الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صاحب شركة مغمور أصبح مليونيرًا بسبب الأزمة: موسم الهجرة من WhatsApp و Facebook

تابَعَنا جميعًا حالةَ الجدل على مواقع السوشيال ميديا، خلال الأيام الماضية، حول سياسة خصوصية تطبيق «واتساب»، إذ أعلن التطبيق أن عدم الموافقة على الشروط الجديدة سيمنعك من استخدامه بداية من 8 فبراير المقبل.. تباينت آراء رُوّاد السوشيال ميديا حول تلك الشروط، بين رفض قاطع لمشاركة معلوماتهم الشخصية من واتساب إلى فيسبوك، بينما اتجه البعضُ لاعتباره أمْرًا لا ضَرَر منه كثيرًا، وبينما ذلك الصراع دائر على المنصات المختلفة حتى إن مشكلة واتساب تصدّرت التريند، غرّد «إيلون ماسك»، رجل الأعمال الأمريكى وصاحب شركة تسلا بكلمتين فقط: «use Signal»، مشيرًا إلى تطبيق جديد أكثر أمانًا من واتساب.



«إيلون ماسك» نفسه لم يعلم أن تلك التغريدة القصيرة جدّا، قد تُغَير حياة شخص مغمور فى إحدى الولايات الأمريكية الصغيرة، بدأ مشروعه بتأسيس شركة تعمل على تقديم الخدمات للعاملين فى المجال الصحى.. ولكن كيف حدث ذلك؟

الأمرُ الطبيعى الذى حدث أن تغريدة «ماسك» أدت إلى إقبال الملايين حول العالم إلى تحميل التطبيق الجديد «Signal»، وجميع الصحف والمواقع العالمية تنشر الكثيرَ من المعلومات حول طبيعة تشفير ذلك التطبيق، إضافة لعَقد الكثير من المقارنات بينه وبين واتساب.. لا شىء غريبًا حتى الآن: أحدُ أغنياء العالم دعا إلى تطبيق والجماهير استجابت.. والتسلسل المنطقى للأحداث أن يكون ذلك الرجل الذى تغيرت حياته هو مؤسِّس التطبيق؛ لكن ذلك لم يحدث.. مَن تغيرت حياته هو شخصٌ آخر تمامًا، ليس له علاقة من قريب أو بعيد بكل ما حدث أصلًا.

بينما اتجه الكثيرون لتحميل التطبيق الذى دعى له «ماسك»، كان هناك آخرون من حزب «اقتناص الفرص» قد قرروا البحث عن أسهُم ذلك التطبيق المغمور؛ لتحقيق ربح من الإقبال الكبير عليه، ويصبحوا من مليونيرات العصر المقبل، بعد أن ترفعهم أسهُمُ التطبيق الرابح، لكن يبدو أنهم جميعًا تحالفوا لتكون لحظة حظ شخص آخر.

بحث أعضاءُ حزب «اقتناص الفرص» فى أسهم البورصة فوجدوا أسهم شركة «Signal Advance»، وهى الشركة التى شهدت أسهمُها إقبالًا كبيرًا بعد تغريدة ماسك، الآن.. كل فرد من أصحاب تلك الأسهم الجديدة يحلم بأنه من أصحاب بديل الـ واتساب، وأن ما يفصله عن تحقيق المليارات مجرد شهور أو حتى أسابيع.

لاحظ القائمون على تطبيق «Signal» ذلك الإقبال الرهيب على أحد الأسهم فى البورصة، وكانت المفاجآة.. أعلن التطبيق أنه ليس لديه أسهم فى البورصة وأنه مجرد تطبيق خدمى ولا يمكن لأحد الاستثمار فيه.. ولكن أين ذهبت إذن أموال حزب «اقتناص الفرص»؟!

تتبّعَ الصحفى المتخصص فى الملف الاقتصادى «جوردن نوفيت» بموقع «cnbc»، أسهم تلك الشركة «Signal Advance»؛ ليجد أنها شركة صغيرة فى إحدى المقاطعات الأمريكية، تعمل فى مجال الإلكترونيات، لا يتجاوز عددُ الموظفين بها أصابع اليد الواحدة بمن فيهم مدير الشركة، لم تكن أسهمُها فى البورصة تتجاوز الستين سنتًا، لكنها ارتفعت بشكل كبير فى لحظات بعد تغريدة «ماسك» للتطبيق الذى تتشابه معه فى الاسم؛ ليتجاوز سعر السهم الواحد 6 دولارات فى ساعات قليلة.

ارتفعت قيمة أسهم شركة الحاج Chris M. Hymel «ابن المحظوظة» 1100 %، وبالتالى أصبحت ثروته 660 مليون دولار فى ساعات قليلة، بعد تغريدة إيلون ماسك!!.

