الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الكنيسة تقيم مغارة الميلاد وسط الإجراءات الاحترازية

للمرة الثانية خلال أقل من عام تضطر الكنيسة المصرية تعليق احتفالاتها حرصًا منها على حماية المواطنين من تداعيات تفشى وباء كورونا، واحتفلت مساء أمس الأول الكنيسة الأرثوذكسية بعيد الميلاد المجيد وسط أجواء احترازية شديدة، إذ صلّى البابا تواضروس قداس العيد من دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وذلك للمرة الأولى.



 

وفى حضور عدد قليل من الآباء الرهبان والأساقفة وبعض الكهنة والشمامسة، وهو القدّاس الذى تم نقله عبر القنوات المسيحية وبعض القنوات الرسمية، مع الاعتذار عن استقبال المهنئين الرسميين، ومن المتوقع أن تستمر هذه الإجراءات خلال قداس عيد الغطاس المجيد.

وعلى الرّغم من ذلك، اختلفت كل إيبارشية عن غيرها فى طريقة الاحتفال بقداس ليلة العيد، بناءً على قرار البابا تواضروس بأن لكل أسقف الحق فى وضع ضوابط وفقًا للوضع الصحى للإيبارشية التابعة له، لذلك قامت بعض الإيبارشيات بصلاة القداس بدون حضور شعبى مع نقله عبر صفحات الكنيسة الرسمية على فيسبوك، والقنوات المسيحية، فيما قررت أخرى أن تكون نسبة حضور القداسات فى حدود 25 فى المائة.

من أبرز الإيبارشيات التى ألغت الحضور الشعبى نجع حمادى، والتى نشرت ترتيبات قداسات العيد عبر صفحتها الرسمية وأكدت على اقتصار قداس العيد وقداس عيد الغطاس على الآباء الكهنة وعدد محدود من الشمامسة دون حضور شعبى، وكذلك مطرانية الإسماعيلية للأقباط الأرثوذكس، إذ شدد الأنبا سارافيم أسقف الإسماعيلية وتوابعها بعدم حضور أى من أفراد الشعب لحضور قداس عيد الميلاد المجيد وعيد الغطاس، وقال فى بيان: «نظرًا لتزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد وحرصًا على سلامة الجميع، نوصى بعدم حضور أى من أفراد الشعب فى قداس عيد الميلاد المجيد وعيد الغطاس، على أن تكون الصلوات مقصورة على الآباء الكهنة فقط».

وهو القرار ذاته الذى اتخذه الأنبا مقار أسقف الشرقية ومدينة العاشر من رمضان، حيث اقتصرت صلوات قداس عيد الميلاد على الكهنة والشمامسة فقط، مع إلغاء حفل العيد صباحًا، كما اقتصر استقبال التهانى بعيد الميلاد المجيد عبر الهاتف، مع إيقاف خدمة مدارس الأحد والأنشطة الكنسية والاجتماعات والرحلات، على أن يتم بث الخدمات عن طريق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى.

كما أقامت مطرانية طما بمحافظة سوهاج، قداس ليلة عيد الميلاد بحضور كهنة الكنيسة وعدد ‎25 شماسًا؛ وعدم مشاركة الشعب، مع تلقى التهانى عبر الهاتف، مع الالتزام بجميع الإجراءات الصحية والوقائية بكل جدية».

ورغم عدم تواجد أو حضور شعبى فى قداسات عيد الميلاد فى أغلب الكنائس على مستوى الجمهورية، فإن هناك البعض الذى أقام احتفالاً بسيطًا للأطفال عن طريق تحديد موعد لكل طفل يلتزم بالتواجد فيه مع أحد ذويه وسط الإجراءات الاحترازية، ويقوم الطفل بالصلاة مع أهله داخل الكنيسة مدة لا تزيد على 5 دقائق ثم يأخذ الهدية من سانت كلوز أو بابا نويل ثم يقوم بزيارة مغارة المزود، والتى كانت أغلب الكنائس حريصة على إقامتها هذا العام وهى من أهم رموز عيد الميلاد المجيد.

