الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ناصر و السادات رئيسان أحبا الصوفية

يُعدّ تاريخ مصر الصوفى حافلًا بالعديد من المواقف التى أبرزت دور مشايخ الصوفية فى الحياة الاجتماعية فى مصر؛ لدرجة وصلت إلى حد تأثر كبار الشخصيات فى مصر بالتصوف، واقتناعهم ببعض المشايخ ونصائحهم.



 

ومن أبرز العلاقات التى جمعت بين الرؤساء والتصوف علاقة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بشيخ الطريقة الرضوانية ومؤسسها الشيخ أحمد رضوان؛ حيث كانت هناك علاقة وطيدة بين العارف بالله الشيخ أحمد رضوان والزعيم جمال عبدالناصر بالتقريب فى أواخر فترة الخمسينيات من القرن الماضى حتى وفاة الشيخ.

وكان الدكتور حسن عباس زكى الذى تقلَّد مناصب وزارية خلال الفترة من عام 1958 إلى سنة 1965 قد ذكر فى أحد مؤلفاته أن عبدالناصر لم يكن صوفيًا فى بداية حياته؛ لكن كان على الطريق ويعتقد أنه ساهم فى ذلك باعتباره صوفيًا أيضًا وينتسب للبيت المحمدى من ناحية والدته «كان بيننا خلوات روحية وإشراقية، ولقاءات لا يحكمها البروتوكول التقليدى بين الرئيس والوزير».

ومن داخل أكبر ساحة فى الصعيد لاتزال علاقة الشيخ أحمد رضوان بالرئيس عبدالناصر محفورة فى الذاكرة الشعبية لأهل الصعيد، حيث بدأت علاقة الصداقة بينهما حينما كان يمر الرئيس الراحل بأزمة نفسية فشكا لأحد وزرائه تحديدًا د.حسن عباس زكى ما يمر به فأشار عليه بالجلوس مع الشيخ المبجل الذى ذاع صيته وعُرف بالكرامات والبركات والزهد ففعل عبدالناصر وأرسل وزيره للشيخ فحضرا سويًا عند الرئيس ثم انفرد الشيخ بعبدالناصر وفى نهاية اللقاء قدَّم له عبدالناصر علبة صدفية وبها بعض النقود فرفضها وغضب ومن هنا بدأت علاقة صداقة متينة بين الرجلين.

ويروى أحفاد الشيخ أحمد رضوان قصة أنه عندما اشتد المرض على الشيخ أحمد رضوان، أرسل الرئيس جمال عبدالناصر طائرته الخاصة، لنقل الشيخ إلى القاهرة للعلاج فى المستشفى العسكرى، وصحبه فى هذه الرحلة فريد باشا زعلوك،الذى استضافه فى منزله قبل التوجه للمستشفى ولما دخل الشيخ بيت فريد باشا زعلوك بمصر الجديدة، رفض الذهاب إلى المستشفى، وظل يعالج فى البيت، وكانت الحاجة زينب شقيقة الباشا هى التى تقوم على تمريضه والعناية به، وتقديم الطعام له، وانتقل فى هذه الفترة مجلس الشيخ الذى كان يحضره الشيوخ «عبدالحليم محمود والشرباص والباقورى وأبوالعيون» بالإضافة إلى كوكبة من علماء الأزهر وغيرهم إلى بيت آل زعلوك، حتى انتقل الشيخ أحمد رضوان إلى جوار ربه فى العاشر من يونيو سنة 1967، وقد أمر القصر الجمهورى بتغسيله وتجهيزه وتكفينه والصلاة عليه فى القاهرة، فى مشهد مهيب، وأذن القصر بإعداد عربة مكيفة من الدرجة الأولى لنقل المعزين من القاهرة إلى الأقصر بالسكة الحديد، وذلك لتوقف حركة الطيران بعد الاعتداء الإسرائيلى فى الخامس من يونيو 1967، وهناك تمت الصلاة عليه مرة أخرى ودُفن فى مقامه بمسجد ساحته بالبغدادية.

 السادات والصوفية 

ويُعد الرئيس الراحل محمد أنور السادات من الرؤساء الذين اهتموا بالتصوف، وحظى بخصوصية لدى المتصوفة، الذين يرون أن الرئيس الراحل رجل صوفى، وهناك ممارسات تُنسب للسادات خلال حرب أكتوبر 1973 وما بعدها تؤكد حبه للتصوُّف، إذ تعمّد المحيطون بالسادات، آنذاك، ترديد معلومة إنه قبيل اتخاذ قرار الحرب زار مسجد ومقام السيد البدوى فى مدينة طنطا، ليستشيره.. ويتعامل الصوفية على أن الأمر لم يقتصر على ذلك، معتقدين أن قرار الحرب اتُّخذ من داخل المسجد البدوى، وبمشورة من القطب الصوفى.

ولاهتمام الرئيس الراحل السادات بالتصوف سن قانون الطرق الصوفية الذى نظّم أوضاع المتصوفة داخل كيانات إدارية هى الطرق، ويقول الشيخ محمد علاء الدين ماضى أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن الرئيس السادات قريب من قلوبنا جميعًا، فهو من أنشأ مقرًا للطرق الصوفية وقانون الطرق الصوفية ومجلة التصوف.