الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رئيس جمعية الأقزام: تحقيق حلم أول مصنع للأقزام بالشرق الأوسط توقف بسبب إيجار المكان قيمتهم في المجتمع عظيمة وقاماتهم ليست عائقًا!

ما أجمل أن يتصالح الإنسانُ مع نفسه ويبحث عن حلول لمشاكلها مَهما كانت مُعقَّدة! وأولى تلك الخطوات هى الاعترافُ بها وعدم التنصل منها.. هكذا اعترف الأقزامُ بمصر بمشاكلهم ومتاعبهم الناتجة عن قصَر قامتهم، وهو الأمرُ الذى لا دخل لهم فيه، فكانت أولى خطواتهم هى تأسيس جمعية رعاية الأقزام التى تم إشهارُها فى الإسكندرية فى 23 ديسمبر 2012، وكانت هذه الجمعية ثمرة كفاح؛ حيث سعى الأقزامُ لإشهارها منذ عام 2000 والآن وصل عدد الأعضاء بها لأكثر من 1500 من قصار القامة.



تتولى الجمعية المصرية للأقزام بالإسكندرية مسئوليةَ الدفاع عن هذه الفئة بحثًا عن حقوقهم المُهدَرة؛ حيث يقول «عصام شحاتة» رئيسُ الجمعية: «نعانى العديد من المشاكل، ولكن دائمًا كنا نسعى للتغلب عليها، وأحمدُ الله أننى استطعت أن أحل الكثير من مشاكل الأقزام بمصر، فمنذ عام 2012 حتى عام 2019 نجحتُ فى تجميع الأقزام من مختلف أنحاء الجمهورية كى نساند بعضُنا البعضَ ونحاول أن نحل مشاكلنا بأنفسنا.

وقد كنت أول رئيس لجمعية الأقزام بجمهورية مصر العربية وأنجزت أول مادة لهم بالدستور المصرى، ووضعت أول مادة بقانون ذوى الاحتياجات الخاصة لهم؛ حيث تم ضمُّهم لفئة المعاقين رسميّا حتى يتمكن القزمُ من العثورعلى فرصة للعمل ضمن فئة الـ5 %.

وحرصت على إنشاء فريقى كرة قدم كبير وصغير بالإسكندرية، وحاولت أن أحصل على مساهمة من الشركات بالداخل والخارج لتشغيلهم، وقدّمت مساعدات من الجمعية لغير القادرين شهريًا ومساعدات موسمية وغيرها من المساعدات الصحية والثقافية وغيرها».

ويستكمل «عصام» حديثه لـ«روزاليوسف»: «دائمًا ما كانت تراودنى أحلامٌ كثيرة تتعلق بتوفير حياة أقل معاناة لقصار القامة، ومن ضمن تلك الأحلام وجود ملابس مناسبة لهم، فقصير القامة دائمًا يعانى من عدم وجود ملابس تتناسب مع تكوينه الجسدى، فهو ليس طفلًا ولا يمتلك جسدَ شخص ناضج، وهو الأمرُ الذى كان يتطلب دائمًا أن يقوم قصيرُ القامة بتعديل الملابس بعد شرائها؛ حيث يقوم بتقصيرها وضبطها، الأمرُ الذى يتكلف أموالًا كثيرة دون فائدة تُذكَر، ناهيك عن أن الملابس الشتوية يصعب تقصيرها مثل الجاكيتات والتريكو وأيضًا الفتيات من الأقزام يعانين من عدم وجود ملابس تمكنهن من مواكبة الموضة.

لذلك راودتنى فكرةُ إنشاء مصنع خاص لقصار القامة أو الأقزام ليكون أول مصنع خاص بالأقزام بالشرق الأوسط لإنتاج الملابس لمن لا تزيد أطوالهم على 140 سم، فبحسب تقديرات دولية؛ فإن الأقزام هم البالغون الذين لا تزيد أطوالهم على 146 سنتيمترًا، ويصل أعدادهم فى مصر إلى 170 ألفًا على مستوى الجمهورية، وبالفعل نجحنا فى إحضار الماكينات واستئجار المكان.

وبعد أن بدأ الحلمُ فى التحقق خطوة خطوة؛ حيث كان المصنع فى البداية يعتمد على قصار القامة كعمالة، وبدأت تأتى لنا الطلبات من مختلف أنحاء مصر، بل جاءت لنا طلبات من السعودية.. ثم توقّف الحلمُ وتوقّف الأمل بداخلنا بعد أن كان بداخلنا طموحٌ كبيرٌ.

توقّف المصنع لعدة أسباب؛ أولها ارتفاع سعر إيجار المكان الذى كان مؤجرًا كمصنع وأيضًا ارتفاع أسعار المواد الخام وندرة العمالة المتخصصة التى يمكن أن تستوعب حجم الطلبات، وأصبحت الماكينات ملقاة داخل الجمعية الخاصة بالأقزام فى انتظار مكان جيد بسعر مناسب».

ويضيف عصام: «أتمنى أن أجد مكانًا لإعادة تشغيل المصنع يكون بسعر مناسب حتى نستطيع أن نخرج من أزمتنا بمساعدة الدولة أو رجال الأعمال لنا ونقدّم إنتاجًا يُصَدَّر إلى مختلف أنحاء العالم ويُدر عائدًا فى المستقبل».

ويستكمل كلامه فيقول: «لدينا العديدُ من الأحلام البسيطة التى أتمنى أن تتحقق لمساعدة قصار القامة؛ لأن القزمَ يعانى العديدَ من العراقيل والمشاكل تبدأ بنظرة المجتمع له وسخرية البعض منه منذ طفولته وحتى يكبر ولا يجد فرصة للعمل، فهناك أطفال من قصار القامة لا يريدون الخروج من المنزل بسبب السخرية منهم وأيضًا كبار يتعرضون للتنمُّر، فكنت أتمنى أن تكون هناك مَدرسة للأطفال فى المراحل الأولية خاصة بالأقزام؛ لأن الأقزامَ عددُهم ليس قليلًا بمصر».