الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الشىء وعكسه!

ترددتُ كثيرًا قبل أن أطلب مساعدتك.. جلدتُ ذاتى بما يكفى.. أنا أبحث عن شخص واحد على هذا الكوكب يفهمنى ويشعر بى.. حاولت تنفيذ نصيحتك «أن أقبل نفسى كما أنا» لكنها لم تنجح معى.



منذ سبع سنوات تعرضنا لحادث سير فى أول سَنة زواج، وكانت إصابتنا نفسية أكثر منها جسدية؛ حيث أصيب زوجى إصابة أثرت على العمود الفقرى.. أمّا أنا ففقدت الجنين فى الشهر الرابع من الحَمل.

طلب منّى زوجى أكثر من مرّة أن ننفصل، وأن أكمل حياتى مع غيره؛ لأنه يرى أن ذلك يحقق لى مصلحتى؛  خصوصًا أنه لم يعد يصلح للزواج.. ولكننى رفضت الابتعاد عنه وأصررت على البقاء معه.. وكان رده على تمسكى به قراره بالانفصال عنّى، وسافر فجأة دون علمى.. حاولت الوصول إليه بكل الطرُق؛ لأننى لن أتحمّل الحياة من دونه، فضلًا عن أننى لن أثق أن يرعاه غيرى فى أزمته الصحية، ولكنه تعمّد الاختفاء تمامًا.. وكل من حولى كان يدفعنى أن أنساه وأبدأ حياتى من جديد.. لكننى ما زلت منتظرة لحظة عودته.

وتقدّم لخطبتى زميلى فى العمل ورفضت، ولكنه بقى بجانبى كصديق، ومنذ عامين وافقت على الخطوبة منه، وأخبرته أننى مازلت أحاول التعافى،  وكان متفهمًا جدّا، وحاول أن يمنحنى الحب والاطمئنان، ‏ولكننى مازلت عالقة فى حياتى السابقة ولا أشعر بالانتماء له.. وحاولت الابتعاد عنه لكنه متمسك بى،  وهذا يؤلمنى أكثر.

لجأت لإحدى المتخصصات؛ لأننى فقدت القدرة على النوم تمامًا بسبب شدة التفكير، وكانت صدمتى بعد ساعات من البوح الذى استنزف روحى،  أنها وصفتنى بأننى شخصية أنانية وظالمة وخائنة! مما زادنى ألمًا فوق ألمى.. وكرهت نفسى وكرهت لحظة ضعفى التى دفعتنى أن أكسر نفسى أمامها.

أعلم أن هذه العلاقة ستنتهى وسيأتى هذا اليوم قريبًا، لكن تنقصنى الشجاعة أن أواجهه بأننى لا أصلح للارتباط، وتوصلت لنتيجة أننى أفضّل الحياة وحدى،  ولكن ينقصنى أن أتقبل نفسى كما أنا.. مازلت أحب مَن كان زوجى،  ولن أنساه حتى لو كان ثمَن هذا الشعور أن أكون فى عيون الناس أنانية وظالمة وخاينة.

أخيرًا.. إن كان حكمك علىَّ سيجعلنى أكره نفسى أكثر، أرجو أن تتجاهلى رسالتى.

عزيزتى 

اخترتِ أن تعيشى الماضى، وفضلتيه على أى سُنّة كونية أو فطرة طبيعية، ومع ذلك تشعرين بالغضب من نفسك ومن أى شخص حاول أن يساعدك بناءً على طلبك.. ولكنك لم تلاحظى حكاية الشىء وعكسه المتكررة فى حياتك وفى شخصيتك، وأيضًا بوضوح سافر فى رسالتك..

بدأتِ رسالتك بجملة «جلدت ذاتى بما يكفى، وأنك تبحثين عن شخص واحد يفهمك ويشعر بك».. عظيم، ولكنك لم تستطيعى قبول نفسك التى تجلديها أصلًا.. فكيف ستقبلى نفسك وأنتِ فى نفس الوقت ترفضيها بل وتعذبيها!

بعد تعرُّض زوجك منذ 7 سنوات لحادث قضى على قدرته على الوفاء بحقوقك الزوجية الحميمية، وفقدانك أيضًا لجنينكما فى الشهر الرابع.. وحبًّا لكِ قرر الانفصال والابتعاد.. وهنا تأتى حكاية الشىء وعكسه.

ورُغم قرارك بانتظاره «طليقك».. وافقتِ على خطوبة منذ سنتين ومستمرة فيها، ومع ذلك تشترطين على خطيبك أن يتفهم «تعلقك» بطليقك السابق! وتعلق خطيبك بك إن كان حقّا يؤلمك يجب أن تتسلحى بالنزاهة والقلب الخيّر الطبيعى وتبتعدى عنه، بما أنك لا تنوى الاستمرار معه، مثلما أكدتِ فى رسالتك، بأنك تعلمين أن العلاقة ستنتهى.

أنتِ فى تصورى لا تنقصك الشجاعة لمواجهة خطيبك، بل ينقصك التعاطف مع غيرك وتقدير موقفهم، تمسكك بحبك لطليقك اختيار من المؤكد أنك حُرة فيه تمامًا.. لكن لا بُد أن تتصرفى على هذا الأساس ولا «تستعملى» أحدًا لأغراض غير نزيهة..وهذا تصورى والاختيار الطبيعى من وجهة نظرى.أمّا عن موضوع تقبلك لنفسك، فلا أعتقد أنك ستقدرين عليه قبل استعادتك لقيمتها..الشرف والنزاهة والصدق.

مع حبى..