السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

81 طريقة معتَرف بها رسميًا.. بعضها بلا أتباع

تُعدّ  مصر من أكبر دول العالم التى تنتشر بها الطرق الصوفية؛  حيث بلغ عددها رسميًا 81 طريقة بينما توجد طرق متعددة لم يتم حتى الآن الاعتراف بها أو تسجيلها رسميًا، وتُعد من أشهر تلك الطرق التى لم تسجل رسميًا حتى اليوم رغم كثرة عدد أتباعها هى الطريقة الإدريسية وهى إحدى الطرق الصوفية التى تعود إلى السيد أحمد بن إدريس الفاسى.



 

رغم هذا العدد الكبير للطرق الصوفية فى مصر؛  فإنه يوجد أربعة روافد للصوفية هى أساس معظم الطرق  فى مصر هى الشاذلية والأحمدية، والخلوتية، والبرهامية.

والشاذلية تنتسب إلى أبى الحسن على بن عبدالله بن عبدالجبار الشاذلى، المولود عام 591هـ فى غمارة، بالقرب من مدينة سبتة المغربية، ثم انتقل أبو الحسن الشاذلى من شاذلة إلى تونس، فترك تونس وتوجّه إلى مصر ونزل الإسكندرية، وأخذ يدعو إلى التصوُّف إلى أن مات عام 656هـ، فى صحراء عيذاب شرقى مصر، وهو فى طريقه إلى الحج.

وقد تفرع عن المدرسة الشاذلية ثماني طرق من أشهرها: الطريقة الهاشمية الشاذلية، والصديقية الشاذلية، والحامدية الشاذلية، والعروسية الشاذلية، والجازولية. 

أما البدوية الأحمدية فتُنسب إلى مؤسسها السيد أحمد البدوى فى مدينة طنطا، وقد تفرع عنها 12 طريقة أحمدية المرازقة والأحمدية الشناوية، والإدريسية والأحمدية الكناسية.

أما المدرسة البرهامية فتنسب إلى برهان الدين إبراهيم بن أبى المجد المعروف بالدسوقى، وهو عند الصوفية أحد الأقطاب الأربعة، وخرج منها 7 طرق أشهرها البرهامية والشرنوبية الدسوقية المحمدية.

أما الخلوتية فقيل إنها تُنسب إلى الشيخ محمد بن أحمد الخلوتى الذى نشأ فى بيت المقدس وتفرع منها ما يقرب من  20 طريقة منها الطريقة القصبية التى يتولى شيخها رئاسة المشيخة العام للصوفية.. وهناك طرق ليست مصرية وهى طرق منفردة وتشمل الطريقة الرفاعية وتنسب هذه الطريقة إلى الشيخ أحمد الرفاعى المولود فى قرية حسن بالبطائح فى العراق، أما أحمد الرفاعى الموجود فى مصر فيقول مريدو الطريقة أنه من نسله.

والطريقة التيجانية شيخها من إحدى الطرق الصوفية، تنتسب إلى أبوالعباس أحمد التيجانى واسمه الكامل أحمد بن محمد بن سالم التيجانى (1737-1815)م المتوفى فى 1230 هـ، وقد بدأت هذه الطريقة فى مدينة فاس بالمغرب، 

كما توجد الطريقة الميرغنية بأسوان تنسب إلى محمد عثمان الميرغنى الشهير بـ«الختم» هو مؤسس الطريقة الختمية المنتشرة فى مصر والسودان وأريتريا وإثيوبيا. وينتمى إلى واحدة من أسر الأشراف بمكة المكرمة الميرغانية شيخها سودانى، بالإضافة إلى الطريقة الكردية النقشبندية، والطريقة القادرية «الجيلانية».

فرغم أن جميع الطرق الصوفية فى مصر من أربع مدارس أو طُرق رئيسية، هى: الطريقة الرفاعية، التى أسَّسها الإمام أحمد الرفاعى، والطريقة الشاذلية، التى أقام صرحها أبوالحسن الشاذلى الحسينى بن عبدالله، وتُعدّ هذه المدرسة من أكبر المدارس الصوفية فى مصر، أما المدرسة الرئيسية الرابعة، فهى القنائية، والتى أنشأها عبدالرحيم القنائى بمحافظة قنا؛ فإن هناك 80 طريقة فى مصر تنبثق من 4 طرق رئيسية فقط.. وتتشابه الطرق الصوفية فى مصر إلى درجة تكاد تذوب فيها الفوارق بينها؛ حيث تتشابه جميعها فى شروط الانتساب، والمواصفات المطلوبة فى الشيخ، وآلية تولى خلافة الطريقة، وحتى فى الأوراد.

وتضم كل طريقة «أوراد» معظمها يعود إلى أوراد منقولة بالتواتر إلى صاحب الطريق الأول ومنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ففى الطريقة الصديقية نجد هناك أوراد الأساس التى تعتمد على الاستغفار 100 مرة ومثلها فى الصلاة على النبى، ومثلها فى قول «لا إله إلا الله» بالإضافة إلى المسبعات، وأوراد الصباح والمساء المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحزب البحر، وحزب النصر .

