الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

زوجة فى «عش الإدمان»

كاريكاتير: عماد عبدالمقصود
كاريكاتير: عماد عبدالمقصود

 أقف فى مكانى ولا أستطيع التقدم خطوة ولا الرجوع خطوة.. أبلغ من العمر 40 عامًا، وأعمل فى شركة محترمة، ومتزوجة منذ 18 عامًا، رزقنى الله خلالها بابن وابنة يبلغان من العمر 15 و14 عامًا، تزوجت عن حب برجل يعمل معى فى الشركة، وبعدها كنت أرى بعض التصرفات لكننى لم أفهمها لأننى كنت صغيرة ومقبلة على الحياة، حتى فوجئت بأنه مدمن، ورصدت رحلة إدمانه طوال هذه السنوات، بداية من الأقراص المخدرة وحتى الشم، ولأننى علمت بعد إنجابى قررت السكوت وغلق الباب علينا، ولم أخبر أحدًا، ورغم أن الحياة كانت تتدهور إلا أننى حافظت على وجوده معى لأننى أحبه، وحاولت معه كثيرًا للإقلاع عبر المصحات ولكن بلا فائدة.



كانت شخصيته ضعيفه أمام أهله، وقوية معى جدًا، ولا يفعل أى شيء إلا بعد الرجوع إليهم، ويحكى لهم كل شيء، ولهذا اضطررت أن أقيم فى منزل أهله لسنوات طويلة، وعدت إلى بيتنا بصعوبة بالغة، ووسط كل هذا كنت أكتشف علاقاته النسائية، لكنه كان يعود إلىّ فى النهاية، وأصبحت دائمًا فى تلك الدائرة المغلقة عليه، وكلما حاولت الخروج منها يجذبنى إليه مرة أخرى، ومرت السنوات بحلوها ومرها، خاصة فى ظل الحب الذى يجمعنا، لكن فى الأعوام الأخيرة لم أعد أتحمل، وأغلق قلبى أمام كل شيء يخصه، وركزت فى البيت والأولاد، ولم أفكر فى ترك المنزل لأن الأولاد متعلقون جدًا بوالدهم، الذى يعاملهم بطريقة جيدة.

وخلال الفترة الأخيرة مرض والده ووالدته، وطلبا منه أن يقيم معهما، ورفضت أن أقيم هناك، وذهب هو حتى يرعاهما، حيث وجدتها فرصة لأن أبتعد فترة، وكنت أزوره على  فترات، وأحيانًا أقضى معه يومين ثم أعود للمنزل، وانتهت هذه الفترة بموت والدته، وكانت هذه الضربة القاضية له، لأنه كان متعلقًا بها جدًا، وبعدها ذهبت للإقامة معه، حتى أكون معه وأساعده فى هذه الأزمة، ونسيت ما كان يسبب لى الضيق.

وفجأة شعرت أن هناك إنسانة أخرى فى حياته، وبالفعل عرفتها، كانت مطلقة تعمل معنا فى الشركة، وليست فى مستوانا الاجتماعى،  ووقتها بدأت ثورتى، لكنه واجهها بأبشع الكلام، فسألت نفسى لماذا تحملت تلك المعاناة كل هذه السنوات، لكننى فوجئت به يلقى علىّ الاتهامات، ويقول إننى سيئة، وأن المرأة الأخرى هى التى تحتضنه وتحبه! لكننى قررت أن أحتوى الموقف، وزدت من حبى واهتمامى به، وبعدها قال لى إنه نسيها ولم تعد موجودة فى حياته، لكننى اكتشفت أن علاقتهما مستمرة، وقرأت محادثتهما عبر الإنترنت.

الآن طلبت الطلاق، وأصمم عليه، وهو يرفض، ويقول إنه يحبنى ولا يريد خراب البيت، وهو لن يتركها، هى التى ستتركه عندما تعرف أنه مدمن مخدرات، ورغم رغبتى فى الخروج من هذه العلاقة، إلا اننى أخشى الحياة بعد ذلك، وكذلك أصر على الطلاق.. أنتظر نصيحتك.

عزيزتى

«مشكلتك إنك بتشتغلى منقذ وأم فى حياة زوجك.. ونسيتى إنك زوجة ولك حقوق عنده.. ساعات كتير الست بتحب تثبت للى حواليها إنها تقدر تحتوى وتطبطب وتمتص.. ودى الحقيقة فعلًا ودى مناطق التميز والقوة الحقيقية عند أى أنثى.. أنها فعلًا أقوى وأوسع صبرًا وأنضج عقلًا وهى مواصفات وضعها ربنا فى الأنثى لأنه اختارها هى للأمومة.. والأم بطبعها بتراعى وتكبر وتستحمل.. إلخ.. بس ده دور حصرى لأطفالها فقط.. حتى يصلوا لمرحلة الفطام الجسدى أولًا وبعده تأتى مراحل الفطام النفسى والعقلي.. وده ما ينفعش مع الشريك».

«مشكلة زوجك أنه اختار الإدمان ليتزوجه حسب ما فهمت.. وكل مرة تفتكرى إنه صادق فى وعوده أنه آخر مرة سيتعاطى وأنه سيقلع تتفاجئى أنه تمادى أكثر وأكثر فى إدمانه.. لأن ببساطة زوجك مرفوع من الخدمة والإدمان هو اللى بيرد على أى حد بيكلمه».

«الإدمان للمخدرات بيسيطر على من يتعاطاه بهوس.. لا يعيش إلا لثلاثة أشياء: عايز فلوس علشان أجيب مخدر – جبت المخدر أتعاطاه ومش مهم أى حاجة – المخدر خلص عايز أجيب تانى.. وتدور نفس الدائرة على المدمن بداخلها يفقد فيها أى عاطفة أو رغبة أو حب وتعلق حقيقى إلا بالمخدر ومن يوفره.. أما من ينتقده سيرى وحشًا متنمرًا مهووسًا فى خلافاته وخناقاته».

«لم ولن تستطيعى مساعدته إلا بالمنع.. امنعى نفسك وأولادك وبيتك عنه  لو عايزة تساعديه بجد.. خليه يشوف الخساير اللى خسرها.. أنت زوجته وأولاده اللى بيحبهم جدًا كما قلت.. وبيته الذى لن يستقر ماديًا وأسريًا وعاطفيًا إلا برجل مسئول يعرف حدوده تجاه أسرته وواجباته تجاههم.. يمكن ساعتها اللمبة المطفية فى رأسه تنور ويبدأ رحلة الرجوع».

قلبى عندك..

مع حبى