السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أسئلة حائرة

هناك 3 مشكلات أريد لها حلًا، الأولى بسبب التفكير المفرط فى مواقف الخذلان التى صدمتنا فى حياتنا، ممن شعرنا أنهم أقرب الأقربين ثم هان عليهم كل شيء لأتفه الأسباب، فما طريقة التعافى من الماضى الصعب؟



أما المشكلة الثانية فتخص أسئلة الأطفال حول الدين.. حيث نفاجأ بأسئلة معقدة منهم بداية من عامهم الثانى.. ومنها: أين الله؟.. فى رأيك كيف ومتى نجيب على تلك الأسئلة؟

ثالثًا أعانى من العصبية الشديدة بسبب الحساسية المفرطة، وفى يوم قرأت سورة الكهف، ودعيت ربنا كثيرًا، وكنت فى حالة نفسية جيدة، ولكن حدث موقف بسيط، فتعصبت جدًا، لدرجة إصابتى بحالة هيستيرية، وندمت وقتها، وقلت أن الله يعلم صدق نيتى فى تغيير نفسى، فما علاج هذه العصبية؟

عزيزتى

أولًا: التفكير المفرط سببه ببساطة هو الخوف من حدوث شيء عكس ما تريدينه، وهذا سبب أيضًا للتعاسة الدائمة، لأن الدنيا ستجرى أحيانًا مثلما تريدين، وأحيانًا أخرى عكس رغباتك ونياتك.. لذلك يجب أن يكون لدينا إيمان وتسليم لله، مع السعى لتحقيق ما نريد بيقين التوفيق من الله.

والتفكير فى «جراح الماضي» ومن «جرحونا» و«صدمونا».. هو شفقة على الذات لا تحقق أى هدف، والدليل: هل تفكيرك فى الماضى جعلك أسعد أو أفضل؟.. أتصور العكس.. لأن الماضى مات وإكرام الميت دفنه.

لنبدأ تجربة.. تذكرى الآن كل ما مضى فى حياتك.. المشاكل والأزمات وحتى المصائب التى كنتِ تظنين أنها ستقتلك.. رغم كل هذا ما زلتِ بخير، بل زدت قوة وخبرة.. وهذا إثبات أنك أقوى من أى جرح أو ظرف أو أزمة..  باختصار «أنتِ خلقتِ أقوى من الدنيا.. اعرفى قيمتك وحجمك.. أنتِ السماء... وأفكارك ومخاوفك كأنها السحاب.. فمن يحتوى مَن.. السماء تحتوى السحاب أم العكس؟!

ثانيًا: عندما يسأل طفل: أين الله؟.. يكون الرد: «جواك.. وجوايا.. وجوة كل شىء حى عينك تقع عليه.. يحرس قلبك ودقاته ويلهمك بالخير والابتسام والقوة والرحمة.. هو اللى بيخللى معدتك تهضم أكلك.. والشمس تدفينا.. هو اللى بيلهمك ويعلمك.. وجنتنا ونارنا موجودين جوانا.. لما نغضب ونزعل نكون فى النار.. ولما نضحك ونحب ونساعد ونصدق بنحس إننا فى الجنة.. دى عظمة ربنا إنه جوه قلبنا.. وفى أى شىء موجود».

وعندما يسأل الطفل أسئلة لا تعرفين إجابتها.. قولى إنك لا تعرفين.. لأن «ربنا فى قلبه.. وقلبه دايمًا هيكون دليله.. وأرجوكى لا تخافى.. أطفالك زيك. ربنا اللى خلقهم علشان بيحبهم.. عارفة ليه بيقولوا الأطفال أحباب الله؟ لأنهم ما بيخافوش منه.. بيحبوه بس.. اطمنى».

ثالثًا: العصبية طاقة غضب.. «تقدرى تحجميها أو تفضيها من غير تدمير لحد سواء كان نفسك أو الآخرين.. وسامحينى لو قلت إن عدم القدرة على السيطرة على الشحنات السلبية نوع من الطفولة المتأخرة.. ربنا خلقك علشان أنتِ اللى تعملى وتربى نفسك بأحسن ما تستطيعين ووضع بين أيديك أكبر مسئولية وهى حرية الاختيار.. ويحاسبنا على هذا الأساس»..

«امسكى لجام نفسك وربيها أحسن تربية».. والا ستندمين وستخسرين الكثير.. والمشكلة أننا لا ندرك الخسارة إلا بعد وقت طويل. لذلك آن الأوان أن ننضج ونتصرف على هذا الأساس.

مع حبى