قصة المغارة

المقصود بـ«المزود» هو معلف الدابة، وهو المكان الذى وضعت فيه السيدة العذراء المسيح بعدما فشلت فى إيجاد مكان آخر لتضع فيه ابنها.. والمزود عادة عبارة عن حوض محفور فى قطعة من الصخر، أو قد يكون مصنوعًا على شكل صندوق من الخشب أو المعدن أو البناء. والكلمة اليونانية «فاتنيه» المترجمة «بمزود» فى إنجيل لوقا، استخدمتها الترجمة السبعينية وتُرجمت فى العربية إلى «معلف»، وإلى «مزاود»، أى مرابط أو حظائر حيث تُوارى الماشية. ويذكر إنجيل لوقا «كيف أن العذراء مريم بعد أن ولدت ابنها المسيح قمطته وأضجعته فى المزود إذ لم يكن لهما موضع فى المنزل». ويقول تقليد مسيحى قديم إن ولادة الرب يسوع حدثت فى «كهف» بالقرب من بيت لحم، وهناك مواقع كثيرة يفترضونها لهذا الكهف.

أما «كنيسة المهد» الموجودة حاليًا، فقد بنيت فى أحد هذه المواقع على سفح تل فى بيت لحم. ولا تذكر قصة الميلاد، أى نوع من المزاود كان ذلك المزود، لأن الأمر المهم الذى تبرزه القصة هو أن المسيح ولد فى أكثر الأمكنة تواضعًا، وأقلها شأنًا، وظل طيلة حياته على الأرض «ليس له أين يسند رأسه»، لذلك نجد أن من أهم رموز عيد الميلاد إقامة مغارة المزود، حيث يوضع تمثال للطفل يسوع داخل مزود صغير ويلتف حوله الرعاة والمجوس وبعض الحيوانات أهمها الخراف وبعض الماشية.

قصة الرعاة

من أهم شخصيات عيد الميلاد هم الرعاة، إذ ظهر لهم الملاك ليبشرهم بميلاد المسيح، ووفقًا للعقيدة المسيحية، فإن سبب اختيار الملاك للرعاة هو أنهم فى حالة سهر استعداد دائم، لذلك دائمًا ما تنتشر تماثيل الرعاة وتتزين بها مغارة الميلاد.

المجوس

من أبرز شخصيات الميلاد المجوس الثلاثة، أو الحكماء الثلاثة من الشرق، هم ثلاثة أشخاص ذكروا فى إنجيل متى (إصحاح 2) الذى يقول إنهم أتوا «من المشرق إلى أورشليم». وبسبب ذكر ثلاث هدايا، افترض أنهم ثلاثة أشخاص رغم من أن الإنجيل لا يذكر عددهم. وهم من الشخصيات المرتبطة فى الروايات التقليدية عن احتفالات عيد الميلاد، وجزء من التقاليد المسيحية. ومن مظاهر الاحتفالات تقديم الهدايا من قبل المجوس الثلاثة ويرافق تقديم المجوس الهدايا مواكب واحتفالات ضخمة ترافقه موسيقى عيد الميلاد والزينة والأضواء والمفرقعات.

تُذكر رواية الميلاد فى إنجيل متى زيارة المجوس الثلاثة، وهى من أشد الأحداث اللاحقة للميلاد ارتباطًا به، ولا يُعرف من رواية إنجيل متى عددهم، غير أنه قد درج التقليد على اعتبارهم ثلاث للهدايا الثلاث التى قدموها وهى الذهب والبخور والمر إشارة إلى أن المسيح هو ملك الملوك ورئيس الكهنة.

وتشير أغلب الدراسات الحديثة إلى أنهم جاءوا من بلاد المشرق، إذ أرشدهم نجم من السماء من بلادهم إلى موقع الميلاد، وكان النبى بلعام قد أشار إلى «نجم من يعقوب» سابقًا، وأشار الباحثون إلى أن النجم اللامع المذكور فى إنجيل متى قد يكون اقتران كواكب المشترى والمريخ وزحل الذى تم بين عامى 6 و4 قبل الميلاد، وقدّم باحثون آخرون تفسيرات مختلفة وبكل الأحوال، فإن قدوم المجوس مع الرعاة يحوى إشارتين الأولى لاجتماع الأغنياء والفقراء حول المسيح والثانية اجتماع اليهود والشعوب الأخرى حوله أيضًا، بما يعنى عمومية رسالة المسيح للجميع.