الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

العائد من السحر

تزوجت فى سن الـ 23 برجل يكبرنى بعامين، اشتركنا فى حياة هادئة، جميلة ومثالية، استمرت 10سنوات، ورزقنا الله بابنة وابن، حتى ظهرت فى حياته شخصية نسائية «شريرة» كما يقال عنها، حيث تستخدم السحر والشعوذة، حاولت أن أنقذه من براثنها، لكننى لم أنجح، وانتهت حياتنا الزوجية وانفصلنا تمامًا إلا فى حدود مسئوليات الأولاد، وبدأ حياته الجديدة مع كل هذا الشر وتغير كثيرًا.. واستمرت حياته معها 10سنوات ورزقه الله بطفلين منها، وكان تعاملنا خلال هذه الفترة كأصدقاء فى حدود الأولاد، بهدوء ورُقى وتواصله معهما.



لكنه يعيش الآن أيامًا عصيبة، ويعانى من مشاكل معقدة «خيانة وشرف ونسب» ومشاكل أخرى صحية ونفسية.. وبدأ يستعيد السنوات العشر الأخيرة، ويقول أنه كان مُغيبًا، وطلب منى الزواج، وبدء حياة جديدة معى ومع أولادنا، إذ بلغت الابنة سن الـ 18، والابن 14 عامًا، وكل من حولى ينصحوننى بالعودة وأولهم أبنائى.

وأنا لا أتحمل أن أراه فى هذه المعاناة، أريد مساعدته، حتى يتعافى صحيًا ونفسيًا.. وينهى مشاكله، وأقبل رغبة أولادى فى وجود والدهما معهما فى بيت واحد.. لكننى أشعر بالخوف أن أدخل دائرة من المشاكل، التى من الممكن أن تؤثر على الهدوء الذى عشت فيه مع أولادى طوال السنوات الماضية، كما أننى أشعر أن الشخص جديد ولا أعرفه وليس هو من كان زوجى وحبيبى، ولا أشعر بأى مشاعر تجاهه، لكن له مكانته عندى وأشعر بالمسئولية تجاهه حتى لو لم يكن بيننا أولاد.. فما نصيحتك؟

عزيزتى..

أشكرك على روعة تعاملك مع ما سببه زوجك من إخفاق فى حياتك أنت وأولادك منذ بداية قراره «هو» بهدم البيت، والعلاقة مع امرأة أخرى بعد عشر سنوات من زواجكما، وأنك فعلت كل ما يمكن عمله لإنقاذ عائلتك، ولكن لم تلاحظى أن العائلة ليست واجبك وحدك، فهناك واجب زوجك ليس تجاه أولادكما فقط، ولكن أيضًا تجاهك، وأتصور أنك تحملت المسئولية كاملة وحدك.

التسامح والحب أهم نعمة أودعها الله فى قدرات الإنسان، ولكن يجب المحافظة على التوازن بين الأخذ والعطاء بيننا وبين الآخرين حتى نقدر على هاتين النعمتين.. وإحساسك بالخوف من توابع إعادة ارتباطكما فى محله تمامًا فى تصورى.. أنت تعلمين أنه تغير، بصرف النظر عن ندمه الآن، لكن ما الضمانات لرجوعكما بالنسبة لك أنت؟! أنتِ تفكرين كأى أم صالحة فى مصلحة أولادك وكزوجة وامرأة طبيعية فى الوقوف بجانب زوجك حتى وإن أخطأ فى حقك، وكل هذا رائعًا جدًا، ولكن لنفكر فى معطيات وإمكانات أخرى فى قرار الرجوع.. ما الضمانات الحقيقية وليست المادية، ألا يتكرر الأمر مثلاً «غصب عنه برضه»؟ وكلامى لا يعنى أنى ضد تصرفه أو معه، فأنا أعلم جيدًا أنه من العبث الشديد الحكم على أى أحد إلا صاحب التجربة لأنه هو الذى عاشها وأقصدك أنت هنا.

هل فكرت فى أن خوفك من الممكن أن يكون فى محله؟ هل تضمنين نفسك شخصيًا فى عدم الانتقام «الهادئ» بعد الرجوع؟.. قلت أيضًا إن حياتك وأولادك لم يفقدوا وجوده بعد انفصاله ورحيله طوال العشر سنوات مع زوجته الشريرة الأخرى، فما الذى يستدعى وجوده الآن حتى بالنسبة لهما، وهو رأيك أيضًا حسبما ذكرت.

أعطى فرصة للحوار بينكما.. تكلمى معه بهذه الصراحة التى تكلمت بها معى هنا.. بينك وبينه.. بهدوء وعقلانية دون انفعال أو ردود أفعال.. فقط أحضرى بعقلك وعقلك فقط، وازنى الأمور واستمعى له جيدًا.. واجعلى اللقاءات على فترات متباعدة نوعًا ما، مع تقريبه أكثر لحياتك وحياة أولادكما، وستعرفين وسترين بالوقت هل الرجوع آمن فعلاً أم لا. 

مع حبى..