 واتساب vs سيجنال

بعدما عرفنا حكاية الحاج Chris.. وطبعًا تمنينا أن يبارك له الله فى الثروة الطائلة التى جناها من دون أى مجهود، بل ربما كان يقضى ساعات قيلولته.. علينا الرجوع إلى تغريدة «ماسك» ومعرفة ما يميز التطبيق الذى نصح باستخدامه عن واتساب وتطبيقات التواصل الأخرى.

تشير مؤسّسات الأمن المعلوماتى والسيبرانى، إن تطبيق Signal يوفر حماية إضافية تتجاوز واتساب، موضحين أنه رُغْمَ عدم إمكانية اعتراض رسائل واتساب أثناء الإرسال؛ فإن التطبيق يقوم بتخزين معلومات المستخدمين عند الاتصال بالإنترنت، وأرقام الهواتف من سجل الاتصال الخاص بهم، التى سترتبط ضمن التحديثات الجديدة بملفات تعريف فيسبوك، واستغلالها فى توجيه الإعلانات.

وبينما لا توجد حماية لنُسَخ واتساب الاحتياطية عبر الإنترنت؛ حيث يمكن للمستخدمين استعادة الرسائل عندما يحصلون على هاتف جديد بسهوله؛ يتيح «سيجنال» لمستخدميه بالنسخ الاحتياطى للمعلومات الخاصة بهم واستعادتها، ولكن ذلك يتطلب فك تشفيرها بكلمة مرور مكونة من 30 رقمًا.

ويتميز سيجنال عن واتساب بإمكانية تفعيل ميزة «Screen Security»، فى إعدادات الخصوصية، التى تقوم بمنع التطبيقات الأخرى على هاتفك، ومنع المستخدم نفسه من أخذ لقطات من المحادثات فى التطبيق.

كما أعلن القائمون على تطبيق سيجنال بأنه لا خطة لوجود الإعلانات على الأقل فى الوقت الحالى، لكن يمكننا تذكّر أن واتساب أيضًا كان لديه نفس الوعود فى البداية، قبل أن يصبح التطبيق الأكثر شعبية.

 واتساب وفيسبوك

بالرجوع إلى أصل الحكاية سنفهم الأمْرَ بشكل كامل.. فى 2012 بدأت شركة فيسبوك محاولاتها للاستحواذ على شركة واتساب، التى تحقق أرباحًا كبيرة، وظهر وقتها «سناب شات» المشابه لـ واتساب؛ لتضييق السوق عليه، وتتمكن من تحقيق صفقتها على طريقة: «بيع أو نافس».

وبالفعل حصلت فيسبوك على واتساب بـ 19 مليار دولار، وشملت الصفقة انتقال مؤسّسى واتساب : «جان كوم» و«بريان أكتون» لشركة فيسبوك لمتابعة إدارة للتطبيق.

بعد إتمام تلك الصفقة، ظهر الكثير من أصوات العاملين بمجال الأمن الرقمى فى العالم تشكك فى طريقة تشفير واتساب، مشيرة إلى إمكانية اختراقه فى أى وقت.. لكن لم تلقَ الأصواتُ وقتها الكثيرَ من الصّدى، وظلت شعبية التطبيق تتزايد ويستقطب عددًا أكبر من المستخدمين.

وقبل شهور كشف موقع «VentureBeat» المتخصص فى أخبار التكنولوجيا، عن وجود مشكلة كبيرة فى سيرفرات تخزين المعلومات الخاصة بـ واتساب، مشيرًا إلى إمكانية حدوث خلل كبير فى التطبيق فى حال أصبحت تلك السيرفرات غير قابلة لاستقبال وتخزين معلومات المستخدمين.

فى المقابل كان السيد «مارك زوكربيرج» صاحب الكوكب الأزرق، قد توصّل إلى اتفاق مع أصحاب التطبيق القُدَامَى، حول تحويل المعلومات الخاصة بمستخدمى واتساب إلى السيرفرات الخاصة بـ فيس بوك، باعتبار أن المالك واحد، والناس لن تنتبه، وبالتالى فى ظل رقابة كبيرة من مؤسّسات أمن المعلومات على نشاط فيسبوك خلال الفترة الأخيرة، كان من الضرورى إخبارنا بتلك الشروط من باب «تستيف الورق»، لكن انقلب الأمرُ؛ ليصبح أكبر حملة دعاية للتطبيقات المنافسة وتيلجرام أبرزها.

وفى ذلك السياق، أصدرت شركة واتساب بيانًا لها توضّح فيه تفاصيل الأزمة، إذ قال المتحدث الرسمى للشركة: «أعلنا فى أكتوبر الماضى، أن التطبيق يعمل على مساعدة المستخدمين فى إجراء عمليات الشراء، بالإضافة إلى الحصول على خدمات الأعمال مباشرة عبر واتساب».

