الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

يقودون المسرح العالمى من جديد علماء «رودس» ظل الرئيس المنتخب

منذ فوز المرشح الديمقراطى «جو بايدن» فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الـ46، وهو يعلن - يومًا تلو الآخر- عن مرشحيه، الذين ينوى تعيينهم فى الإدارة الأمريكية القادمة، وتناولت وسائل الإعلام المختلفة تلك الأسماء وكشفت عن سيرتهم الذاتية، لكننا هنا نكشف عن انتمائهم إلى مؤسسة تعليمية مرموقة، لكنها أيضًا مثيرة للشكوك فيما يتعلق بالمنهج الفكرى الذى قامت على أساسه والذى ينتهجه كل خريجيها تقريبًا ألا وهى «رودس هاوس» التابعة لـ«جامعة أوكسفورد» البريطانية.



يذكر أنه مع صعود «دونالد ترامب» إلى الرئاسة الأمريكية فى عام 2016، وجد علماء «رودس -الذين تغلغلوا فى السياسة الأمريكية على مدى سنوات عديدة- أنفسهم يختنقون، حيث تمت إزالتهم من مقعد محركى مشهد الشئون العالمية لأول مرة منذ عقود، ولكن، فى الأيام القليلة الماضية، أصبح من الواضح أن علماءها المدربين سيظهرون مجددًا كشخصيات رائدة فى حكومة «بايدن».

أفكار وأهداف رودس

لا يحتاج المرء إلى النظر إلى أبعد من اعترافات الإيمان لعام 1877، لرئيس وزراء مستعمرة الكاب «سيسيل رودس»، الذى تحمل المؤسسة أو المبنى العريق اسمه، الذى شهد عصره توسعًا ضخمًا فى الإمبراطورية البريطانية. وتم بناء هذا المبنى تخليدًا لذكراه.

فقد كانت وصاياه السبع تدعو إلى السيطرة على (الأجناس الأدنى) من قبل التفوق الأنجلو ساكسونى، واستعادة «أمريكا» فى نهاية المطاف. وفى إحدى وصاياه وصف «رودس» مزيدًا من التفصيل عن نيته: «من أجل إنشاء جمعية سرية، وتعزيزها، وتطويرها، يجب أن يكون الغاية والهدف الحقيقيان بسط الحكم البريطانى فى جميع أنحاء العالم. واستعمار الرعايا البريطانيين لجميع الأراضى، التى يمكن الوصول إليها».

وهنا تجدر الإشارة إلى أن أفكار «رودس» العنصرية، كانت سببًا رئيسيًا فى احتفال النشطاء المناهضين للعنصرية فى «بريطانيا» بإزالة تمثاله الموجود داخل جامعة «أوكسفورد» فى يونيو الماضى، بعد أن اشتعلت المناقشات حول العنصرية والاستعمار فى جميع أنحاء «أوروبا»، فى أعقاب مقتل «جورج فلويد» الذى أثار موجة احتجاجات تحت شعار «حياة السود مهمة»، فى 25 مايو الماضى.

يذكر أن أول من فتح الباب على مصراعيه لعلماء (رودس هاوس) لدخول الإدارة الأمريكية، هو الرئيس السابق «بيل كلينتون»، خريج «رودس» إذ قام بتعيين كل من: الوزراء «ستروب تالبوت»، «روبرت رايش»، إلى جانب «كيفين ثورم»، «جورج ستيفانوبولوس»، وعشرات من علماء «رودس» الآخرين.

ونرصد فيما يلى أبناء «رودس» فى إدارة «بايدن»:

 

 

 

بروس ريد (نائب رئيس موظفى البيت الأبيض)

من المنتظر أن يشغل «ريد» منصب نائب رئيس موظفى البيت الأبيض، إذ تم اختياره كمستشار تقنى لبايدن. وقد دعا «ريد» صراحة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد حرية التعبير عبر الإنترنت، من خلال إلغاء القسم 230 من قانون الإنترنت الفيدرالى، بحجة استخدام عملاء روس وصينيين القانون لاختراق النظام البيئى للمعلومات والتلاعب بالانتخابات الغربية، وسوف تؤثر سياسات «ريد» بالتأكيد على حرية التعبير عبر وسائل التواصل الاجتماعى..يذكر أن «ريد» دخل «واشنطن» فى الأصل كجزء من أول دفعة من برنامج (Rhodes Scholar) عام 1992، كمدير لحملة «كلينتون»، ومدير لاحق لمجلس السياسة الداخلية فى إدارته.

