الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الحب الأول

أبلغ من العمر 14 عامًا، شعرت بعاطفة شديدة نحو ابن عمى الذى يكبرنى بـ 5 سنوات، حاولت كثيرًا منع نفسى من التفكير فيه، اهتممت أكثر بعلاقتى مع الله، ومذاكرتى أيضًا، حتى لاحظ أبى وأمى تفوقى الدراسى، ورغم بذلى مجهودًا كبيرًا لإبعاد تفكيرى عن ابن عمى، إلا أننى لا أستطيع إطلاقًا، والأزمة الأكبر أنه لا يشعر بما أكنه له، ولا يبادلنى أى شعور، فما الحل؟



عزيزتى 

الإحساس بالحب شيء جميل ورائع جدُا، وخصوصًا فى هذه الفترة من عمرك بالتحديد، لأنه يكون صافيًا ومليئًا بالأحلام الرائعة، فكل غنوة أو فيلم أو سيرة عن الحب، تنقلك إلى عوالم ساحرة كالجنة..

وعادة يكون الحب الأول من طرف واحد فى فترة بدايات المراهقة، وبوابة الدخول فى مرحلة الشباب المبكر والإحساس بالاستقلالية العاطفية، والبحث عن الشريك الآخر، وغالبًا يكون الطرف الثانى من الأقارب أو الجيران، لأنه ببساطة المحيط الأوسع من البيت والأسرة الصغيرة.

ما قلته هو جزء من الحل فى تصورى.. فالإحساس بالحب شيء جميل ورائع.. لكن ما يفسده هو محاولة تحويله لواقع.. لأنه من طرف واحد، وبالنسبة للطرف الآخر..  لا يمكن أن نقول عليه طرف أصلًا، لأنه لا يشعر تجاهك بالحب.. هو ابن عمك فقط ولا يبادلك نفس الشعور.

لذلك علينا أن نحول هذا الحب لحافز على التفوق.. فى كل شيء وليس الدراسة فقط.. «لأن الحب بيشجع ويقوى ويحلى ويخللى كل حاجة ممكنة».

ببساطة أكثر.. فكرى فى اللى بتحبيه بسعادة لأنه كان سببًا في إحساسك بالحب.. وخلينى أسألك: «لما الإنسان بيحب حتى لو كان الحب من طرفين.. لو طرف غاب لأى ظروف.. هل الحب بيروح مع غيابه ولا بيبقى جوه قلب المحب برضه؟

«حبى لكن حافظى على قلبك.. صونيه علشان هو إللى بيحب وبيسعدك لما بيحب.. بلاش ترميه لأى حد، لأنه اتخلق عزيزًا..  استمتعى بسر ربنا فى الكون اللى خلقه بكل اللى فيه.. السر الأعظم هو الحب.. وسر الحب هو النور.. طول ما إحساسك وحبك فى النور ما فيش ضلمة تقدر عليه.. خليكى قوية.. وعيشى حبك لأنه هدية ربنا ليكِ.. ولا تفرضى أبدًا مشاعرك على أى حد.. الحب الحقيقى هو إنك تصونى قلبك ونفسك وتكونى سعيدة لإنك بتحبى.. وإن شاء الله تشوفى الإنسان اللى ربنا مقدره ليكى ومقدرك له فى الوقت المناسب.. ومن غير استعجال». مع حبى