مصر والسودان.. شعب واحد.. مصير واحد

لم تكن علاقة مصر والسودان علاقة دول شقيقة تربطهما حدود واحدة، فعلى مَرّ التاريخ كانت العلاقة بين الدولتين علاقة استثنائية فريدة يجتمع فيها المصير الواحد والقوة الواحدة للدولتين، فالسودان يمثل العمق الاستراتيجى الجنوبى لمصر، كما أن أمن السودان واستقراره يمثلان جزءًا من الأمن القومى المصرى.

ومنذ استقلال السودان عن مصر فى عام 1956، شهدت العلاقات «المصرية- السودانية» مراحل صعود وهبوط متعددة، ولكن مَهما كانت الأحداث أو التطورات فى شمال الوادى أو جنوبه، ومَهما افترقت السُّبُل، يبقى روابط النيل الذى يمثل شريان الحياة للبلدَين وروافده تتجسد فى مقولة «شعب واحد فى دولتين».. وعلى مدار الأعوام الماضية وتحديدًا بعد نجاح الثورة السودانية، عادت العلاقات القوية مرة أخرى بين البلدَين الشقيقَين بعد فترة فتور لم تطل، وكانت زيارة الرئيس «السيسى» إلى العاصمة الخرطوم الأسبوع الماضى خطوة لترسيخ قوة وصلابة هذه العلاقات أمام جميع التحديات التى تواجه الدولتين؛ خصوصًا فيما يتعلق بأزمة ملف «سد النهضة» والوقوف أمام الزحف الإثيوبى على الأرضى السودانية، ورفض القيادة المصرية المساس بأمن واستقرار السودان بجميع الطرُق.

وجاءت زيارة الرئيس المصرى إلى الخرطوم فى توقيت استثنائى تشهد فيه المنطقة العديد من التوترات إلا أنها عبرت عن مدى عمق وقرب وجهة نظر الدول الأشقاء ليس فقط على صعيد أزمة سد النهضة إنما على كافة القضايا الإقليمية المشتركة والتأكيد على المضى قدما أمام التحديات التى تواجهها القارة الإفريقية والتى تتطلب توحد الأشقاء وتؤكد أن مصر والسودان يجمعهما مصير واحد.