الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شائعة سحب دفتر المأذون تسببت فى زيادة الإقبال على الزواج قاعات الأفراح complete.. و«ليلة العمر» تتحدى كورونا!

تبذل الدولة جهودًا لمواجهة تفشى فيروس «كورونا» على جميع القطاعات، منها قرارات مجلس الوزراء بتحديد شروط ونسبة حضور محدودة قاعات الأفراح ودور المناسبات الموجة الثانية للفيروس.. وهو ما يؤثر بالضرورة على طبيعة تلك الاحتفالات.. فهل تغيرت مَظاهر الزواج فى زمن «كورونا» أمْ أن البعض اتجه للتحايل على تلك الشروط؟!



«روزاليوسف» ترصد فى السطور التالية المتغيرات التى طرأت على إقامة حفلات الزفاف من جميع الجوانب، سواء من أصحاب الأفراح أو العاملين بالقاعات أو حتى نشاط المأذون.. كل طرف فى الحكاية يرويها من زاوية مختلفة؛ ليضيف بُعدًا آخر.

 

إسلام عامر، نقيب المأذونين، قال لـ«روزاليوسف» إن «عقود الزواج انخفضت بشكل كبير منذ بدء جائحة كورونا فى مصر فى مارس الماضى ما تسبب فى خسائر تجاوزت 60 مليون جنيه.. لكن تحسّنت الأمور فى الشهور الثلاثة الأخيرة، كما أن رسوم المأذون انخفضت إلى 30 و40 % فى زمن كورونا».

وتابع: «نأمل ألّا يصدر قرار إغلاق دور مناسبات؛ لأن هذا القرار يتسبب فى إحجام الأسر على إتمام زواج أبنائهم وتأجيل العديد من مراسم الأفراح وعَقد القران.. لكن يمكن مواجهة تجاوزات بعض القاعات»، مؤكدًا على اتباع المأذونين جميع الإجراءات الاحترازية، التى دعت إليها الدولة، وأن النقابة لم تتلقَّ معلومة بإصابة مأذون بفيروس «كورونا» حتى الآن.

من جانبه، أكد المأذون عبدالمحسن محمد، أن عقود الزواج لم تتأثر بـ«كورونا»، مشيرًا إلى أنه يعقد ما بين عَقدين وثلاثة فى اليوم الواحد.

وتابع: «هذا لا يمنع أن رسوم المأذون فى عَقد الزواج انخفضت قبل «كورونا» بدلًا من كنت أحصل على رسوم 1500 جنيه فى عَقد القران حاليًا أحصل على 800 جنيه نتيجة لتراجُع الأحوال الاقتصادية بسبب جائحة كورونا».

 وأضاف: «علىّ الالتزام الكامل بتطبيق الإجراءات من أجل التماشى مع تعليمات الدولة من خلال التباعد الاجتماعى، وأشترط على أصحاب الفرح عدم وقوف الحضور حول طاولة كَتْب الكتاب وعدم الجلوس سواء العريس والعروسة والشهود ووكيل العروسة فقط»، موضحًا أنه يرى الكثير من التجاوزات داخل قاعات الأفراح وتزايُد عدد الحضور عن الحد المسموح به وعدم ارتداء الكمامات، سواء من القائمين على أعمال القاعة والحضور.

وحول شائعة «سحب دفاتر المأذونين وإيقاف عَقد القران» أوضح أن تلك الشائعة ساهمت فى حدوث إقبال كبير من الناس على عَقد القران خوفًا من إلغاء العقود بالفعل.

 ليلة العمر تتحدى «كورونا»

فى سياق آخر، تقول نورا محمد، التى تزوجت قبل أسابع قليلة، أنها أصرت على إحياء فرحها فى إحدى قاعات الأفراح، رُغم محاولات العريس وأسرته فى إلغاء الفرح والاكتفاء فقط بعَقد القران وتصوير السيشن.

وتقول: «مفيش فرح دون تجمُّع كل الأصدقاء والمعارف، هى ليلة العمر واحدة، والحمد لله الفرح خلص على خير وكانت ليلة من أحلى الليالى رُغم أن القاعة كان بها أكثر من 300 شخص».

لم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لـ ميرنا حامد، إذ اختارت أن يقام فرحها فى إحدى قاعات الأفراح المغلقة ورفضت ضغوط العريس وبعض المحيطين بها للزواج دون فرح خوفًا من العدوى بفيروس «كورونا»، وتوفير تكاليف الفرح للسفر لقضاء شهر عسل.

