أم نرجسية

معاناتى مع أم نرجسية، كيف أتخلص من أضرار ونتائج التربية، مع العلم أننى أبلغ من العمر 33 عامًا، ولدىّ ابن، ونعيش معها؟.

عزيزتى..

فهمت أن والدتك تعيش معك أنتِ وابنك، وأنها على حد وصفك أم نرجسية.. ذكرتِ أن عمرك 33 عامًا، يعنى أنتِ كمان ناضجة وأم، ولم تعودى طفلة، أمّا أضرار ونتائج التربية، فأى تربية؟ قاسية، حنونة، جاهلة، مستنيرة، ليست ثابتة ولا منقوشة على الحجر كما يدعون.

خلقتِ بشخصية مختلفة وحُرّة ومزودة بعقل معجز وكيان متغير مع التجارب والدروس التى مررت بها فى الحياة، والدتك كانت ناجحة فى تربيتها لك أمْ لا؟، هى عملت إللى تعرفه، وكأى أم هى مدفوعة بتصورها لمصالحك وما يؤمنك ويسعدك، ووقعت فى فخ السيطرة لأنها كأى أم لم تتعلم أن أولادنا يأتون من خلالنا ولكنهم ليسوا ملكا لنا على الإطلاق، فنحن لم نخلقهم بل خَلقهم الله وحده متميزين كل ببصمته الخاصة، مش بس فى الأصابع، ولكن فى الصوت والعين والشخصية وكل شىء حتى وهو يشبه ذويه شكلًا، لكنه لا يشبههم تمامًا فى موضوعه.

كونى فعلًا فى حياتك مش انفعال ولا رد فعل، أمّا عنك أنتِ فأتمنى منك أن تخلعى فكرة الثبات على ما تربيتِ عليه إذا كان لا ينفعك فى حياتك، وده شىء بنقرره بعقلنا مش بعواطفنا وانفعالنا، وإذا كانت والدتك تعيش معك وتتدخل فى تربية ابنك مثلًا بما لا تريدين، اتفقى معها بعيدًا عنه أنها تترك لك تربيته؛ لأن ده ببساطة حقك كأم وسوف تحس بجديتك وأنك قادرة على ذلك حينما تبدأين أولًا بالتصرف على هذا الأساس.

«إحنا إللى بنعلم الناس يعاملونا إزاى، لو عايزة سيطرة والدتك تنتهى سيطرى أنتِ على حياتك بحرفية وجدية، اخرجى من طفولة الشكوى والرغبة فى تغيير الآخرين وتعاملى مع الحياة كما هى، علشان تقوى فعلًا وعضلات القدرة عندك تكبر، ساعتها ستجدين والدتك قد تغيرت وحدها دون حوار ولا انفعال».

صدّقينى.. الأهل يريدون استقلال أبنائهم، المشكلة أن الأبناء بضعفهم بَعد ما يكبروا وعدم قدرتهم على العمل وتربية الأولاد والالتزامات كلها مع بعض بيرتبكوا ويتعبوا، فيبدأ الأهل بالتدخل بناءً على طلب الأبناء ثم تبدأ المشكلة.

مع حبى..