وأضاف: «ويتزايد عددُ المستخدمين الذين يحاولون الحصول على خدمات الأعمال أيضًا، ومن أجل المزيد من الشفافية، فقد قمنا بتحديث سياسة الخصوصية بحيث يمكن للشركات التى ترغب فى تقديم خدماتها عبر تطبيق واتساب مستقبلًا اختيار تلقى خدمات استضافة آمنة من خلال شركتنا الأم فيسبوك؛ بهدف تيسير إدارة تواصل تلك الشركات مع عملائها عبر تطبيق واتساب».

وذكر البيان: «يظل لدَى مستخدم واتساب حرية الاختيار ما إذا كان يرغب فى التواصل مع إحدى الشركات عبر التطبيق أو لا يرغب فى ذلك»، موضحًا: «لا يتسبب هذا التحديث فى أى تغيير فيما يتعلق بممارسات مشاركة البيانات عبر واتساب مع فيسبوك، كما لا يؤثر إطلاقًا فى خصوصية تواصُل المستخدمين مع أصدقائهم أو عائلاتهم فى جميع أنحاء العالم».

فى المقابل، استغل تيليجرام ما حدث من أزمة كبيرة لمنافسه، فى الدعاية لخدماته، والتأكيد على أهمية نظامه المشفر والأكثر أمنًا من واتساب؛ حيث نشر على حسابه بـ تويتر عددًا من الكوميكسات الساخرة من التطبيق، حتى إنه نشر فيديو لـ«رقصة التابوت» الشهيرة مع وضع لوجو واتساب على التابوت، مشيرًا إلى نهاية التطبيق الأشهَر فى مجال التواصل الاجتماعى.

 موقع جديد ينافس فيسبوك

اعتبر بعضُ رُوّاد السوشيال ميديا أن سياسة خصوصية فيس بوك وواتساب لا تنفصلان، فكلاهما يتبع الطريقة نفسها فى استخدام البيانات لأغراض تجارية وإعلانية.. وفى الوقت نفسه استثمر موقع «mewe» تلك الحالة من الغضب والهجوم للتسويق لنفسه خلال الأيام الماضية، إذ تحمل صفحته الافتتاحية جملة:«حياتك ليست للبيع»، فى إسقاط واضح على فيسبوك، موقع التواصل الاجتماعى الأكثر شهرة.

يتبع موقع «mewe» إحدى الشركات الأمريكية، إذ أطلقها «مارك وينستن» فى العام 2015، وكان يعتبرها منذ إطلاقها أنها ستكون الجيل الجديد من الشبكات الاجتماعية، الذى سيغير مفهوم العالم عن وسائل التواصل الاجتماعى، فوفقًا لسياسات الخصوصية الخاصة بها؛ فهى لا تعتمد على بيع البيانات لتحقيق الأرباح، كما أنه لا توجد إعلانات موجّهة، وبالتالى لن يتم استهداف المستخدمين من جانب المُعلنين بحملات ترويجية.

وذكر الموقع بشكل واضح فى وثيقة الخصوصية الخاصة به: «تملك بياناتك ومحتوياتك الشخصية، نحن لا نملكها صراحة، ولا نتلقى أبدًا إعلانات مستهدفة من جهات خارجية أو محتوى مستهدفًا تابعًا لجهة خارجية، ولديك سيطرة كاملة على موجز الأخبار الخاص بك وترتيب كيفية ظهور المنشورات».

واعتمد «MeWe» فى تحقيق الأرباح على تقديم مزايا مدفوعة للمستخدمين، مثل المكالمات الصوتية والفيديو، والحصول على ميزات متعددة، مثل: «الوضع الليلى، مساحة تخزينية إضافية»، ويمنح التطبيق 8 جيجابايت فقط مجانية لكل الصور والملفات ومقاطع الفيديو التى يقوم بمشاركتها مع بقية المستخدمين. 

 15 مليون مستخدم

وبعد حالة الإقبال الكبيرة خلال الأسبوع الماضى، على التطبيق المنافس لـ فيسبوك، أعلن مؤسّسُه «مارك وينستن»، عبر حسابه الرسمى على الشبكة الاجتماعية، السبت الماضى، حدوث ارتفاع كبير فى عدد المستخدمين الجُدُد المنضمين حديثًا إلى شبكته الاجتماعية، ما تسبّب فى عُطل الشبكة، ولكنه أكد عودة الأمور إلى طبيعتها، مشيرًا إلى أن شبكة «MeWe» وصل عدد مستخدميها إلى 15 مليون مستخدم.