ترى ميرنا أن «السفر يمكن أن يعوَّض فى المستقبل لكن ليلة الزفاف فمن المستحيل أن تحدث مرّة أخرى فى المستقبل»، مؤكدة أنها عزمت كل أقاربها وأصدقائها على الفرح، قائلة «كورونا أصبحت أمرًا واقعًا».

 القاعات «كومبليت»

انتقالًا إلى مسئولى قاعات الأفراح، قال أحد أصحاب قاعات الأفراح: «القاعة مغلقة منذ شهر مارس الماضى بناءً على تعليمات مجلس الوزراء». موضحًا أن الأفراح تُعقد فى القاعات المفتوحة فقط.

واستطرد: «تكبّدنا خسائر فادحة نتيجة استمرار الغلق من دفع أجور ومياه وكهرباء وضرائب وعمالة».

لكن على ما يبدو لم يكن  حال جميع أصحاب القاعات، ففى إحدى قاعات الأفراح بمنطقة الرماية، كان يجلس القائم على إدارة القاعة يستقبل حجزًا تلو الآخر، وكأن الأمر طبيعى، والمفاجأة أنه عندما أعلنت عن نيتى فى حجز القاعة قال: «القاعة مشغولة حتى شهر يوليو المقبل، وهناك قاعتان فى المكان، الأولى تسع 250 فردًا، والثانية 350 فردًا.. شوفى حضرتك تحجزى يوم إيه وعدد الأفراد بالضبط (مؤكدًا أن نسبة الإشغال 100 %). وعن الفَرق فى أسعار الحجز قبل وأثناء الجائحة، أوضح مدير القاعة الذى يُدعَى باسم أن «لا يوجد فَرق فى الأسعار قبل وأثناء «كورونا»؛ لأننا نقدم نفس الخدمات، لم يختلف شىء، بالعكس نسبة الإقبال على الحجز زادت». 

وتابع: «لا يوجد فَرق سوى أن رواد القاعة أصبحوا يرتدون الكمامات فقط.. وبعد بدء الحفل يكون أغلب الحضور من غير كمامات»، موضحًا: «بيبقى من الصعب علينا إلزام الحضور بارتداء الكمامة.. وهذا تسبب فى إصابة شباب من العاملين بالقاعة نتيجة رفض الحضور ارتداء الكمامة.. وللأسف أيضًا أصحاب الفرح دائمًا ما يرفضون تقديم وجبات مُعلبة بل يشترطون تقديم وجبات سرفيس.. والعميل بيقول إنها ليلة العمر وربنا هيسترها وهتعدى». 

وفى إحدى الفيلات التى تؤجَّر لإقامة الأفراح، قال «أحمد» مسئول الحجز بالمكان: «نحن تستقبل أعدادًا تتجاوز 500 فرد فى القاعة فى كل مناسبة، والحجز مفتوح بشكل دائم»، مشيرًا إلى أن المكان لا يخلو من مناسبة واحدة على الأقل أسبوعيّا.

وأضاف: «الأفراح تعقد بالفيلا منذ شهر سبتمبر الماضى.. ولدينا حجوزات أفراح حتى شهر أكتوبر المقبل». وعن سبب قائمة الانتظار الطويلة رغم الجائحة، قال إن ذلك يرجع لعدم وجود مخاوف فى تنفيذ الحجوزات، موضحًا: «لدينا رخصة مطعم بالتالى لو أغلقت القاعات هنشتغل برخصة المطعم».  

من جانبه، قال الدكتور يحيى الفقى، استشارى الباطنة بكلية طب قصر العينى، إن التجمعات هى السبب الرئيسى فى تزايد الإصابات بفيروس «كورونا»، مشيرًا إلى أن «أغلب الحالات التى تتردد على عيادته الخاصة أصيبوا بالفيروس نتيجة تواجدهم فى أماكن تجمعات ومناسبات أفراح.. لكن هذا لا يمنع أن الحل الأمثل هو التعايش مع فيروس كورونا مع الحفاظ على التباعد الاجتماعى».

وأشَاد «الفقى» بخطة الحكومة المصرية فى التعايش مع فيروس «كورونا»، التى حظيت بإعجاب العالم، مؤكدًا أن «المواطن أصبح أكثر وعيًا عن وقت بداية الجائحة الموجة الأولى، فالمواطن بمجرد ما يشعر بالبرد أصبح يذهب إلى الطبيب ويعتبر نفسه حالة اشتباه بكورونا ويأخذ علاج برتوكول وزارة الصحة. 

وتوقّع «الفقى» أن تزيد حالات الإصابة والشفاء خلال الفترة المقبلة، مع اختفاء الوفيات بفيروس «كورونا».