السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

زيارة الرئيس المصرى تتصدر الصحافة العالمية العلاقة بين الدولتين «خط أحمر»

حظيت زيارة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى إلى دولة السودان على اهتمام عربى ودولى كبير، خاصة أن هذه الزيارة تعد الأولى منذ اندلاع الثورة السودانية لإسقاط حكم الرئيس عمر البشير فى أبريل 2019.



 

واستقبل رئيس مجلس السيادة السودانى الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء السودانى عبد الله حمدوك الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 6 مارس الجارى لإجراء مباحثات حول القضايا المشتركة للدولتين، وسبل التعاون فى عدة مجالات مختلفة وفى مقدمتها أمن البحر الأحمر وسبل التجارة الحدودية وتنسيق موقف الدولتين فى قضية سد النهضة الإثيوبي.

ووفق التقارير الإخبارية فقد اتفق المختصون بأن هذه الزيارة تأتى فى توقيت مفصلى، وتعبر عن مدى تقارب وجهات النظر المصرية – السودانية فى عدة قضايا، خاصة أن العلاقات بين الدولتين قد شهدت فترة توتر إبان حكم الرئيس السودانى السابق عمر البشير. 

وقد سلطت العديد من الصحف والتقارير الإعلامية العربية والدولية الضوء على زيارة الرئيس السيسى إلى العاصمة السودانية، حيث تأتى هذه الزيارة كترسيخ لجهود مصر لدعم السودان وشعبها الشقيق فى قيادة المرحلة التاريخية الحالية عقب تشكيل مجلس السيادة الانتقالي.

 

إعادة بناء العلاقات بين الدولتين

نقلت وكالة  «أسوشيتد برس» الأمريكية خلال تقريرها أن الزيارة المصرية فى هذا الوقت جاءت معبرة عن مدى التقارب بين الدولتين، مشيرة أن مصر سعت خلال الأعوام الماضية إلى إعادة بناء علاقتها مع الجارة السودانية، خاصة بعد مسيرة التغير والإصلاح التى يشهدها السودان عقب قيام ثورته وسقوط حكم الرئيس السابق عمر البشير. 

ومن جهتها نقلت وكالة «رويترز» للأنباء أن الحكومة المصرية تعمل على دعم السودان فى قضايا النزاع مع إثيوبيا، موضحة أن الرئيس المصرى أكد خلال زيارته إلى الخرطوم على ضرورة التوصل إلى اتفاق ثلاثى ملزم بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.

وأضافت «رويترز» أن مصر قد أعربت عن دعمها الدائم للسلطة فى قضيتها حول الحدود المشتركة بينها وبين إثيوبيا، حيث شهدت الخرطوم تعديات من قبل ميليشيات إثيوبية شبه نظامية على أراض داخل حدود السودان، ما أسفر عن مقتل عسكريين ومدنيين سودانيين فى هجمات متفرقة.

كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية AFP تقريرها حول توقيت زيارة الرئيس السيسى للأراضى السودانية، موضحة عن تطابق الموقف المصرى – السودانى حول قضية سد النهضة، ورفض الطرفين سياسة الأمر الواقع التى تنتهجها أديس أبابا، واتخاذها قرارات أحادية فى قضية تمس أمن وسلامة الشعب المصرى والسوداني.

وأشارت الوكالة أن تصريحات الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى الذى أقيم فى الخرطوم، أعربت عن رفض الدولتين لـ«أى نهج يقوم على فرض الأمر الواقع وبسط السيطرة على النيل الأزرق، من خلال إجراءات أحادية لا تراعى مصالح وحقوق دولتى المصب».

وأضافت الوكالة تصريحات الرئيس المصرى، والتى أوضحت أن مصر والسودان «اتفقتا على استئناف المفاوضات بوساطة رباعية تضم الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبى، والولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق قبل موسم الفيضانات». 

رؤى واحدة

من جانبها نقلت وكالة «روسيا اليوم» الإخبارية تصريحات رئيس مجلس السيادة الانتقالى السوداني، عبد الفتاح البرهان، حول زيارة الرئيس المصرى إلى الخرطوم، حيث أكد برهان أن هذه الزيارة «تمثل دعمًا حقيقيًا للسودان، وسندًا لثورة الشعب السوداني، وتسهم فى تقوية وتعزيز روابط الأخوة بين الدولتين مما سينعكس على مجريات الانتقال بالبلاد، فضلًا عن أنها تأتى فى إطار التعاون الوثيق بين البلدين وقيادتيهما».

وأوضح برهان عقب جلسة المباحثات المشتركة مع الرئيس السيسى فى القصر الجمهورى بالخرطوم، أن مصر والسودان لديهما «رؤى موحدة» لخدمة واستقرار شعب الدولتين، وأشاد البرهان بمواقف مصر المشرفة والداعمة للسودان، ومساندتها لحكومة الفترة الانتقالية فى سبيل تأسيس وتوطيد دعائم الحكم الديمقراطى الذى يسعى السودان  للوصول إليه فى فترة انتقالية معافاة وسليمة.

