الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

العاق

أنا فتاة يتيمة الأم والأب.. والأكبر لأخت تصغرنى بعامين وأخ يصغرنى بخمسة أعوام.. منذ أن توفى أبى وأنا أذوق الأمَرّيْن بسبب أخى الذى عاش عاقّا لأمّى وأبى حتى اللحظة الأخيرة لهما فى الحياة.. ولطالما استنفدت جزءًا كبيرًا من صبرى فى إرشاده بكل الطرُق الممكنة.



اختار الأهل الابتعاد بعد وفاة الوالدين، تحت شعار «همّا مش ميتين وسايبينكم صغيرين».. وتوكلت على الله منذ اليوم الأول.. وخضت ميادين كثيرة فى الحياة، كنت لا أعلم عنها شيئًا.. وأصبحت قائدة هذا المركب لا طواعية أو اختيارًا.

يعلم الله وحده كم بذلت صبرًا وجهدًا بسبب ما لاقيته وحدى .. ويعلم الله أننى أحفظه بقلبى وأنى أتيقن من أنه دائمًا موجود، وأنه الحافظ والسميع البصير، والمَدد الوحيد بهذه الحياة، ولكننى- ولكل منّا طاقته- قد فاض بى،  وضقت ذرعًا بأخى،  ولطالما دعوت له، وبذلت من طاقتى كثيرًا فى سبيل تقويمه. 

أعلم أن الله يبتلى فى الولد.. وهذا ما كنت أشد به عضد أبى رحمه الله، حين كان يتحدث معى عن أخى وحاله، وأذكّره بابن نوح وأبناء يعقوب. والحقيقة أنى أريد أن أحيا حياتى بما يرضى الله.. أنا لا أنشد الزواج وفى الوقت ذاته لا أمنع مجيئه، ولكن وجود أخ فاسد مثل أخى يجعل الحياة ثقيلة، لطالما ذكرته بشرع الله، وأن الحق أحق أن يتبع، لكن بلا استجابة.

أصبحت أنفق على المنزل.. وكى لا أشعر بالتضرر أصبحت أنفق بنية الصدقة؛ لأنه رفض أن يتولى نفقتى ..أكرمنى الله بوجود عم غير شقيق لأبى،  وفور علمه وتأكده مما يحدث من أخى قرر الوقوف إلى جوارى، والآن يفتعل أخى الأزمات معى ظلما وعدوانًا لإخراجى من شقتنا، وأشعر أننى فى حرب معه، وهذا مؤلم.. وفى الوقت ذاته أصبحت رغبتى فى الدفاع عن حقى وحق أختى فى الشقة تتهاوَى أمام شر أخى،  ولكننى لا أزال أقاوم، رُغم صبر ينفد، وعمر يجرى دون أن أحياه بسلام. 

عزيزتى ..

أولًا شكرًا على رسالتك، ولكن رُغم شرحك لمدَى عقوق وشر أخيكى الأصغر منك بخمس سنوات، لم تذكرى ولو بكلمة وحيدة ماذا تعنين؟ ماذا يفعل معك؟ ولماذا؟ وكم عمركما؟..  عمومًا بالتغاضى عن أهمية هذه التفاصيل غير المذكورة، سأكتفى بأن أقترح عليكِ إذا كنتِ تعملين أن تبحثى لنفسك وأختك عن سكن إيجار ولا تعطى أخاكى عنوانكما الجديد، لتتقوا شره وترفعى يدك عنه وعن مسئوليتك التى ذكرتِ أنها اضطرارية وبلا داعى.

ربنا معاكى..

مع حبى..