الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فيتو برلمانى وحملات إلكترونية لإيقاف التنفيذ.. «عين القاهرة» عجلة دوارة تشعل الحى الراقى

عجلة دوارة على نيل القاهرة، تتيح لزائريها رؤية جميع المعالم البارزة بالعاصمة لمسافة 50 كيلومترًا، هكذا أعلنت شركة هاواى للسياحة والاستثمار عن مشروعها الجديد «Cairo eye»، أو «عين القاهرة» فى منطقة الزمالك، الذى يقام على مساحة 20 ألف متر مربع، ويستهدف استقبال 2.5 مليون زائر سنويًا، المشروع لاقى استحسان الجميع لفكرته الاستثمارية، لكنه اصطدم برفض شعبى حفاظًا على الجزيرة من الاختناق.



 

فالإعلان عن الموقع كان بمثابة الكارثة لسكان الحى الهادئ، الذين دشنوا حملة «لا لتخريب الزمالك»، الأمر الذى دفع عددًا من أعضاء مجلس النواب للتقدم بطلبات إحاطة لوزراء التنمية المحلية، والسياحة والآثار، والبيئة، ومحافظ القاهرة، لإيقاف تنفيذ المشروع الذى سيهدر قيمة برج القاهرة، وقد يسبب اختناقًا مروريًا للعاصمة بأكملها، فتتحول «عين القاهرة» من عجلة دوارة لـ«عجلة الندامة»!

القائمون على المشروع ينظرون إليه بعين استثمارية، حيث تبلغ استثماراته 500 مليون جنيه، وسيوفر فرص عمل مباشرة لنحو 1200 موظف، وغير مباشرة بنحو 4000 فرصة أخرى، بجانب أن العجلة الدوارة ستعد الأكبر فى قارة أفريقيا، وخامس أكبر عجلة حول العالم بعد لندن ودبى ولاس فيجاس وسنغافورة، بارتفاع يصل لـ 120 مترًا، وهذا من شأنه تحقيق هدف استراتيجى للتنمية السياحية المستدامة، والتكامل مع مشروع ممشى أهل مصر والجهود القائمة بتطوير المجالات المختلفة وخاصة السياحة والاستثمار، تماشيًا مع الخطة الاستراتيجية ورؤية مصر 2030.

إلا أن نقطة الخلاف المتمثلة فى أسباب اختيار مدخل جزيرة الزمالك لتدشين المشروع مازالت مستمرة، فطبقًا للقانون 119 لسنة 2008، بشأن المناطق ذات القيمة المتميزة، فإن الزمالك من المناطق المسجلة كمنطقة ذات قيمة تراثية لها اشتراطات حماية خاصة، ولا بد من اعتماد أى إعلان أو بناء أو تجميل من الجهاز القومى للتنسيق الحضارى.

لم نُخطر بالمشروع.. ولا ترخيص إلا بموافقتنا

ومن جهته قال المهندس محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى: إن مشروع العجلة الدوارة «عين القاهرة» لم يعرض على الجهاز حتى الآن، وبالتالى لم يحصل على الرخصة اللازمة لبدء التنفيذ، وأن محافظة القاهرة هى المسئولة عن إرسال المشروع للجهاز لتتم دراسته. 

وأضاف «أبوسعدة» لروزاليوسف، أن هناك ضوابط واشتراطات خاصة لإعطاء تصريح بإقامة المشروعات ببعض المناطق مثل الزمالك وجاردن سيتى ومصر الجديدة والقاهرة الخديوية، تتمثل فى تقديم دراسات كاملة للجوانب المرورية، والبيئية، والعمرانية، حفاظًا على الطابع التراثى لتلك المناطق.

مشيرًا إلى أن جزيرة الزمالك منطقة ذات قيمة تراثية، ولا بد من عرض المشروع على لجنة فنية متخصصة، تضم أساتذة تخطيط، وتنسيق موقع، وعمارة، وطرق، للحفاظ على الخريطة والهوية المكانية والتاريخية والتراثية للجزيرة، وبعد الدراسة تصدر اللجنة تقريرها النهائى بالقبول أو الرفض.

«فيتو برلمانى» المشروع يعارض توجه الدولة

تقدم عدد من أعضاء مجلس النواب بطلبات إحاطة وبيانات عاجلة، لوزراء التنمية المحلية، والبيئة، والآثار والسياحة، ومحافظ القاهرة، اعتراضًا على موقع إقامة المشروع بالزمالك.

