الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

اكتئاب الشتاء يصيب القطط والكلاب الحنان أهم من الطعام أحيانا!

«القطة الحزينة» من أرق وأجمل وأضعف الكائنات، ذات جسم انسيابى بديع، لو أمعنت النظرَ إليها تتسرب مَحبّتها إلى قلبك فتبحث عن وسيلة لمساعدتها، إحدى مخلوقات الله التى أوصانا بها، فهى قد تُدخل الإنسانَ الجنة وقد تتسبب فى دخوله النار.



 

وأحيانًا أخرى تكون خيرَ ونيس فى المنازل.. ورُغم تعدّد أنواعها بين الشيرازى والسيامى وقطط الشارع الهائمة؛ فإنها فى النهاية كائنات حالمة.

فى مدخل العقار الذى أسكن فيه.. لفتت نظرى قطة بيضاء يبدو عليها الحزن الشديد كمَن فقد أحباءه.. أو مَن يبحث عن شىء.. كانت هزيلة، ورُغم أننى لا أفهم جيدًا فى أنواع القطط؛ فإننى تيقنت أنها كانت تعيش بأحد المنازل وتركها أصحابُها للشارع أو أنها ضلت طريق العودة. وما أصعب الحياة فى الشارع على تلك المخلوقات بعد أن تكون تعودت على الحياة بالمنازل، والرعاية والاهتمام!

ولأننى لا أملك شجاعة الإمساك بها وليست لى تجربة فى تربيتها ، فكرت على الفور أن أحضر لها طعامًا وأتركه أمامَها، فهى بالتأكيد تبحث عن طعام، وبالفعل أحضرت لها «لبن ولانشون وجبن»، وظننت أنها ستكون سعيدة وهى التى يبدو عليها الإرهاق والجوع، إلّا أننى تفاجأت برد فعلها؛ حيث نظرت إلى الطعام بحزن شديد وحاولت رفع يدها لتتعلق بى، فابتعدتُ قليلًا، وعدتُ مرة أخرى أعرض عليها الطعام أو اجعلها تشمّه وقرَّبته من فمها فوجدتها تقوم بتحريك رأسها يمينًا وشمالًا رافضة، ونظرات الحزن تملأ عينيها محاولة التعلق بيدى كأنها تريد أن تحتضننى، فأشرت لها بالطعام، ولكنها عادت لترفض؛ حيث نظرت إلىّ بحزن شديد وظلت ترفع يدها نحوى تريدنى أن أحملها وأحتضنها، ولكنى للأسف لم أملك الشجاعة لذلك.. فوجدتها تنظر إلىّ بحزن شديد وتركتنى وانصرفت تاركة الطعام الذى أحضرته لها.

وعلمت فى اليوم الثانى من إحدى الجارات أنها كانت تحاول الدخول أيضًا إلى شقتها، ولكنها طردتها. هنا أيقنت أنها تبحث عن الدفء والحنان، فدخلت المنزل وحكيت لوالدتى ماحدث وأن القطة تبحث عمّن يستضيفها بمنزله، فرحّبت أمّى وقالت لى: أحضريها.

فسعدتُ كثيرًا، ولكنى لم أجدها بمدخل العقار، وبعد أيام وأثناء وقوفى بشرفة منزلى وجدتها تتجوّل وقد بدا عليها الحزن وفقدت الكثير من وزنها، سارعت بالنزول، ولكنها كانت قد اختفت، عدت لمنزلى على أمل أن أجدها فى اليوم التالى لأصطحبها للمنزل، وبدأتُ أقرأ عن كيفية العناية بالقطط واستضافتها بالمنزل، لكن للأسف الشديد بعدها بأيام قليلة.. وجدتها جثة بالقرب من عقار منزلى، ماتت رُغم تبرُّع الكثيرين بوضع الطعام لها، ولكنها لم تكن تقترب حتى منه، فقد كان جوعها للحُب، فالحنان لتلك الكائنات فى بعض الأحيان هو بمثابة غذاء لها، بل قد يكون أهم من الطعام أحيانًا.