الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الصحافة السودانية عن زيارة السيسى: مصر والسودان.. واقع جديد ورسائل مشتركة

جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى السودان فى توقيت تشهد فيه القاهرة والخرطوم تقاربًا عميقًا وقويًا إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وقد أبرزت الصحف السودانية هذه الزيارة باعتبارها زيارة تاريخية تعكس قوة العلاقات الثنائية بين الدولتين والاحتفاء بنجاح الثورة السودانية ودعمها من قِبَل مصر حكومةً وشعبًا.



 

ولفتت التقارير الإخبارية فى السودان، أن القمة «المصرية- السودانية» جاءت بالعديد من الرسائل التى تعبر عن تقارب واسع ومتصاعد بين البلدين، وفى توقيت تشهد فيه المنطقة العديد من الصراعات التى تلزم الأشقاء بالتقارب والتماسك بينهم، ليس على صعيد أزمة سد النهضة فحسب، بل على جميع الأصعدة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الأولوية والاهتمام المشتركين؛ خصوصًا تطورات الأوضاع فى منطقة الحدود «السودانية- الإثيوبية»، ثم التحركات السودانية الأخيرة لبسط سيادة الدولة على حدودها الشرقية المتاخمة لإثيوبيا.

 

رسائل مشتركة

وتعتبر زيارة الرئيس «عبدالفتاح السيسى» إلى السودان 6 مارس الماضى، هى الأولى منذ الإطاحة بنظام الرئيس السودانى «عمر البشير»؛ حيث تناول الجانبان سُبل دعم العلاقات العسكرية والأمنية والاقتصادية وقضية سد النهضة والأمن فى البحر الأحمر وتطورات الأوضاع على الحدود السودانية، وتم خلالها التأكيد على رفض البلدين للأمر الواقع فى قضية سد النهضة.

وعلى مدار الفترات الماضية شهدت الدولتان عددًا من الزيارات المشتركة والتنسيقات بين مسئولى البلدين على أعلى المستويات، تضمنت زيارة وزيرة الخارجية السودانية «مريم الصادق المهدى»، قبل أيام إلى القاهرة، فضلاً عن زيارة رئيس الأركان بالقوات المسلحة المصرية الفريق «محمد فريد حجازى» إلى السودان، على رأس وفد رفيع المستوى من قادة القوات المسلحة؛ للمشاركة فى الاجتماع السابع للجنة العسكرية المشتركة «المصرية- السودانية»، وإبرام اتفاقية عسكرية بين البلدين.

وقالت صحيفة «الصيحة» السودانية، إن زيارة الرئيس المصرى إلى السودان فى هذا الوقت الحرج يؤكد قوة مساندة الحكومة المصرية للحكومة السودانية، كما أنه يعبر عن مساندة القاهرة لجميع الجهود الرامية لتعزيز السلام والاستقرار فى السودان؛ وبخاصة خلال المرحلة المفصلية من تاريخه، وذلك انطلاقًا من المبدأ الثابت بأن أمن واستقرار السودان يُعد جزءًا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر.

وأضافت الصحيفة إن مصر تُعَد ظهيرًا قويًا للسودان، فى جميع خطواتها وتقدم لها كل الدعم للصمود أمام تحدياتها المستقبلية، كما أن الحكومة المصرية تدعم الوساطة الرباعية لحل أزمة سد النهضة، وأن الدعم المصرى قد تُوّج بزيارة الرئيس «السيسى» للخرطوم.

ومن جهة أخرى، نقلت صحيفة «الموكب» السودانية عن مصادرها أن الملفات الأمنية كانت فى مقدمة مباحثات «السيسى» لدى زيارته للخرطوم، وأوضحت الصحيفة أن أزمة سد النهضة وحقوق الحفاظ على مياه النيل كانت أبرز المباحثات التى شهدها الجانبان؛ خصوصًا أن الجانب المصرى والسودانى يتفقان فى رفضهما للسياسة الإثيوبية واتخاذها خطوات أحادية الجانب بشأن الملء الثانى لسد النهضة، وهو الأمر الذى يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومى السودانى، وفقًا لما يراه البلدان.

كما أكد الجانبان، على ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، بما يحقق مصالح الدول الثلاث، ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان، ويحد من الإضرار بمشروعات دول المصب.

 دعم الأشقاء

من جهتها نقلت صحيفة «المشهد السودانى» تصريحات الفريق أول «عبدالفتاح البرهان» رئيس مجلس السيادة الانتقالى بالسودان الذى أكد أن زيارة الرئيس المصرى «عبدالفتاح السيسى» للبلاد هى دعم حقيقى للسودان.

وأضاف البرهان: «نشكر الرئيس السيسى على تلبيته الدعوة لزيارة السودان فى التوقيت الحالى الذى تمر به الدولة السودانية»، وأضاف رئيس مجلس السيادة الانتقالى أن بلاده تمر الآن بمرحلة انتقال ويواجهها الكثير من المصاعب، مؤكدًا أن السودان تحتاج إلى تضافر الجهود وإلى وقفة الأصدقاء والأشقاء، وأن هذه الزيارة تُعَد دَعمًا حقيقيًا للسودان وسندًا حقيقيًا لثورة شعب السودان؛ لأنها تصب فى خانة تقوية روابط الأخوّة بين الدولتين التى ستنعكس على مجريات الانتقال.

