الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

التائهة

كاريكاتير: عماد عبدالمقصود
كاريكاتير: عماد عبدالمقصود

أعيش فى أزمة كبيرة.. أبلغ من العمر 47 عامًا، وأعيش مع زوج نرجسى،  كان لى كل شيء، حتى تبدلت وأصبحت أعيش بشخصية أخرى تخالف شخصيتى الحقيقية، وبقيت معه حتى أربى أولادي؛ البالغين من العمر 23 و22 عامًا، فى بيت مستقر، وأعتبر نفسى ذكية لأننى استطعت التعامل مع هذا الزوج البخيل المتحكم فى كل شيء.



مشكلتى بدأت فى أغسطس الماضى،  على شاطئ الساحل الشمالى،  حدث موقف بسيط على البحر لأجد غطاسا يصغرنى بـ17 عامًا، يعتذر لى ويعرفنى بنفسه، ولا أعلم ماذا حدث لى،  فوجئت بأننى أنتقل من مكانى حتى أكون بجانبه، وأخرج كل يوم لرؤيته، تبادلنا السلام يوميًا مع تبادل النظرات.. وفى سبتمبر كان أول حديث مطول بيننا.. كان يبدى إعجابه بى،  وأرى فى عيونه شيئا يشدنى.. انتهى الصيف وطلب منى أن أتحدث معه، لكننى رفضت وأنا أتألم وأتمنى أن يعيد طلبه.

بعدها بشهر حصل على رقم هاتفى،  وحدثنى،  حاولت كثيرًا مقاومته، لكننى بعد أن أجرى له حظرًا على الهاتف، أعود وأرفعه، وأعترف بأننى أحب كل تفاصيله، وكلما أردت الابتعاد عنه اقترب أكثر، وعندما حدثته عن فارق السن أكد أنه يحب روحى،  وهو يعلم أنه لا فائدة منى،  فأنا سيدة أحترم نفسى وأولادى،  ولن أقدم على الخطأ أبدًا.

وكلما أفكر أشعر بالاستغراب، فأنا المرأة المتعلمة الأنيقة، زوجة الرجل المحترم، أحب إنسانا لم يكمل تعليمه، ويعمل غطاسا، وصيادا وبائع خضار أحيانًا، وأستمع إلى حكاياته ولا أستطع المقاومة، وأشعر أننى أريد الاقتراب منه، ولو تركت نفسى لهذا الإحساس سأقدم على الخطأ.. فما الحل؟

عزيزتى

«مشكلتك مش فى رغباتك.. مشكلتك إنك مش عارفة ليه أنتى مشدودة لهذا الآخر.. والحقيقة لما قريت بداية المشكلة حسيت إنك بتوجدى لنفسك المبررات علشان الصورة تطلع حلوة.. صورتك أنتى.. فى عينيكى أنتى.. وطبعا أنتى لازلتى غير مقتنعة ومتيقنة بداخلك أن ما يحدث مجرد أنك تشغلى نفسك بحاجة جديدة فى حياة مستمرة فوق الـ23 سنة على الأقل حسب عمر أولادك كما ذكرتى».

«أنتى نفسك مش مقتنعة، وشايفة هذا الشخص بطبقية واضحة جدا.. وهذا معناه فى تصورى أنه مجرد لعبة أو تسلية.. وهو ما تأكدت منه من كتابتك.. إنك مستحيل تعملى شيء مش محترم على حد قولك».

«تعالى نفتح الموضوع أكتر شوية.. ونشوفك من عيون هذا الرجل.. أنتى زوجة زهقانة ومُهملة.. ثرية أو على الأقل مستقرة طبقيا وماديا.. عايزة تعيشى مغامرة.. وخلينى أؤكد لك أنك أنتى اللى بدأتى هذا العرض ومن وجهة نظره.. ليه لأ.. هو مش خسران أى حاجة.. أما من ناحيتك أنتى.. هسأل: ليه؟.. تقبلى حد يشوفك كده ليه؟ وعلشان إيه ومين؟.. إذا كان زوجك نرجسيا وبخيلا وماحيا لشخصيتك.. مكملة معاه ليه؟.. علشان الاستقرار والأولاد.. أو أى سبب كان.. هذا اختيارك».

«إنك تتعرفى على أى شخص آخر بشكل خاص وغير معلن.. اختيار تانى خالص.. والاتنين ما ينفعوش أبدا مع بعض.. أنا مش مكانى أقولك تعملى إيه.. لكن أقدر أؤكد لك.. أن الإنسان الوحيد اللى محتاج وقفتك جنبه وتعلقك بيه هو نفسك».

«نصيحتى.. اختارى بوضوح.. الضلمة خسة وندالة.. وزوجك وأولادك وأنتى أكيد ما تستاهلوش كده.. أنا حسيت أن طريقتك فى التعامل مع ما تريديه هو إنك ما تعبريش عنه بشجاعة وتعملى اللى أنتى عايزاه.. طريقة ريح الزبون دى خربت كل اللى اعتنقها.. ادى نفسك وغيرك حقهم.. والحقوق والواجبات ما يعرفوش الضلمة.. خليكى فى النور الأول.. علشان تختارى صح».

مع حبى