الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

زوجة الأب

أبلغ من العمر 53 عامًا، انفصلت عن زوجى «أبو أولادى» منذ 4 سنوات، تقدم لى محامٍ، ووجدته مناسبًا بالنسبة لظروفى، وأكثر ما شجعنى على الزواج منه أنه يمتلك عمارة، ووافق على أن يسكن أولادى فى إحدى شقق العمارة؛ لأنه يعلم أننى لا أستطيع أن أعيش بعيدًا عنهم.



وبعد سَنة من الزواج، وجدته يقول لى أنه سيؤجر الشقة التى يسكن فيها الأولاد، وأنه ملزم أن يدفع لى إيجار الشقة التى سيسكنون فيها خارج العمارة، واكتشفت أن أولاده وراء هذه الفكرة، رغم أن أولادى لم يكونوا يحتكون بهم أبدًا، ولم يسببوا لهم أى ضيق، لكن المشكلة أن زوجى ضعيف جدّا أمام أولاده، ولا يستطيع رفض طلباتهم.

 وبالفعل انتقلت مع أولادى بأثاث شقتى السابقة إلى شقة أخرى، وأصبحت أقضى معهم الأيام التى لا أقضيها مع زوجى فى بيته، ولم أكن أتصور أننى سأكون بعيدة عن أولادى، وأصبحت مضطرة للاستمرار مع زوجى؛ لأنى لا أمتلك حلولًا أخرى، فأنا لا أعمل ولا أمتلك دخلاً ثابتًا.

وما يزعجنى أنه يظلمنى بسبب أولاده، ليشعرهم أنهم أهم منّى، وكل ما حدث كان لأنهم لا يتحملون وجود إنسانة فى المنزل، غير والدتهم التى توفيت منذ 6 سنوات، لدرجة أن ابنته كانت صديقة لابنتى فى المدرسة، وبعد الزواج قطعت الأخيرة علاقتها بابنتى، ليس هذا فقط، فعندما تزوجت ذهبنا إلى دمياط لشراء غرفة النوم، وأعجبتنى إحدى الغرف جدّا واشتراها، وبعد عدة أشهُر وجدته يشترى غرفة أخرى مستعملة، وينقل الغرفة الأولى إلى مكان آخر، بحجة أنه يريد الاحتفاظ بها لأحد أبنائه حين يتزوج، وعندما ذهبت للعيش فى الشقة الإيجار رفض أن أنقلها معى، وفوجئت بعد ذلك أن الغرفة أصبحت مخصصة لأصدقاء ابنته، عندما يريدون المبيت معها.

كما أن ابنته تحاول استفزازى دائمًا، فتجعل أصدقاءها يتجاهلوننى عندما يأتون إلى المنزل فى وجودى، فيُسلّمون على والدها وأنا أجلس بجانبه، لكنهم لا يعيرون لى بالًا، وكأنهم لا يروننى، وكان والدها لا يقوم بأى رد فعل، رغم أننى قلت له إن هذا لا يحدث إلا باتفاق ابنته مع أصدقائها، لكنه مصمم على سلبيته مع أبنائه، ويرى أنهم ملائكة لا يخطئون، وأنا بالطبع أحمل بداخلى الكثير من الغضب بسبب تلك المواقف، وطالبته أكثر من مرّة بأن نعيش فى شقة أخرى بالعمارة بعيدًا عن شقة أولاده، لكنه يرفض الابتعاد عنهم.. أريد حلًا!

عزيزتى..

زوجك حسب التفاصيل التى رويتيها فى سردك للمشكلة مخطئ تمامًا فى عدم حرصه على أن يعدل بينك وبين أولاده، وأتصور أنه فى مأزق كبير واستغلال أبنائه له عن طريق عقدة الذنب هى خدعة قائمة منذ الأزل، وتقع على رأس الزوجة الأخرى فقط، وهذا بالطبع يسمم الحياة بينكما كما حدث بالفعل.

الإحساس بالظلم شىء قاسٍ جدّا، ويولد طاقة من الغضب ستنفجر حتمًا، عاجلاً أمْ آجلاً، ولذلك أدعوكِ إلى عدم كتمان اعتراضك حتى لا يتحول لغضب يدمر كل شىء، وأولها بيتك واستقرارك.. فكّرى بعقل ودون انفعال فيما تريدين فعلاً من زوجك، كزوجة لها حقوق لا يجوز أن تنتزع دون وجه حق.

اكتبى ما تريدين بورقة فى نقاط محددة، وما لا تريدين أيضًا، وأخبرى زوجك بهذه المطالب الضرورية لاستقرارك النفسى وأمانك كزوجة، دون غضب أو انفعال، وهذه أهم نصيحة «من دون غضب»، حتى لا يتوه الحوار فى ضباب الانفعال والشكوى وتخسرى قضيتك.

أخبرى زوجك بنظرة الشركاء فى حياة واحدة، تستوجب من كليكما حمل تلك المسئولية بشكل عاقل، واعقدوا جلسة اتفاق لإنجاح هذه المؤسّسة مع التفكير فى جميع الأطراف ومحاولة إرضاء الجميع، حتى يهدأ سركما وتتجاوزا العاصفة بأمان.

مع حبى..