وقالت النائبة داليا السعدنى، عضو لجنة الإعلام والثقافة والآثار، إنها تقدمت بطلب إحاطة موجه لوزراء التنمية المحلية، والثقافة، والآثار، اعتراضًا على إقامة مشروع «عين القاهرة» بمنطقة الزمالك، حيث سيتسبب فى إحداث كارثة مرورية وبيئية، وفقًا لما أعلنته الشركة المنفذة بأن المشروع يستهدف 2 مليون زائر سنويًا، كما أنه يتعارض مع توجه الدولة الرامى إلى تخفيف الضغط عن قلب القاهرة بإنشاء العاصمة الإدارية.

وأضافت «السعدنى» لروزاليوسف، أن المشروع يمس جوانب أخرى خاصة بالآثار والثقافة، حيث إن الحديقة المقامة عليها المشروع أدرجت فى أكتوبر الماضى، كإحدى الحدائق التاريخية ذات الطابع الخاص الواجب الحفاظ عليها، مشيرة إلى أنها عرضت جوانب الأزمة على وزيرة الثقافة خلال لقائهما الأسبوع الماضي، حيث إن جهاز التنسيق الحضارى التابع للوزارة هو المختص بمنح التصاريح لأى أعمال تجميلية أو إنشائية بالمناطق ذات الطابع التراثى ومن بينها الزمالك، ورغم ذلك لم يصله أى دراسات حول المشروع.

وأكدت عضو لجنة الثقافة والآثار، أن «عين القاهرة» جيد من حيث الفكرة وأنها تدعم الاستثمار المصرى، لكن المشروع يعد ترفيهيًا وليس سياحيًا، لذا لا بد من إعادة النظر فى موقعه، الذى سيقتل برج القاهرة الذى يعد أحد أهم معالم القاهرة، والكائن على بعد 200 متر.

كما طالب الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، الدكتورة ياسمين فؤاد، وزير البيئة، بوقف مشروع أكبر عجلة دوارة فى إفريقيا «عين القاهرة»، والتى من المخطط إنشاؤها بحديقة المسلة التراثية المجاورة لحديقة الأندلس بالزمالك؛ لمخالفته لقانون البيئة.

وقال حاتم: إن هذا المشروع يعد جيدًا من حيث الفكرة، ولكن من حيث التنفيذ فإن اختيار هذه المنطقة سيئ ويخالف قانون البيئة، ولا بد من وقفه.

وأضاف أنه يتحتم عمل دراسة للآثار البيئية لمثل هذه المشروعات قبل بدء العمل فيها، وكذلك عمل جلسات استماع للمجتمع المدنى، ثم الحصول على موافقة المواطنين على المشروع.

 «لا لتخريب الزمالك» 

حملة لإيقاف التنفيذ

حالة من الاستياء بين سكان الزمالك منذ لحظة الإعلان عن «عين القاهرة»، فأحلامهم بتطوير الجزيرة وإعادة الحى الهادئ لرونقه قد تبددت، فدشنوا عدة حملات لإيقاف تنفيذ المشروع، ومن بينها حملة «لا لتخريب الزمالك»، الأمر الذى دفع عددًا من المسئولين السابقين للتفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعى، وإعلان موقفهم من المشروع، حيث غرد منير فخرى عبدالنور وزير السياحة الأسبق فى تدوينة عبر تويتر: «أين الدراسات البيئية والمرورية والتنظيمية التى استند إليها القائمون على المشروع؟، وأين محافظ القاهرة ورئيس حى غرب وأعضاء مجلس النواب من هذا المشروع؟، ولماذا لم يتم الاستماع إلى رأى أهالى الزمالك.. من بالضبط المستفيد؟

ليرد الدكتور حسام بدراوى هو الآخر عبر تويتر: «بصفتى نائبًا سابقًا لدائرة قصر النيل لا أوافق على وضع «العين» المزمع إقامتها فى حى الزمالك، فالجزيرة لا تتحمل إضافة مرورية وتكدسا جديدا للمواطنين، فلنحمى حدائق الحى ونزيل ما يمنع رؤية النهر، لنستعيد جمال الزمالك وهدوء الحى.. فلا تبخلوا علينا برفع أيديكم عن الجزيرة».

وقال  المهندس صلاح حافظ، رئيس جهاز شئون البيئة سابقًا، وأحد سكان الزمالك: إن الهدف من مشروع «عين القاهرة» ليس دعم السياحة، ولكنها ذريعة الغرض منها إنشاء مجموعة من المطاعم، مؤكدًا رفضه لإقامة المشروع فى حديقة المسلة بالجزيرة، لأسباب بيئية وإدارية.

مضيفًا، أن المشروع يحتاج لإعادة دراسة لموقعه، خاصة أن المشروع سيؤثر سلبًا على برج القاهرة الذى يقدم رؤية أفقية أفضل للعاصمة، كما سيحول المنطقة لبؤرة من العشوائية والازدحام المرورى، ما سيزيد نسب التلوث الذى قد يصل لمستويات كارثية.