الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الدكتور طلال أبو غزالة :الحلقة الأولى" : تعلمت طفلا أن النجاح قرار فصنعت من "النقمة" "نعمة"

هناك المئات من تعريفات للنجاح.. لكن التعريف الأقرب إلى الواقع هو إدراك الغاية مَهما كانت العَقبات، وهذا معناه أن النجاح مفهومه واحد، وهو تحقيق الهدف مَهما كانت المعوقات، لكن الغاية قد تختلف من شخص لآخر فقط فى نوعها، فقد تكون عينيّة كالحصول على المال أو معنوية كنَيل الاحترام أو حتى الشعور بالسعادة والرضا. بل ذهب البعضُ إلى تعريف النجاح بأنه مقاومة الصعاب وتجاوُز المشاكل والصبر على المكاره، وبما أن النجاحَ عملية مستمرة باستمرار الحياة؛ فإن العَقبات ستستمر، ومن هنا جاءت فكرة «باب انجح»؛ حيث أشارككم كل أسبوع قصص نجاح من جميع دول العالم أبطالها شخصيات نجحت رُغْمَ المعاناة؛ لتصبح صلبة فى مواجهة المعوقات والحرمان والألم، التى أصبحت فيما بعد ذكريات ووقودًا لمزيد من النجاح، لعلها تكون حافزًا ومثالًا حيّا لكل إنسان يظن أن النجاحَ سهل؛ لنؤكدَ لهم أن النجاح والكفاح وجهان لعُملة واحدة.



 

أكثر من مجرد رجل أعمال ناجح وملياردير وشخصية عالمية وأى وصف يمكن أن يُوصف به.. وقصة حياته ليست مجرد قصة ملهمة للنجاح أو حكاية مبهرة فى الصمود أمام أعتى المواقف؛ بل هى أسطورة شخص حدّد قدره ومصيره منذ نعومة أظافره والتى ربما لم تكن كذلك يومًا، فيداه عرفتا العمل منذ كان عمره عشر سنوات وأظافره منذ صغره كانت «مخالب» يفتت بها أى مصاعب فى طريقه ولأنه كريم الطباع لم يبخل على شباب بلده الثانى مصر بأن يروى لهم تجربته وينير لهم الطريق بنصائح قد تُغيِّر حياة بعضهم رأسًا على عقب ليقوم بنشر قصة حياته ونجاحه فى حلقات على صفحات روزاليوسف بعد أن تواصلنا معه من خلال تطبيق زووم.

 

بداية قد لا يعرف الكثيرون أننى من أصول مصرية، فجدى الأكبر سافر مع إبراهيم باشا فى حملة عسكرية إلى فلسطين، ولكنه لم يعد إلى مصر بعد انتهائها، لأنه أحب فلسطين واستقر بها.. وهو أمر أعتز به جدًا، فأنا مواطن عربى أصولى مصرية ووُلدتُ فى فلسطين وعشت فى الأردن والكويت والسعودية.. وقد عشت فى مراحل من حياتى فى مصر كان أولها عقب احتلال صدام حسين للكويت فانتقلت للحياة فى مصر وهى المركز الرئيسى الدولى لنا ولمؤسستنا مبنى فى القرية الذكية.. وهى واحدة من إنجازات تحقَّقت بعد مشوار طويل كانت بدايته عام 1948 فهو العام الذى بدأت فيه مسيرتى بعد أن تحولت من مواطن فلسطينى إلى لاجئ فلسطينى بعد أن أُجبرنا على ترك وطننا، وتم تهجيرنا مجبرين من يافا جارة البحر وبنت البرتقال كما يقال عنها ولم نستطع أن نأخذ معنا أى شىء ووقتها لجأنا إلى قرية فى جنوب لبنان كان أهلها قمة فى حسن الضيافة والكرم وتعلمت فيها الكثير من المبادئ والأخلاق.

