الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وحيد حامد

وحيد حامد هو الرئيس الفعلى والراعى الرسمى لمجلس الشر.. الذى ضم كوكبة من نجوم الفن والثقافة والصحافة.. هو المجلس الديمقراطى الذى يمارس أعضاؤه الشر اللذيذ يوم العطلة الأسبوعية.. ويتداول أفراده المقالب الساخنة والزعل مرفوع طبعا.. هم يمارسون الشر مع كلامهم فى السياسة والفن كنوع من التنفيس.. فيأتى اليوم الموعود لينزع أفراد المجلس فيونكة الأرنب الوديع ويضعون فراء الثعلب المكار.. يمارسون اللؤم والمقالب بلا حدود فى يوم الشر المفتوح وقد رفعوا شعارا واضحا: الشر مفتاح الفرج..!!



أول شروط الانضمام لمجلس الشر أن تحضر جلساته لوجه الله وليس لغرض آخر.. وقد دأب صحفى مشهور على حضور جلساته بغرض كتابة الأخبار فى جريدته وتم منعه.. وآخر يحضر لكتابة تقارير أمنية وتم فضحه بجلاجل.. وطوال عشرين سنة ظل مجلس الشر مستنيرا بالناس الحلوة.. حتى بعد رحيل أشراره المميزين.. على أبوشادى وأحمد زكى وممدوح الليثى وعبدالرحمن الأبنودى.. وكان وحيد يخشى أن يتوقف المجلس لاندثار الأشرار وغيابهم عن الدنيا..!

داخل المجلس تميزت علاقتى بوحيد حامد على اعتبار أننا تزاملنا على صفحات روزا نتبادل كتابة الصفحة الأخيرة.. والميزة الحقيقية لوحيد أنه لم يستسلم أبدا.. وطوال الوقت وفى جميع العهود لم يكتف بالفرجة وإرسال بيانات التأييد.. أو الاكتفاء بعبارات الشجب والإدانة المطاطة.. وإنما وقف بفنه يشكل درعا بشريا ضد الظلم وضد التسلط وضد الكذب الذى هو ابن شرعى للنيات السيئة.

أدرك وحيد حامد مبكرا أن الفنان الحقيقى ليس مضحكا أو ظلا للحاكم يمشى خلفه ويهتف باسمه ويطبل ويزغرد.. يرش الملح ويطلق البخور ويصدح بالغناء ويتحنجل فى الرايحة والجاية.. الفنان الحقيقى ضمير للمجتمع.. ويا ويل الفنان لو خالف ضميره أو باع مبادئه.. أو احتفظ برأيه فى الثلاجة أو فتح مخه ومشى فى ركاب الحكام.. كان يدرك أن الحكام يتغيرون وذاكرة الشعوب لا تحتفظ بصورتهم كثيرا.. فى حين تحتفظ بألبومات فنانيها وتحاسبهم حسابا عسيرا..!

الميزة الكبرى لوحيد حامد أنه لم ييأس أبدا.. وقد أدرك مبكرا أن اليد الواحدة يمكن أن تصفق وتصنع الثورة وتخلق الرفض.. وحتى النفخ فى الهواء يمكن أن يغير الكون!

الكون بالمناسبة يتغير بالنفخ فى الهواء.. يتغير بالتذمر والقلق والرفض.. رفض المكتوب والقضاء والقدر.. لأن الاستسلام والخضوع للمكتوب هو نوع من الكسل والخنوع والتسليم بمنطق القوة الغاشمة.. لأنك فى واقع الأمر تستطيع ترويض القوة والوقوف فى مواجهتها وجرها للملعب الخلفى.. ملعب الفن.. تمهيدا للسيطرة والقضاء عليها..!

ومع أنه الراعى الرسمى ورئيس مجلس الإدارة.. إلا أنه لم يكن شريرا محترفا.. لم يكن مثل عتاولة الشر الذين يندثرون.. وكان همه الأكبر البحث عن أشرار جدد يواصلون المشوار الآن وقد غاب وحيد فإن الخسارة كبيرة ومضاعفة.. هو الذى كان يفخر بأنه الخبير بفنون الشر وأنواعه ومدارسه.. كان يفخر أن أنفه يشم مؤامرات الأشرار على بعد مائتى ميل.. لكن المشكلة أنه ما إن تقترب المؤامرة من جاذبيته الشخصية.. حتى يقع فيها مثل الشاطر.. لأن الشر الحقيقى يتطلب اللؤم والتحايل.. ووحيد حامد ليس من هذا النوع بالمرة!!

مع السلامة يا وحيد حامد