الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

غربة الحب!

اليوم أكمل عامى الأربعين، لم أكن أعلم أن الخوف سيحاصرنى هكذا، لكننى ما زلت أنتظر المعجزة، بأن يتحقق حلمى وتكتمل قصة حبى التى بدأتها منذ دراستى الثانوية، قد تكون الحياة فرّقت بينى وبين حبيبى، إلا أننا اتفقنا أن نظل أصدقاء، وأحرص على متابعة أخباره والاطمئنان عليه، وأنتظر مكالمته كل فترة، حتى لو كان سببها العمل، لأنسَى وجع السنين فى لحظة، وكأننى أعيش لأنتظر تلك اللحظة التى أشعر فيها من صوته أنه ما زال يتذكرنى.



بدأت أشعر بالغربة مع صديقاتى المتزوجات.. حاسّة إنى غير مرغوب فى وجودى بينهن.. هن يتحدثن عن أزواجهن وأولادهن، وأنا ليس عندى ما أحكيه عن نفسى، وأشعر بتوتر فى علاقتى بهن بسبب مدح أزواجهن فىَّ؛ لأننى ناجحة فى عملى ومستقلة.. لكننى عندما أسمع كلامهن عنى أشعر أنهن يتكلمن عن إنسانة أخرى..  بضحك وأنا مكسورة من جُوّايَا.. ولا يعلم أحد أننى تعيسة ووحيدة.

عزيزتى..

 «حكيتِ 3 مشاكل، الأولى هى عيد ميلادك، هل يخيفك مرور الوقت بالعمر؟ حتى مع معرفتك اليقينية مثلنا جميعًا أن هذا قدر أى مخلوق له عمر وفترة محدودة وستنتهى.. أتصور أن رُعبك ليس من مرور العمر.. ولكن من ضياع الحلم والهدف، ده إللى بيخلق الخوف جُوّانا من ذكرى الميلاد، أن حلمك ما تحققش.. وده يودّينا للمشكلة الثانية وهى على حد ما كتبتِ إنك مستنية معجزة تحصل وييجى اليوم إللى تحققى الحلم الوحيد فى حياتك وتكمل قصة حُبّك المستمرة حتى الآن من ثانوى.

وإكمالًا لقصتك الثانية ذكرتِ أن هذا الشخص الذى تعتبرينه حلمك الوحيد فى الحياة اتفق معك أن تكونا صديقين.. وفهمت كمان أنه لم يتزوجك.. وهنا أتساءل: ليه؟! لماذا لم ترتبطا؟! وإذا كان لن يستطيع الارتباط بك (لم تذكرى أى شىء يُفهمنى إجابة عن هذا السؤال) لماذا تتعلقين بحلم ميّت مكسور لا يصلح للحياة والنور؟!.. لماذا تصرّين على الألم بديلًا للسعادة؛ لأن هذا اختيارك بوضوح شديد.

المشكلة عندك وده الخبر السعيد؛ لأنك قادرة بالتأكيد على حلها لأنها فى إيدك، تعلقك بالمستحيل هو تعلق باليأس والإحباط، وربنا خلقنا علشان نعيش مش علشان نموت، اختارى الحياة، يعنى اختارى إنسانًا قادرًا على العطاء مش بس الأخذ، اختارى رجلًا يعطيكِ الأمان وليس الخوف والحيرة، اختارى مَن يعيش معك وليس من يعيش بعيدًا عنك، اختارى السعادة واخرجى من الأوضة الضلمة إللى جُوّه عقلك للدنيا والنور، كلنا قاعدين بَرّه وبنضحك، تعالى وانضمى لنا واضحكى واعرفى إنك تستاهلين الحب والعلن والاحترام والإكرام والاستقرار، ليه لا؟

وهذا يقودنا لمشكلتك الثالثة وهى إحساسك بالغربة وسط صديقاتك المتزوجات، أرجوكِ تفهمى موقفهن فى هذا الزمن تحديدًا؛ حيث أصبحت الخيانة من أقرب الناس حديثًا عاديّا وواردًا وليس غريبًا على كل المجتمعات فى الدنيا عمومًا بصراحة.. وإذا كان هذا القلق موجودًا فيجب عليك أن تتعاملى بشكل يطمئنهن بدون تعاسة ولا حساسية من ناحيتك.. تفهُّم موقف الناس كانوا قريبين أو لا سيمنحك أنتِ السعادة أولًا؛ لأنك ساعتها هتكونين عادلة معتدلة فى تعاملاتك وتقييماتك وعلاقاتك.. أرجوكِ فكرى بعقلك وتَحَلى بالعدل، فأنت تظلمين نفسك جدّا باختياراتك المؤلمة لها؛ لأن ربنا فطرَها على الحب والسعادة والخير.

المتبقى فقط أن تقتنعى أنت، أنك تستاهلين الحب والسعادة والنور والحياة.

مع حبى..