وتابع برهان: «ناقشنا كل الملفات التى تدعم التعاون المشترك ووصلنا بها إلى رؤى موحدة تخدم تقدم وتطور ونماء الشعبين وتسهم فى استقرار الدولتين».

كما نقل موقع «النيلين» عن زيارة الرئيس «السيسى» والتى تؤكد على استراتيجية مصر فى دعم العلاقات الثنائية مع السودان من أجل التعاون والبناء والتنمية، وذلك ترسيخًا للشراكة والعلاقات الأزلية بين شعبى وادى النيل.

وأضاف «النيلين»، أن الرئيس «السيسى» قد أكد خلال استقباله «مريم الصادق المهدى»، وزيرة خارجية السودان على «اهتمام مصر بتعزيز العلاقات الثنائية مع السودان؛ خصوصًا فى مجالات الربط الكهربائى والسككى والتبادل التجارى، فضلاً عن استعداد مصر للاستمرار فى نقل تجربتها فى الإصلاح الاقتصادى وتدريب الكوادر السودانية، والمعاونة على مواجهة أى تحديات قد تطرأ فى هذا الصدد».

كما نقلت صحيفة «التيار» أن زيارة الرئيس «السيسى» إلى الخرطوم شهدت توحيد المواقف بين البلدين فى مفاوضات سد النهضة، مبرزة تأكيد الرئيس «السيسى» لتطابق رُؤَى البلدين، على رفض الملء الأحادى لسد النهضة من قِبَل إثيوبيا.

 توقيت فارق

كما نقلت صحيفة «الصيحة» السودانية أن زيارة الرئيس السيسى «تاريخية» و«مهمة»؛ نظرًا للملفات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية التى ستتناولها بين مصر أو السودان أو المنطقة الإقليمية أو أمن البحر الأحمر وشمال إفريقيا؛ خصوصًا ليبيا، فضلًا عن التوجهات السياسية بعد تغيير الإدارة الأمريكية بصعود الديمقراطيين برئاسة «جو بايدن». ونقلت الصحيفة عن السفير السابق بوزارة الخارجية السودانية «على يوسف»، الذى أوضح أن ملف السد فى قلب أجندة زيارة الرئيس إلى السودان؛ خصوصًا بعد عراقيل إثيوبيا وإعلانها بدء الملء الثانى فى يوليو المقبل سواء باتفاق أو من دون.

وأضاف يوسف، إن التعاون «المصرى- السودانى» فى هذا التوقيت من أهم ما يكون قبل أن يكون الخطر واقعًا بالفعل.

ونقلت الصحيفة السودانية عن محللين أوضحوا أن التقارب «المصرى- السودانى» الذى يجرى؛ خصوصًا فيما يلى ملف سد النهضة مؤسّس هذه المرة على إدراك سودانى ربما يكون غير مسبوق، بحجم المخاطر الاستراتيجية التى تحيط به، وتداعياتها على استمرار مؤسّسة الدولة ذاتها؛ خصوصًا بعد الملء الأول ما تنطوى عليه مخاطر الملء الثانى.

وأضافت الصحيفة أن الملف المائى فى العلاقات «المصرية- السودانية» قد استجد عليه على المستوى الاستراتيجى بالنسبة لمصر محدد آخر هو استقرار مؤسّسة الدولة فى السودان، واعتباره ضمن عناصر الأمن القومى المصرى، وأن التقارب «المصرى- السودانى» خَلق حالة فزع لدى إثيوبيا مؤخرًا، الأمر الذى دفعها للتأكيد على أهمية التوصل لاتفاق ودّى مع كل من القاهرة والخرطوم، وهو ما تجاهلته كل من القاهرة والخرطوم فى إطار اتفاقهما على منظومة جديدة رباعية للتفاوض مع إثيوبيا، تكون كل المنظمات الدولية فاعلة فيها بقيادة الكونغو رئيس الاتحاد الإفريقى الحالى وكل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى.

من جهة أخرى، نقلت صحيفة «النيل الدولية» السودانية عن رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، «عبدالفتاح البرهان»، الذى أكد خلال تصريحات صحفية، أن زيارة رئيس مصر «عبدالفتاح السيسى» إلى السودان «تسند الثورة فى السودان»، معلنًا توصلهما لـ«رُؤَى موحدة» تخدم البلدين.

كما نقلت الصحيفة عن مصادرها أن هناك زيارة مرتقبة لرئيس مجلس الوزراء السودانى «عبدالله حمدوك»، إلى العاصمة المصرية القاهرة، نهاية الأسبوع الجارى.

وبحسب المصادر فإن «حمدوك» سيكون على رأس وفد رفيع المستوى يضم عددًا من الوزراء «الخارجية، الكهرباء، الزراعة» ووزراء آخرين.

وأوضحت الصحيفة، أنه من المتوقع أن تتم مناقشة المشاريع التى سيتم التوقيع عليها فى إطار التعاون المشترك بين البلدين السودان ومصر.