وأضاف برهان أن «هذه الزيارة تأتى فى وقت تمر فيه الدولة السودانية بمرحلة انتقال تواجه الكثير من المصاعب، مما يتطلب تضافر الجهود ووقفة الأصدقاء والأشقاء». 

ومن جهة أخرى نقلت وكالة US NEWS  الأمريكية عن القمة المصرية السودانية حيث أوضحت أن حكومة الخرطوم قد اقترحت مؤخرًا وساطة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى لاتخاذ خطوات جادة وفعالة لحل أزمة سد النهضة بدلاً من مجرد مراقبة المحادثات، وهو اقتراح تدعمه مصر.

إلا أن الجانب الإثيوبى رفض هذا المقترح بزعم أن عملية الاتفاق يقودها الاتحاد الإفريقى فقط.

وأضافت الوكالة أن السيسى وبرهان قد ناقشا التحركات السودانية الأخيرة لبسط سيادة الدولة على حدودها الشرقية مع إثيوبيا، والتى تأتى فى إطار احترام السودان للاتفاقيات الدولية.

 خطة التحكيم

من جهة أخرى، نقل تقرير لمركز «فورين بريف» للدراسات الجيوسياسية عن زيارة الرئيس المصرى إلى السودان فى هذا التوقيت، حيث أوضح التقرير أن هذه الزيارة جاءت عقب توقيع اتفاقية دفاع مشتركة بين مصر والسودان، حيث تضمنت الاتفاقية التنسيق لعمل مناورات عسكرية مشتركة وتعاون فى التدريب وحماية الحدود ومكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذى يؤكد على عمق العلاقات بين الدولتين خلال الفترة الماضية تحديدًا، خاصة أن القاهرة والخرطوم يواجهان معًا أزمة سد النهضة الذى بموجبه قد يتسبب فى عدة مشاكل خطيرة لدول المصب.

وأضاف تقرير المركز الأمريكى أن التعاون القوى بين مصر والسودان فى المجال الأمنى والعسكرى قد يؤدى إلى تغير الرؤية الإثيوبية في أزمة ملء خزان سد النهضة، والتى تلوح بها فى انتهاك واضح لكافة الجهود الدولية، والاتفاقيات السابقة. 

وأوضح التقرير أن مصر والسودان ما زالتا يأملان فى التوصل إلى حل دبلوماسى ملزم بشأن استخدام المياه بوساطة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وإن اختيار أديس أبابا الآن هو قبول خطة التحكيم الرباعية هذه. فعلى المدى الطويل، سيكون من المهم تأمين اتفاقيات بشأن استخدام المياه مع كينيا وتنزانيا وجنوب السودان وأوغندا، خاصة أثناء فترات الجفاف، من أجل تجنب المزيد من التوترات فى حوض النيل.

ومن جانب آخر، رأت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن زيارة الرئيس المصرى إلى الخرطوم قد تُشكل ضغطًا دبلوماسيًا على الجانب الإثيوبى فى أزمة سد النهضة.

وأوضحت «الجارديان» أن الزيارة كانت موفقة إلى حد كبير، حيث تم تناول العديد من الملفات الساخنة والتى تهم كلا البلدين، وسبل التعاون المشتركة والمشروعات الاستراتيجية كالربط الكهربائى والسكة الحديد والتبادل التجاري، فضلاً عن التطرق للتنسيق الأمنى بين البلدين، وأوضحت الصحيفة البريطانية أن هذه الزيارة جاءت بعد نحو عقد كامل من فتور العلاقات المصرية السودانية، والتى أحياها السيسى بتلك الخطوة.

ونقل موقع«abcnyhete» الإخبارى تقريرًا حول القمة المصرية - السودانية، حيث أوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قد حذر فى خطابه الجانب الإثيوبى من اتخاذ خطوات أحادية بشأن الملء الثانى لخزان النهضة دون مراعاة مصالح السودان ومصر.

وأضاف الموقع الهولندي، أن إثيوبيا تسعى إلى المُضى قدمًا فى المرحلة الثانية لملء خزان سد النهضة خلال موسم الفيضانات القادمة، وهو الأمر الذى أكد على رفضه الجانبان المصرى والسودانى خلال زيارة الرئيس المصري، وأوضح الموقع الإخبارى أن الرئيس السيسى قد أعلن موقف بلاده الواضح برفض سياسة الأمر الواقع التى تنتهجها إثيوبيا ومحاولاتها السيطرة على النيل الأزرق، وهو الأمر المرفوض من قبل مصر والسودان على حد سواء.