السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قطر تدرك أهمية المصالحة فى ظل التغيُّرات العالمية الجديدة

رغم التصريحات الرسمية المتداولة، والأنباء المتفائلة عن اقتراب إتمام المصالحة الخليجية بين الرباعى العربى وقطر، فإنه فيما يبدو أن الدوحة ليست جادة أو على الأقل ليست جاهزة لتخطو هذه الخطوة  فى الاتجاه الصحيح فى ظل حالة الانقسام والاستقطاب داخل الأسرة القطرية الحاكمة التى لايزال يسيطر عليها «الحمدين»،  الأمير الأب الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى  ورئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى، اللذين يضعان العقبات أمام  أى انفراجة تلوح فى الأفق، أو أى جهود ترمى لحل الأزمة القطرية التى مضى عليها أكثر من ثلاث سنوات ونصف.



أيام تفصلنا عن قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجى، التى دعا إليها العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتستضيفها الرياض الثلاثاء المقبل فى الخامس من يناير الجارى، بدلًا من العاصمة البحرينية المنامة. ورغم توتر الوضع بين البحرين وقطر فى الأيام الأخيرة، وتضارب تصريحات وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد عبدالرحمن آل ثانى، الذى يسعى فيما يبدو إلى اقتصار المصالحة مع المملكة السعودية فقط، فإن مستقبل الوضع فى الخليج ومع دول الجوار يحمل العديد من التساؤلات؛ خصوصًا مع وجود إدارة أمريكية جديدة، وقد طرحنا العديد من هذه التساؤلات على الخبير الاستراتيجى السعودى البارز اللواء الدكتور المتقاعد أنور ماجد عشقى رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالشرق الأوسط، وكان لنا معه هذا الحوار.

 هل تتوقع حضور الشيخ تميم قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجى المقررة الثلاثاء المقبل؟

- إذا كان الشيخ تميم جادًا فى المضى قدمًا نحو إتمام المصالحة الخليجية بين دولته والرباعى العربى فبكل تأكيد سيكون حاضرًا، أما إذا تحكمت فيه عقيدة الدولة وظل أسيرًا لأهوائه الإخوانية فبالتأكيد لن يحضر هذه القمة.

 كيف ترى السيناريوهات التى تروج للمصالحة مع قطر فى ظل حالة الاستقطاب الشديدة فى المنطقة، خصوصًا مع قدوم  الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن؟

- يعتقد القطريون وجماعة الإخوان الإرهابية، أن الرئيس الأمريكى القادم سيعيد التحالف معهم، ولكنى أعتقد أن هذا لن يكون ممكنًا خاصة بعد اكتشاف العلاقة الوثيقة بين الجماعة الإرهابية وتنظيم القاعدة، وقد ظهر ذلك التعاون خلال العمليات الإرهابية التى حدثت فى مصر وكانت بمشاركة جماعة الإخوان وأفراد من تنظيم القاعدة.

 ألا ترى أن تأجيل المصالحة إلى ما بعد تنصيب جو بايدن قد يكون أكثر فائدة؟

- إتمام المصالحة فى صالح كل من الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية، فلا بأس إذا اتفقت المصالح والمبادرة أفضل من التأجيل.

  من وجهة نظرك.. لماذا ترغب إدارة ترامب فى إتمام المصالحة الخليجية قبل رحيلها يناير الجارى؟

- الرئيس ترامب يعد نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة فى 2024 وإتمام المعاهدات والمصالحات فى عهده يعتبر نقطة قوة له.

 هل تعتقد أن الرباعى سيكون أكثر حذرًا فى تنفيذ أى تعهدات قطرية؛ خصوصـًا أن الدوحة لها سابقة أخرى فى عام 2013 ولم تلتزم بتعهداتها؟

- خيانة التعهدات جريمة قانونية، لكن الأمل فى الوفاق يجب ألا ينقطع.

 بصفتك أحد أهم خبراء الاستراتيجية فى الخليج، هل تطمئن للأمن الخليجى فى ظل وجود قاعدة عسكرية تركية فى قطر؟

- وجود القاعدة العسكرية التركية على الأراضى القطرية لها خطورة على الدوحة أكثر من خطورتها على دول الخليج.

 يتردد أن تمسك قطر بالقاعدة التركية وملف الإخوان لايزالان يمثلان حجر عثرة أمام إتمام المصالحة؟

- يجب أن تدرك الدوحة حقيقة خطورة تركيا وجماعة الإخوان الإرهابية عليها أولاً وعلى مصالحها مع دول الجوار ومجلس التعاون الخليجى.

 ما شكل الاتفاق الذى يمكن أن يقبل به الرباعى العربى للقبول بالمصالحة مع قطر؟

- جدولة المطالب هى الحل الأنسب، ولا بد للدوحة أن تبرهن على حسن النية وتثبت ذلك بالأفعال لا بالأقوال.

 وما تفسيرك للتصعيد الأخير بين البحرين وجارتها قطر، هل يؤثر ذلك على مساعى المصالحة؟

- فى اعتقادى أن ذلك يفسر حالة الانقسام داخل الأسرة القطرية التى يوجد بها جناح يفتعل الاستفزازات سواء مع البحرين أو مصر أو الإمارات والسعودية لتقويض وتعطيل مساعى المصالحة، ولكنها فى اعتقادى لن تنجح لأن المصالحة باتت أقرب من أى وقت مضى.

 من وجهة نظرك.. ما أوجه الاختلاف بين المصالحة المرتقبة واتفاقيات 2013 / 2014 التى حملت تعهدات قطرية بالتوقف عن سياسات التخريب فى دول الجوار العربى؟

- لابد أن تدرك قطر أن الظروف تغيرت، وأن الإرادة  فى إتمام صلح حقيقى لن تسمح بالمماطلة، وأن التحديات التى تحيط بدول الخليج والدول العربية الأخرى لا تحتمل الانشقاق، ودعنا ننتظر ولا نستبق الأمر، فنحن لا ندرى حتى هذه اللحظة كيف يتم  الاتفاق؟، وعلى أى بنود يتضمن ؟، وما آليات تنفيذه؟ لكن المؤكد أن الاتفاق لو تم سيكون مختلفًا عن سابقيه.

 هل يمكن للشعوب العربية أن تقبل بإعادة دمج الإخوان مرة أخرى بعدما تسببت الجماعة فى هدم عدد من الدول والعصف باستقرارها؟

- من الحماقة التحالف مع الإرهاب الإخوانى، فهم خنجر مسموم فى خاصرة الدول العربية يستخدمه أعداؤنا متى شاءوا.

 يشكل السلوك التوسعى التركى فى المنطقة خطرًا لا يقل عن الخطر الإيرانى.. من وجهة نظركم هل بمقدور الدول العربية مواجهة الخطرين التركى والإيراني؟

- مهما كان الحق ضعيفًا فإنه سوف ينتصر فى النهاية، والواقع يؤكد على الحق العربى وكل الممارسات التركية والإيرانية سترتد عليهما، كما أن القوة العربية المتمثلة فى التحالف «المصرى السعودى الإماراتى البحرينى» أثبتت أنه تحالف لا يمكن هزيمته أو شقه.

 كيف ترى مستقبل العلاقات العربية - الإسرائيلية بعد موجات التطبيع الأخيرة؟ 

- موجات التطبيع هى أفضل السبل لإعادة الحقوق الفلسطينية. 

 كيف ترى مستقبل دول الخليج فى  ظل التحديات الراهنة؟

- لن يتوقف التطور مادام التعاون قائمًا. فالمستقبل مشرق ولا ينبغى أن تعكر صفوه الخلافات.