 

 

 

أنتونى بلينكين (مرشح كوزير للخارجية)

مرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكية، وهو باحث فى (رودس هاوس)، عمل سابقًا كمستشار للأمن القومى لـ«بايدن» عندما كان نائبًا للرئيس الأسبق «أوباما»، ثم تولى منصب نائب مستشار الأمن القومى، ثم نائب وزير الخارجية خلال الفترة الرئاسية الثانية لـ«أوباما».عين فى لجنة العلاقات الخارجية عام 2002 وساعد السيناتور «بايدن» آنذاك فى دعم الغزو الأمريكى للعراق.

 كما أنه صديق مقرب جدًا لـلباحث المخضرم فى قضايا الشرق الأوسط فى رودس «روبرت مالى»، الذى عمل سابقًا كمساعد خاص لأوباما، حيث عُرف بأنه رجل مهم فى قضايا «الشرق الأوسط» فى مجلس الأمن القومى الأمريكى.

 

 

 

جاك ساليفان (مرشح كمستشار للأمن القومى)

تخرج فى «رودس» فى «أكسفورد»، وذلك وفقًا لصحيفة «واشنطن بوست»، وعمل تحت إشراف «ستروب تالبوت» مساعد وزير الخارجية فى عهد «كلينتون»، والمعروف أنه يعلم متدربيه أفكاره، ومعتقداته، ونظرته إلى العالم من خلال مبادئ الإمبراطورية البريطانية المبرمجة فى أذهان جميع علماء (رودس هاوس).

لهذا، ليس من المستغرب أن نجد «ساليفان» - الذى كان كبير مستشارى «هيلارى كلينتون» السابق، كما كان نائبًا لرئيس الموظفين فى وزارة الخارجية فى ظل إدارة «أوباما»- مدافعًا سابقًا عن تفكيك «ليبيا».

يذكر، أن التأثير الأكبر لـ«ساليفان» كان عندما انضم إلى «كلينتون» كنائب لرئيس الموظفين ومدير تخطيط السياسات، حيث لعب دورًا محوريًا فى وضع السياسات فيما تعلق بكل من: «بورما»، و«سوريا»، والأكثر فى «ليبيا»، التى عمل الأخير بشكل وثيق مع«كلينتون» على وضع خطة تدميرها، والتخلص من الرئيس الراحل «معمر القذافى» فى أكتوبر 2011. وبعدها تحولت الدولة الغنية بالنفط إلى دولة فاشلة وملاذ للإرهاب والصراعات والدمار.

وفى أعقاب التدخل الأمريكى، ظهر اسم «ساليفان» فى سلسلة رسائل بريد إلكترونى المسربة الخاصة بـ«هيلارى كلينتون»، التى تم تسليمها إلى لجنة مجلس النواب الأمريكى، التى كانت تحقق فى هجوم «بنغازى»، حيث كشفت الرسائل أن «ساليفان» روج للتحرك، من أجل الإطاحة بالقذافى، قائلاً: «إننا بحاجة إلى أن نعيش فى عالم مليء بالمخاطر»، وفقاً لموقع «فوكس نيوز».

 

 

 

 

 جون فينر (نائب مستشار الأمن القومى)

كان «فينر» مراسلًا أجنبيًا سابقًا فى صحيفة «واشنطن بوست»، ثم انضم إلى القوات العسكرية الأمريكية بـ«العراق»، قبل أن ينتقل للعمل فى الحكومة الأمريكية، إذ انضم إلى البيت الأبيض أثناء فترة «أوباما» عام 2009، وأصبح كاتب خطابات «بايدن»، ومستشارًا أول لـ«أنتونى بلينكين»، عندما كان الأخير نائبًا لمستشار الأمن القومى لأوباما.

