لاشين إبراهيم رجل المهام الصعبة
للوطن رجال مخلصون، يؤدون واجبهم حتى أنفاسهم الأخيرة، لذلك لا يغيبهم الموت أبدًا، وتبقى إنجازاتهم بيننا شاهدة على وطنيتهم ونزاهتهم، وقدرتهم على إنجاز مهامهم، مهما كانت التحديات.
من هؤلاء العظماء، المستشار لاشين إبراهيم، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، الذى رحل عن عالمنا يوم 25 ديسمبر الماضى، عن عمر يناهز 64 عامًا، بعد إصابته بفيروس كورونا.
الفيروس اللعين لم يمنع المستشار الجليل من أداء عمله طوال عام مضى، وعلى أكمل وجه، لينجز الاستحقاقات الدستورية الأخيرة، انتخابات مجلسى النواب والشيوخ، متحديًا المصاعب، ومتسلحًا بإرادته الوطنية الراسخة، لتخرج الانتخابات المصرية - رغم صعوبة التوقيت والظروف - فى صورة أبهرت العالم أجمع.
شغل المستشار لاشين إبراهيم رئاسة الهيئة الوطنية للانتخابات، بعد صدور القرار الجمهورى رقم 503 لسنة 2017 فى أكتوبر 2017، حتى وافته المنية، تاركًا وصيته للشعب المصرى، التى كان يكررها فى مختلف المحافل، ألا يلتفتوا إلى الشائعات، وأن يكونوا دومًا فى الصفوف الأولى لتلبية نداء الديمقراطية ونبذ دعاوى الهدم.
وهى الرسالة التى حملها «إبراهيم» منذ تخرجه فى كلية الحقوق عام 1980، لينال شرف الخدمة بالنيابة العامة، ويتدرج بالسلك القضائى حتى أصبح محامًيا عامًا بنيابة الأموال العامة، ثم نيابة النقض، وصولًا إلى نائب رئيس محكمة النقض، وبعدها انتقل إلى منصة الهيئة الوطنية للانتخابات، لينجح فى أن يحظى بسمعة دولية، وينتج تجربة مصرية فريدة فى إدارة الانتخابات والاستفتاءات.
الراحل ترك إرثًا من المجهود الصادق والأفكار البناءة، سيظل حاضرًا مع كل استحقاق دستوري، حيث أشرف على إنشاء قاعدة بيانات محدثة للناخبين، واستعان بالخرائط لتقريب لجان التصويت من الناخين، وأولى اهتمامًا كبيرًا لكبار السن وذوى الإعاقة، وساهم فى التيسير عليهم حتى تصل أصواتهم إلى الصناديق، لذلك لم يكن غريبًا أن تخرج الاستحقاقات التى أشرف عليها بهذه الصورة المشرفة، ومنها التعديلات الدستورية فى إبريل 2019، والانتخابات التكميلية لبرلمان 2015 فى بعض الدوائر التى خلت مقاعدها بسبب وفاة نوابها، قبل أن يتوج مشواره الوطنى بدوره التاريخى فى الانتخابات الأخيرة.
«روزاليوسف» تهدى وسام الاحترام للرجل الذى أفنى حياته فى خدمة العدالة ورفع راية الوطن، رحمه الله وجزاه خيرًا عن إخلاصه وتفانيه.
