السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

يا نساء العالم

فى شهر مارس حيث عيد الأم فى مصر.. وعيد الجدات فى أوروبا.. وحيث اليوم العالمى للمرأة.. نقول لحواء العزيزة: هارد لك.. راحت عليكى يا حرام.. وعليك بالنضال خمسين سنة إضافية لتحصلى على حقوقك الضائعة.. والتقارير الدولية تشير بوضوح إلى تأخر المرأة فى أنحاء العالم.. وأن حواء لاتزال فى مقاعد الترسو.. تعامل كمواطن من الدرجة الثانية.. وكل ما قيل ويقال عن حقوق المرأة.. وعن المساواة فى الحقوق مع الرجل ما هو إلا طق حنك وفض مجالس وخلاص..!



الشهادة هذه المرة تأتى من داخل الأمم المتحدة.. تحديدًا من الاتحاد البرلمانى الدولى الذى يضم فى عضويته 193 برلمانيًا.. يقول الاتحاد العالمى فى شهادته.. إن أكثر من ربع أعضاء برلمانات العالم نساء.. وهو إنجاز لأن العدد منذ خمسة وعشرين عامًا لم يكن يزيد على 11 فى المائة فقط.. ولكن لأن المرأة ناضلت كثيرًا خلال رقع القرن الماضى.. فقد ارتفع عدد عضوات البرلمان فى العالم إلى حوالى 25 فى المائة من مجموع الأعضاء.. وإذا كانت حواء تحلم بالمساواة الكاملة.. فإن أمامها خمسين سنة قادمة لتحقق التقدم والمساواة!

الخيبة ثقيلة.. وكنا نحسب أن المرأة مضطهدة فى بلاد الشرق لأسباب التخلف والقهر الرجالى.. فإذا بالحالة عامة.. وإذا بالمرأة عندنا وعندهم. إذا بالمرأة فى كل مكان تواجه التعسف والاضطهاد والتجاهل.. وإذا بنا نحن شعوب الدرجة الثالثة نتساوى مع حضرات سكان البريمو فى أوروبا وأمريكا.. وإذا بأحوال المرأة هنا وهناك لا تسر عدوًا أو حبيبًا..!

قال اتحاد برلمانات العالم ومقره جنيف السويسرية.. إن المرأة حققت بالفعل تقدمًا مذهلًا خلال الخمسة والعشرين سنة الماضية.. إلا أن التقدم لايزال بطيئًا.. بدليل أن الرجال لا يتساوون مع النساء سوى فى برلمانات ثلاث دول هى كوبا ورواندا والإمارات العربية المتحدة..!

وهناك دول لا توجد نساء فى برلماناتها.. مثل غينيا الجديدة.. ومثل بعض بلادنا العربية النائمة فى العسل..!

الأمين العام للاتحاد البرلمانى الدولى أكد أنه من الضرورى تحديد حصص لتمثيل المرأة.. لإجبار الرجل على التنازل ولإحراز المزيد من التقدم.. وأشاد الرجل بالعديد من الدول الآسيوية، حيث تمارس المرأة هناك حقوقها السياسية.. كما أشاد بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث نسبة النساء فى الكونجرس بمجلسيه 27 فى المائة.

فى بلادنا العربية حصلت النساء على سبعة فى المائة من مقاعد البرلمان.. أما فى أفريقيا فقد حصلت النساء على 18 فى المائة من مقاعد برلمانات أمم أفريقيا..!

أما فى أوروبا فإن النساء يملكن 19 فى المائة من مقاعد البرلمان بما يعنى أنه حتى فى بلاد الخواجة والذى يدعى الديمقراطية والمساواة.. فإن المجتمعات هناك مجتمعات رجالى.. يحتل فيها الرجال مقاعد الصفوة وبأغلبية تصل إلى حوالى ثمانين فى المائة.

فى عالمنا الحالى ونحن فى القرن الواحد والعشرين، فإن 26 امرأة فقط ترأس البرلمان فى بلادهن.. فى حين يرأس الرجال 178 برلمانًا.

وتتوالى الأرقام تفضح بالدليل العملى ما يقال عن المساواة بين الرجل والمرأة.. وتكشف ما يتردد عن حصول حواء على حقوقها السياسية.. وحتى فى الغرب عند الخواجة.. فإن المرأة هناك مضطهدة ومظلومة.. تمامًا مثل أختها فى دول الشرق الأوسط السعيد.. بما يعنى أن حواء مطالبة بالنهوض من رقادها الطويل.. لترفع شعار المرحلة بحق وحقيقى: يا نساء العالم.. اتحدن!