وفى الطريقة الشبراوية نجد أيضًا «ورد الاستغفار» و«ورد السحر» و«الصلوات البكرية» و«المنظومة البكرية» (والأخيرة ذكر وتوسل بأسماء الله الحسنى) لمصطفى البكرى، و«ورد الستار» لسيدى يحيى الباكوبى، و«حزب البر» و«حزب البحر» و«حزب النصر» لسيدى أبوالحسن الشاذلى، و«المسبعات» لسيدنا الخضر، و«حزب الإمام النووى» و«ختم الصلوات» للإمام النووى، و«البردة» للإمام البوصيرى، بالإضافة لأوراد ما بعد الصلوات الخمس.

 خطوات إعلان الطريقة 

ووفقًا لقانون تنظيم الطرق الصوفية الصادر بالقانون رقم 118 لسنة 1976 الذى أصدره الرئيس السادات بتاريخ 09/09/1976  فإنه يحق لأى شخص التقدم لإعلان طريقة صوفية من خلال طلب للمجلس الأعلى للطرق الصوفية؛ حيث يشترط أن تكون الطريقة المراد تشجيها لا تتشابه مع طريقة أخرى فى لمنهج والمسمى ويكون لها أوراد خاصة لها سند، وهو أمر يرى البعض أنه لم يطبق بصورة كاملة؛ حيث يوجد العديد من الطرق المتشابهة فى الوراد والأذكار لاسيما وأن معظمها متفرع من مدارس أربع محددة.. وبعد موافقة المجلس الأعلى للصوفية بالطريقة يرسل المجلس خطابات للطرق المعتمدة تفيد بالموافقة على إنشاء تلك الطريقة، وأنه فى حال وجود أى تعليق أو اعتراض من أى شيخ من المشايخ على إنشاء الطريقة عليه أن يفيد مشيخة الطرق الصوفية خلال 21 يومًا، وفى حال عدم الاعتراض يصدر قرار من وزير الأوقاف وشئون الأزهر بالاتفاق مع وزير الداخلية بناء على موافقة المجلس الأعلى للطرق الصوفية باعلان الطريقة وينشر هذا القرار فى الجريدة الرسمية.

 أحدث الطرق 

وتعد الطريقة الصديقية الشاذلية وشيخها الدكتور على جمعة والطريقة الكردية النقشبندية وشيخها المستشار محمد نجم الدين الكردى، والطريقة الرضوانية الخلوتية وشيخها زين العابدين أحمد رضوان هى أحدث الطرق الصوفية التى تم الاعتراف بها رسميًا. وتميزت الطريقة الصديقية منذ إعلانها بوضع برنامج عملى مبنى على الجانب الروحى والعلمى معا وعدم الاعتراف بتصوف الدروشة والخزعبلات.. الأمر الذى يجعل التصوف العلمى هو السمة الأساسية للطريقة الصديقية الشاذلية.

 طرق بلا أتباع 

ويقول الباحث الصوفى مصطفى زايد إنه على الرغم من هذا العدد الكبير من الطرق الصوفية فى مصر؛ فإن هناك طرقًا معترفًا بها لا يوجد بها أتباع أو مريدون، ولا يمكن أن يتم إلغاؤها لأنه لا يوجد نص فى القانون  المنظم لعلم الطرق الصوفية ما يعطى الحق فى إلغاء طريقة لم يعد لها أتباع.. ولفت إلى أنه من المفارقات أن تلك الطرق -التى ليس لها أتباع- يخصص لها مخصصات من المشيخة العامة للطرق للصوفية باعتبارها طريقة رسمية، وهو أمر بحاجة إلى إعادة نظر لأن هناك طرقًا ليس بها سوى شيخ الطريق فقط ولا يوجد لها أى نشاط أو تأثير .

 التوريث بالقانون

وحول التوريث أوضح زايد أن القانون أعطى الحق لشيخ الطريق بتوريث أكبر أبنائه أو من يليه بالتوصية، موضحًا أنه من المفترض أن يتم التعديل بعمل لجنة اختبار لمن يرث مشيخة الطريقة، بحيث يتم تأهيله قبل تولى مشيخة الطريقة.. وفقًا للقانون فإن شيخ الطريقة يعين نوابًا له وخلفاء وخلفاء الخلفاء بسائر المحافظات والمراكز والأقسام من بين ذوى الكفاءة، ويشترط فيمن يقبل من أعضاء الطرق الصوفية أن تتوفر فيه الكفاءة.

بينما يرى بعض الباحثين فى الفكر الصوفى أن واقع المتصوفة اليوم أدركه الضعف والانهيار الذى أدرك معظم قطاعات التديُّن والحياة المصرية، وأن من أهم أسباب ذلك أن أكثر الطرق الصوفية لا يقودها العلماء الزهاد؛ بل يقودها أبناء الشيوخ بالوراثة، وإذا كان المال أو المنصب أو الجاه يورَّث أحيانًا، فإن الدين والإمامة فيه لا تورَّث.

من جهته، يوضح الشيخ أحمد التسقيانى شيخ الطريقة التسقيانية وأحد أبناء مشايخ الطرق قائلا: «هناك مقترح من عام 2005 بوجود دورة تدريبية لمدة محددة لأبناء المشايخ الذين يتولون الطريقة عقب وفاة الشيخ واختبارهم حتى يتم تعيينهم، وعندما توليت الطريقة طالبت أن يتم اختبارى حتى أستحق مشيخة الطريقة، وتم اختبارى لتولى مشيخة الطرق التسقيانية.