الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أحمد رأفت.. ساعة "الحلم" ما تتعوضش

فى كل مرّة وفى كل مقال هنتكلم فيها مع بعض عن لحظة سعادة، ممكن تكون اللحظة دى فيها سعادة لكل اللى حواليك، وتكون لحظة حزن ليك أنت شخصيّا، والعكس كمان ممكن يحصل، تكون لحظة سعادة ليك وتكون لحظة حزن لكل اللى حواليك.. لحظات سعادة كتير هنتكلم عنها بتحصل لناس كتير، سواء لحظة سعادة بالنصر أو لحظة سعادة بوظيفة كان صعب قوى تتحقق، لحظة سعادة بمنصب مستحيل أو لحظة سعادة للشفاء من مرض صعب جدّا الشفاء منه.



كل أسبوع هنتكلم عن لحظات كتير، واللى هيجمع كل اللحظات دى أنها هتكون لحظات إيجابية، دائمًا أبدًا هحاول أخلى فيها إن نهاركم يبقى سعيد ويومكم بيضحك.

«لحظة واحدة».. هى الكلمة اللى بنقولها علشان نطلب من حد طلب فبنبدأ بـ«لحظة واحدة» أو «لحظة من فضلك».. بس عمر ما الكلام اللى بنقوله بيكفى لحظة ده.. ممكن يوصل لدقيقة وأكتر وممكن يوصل للعمر كله.

 خلينى أحكيلكم.. مقالة النهارده هتكون عن أحمد رأفت، ‎اللى اتولد أسير الكرسى‎ المتحرك، وما كانش قدامه غير اختيارين إنه يعتبره عقاب طول الوقت ويستسلم، أو يعتبره اختبار لازم ينجح فيه ويختار الطريق الثانى.

أحمد مكانش قدامه طريق ‎غير إنه لازم ينجح.. مفيش احتمال للفشل، وفعلا بدأ مشواره، ودى كانت بدايته مع الحياة بتحدياتها، وبدأ مشواره بمساعدة وتشجيع اللى حواليه.

حلم أحمد إنه يساعد الناس اللى زيه ويخرجهم من حالة اليأس إذا كان فى حالة يأس وينقلهم تجربته، ‎ بيقول: «عايز أقولهم إن الأسرة بتلعب دور كبير جدا فى حياة أى واحد من ذوى الاحتياجات الخاصة».

والدة أحمد كانت أهم الداعمين ليه فى مشواره وتحدياته بيقول عنها: «‎أنا والدتى المرحومة عزة سامى نائب رئيس تحرير الأهرام اللى عايشه جوايا دايما حاسس إنها معايا طول الوقت حتى بعد وفاتها.. عاوز أقولكم إنها مكنتش محسسانى إنى أقل من أى حد.. بالعكس كانت دايما بتشجعنى وبتاخدنى تمارين السباحة.. وكانت دايمًا تقولى خلى مثلك الأعلى فرانك روزفلت الرئيس الأمريكى اللى كان من ذوى الاحتياجات الخاصة لكن ما استسلمش بالرغم من إعاقته وكان ثابت نفسه فى المجتمع.. والمجتمع كان واثق فيه.. كمان ستيفن هوكينج عالم الفيزياء اللى ما استسلمش للإعاقة والشلل الرباعى». 

‎وكمان فيه شخص أحمد بيعتز بيه جدا وبيعتبره الجندى المجهول فى رحلته «بابا اللواء رأفت مثلى الأعلى فى الشجاعة ‎وهو لغاية دلوقتى بيساعدنى ‎و بيساندنى وبيودينى شغلى وبيشجعنى ومابيقوليش تعبت.. وكمان مش هنسى أهم واحد أخويا سامى اللى دايما بيشجعنى وبيخدنى أواظب على تمارين السباحة ومش بيفارقنى أبدًا».

‎أحمد ما بينساش كمان المدرسة اللى ساعدته على الاندماج فى المجتمع، بفضل ‎ الأب عامر والأب جول زريعى اللى ساعدوه وكانوا دايما بيخلوا زمايله يتعاملوا معاه على إنه طبيعى ومش مختلف عنهم خالص: «كانوا معايا وبيشجعونى على إنى آجى كل يوم المدرسة ودية كانت مرحلة مهمة جدا فى حياتى وكانوا بيساعدونى لدرجة إنى لما بيكون عندى كسر فى دراعى أو رجلى وده كان كتير بيحصل وبيمنعنى إنى أروح المدرسة كان بيبعتولى مدرسين لغاية البيت علشان متأخرش عن دراستى.. وأنا من ناحيتى مكنتش بستسلم وأقعد كتير فى البيت.. كنت بروح المدرسة وأنا فى الجبس.. وكان قدامى تحدى لما إيدى الشمال اللى بكتب بيها تكون مكسورة بدأت أدرب نفسى إنى أكتب بإيدى اليمين وفعلا نجحت إنى اكتب بالاثنين بنفس المستوى.. واللى عرفته بعديها انى دية حاجة صعبة جدا لكنى نجحت فى التحدى».

‎أحمد دخل جامعة المستقبل وحصل فيها على الطالب المثالى، وكان بيقدر يوفق ما بين دراسته والأنشطة، وحصل على المركز الثانى فى الشطرنج والثالث على الجمهورية فى التصوير الفوتوغرافى، كمان اشتغل فى الجامعة بعد الدراسة لمدة ٣ سنين مصمم جرافيك ومبرمج.