كما كان «فينر» رئيس موظفى «جون كيرى» وزير الخارجية فى عهد «أوباما»، وقد شغل أيضًا منصب مدير تخطيط السياسات، وهو منصب مكلف بالتفكير الاستراتيجى بعيد المدى، بالإضافة إلى أنه كان أحد المشاركين الأساسيين فى المفاوضات مع «إيران» أثناء ولاية «أوباما».

سوزان رايس (مرشحة لمنصب مديرة مجلس السياسة الداخلية)

شغلت منصب مستشار الأمن القومى الأمريكى فى عهد «أوباما» وذكرت التقارير أنها  التى أجريت على «مايكل فلين» فى يناير 2017. طلبت كشفًا بأسماء مسئولى فريق «ترامب» الانتقالى والتقارير الاستخباراتية لأغراض سياسية، وكان من بينهم «مايكل فلين» الذى خلفها فى منصبها والذى كشفت تقارير استخباراتية عن اتصالات أجراها الأخير مع السفير الروسى. وقال – حينها - السيناتور الجمهورى «ليندسى جراهام»، إن (رايس): «تحظى بسجل من التلاعب السياسى بمعلومات الأمن القومى الأمريكى».

وبشكل عام، أظهرت «رايس» طالبة (رودس) نظرتها الإمبريالية للعالم من خلال تنسيق تدمير مصنع أدوية سودانى فى عام 1998، وتهديد «جنوب إفريقيا» بالدمار الاقتصادى، ناهيك عن عملها لتقسيم «السودان»، وتعزيز التدخل العسكرى عبر العالمين العربى، والإفريقى بموجب ما يعرف بـ(مسئولية الحماية)، والمنظمات فوق الوطنية.

 

 

 

بيت بوتيجيج (وزير النقل)

تخرج فى جامعة هارفارد ثم تلقى منحة «رودس».عمل «بوتيجيج» ضابط استخبارات سابق فى احتياط البحرية الأمريكية منذ 2009، حتى 2017، وقد ذهب إلى الحرب فى «أفغانستان» عام 2014، وتعلم (اللغة الدرية)، من أجل التواصل بشكل أفضل مع الأفغان المحليين.كما عمل «بوتيجيج» فى الحملات السياسية لعدد من الديمقراطيين، وعلى رأسهم «جون كيرى».

(رودس) تاريخ حافل بالعمليات السرية والعلنية

ومن بين أعمال كثيرة، دبرت هذه المنظمة سقوط رئيس الوزراء الكندى «جون جى. ديفنباكر» فى انقلاب عام 1963، وفقًا لمؤسس مجلة «باتريوت ريفيو» الكندية «ماثيو إريت».

فقد أوضح أن البريطانيين شعروا بالقلق بأن تصبح «كندا» جمهورية وطنية ذات سيادة، خاصة أن «ديفنباكر» دعا إلى قطع خطوط الاستثمار الأجنبى فى الدفاع عن السيادة الكندية، ومطالبة الأمة بتعلم العيش من مواردها الخاصة.

وعليه، نفذت خطة من شقين، الأول: إنشاء «المعهد الكندى للشئون الدولية»، كتجسيد جديد لـ«مجموعة الدائرة المستديرة»، أما الشق الثانى، فكان تحرك محافظ بنك «كندا» –الذى تخرج فى «رودس» أيضًا - «جيمس كوين»، والذى اتخذ «ديفنباكر» عدوًا له، وعمل على إسقاطه بكل الطرق حتى قامت الحرب الأهلية منذ 1861 إلى 1865.

وبحلول عام 1963، سقط «ديفنباكر» من السلطة، وتولى نظام جديد زمام الأمور، وكان من كبار مسئولى هذا النظام، المدير التنفيذى (للمعهد الكندى للشئون الدولية) «والتر جوردون».

إن المثال السابق، نقطة فى بحر أعمال «رودس»، إذ كانت هى ما أنشأت (حلف شمال الأطلسى)، وأدارت الحرب الباردة، وقادت إلى إنشاء نموذج ما بعد الصناعة فى عام 1971، وجعلت العالم قريبًا من الحرب النووية فى أكثر من مناسبة، وغير ذلك الكثير.