفعل (التى سبق للصندوق المصرى للتعاون الفنى مع إفريقيا إبـــرامها مع الدول والمؤسّسات المانحة)؛ والبحـث عن شركاء تنمويين جُدُد. وسعت لتعظيم التعاون الثلاثى مع عدد من المؤسّسات والدول المانحة، وعلى رأسها: البنك الإفريقى للتنمية؛ حيث عملت الوكالة على إيجاد فرص تعاون جديدة معه فى مجالى دعم أنشطة القطاع الخاص المصرى فى إفريقيا، والصحة.

والبنك الإسلامى للتنمية: والذى أَوْلت الوكالة اهتمامًا خاصّا به لكونه أحد أكثر المؤسّسات المالية مرونة فى دعم التنمية فى إفريقيا، ومن أقدم شركاء الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع إفريقيا. وبدأت الوكالة فى التعاون معه لإقامة تواجد مصرى صحى ثابت فى بعض الدول الإفريقية الأعضاء فى البنك ذات الأهمية الاستراتيجية لمصر. كما سعت الوكالة أيضًا للاستفادة من نشاط المؤسّسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات (التابعة لمجموعة البنك) لتغطية مخاطر الصادرات المصرية فى إفريقيا. 

وكذلك الصندوق العربى للمعونة الفنية للدول الإفريقية: بالاتفاق معه على التوسع فى أنشطة التعاون ولمشاركة فى تنظيم دورات تدريبية.

وبالنسبة للدول كانت أهمها اليابان: حيث وقّعت مصر اتفاقًا إطاريًا للتعاون الثلاثى فى إفريقيا مع اليابان فى 1998، واستمر تنفيذ أنشطة التعاون المشتركة طوال السنوات الماضية.