‎وبيحكى عن تجربته بعد التخرج من الجامعة والتحديات اللى واجها فى الحصول على سيارة مجهزة وبيقول: «فى يوم فكرت إن يكون عندى عربية مجهزة علشان أروح بيها شغلى وأخرج بيها وروحت علشان أخدها لكن فى شروط منعتنى إنى أحصل عليها وقررت إنى برضوا مش هستسلم لأنى لقيت الشروط ديه مش منطقية.. وفكرت انى أوصل صوتى للمسئولين وخاصة السيد الرئيس اللى استجاب لى، وتم تعديل شروط الحصول على السيارات المجهزة فى قانون ذوى الإعاقة لسنة 2018».

‎وعن تفاصيل اللقاء مع الرئيس أحمد بيقول: «بعد مقابلة الرئيس وموافقته على إنى أشتغل فى القوات المسلحة.. كنت عايز أثبت للعالم إن ذوى الاحتياجات الخاصة مش ضعاف وإنهم يقدروا يقفوا قدام الإرهاب وممكن يضحوا بنفسهم علشان بلدهم لأن دمهم مش غالى على مصر.. ‎وبعد اجتيازى للاختبارات تحت إشراف اللواء محسن عبدالنبى مدير الشئون المعنوية فى تلك الفترة تم تعينى فى المكان اللى أقدر إنى أثبت نفسى فيه ويتلائم مع إمكانياتى، وفعلاً تم تعيينى فى الشركة الوطنية للمعارض والمؤتمرات الدولية فى قسم السوشيال ميديا».

ومن أول يوم لـ أحمد فى شغله كان هدفه يواصل طريقه ويثبت نفسه وأنشأ صفحات التواصل الاجتماعى، اللى كان بيتابعها بنفسه وبيرد على أسئلة الناس وبينزل يصور أحداث المؤتمرات والمعارض.. وكمان بيشتغل فى البيت يعنى تقدروا تقولوا إنه كان بيشتغل اليوم كله وده كان محل تقدير من رؤسائه اللواء هشام شندى اللى كان بيتابعه ويدعمه لأنه مقتنع بقدراته.

أحمد اترقى لـ مدير للقسم، واستمر فى دعمه اللواء محمد الأمين مدير الشركة الوطنية للمعارض والمؤتمرات الدولية، وبجانب شغله كان عنده صفحته الخاصة اللى بينشر عليها طلبات وطلبات ذوى الاحتياجات الخاصة علشان يحاول يوصل صوتهم للمسئولين، وخلال فترة عمله كان دايما بيحاول ينمى قدراته، وفعلاً حصل على شهادات كثيرة منها: 8 دبلومات و51 شهادة فى مجال التسويق الإلكترونى والديزين والبرمجة، وكانت معظم الشهادات دى فى فترة الكورنوا أون لاين، كمان كان بيعمل فيديوهات علشان الشباب يعملوا زيه وينقلهم تجربته.

‎أحمد كان بيتمنى يتم اختياره من ضمن المعينين عضوًا فى البرلمان 2021 مش علشان الحصانة، لكن علشان يخدم ذوى الاحتياجات الخاصة: «احنا فعلا صدر لينا قانون خاص بالإعاقة فى 2018 بيدينا حقوق كثير والفضل يرجع للسيد الرئيس السيسى، لكن القانون مش مجرد نصوص لازم يكون فيه تنفيذ للنصوص ديه ووجودى فى البرلمان كان حيتيح لى التواصل مع المسئولين للوقوف على مدى تنفيذ ما جاء بالقانون وإذا كان فى حاجة متنفذتش نعرف إيه الأسباب ونحط خطة لتنفيذها».

كلامه ومشواره بيأكدوا إنه شخص واعى جدا بقضايا البلد وبملف ذوى الاحتياجات الخاصة وعنده رغبة حقيقية إنه يوصل صوتهم: «أنا عارف إن إحنا بنمر بمرحلة صعبة والموارد المالية مش كبيرة.. احنا بنبنى مصر لكن ده مش سبب يخلينا نسيب حقوق الفئة اللى بننتمى إليها وممكن اللى متنفذش نحطله خطة واقعية، وخصوصًا فى مجال التعليم والصحة والعمل اللى هو بالنسبة لينا بيدينا الأمل فى الحياة ولازم يكون العمل ده متناسب مع قدراتنا وده الدور الرقابى لعضو مجلس النواب وطبعا مكنش دورى هيقتصر على اهتمامى على الملف ده فقط.. لكن أنا فعلاً كنت عامل برنامج شامل للمساهمة فى جميع المجالات».

«نحن لا نحصل على ما نتمنى ولكن نحصل على ما قسمه الله لنا.. فالحمد لله دائمًا وهيفضل حلمى إنى أمثل ذوى القدرات الخاصة فى مجلس الشعب يمكن أقدر أغير حاجة» بالجملة دى أحمد بينهى كلمه عن رحلته وفلسفته فى الحياة.

وأنا بقى بقولك يا أبوحميد: افضل ورا حلمك وبإذن الله هتحقق.. وعايز أقولك انت وبابا وأخوك: نهاركم سعيد ويومكم بيضحك.. وبقول لكل اللى قرأ المقالة: نهاركم سعيد ويومكم بيضحك.