 5 تطبيقات آمنة من الاختراق

فى تقرير لها رصدت مجلة The Economist الأمريكية، أبرز تطبيقات التواصل الأكثر أمنًا من الاختراق، إذ غاب واتساب عن تلك القائمة التى ضمت بالإضافة إلى سيجنال وتيليجرام التطبيقات الآتية:

 

‏Wire

ذكرت المجلة الأمريكية أن تطبيق «Wire» يُعَد من أكثر تطبيقات التواصل أمانًا من الاختراق؛ حيث يعتمد على كونه منصة تواصُل اجتماعى يمكن من خلاله إجراء الاجتماعات، والتواصل عبر الفيديو أو المكالمات الصوتية مع الحفاظ على خصوصية المعلومات التى يتم تداولها، كما يسمح بمشاركة المعلومات بأمان وسهولة بما فى ذلك الرسائل، الملفات، المكالمات الجماعية أو المحادثات الخاصة مجانًا.

تصدّر التطبيقُ القائمةَ بسبب الاعتراف به من مؤسّسة «IDC» المتخصصة فى أمن المعلومات، كتطبيق رائد فى مجال الأمن والخصوصية مفتوح المصدر يعتمد على التشفير والسّرّيّة.

 ‏Threema

يهدف تطبيق «Threema» إلى إبقاء البيانات الخاصة بمستخدميه من خلال تشفير الرسائل والمكالمات بشكل آمن، إضافة لوجود خاصية عدم حفظ تفاصيل الاتصال، وحذف أى بيانات يتم إرسالها على الفور بمجرد إرسالها. لا يحتاج «Threema» من المستخدم، الكشفَ عن هويته؛ حيث يمكن التسجيل به من دون رقم الهاتف أو عنوان بريد إلكترونى، مما يقلل من البيانات المطلوبة للاستخدام، كما يوفر التطبيق ميزة جهات الاتصال الموثوق بها، وذلك من خلال السماح للمستخدمين باستخدام رمز «QR» لحماية المحادثات من الاختراق.. وأشار التقرير إلى أن الشىء الوحيد الذى يجعل التطبيق أقل تنافسية مع التطبيقات الآخر أنه لا يقدم خدماته مجانًا.

 ‏surespot

يضمن تطبيق «surespot» تشفير جميع الرسائل المتداوَلة بين المستخدمين، كما يوفر التطبيق ميزة الهويات المتعددة، إضافة إلى أن تشفيره من النوع «مفتوح المصدر»، مما يجعل خبراء الأمن قادرين على مراجعة التشفير بشكل مستمر والتأكد من عدم وجود أى ثغرات.

ولا يتطلب التسجيل فى «surespot» أى معلومات شخصية ولا يقوم بحفظ رقم الهاتف أو عنوان البريد الإلكترونى، مما يضمن الخصوصية للبيانات الخاصة بالمستخدمين، كما يتميز التطبيق أيضًا بكونه مجانيّا وخاليًا من الإعلانات.

 ‏Pryvate

يتميز تطبيق «Pryvate» بواجهة مستخدم متطورة إلى جانب توفير إجراء المكالمات والدردشة غير المحدودة، إضافة إلى تشفير لجميع الاتصالات والرسائل للحفاظ على الخصوصية الخاصة بمستخدميه، كما يوفر التطبيق ميزة «تدمير الرسائل» التى تمكّن المستخدمين من حذف جميع الرسائل من جهاز المرسل إليه فى أى وقت.

‏silencer

يشير التقرير إلى أن تطبيق «silencer» يُعتَبر من أفضل تطبيقات التواصل أمانًا، وذلك من خلال حماية خصوصية المستخدمين أثناء التواصُل عن طريق الرسائل القصيرة أو رسائل الوسائط؛ حيث يعتمد التطبيق على تشفير الرسائل النّصّيّة القصيرة، ويتميز التطبيق بكونه مجانيّا ومفتوح المصدر، ويمتلك التطبيق واجهة مستخدم بسيطة.

يتميز «silencer» دون غيره من تطبيقات التواصل، بالقدرة على إرسال الرسائل القصيرة دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت، ومن خلال تلك الخاصية يمكن تحديد عدد من الأشخاص المستخدمين فى التطبيق؛ لتكوين ما يشبه شبكة داخلية متشاركة يمكن التواصُل من خلالها حتى فى غياب الإنترنت.

يستخدم التطبيق تقنية تشفير «Axolotl»، التى تم تصميمها بعناية لتشفير الرسائل من طرف إلى طرف، وفى حالة سرقة هاتف أحد المستخدمين تكون رسائلك محمية؛ حيث يمكن للطرف الآخر مسح جميع المعلومات.