الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كرم جبر حارس «أخلاق الإعلام»

رَجُلٌ لا يَختلفُ أحَدٌ على شجاعته وإخلاصه لبلده، وطنىٌّ من الطراز الرّفيع، وصحفىٌّ من العيار الثقيل، نجحَ خلال العقود  الأربعة الماضية، فى المزج بين الوطنية والمهنية؛ ليُعطى درسًا فى الصحافة المتزنة والراقية، طوال رحلته الصحفية التى بدأت فى مؤسَّستنا «روزاليوسف»؛ ليَحمل جينات الإبداع والتميز طوال 30 عامًا من العمل، تُوّجَت برئاسته لمجلس إدارة المؤسَّسة، قبل أن يتولى المسئولية الصعبة؛ رئيسًا للهيئة الوطنية للصحافة، وسط مناخ غير مستقر مهنيّا ومؤسَّسيّا، إلّا أنه استطاع تحقيقَ المستحيل؛ لتتَجاوَزَ المؤسَّساتُ الصحفية تحت قيادته الكثيرَ من الأزمات الطاحنة ماديّا وإداريّا، وآخرها أزمة «كورونا»، حتى حَمَل الرَّجُلُ على عاتقه مسئولية الإعلام فى مصر؛ ليصبح «كرم جبر» رئيسًا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.



كانت رسالة «جبر» واضحةً منذ اليوم الأول لتوليه مُهمة تطوير الإعلام المصرى، وهى خدمة قضايا الحريات العامّة والوقوف فى ظهر الدولة المصرية، مدافعًا قويّا عن قضاياها وتحديّاتها، وسرعان ما امتد تأثيرُ الإعلام إلى جميع المجالات؛ لنجد دورًا بالغَ الأهمية للمجلس الأعلى فى مبادرات عديدة، منها استراتيجية بناء الوعى بالتعاون مع وزارة الأوقاف، ومبادرة «مصرُ أولًا.. لا للتعصُّب»، التى تشارك فيها المجلسُ مع وزارة الشباب والرياضة، بهدف خَلق جيل جديد من دون تعصُّب، ولاقتْ المبادرةُ نجاحًا كبيرًا، وشهدتْ تعاونًا ملحوظًا بين الهيئات الإعلامية من أجل ترشيد دَور الإعلام فى توجيه السوشيال ميديا والرأى العام من خلال الفكر التنويرى، ووضع ضوابط حاكمة لوسائل الإعلام تدعو إلى نبذ التعصُّب والكراهية.

وواصل «جبر» حَمْل مسئوليته بمهنية وشجاعة؛ لنفاجَأ به خلال الأيام الماضية يخرج للاعتذار إلى طبيبة المحلة التى تعرّضت للاغتيال المعنوى على يد بعض المواقع الإخبارية، قبل أن تظهر الحقيقة، ويثبت عدم صحة كل ما تم تداوله؛ لتترسّخ وظيفة المجلس فى مكافحة الإعلام الفضائحى، أو إعلام الفضائح؛ حيث وجَّه رئيسُه رسالةً للطبيبة، كان نصُّها: «أقدّم للسيدة الجليلة الاعتذارَ، ويجب على الجميع الاعتذار لها، فما حدث جريمة، وبعض المواقع لاتزال تنشر الأخبارَ ويجب حذفها حتى ننتصر للأخلاق»، متابعًا: «دور الإعلام التنوير، وكشف الفساد، لكن دون فضائح وتشهير، فنحن ندافع عن حماية الأخلاق وسُمعة الأشخاص، وأطالب وسائل الإعلام بعدم نشر القضايا الأخلاقية».

«روزاليوسف» تُهدى وسامَ الاحترام إلى «كرم جبر»، أحد أبنائها الكبار، والذى دافع عن الصحافة، ولم يَدّخر جُهدًا فى سبيل استعادة الإعلام المصرى لدوره الريادى والمجتمعى، بعدما شاهدنا ترجمة لهذا الجهد الكبير فى نصوص الكود الأخلاقى للنشر والبث، الذى يهدف لحماية القيم والأخلاق والالتزام بمبادئ وتقاليد المجتمع، وتضمَّن عدة مبادئ، هى: عدم الخوض فى الأعراض أو تعميم الاتهامات وعدم الإساءة إلى الآخرين واحترام الرأى الآخر وعدم التحقير من الأشخاص أو المؤسَّسات، والحفاظ على النظام العام والآداب العامّة، وتجنُّب ما يدعو إلى الإباحية أو يحض على الفسق والفجور، وإبراز أهمية القيم والأخلاق ودورهما فى حماية المجتمع.