وكان أول درس تعلمته هناك وأنا عمرى عشر سنوات أنك لكى تصل إلى ما تريد لا تسلك إلا الطريق الصحيح.. فقد كنت أخرج قبل التوجه للمدرسة الساعة 5 صباحًا، حيث كان علىَّ أن أسير على الأقدام لمدة ساعتين إلى أقرب مدرسة موجودة فى مدينة صيدا، وكان علىَّ قبل أن أذهب أن أحضر الإفطار للعائلة لأن والدى كبير فى السن فكنت أتحمل مسئولية توفير الطعام لأسرتى أبى وأمى وإخوتى.. فكنت أخرج إلى الغابة وأبحث عن شجر التين لأقطف منه، وفى يوم من الأيام فاجأنى رجل ظهر أمامى فجأة وسألنى: ماذا تفعل يا ولد؟ .. فقلت له أحاول أن أحصل على تين لأسرتى ليفطروا به، وكنت أيضًا أبحث عن زعتر برى لكى نصنع خبز الزعتر مع التين وهذا هو إفطارنا وطعامنا، فقال: لكن هذا التين البرى ليس جيدًا، إنه من نوعية رديئة.. لكن يوجد خلف هذا السياج أشجار تين أكثر جودة وثمارها شهيّة، فقلت له لا أستطيع أن آخذ منها لأن وجودها داخل سياج يعنى أنها ملك أحدهم، وبالتالى الحصول على ثمارها هو سرقة وأنا لا أسرق ولا أطعم أهلى من الحرام فقال لى:.. وأنا صاحب هذه الحديقة وآمرك بأن تأتى كل يوم لتأخذ ما تشاء وإلا سوف أشكوك لأبيك ليعاقبك.. فتعلمت أن البحث عن الحلال هو أحسن طريق للرزق.

الدرس الثانى تعلمته من قدرى الذى اضطرنى إلى السير إلى المدرسة يوميًا ساعتين فى الذهاب وساعتين فى الإياب، إذا ما نظرت إلى الأمر من وجهة نظر أى طفل طبيعى أن يقول إن هذا ظلم لماذا يذهب غيرى إلى المدرسة فى سيارة وأنا أعانى كل هذه المعاناة؟ لكن على العكس أنا أشكر ربى من وقتها إلى الآن أنى كنت أقوم بذلك.. فأبسط شىء ينصح به الأطباء للإبقاء على الجسد فى صحة وعافية هو المشى نصف ساعة كل يوم، أما أنا فكنت أسير 4 ساعات يوميًا ذهابًا وإيابًا.. كنت أسير وأقول سبحان الله ما أكرمه جعل لى رجلين تستطيعان أن تحملانى فى هذه الرحلة فأحمد لله وأستنشق الهواء الطبيعى.. كنت أنظر دائمًا للموضوع من الجانب الإيجابى، فيستطيع الإنسان أن يرى الأشياء بأى طريقة يريدها؛ فإما أن يراها جميلة فيصبح هو جميلاً وسعيدًا، أو لا يعجبه شىء فى الدنيا، فهذا ذنبه وعليه أن يدفع ثمن ذلك.

لذلك عندما أسمع شخصًا يقول أنا لا أجد إلا طعامًا معينًا أعيش عليه باستمرار، أقول له هذه نعمة، أنا لم أكن أجد حتى ما أُطعم به أسرتى، وكنت عندما آكل حبة التين أشعر أننى أكلت وجبة فاخرة ودسمة لأن الرضا قرار والسعادة قرار فلم يخلق الله إنسانًا ليكون سعيدًا فقط وآخر ليكون تعيسًا فقط، وإنما تركه ليختار، فمنا من يختار السعادة والمحبة والقناعة ومنا من لا يكفيه شىء ولا يسعده شىء وهذا مسكين نشفق عليه.

