الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«أبو الغيط» جنرال الدبلوماسية المصرية

رجل دبلوماسى وسياسى لا يشق له غبار، نجح بامتياز فى كل المهمات الصعبة التى أوكلت إليه طوال 56 عامًا من العمل فى مواقع عدة، تحمل خلالها المسئولية ببراعة وثبات، حتى أصبح عن جدارة جنرالًا للدبلوماسية المصرية.. لذلك لم يكن غريبًا أن يقرر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية فى دورته العادية الـ155، التجديد له أمينًا عامًا للجامعة لفترة ثانية مدتها 5 سنوات.



بالطبع هو الدبلوماسى الرفيع أحمد أبو الغيط، الذى نال ثقة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ليوجه رسائل إلى القادة العرب يعرب فيها عن اعتزام مصر إعادة ترشيحه أمينًا للجامعة، ليكمل دوره فى لم الشمل العربى، وانتزاع مواقف موحدة من الدول العربية تجاه أى خطر يمكن أن تتعرض له، ويبدأ مهمته بكلمة شكر للرئيس السيسى والقادة العرب، قائلًا: «أعبر عن التقرير والامتنان والتقدير للملوك والرؤساء والأمراء الذين وضعوا الثقة فى شخصى.. وأعبر عن عميق الشكر والاحترام والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أعاد ترشيحى مرة أخرى لهذه المهمة، التى أراها مهمة مقدسة».

وتضمنت كلمة الأمين العام ملامح محطاته الدبلوماسية، التى اجتهد فيها ليرفع اسم مصر عاليًا، كواحد من جنودها الأوفياء ومقاتليها الأبطال، حيث قال: «تعودت عبر سنوات خدمتى العامة أن أمتثل لنداء الواجب بروح الجندى المقاتل، ولا أظن أن واجبًا يعلو على خدمة الأمة العربية، أو أن شرفًا يسمو على تمثيل هذه المنظمة العريقة الجامعة للعرب»، متابعًا: «لقد عملتُ طوال السنوات الخمس الماضية وسط ظروفٍ عربية تعلمون مدى صعوبتها وضغطها، ووضعتُ نصبَ عينى -فى المقام الأول- الحفاظ على هذا البيت العربى الذى نجتمع تحت مظلته، فهو بيتٌ عزيز علينا، وعنوانٌ لاتحاد كلمتنا، لا ينبغى أن تتهاوى جدرانه أو أن ينهدم بنيانه تحت أى ظرف». 

«أبو الغيط» التحق بوزارة الخارجية عام 1965؛ مُلحقًا دبلوماسيًا بإدارة السلك الدبلوماسى والقنصلى، ثم مُلحقًا بإدارة شئون دول البلقان وشرق أوروبا، قبل أن يتم تعيينه مُلحقًا دبلوماسيًا بإدارة الصحافة والإعلام، ومتحدثًا رسميًا باسم الوزارة.. ووسط كل هذا لم تتوقف جهوده الدبلوماسية فى سفارات مصر حول العالم، ليُعَيَّن سفيرًا لدى إيطاليا ومقدونيا وسان مارينو وممثلًا لمصر لدى منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، ثم عُيِّنَ مساعدًا لوزير الخارجية، وسرعان ما أصبح مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة، وفى عام 2004 عُيِّنَ وزيرًا للخارجية، ليستمر نحو 7 أعوام فى المنصب، حيث شهدت فترة توليه الوزارة، عددًا من الأحداث المهمة كان أبرزها الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة، وفى عام 2016، تولى «أبو الغيط» منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وقاد الجامعة بهدوء ودبلوماسية ناجحة.

وتوثيقًا لفترة من أصعب الفترات على مصر، حرص «أبو الغيط» على تسجيل مذكراته، وطرحها فى كتاب سماه «شهادتى»، وضم الكتاب فى مجمله العديد من التساؤلات التى جاءت فى سياق السياسة المصرية إبان حكم مبارك، مقدمًا شهادته عما عاصره من أحداث ومواقف، وما تعامل فيه من ملفات الخارجية المصرية، بالإضافة لما عايشه من أحداث، وصدر له أيضًا كتاب «شاهد على الحرب والسلام» يوثق فيه فترة عمله فى فريق الإعداد لنصر أكتوبر العظيم، حيث كان يسجل اللحظات الفارقة في تاريخ معركة الكرامة المصرية، من موقعه بجانب محمد حافظ إسماعيل، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الأمن القومي آنذاك، وبعدها أصبح عضوًا في الفريق الدبلوماسي الذي خاض معركة التفاوض مع إسرائيل، والتي أسفرت عن معاهدة السلام.

«روز اليوسف» تُهدى وسام الاحترام للدبلوماسى الفريد والبطل والمقاتل، اعتزازًا بدوره، واعترافًا بإنجازاته العديدة، وانتصاراته فى الكثير من المعارك الدبلوماسية الصعبة.