لم تكن صعوبة الأمر فى مقدار المسافة التى أسيرها للمدرسة يوميًا، فهناك عوامل أخرى زادت من صعوبة الاختبار، فعندما كنت أسير إلى المدرسة جاء فصل الشتاء ولم يكن لدىَّ ملابس شتوية، فكانت أمى تصنع لى «جاكت» شتويًا من البطاطين القديمة، وبالإضافة إلى هذا الاختراع اكتشفت أن أفضل دفاية هى أوراق الصحف التى كنت أقوم بلف جسدى بها أسفل ملابسى ولم أدرك أنها سلاح ذو حدين فى فصل الشتاء، ففى يوم ممطر وصلت إلى المدرسة وأنا متشبع بالماء بعد أن سرت تحت الأمطار الغزيرة لمدة ساعتين وتشبَّعت ملابسى ومن تحتها أوراق الصحف بالماء، فدخلت الفصل والماء يتساقط منى فضحك علىَّ الأطفال بالصف بسبب منظرى وهيئتى فالتزمت الصمت.

وفى اليوم الثانى يبدو أن هناك من أخبرهم بأن زميلكم الذى سخرتم منه بالأمس هو مقاتل ونموذج فى الكفاح، وروى لهم قصتى وأننى أسير ساعتين على الأقدام لكى أصل للصف، ونبهًٍَّهم أن هذا أمر يستحق الاحترام والتقدير، وفى اليوم الذى يليه وصلت المدرسة ودخلت الصف لأجد الزملاء قد اصطفوا على الجانبين وبمجرد وصولى صفقوا لى بشدة ومررت بينهم فى ممر شرف.

وقتها تعودت وتعلمت ألا أرد الإساءة إلى أحد وتعلمت أن أبحث عن الأكثر فائدة وليس الأجمل شكلاً، ربما يختار البعض الشكل الخارجى ذا المظهر الجذاب، ولكن لا فائدة منه فهم كانوا يرتدون ملابس جميلة الشكل، لكن لا يشعرون بالدفء، ولكن أنا اخترت الشىء المفيد حتى لو كان سيجلب علىَّ السخرية من الآخرين فكان الشعور بالدفء هو الأهم بالنسبة لى من مظهر الوسيلة التى تسبب ذلك.. فدائمًا كان تفكيرى إيجابيًا، وهذا الجانب فى شخصيتى ساعدنى كثيرًا فى النجاح.

لم يكن لدىَّ فى يوم من الأيام ليرة أو جنيه أو دولار أدفعه فى الدراسة، ولم أدفع قرشًا فى أى مرحلة من مراحل التعليم من عام 1948 إلى 1960 سنة تخرجى لأننى كنت دائما متفوقًا فى الصف.

وأذكر أننى بعد أن أنهيت التعليم الأساسى فى صيدا كنت أريد الالتحاق بالتعليم الثانوى، ولم يكن على مقربة منا أى مدرسة ثانوية إلا فى بيروت كان فى جمعية الله يجزيها خير اسمها المقاصد الإسلامية تضم عددًا من المدارس والمعاهد والكليات وجامعة، فقدمت طلبًا وعند مرحلة دفع الرسوم قلت للموظف: لا أملك أى مال لدفع الرسوم، فمزق الأوراق وقال لى: وهل تسمع عن مدرسة تسمح بالالتحاق بها بدون رسوم؟ فى هذه اللحظة قد تكون نهاية شخص آخر، لكن ليس أنا.. فبحثت عن المسئول عن هذه المؤسسة وعرفت أن اسمه «محمد سلام» وذهبت إليه فى منزله وطلبت مقابلته فاستقبلنى بالباب وسألنى: خير ماذا تريد؟ فاستأذنته فى الدخول وبدأت أتحدث بجدية وحكيت له ما حدث، وطلبت منه أن يمنحنى فرصة لفصل دراسى واحد فقط إذا لم أكن الأول على الدفعة كلها وفى كل المواد وأن أحرز الدرجات النهائية وإن لم أحقق بندًا من اتفاقنا فليطردنى من الدراسة، لكن أتممت اتفاقنا فلأكمل دراستى على كفالة المدرسة فوافق ومنحنى الفرصة وكتب على الطلب يقبل الطالب طلال أبوغزالة على حسابى لفصل واحد، على أن يكون الأول فى نهاية الفصل وأرفق الشرط بتأشيرته وطوال سنوات الدراسة كنت الأول دائمًا.

وأثناء دراستى الثانوية كنت أفكر كيف سأكمل الدراسة الجامعية ولا أملك تكاليفها فعرفت أن الجامعة الأمريكية فى بيروت تعطى منحة مجانية كاملة.. فقط منحة واحدة وشرطها معروف أن تكون الأول على لبنان كلها.. وهو أمر بسيط طالما عرفت المطلوب فعلىَّ أن أحققه، وحققته وحصلت على المنحة وتخرجت فى الجامعة الأمريكية حققت حلمى.. درست وتخرجت فى أعرق الجامعات، ولم أكلف والدى قرشًا واحدًا .. حتى تعلُّم اللغة الإنجليزية علمت نفسى بنفسى وتعلمت الأصعب من التحدث وهو الترجمة وشهادتى من الجامعة الأمريكية مكتوب بها أنى اجتزت امتحان القبول بالإعفاء لأن مستواى فى اللغتين العربية والإنجليزية كان أعلى من مستوى دفعتى.

واستفدت بأن أذهب للعمل فى فترة الإعفاء من الدراسة طوال فترة الدراسة الجامعية كنت أعمل وكانت نعمة من الله أنى كنت مضطرًا أن أعمل أثناء الدراسة، وقمت بتدريس شكسبير لطلبة ثانوى وأنا طالب جامعى، ولكن أيضًا عملت بسوق الخضار وكنت أبيع الآيس كريم وأتجول حاملاً صندوقًا على ظهرى.

كبير العائلة!

الحياة قرار، أنا لما قررت أن أمشى للمدرسة 4 ساعات وعمرى عشر سنوات وحتى 14 سنة لم يكن أى من إخوتى يريد أن يستيقظ من 5 صباحًا أو يسير كل المشوار ليدرس ولا أقول إنى أفضل منهم، كلهم أحبهم وكلهم أفضل منى، لكن هذا كان قرارهم ولا ألوم عليهم أو أعيبهم به.

لكن قراراتى ونجاحى مبكرًا كان سببًا فى أن أتولى أول مسئولية فى حياتى وكانت الأهم بالنسبة لى، وكان عمرى وقتها 17 سنة ووالدى رجل كبير - والدى عاش 107 سنوات ومات وهو لم يستعمل عصا ليتكئ عليها - فى يوم قال لى: أخوك الذى يعمل مدرسًا لا أراه منذ أسبوع فاطمئن عليه وطمنى وكان أخى هذا يكبرنى بعشر سنوات وعرفت منه أنه طرد من العمل بالمدرسة لأنه يذهب للعمل متأخرًا كل يوم فأقنعته أن أذهب معه للمدرسه لنحاول أن نستسمحهم لإعادته للعمل، ورغم عدم اقتناعه جاء معى ودخلنا لمدير المدرسة وتكلمت معه بجدية وقلت إن هذا الرجل يعيلنا ويعترف أنه قد أخطأ وأستسمحك أن تعيده للعمل على (كفالتى) وتعطيه فرصة جديدة وأعدك أن يداوم قبل الصف وإذا تأخر يومًا واحدًا عاقبه كما تريد فنظر إلىَّ المدير وهو مندهش وقال لى: أنت تريد أن تكفله هو وأنت الصغير وهو الكبير فقلت له: جرب لمدة شهر فقط وسيكون حضوره مبكرًا مسئوليتى الشخصية فضحك ووافق وكنت سبب عودته للعمل.

والتزمت بإيقاظه يوميًا والتأكد من ذهابه للعمل، وقتها كان عمرى 17 عامًا وكان لدى 7 إخوة أكبر منى فقال لى والدى: أنا رجل كبير والآن انتهى دورى ولا أستطيع تحمل مسئولية إخوتك أنت اليوم الولىّ على هذا المنزل، وجمعهم وقال لهم: هذا أبوكم وأنا أوكلت له أن يكون هو والدكم، والجميل أن الكل رحبوا وبسعادة لأنهم يستطيعون التفاهم معى وحصلت على محبتهم وأصبحت وعمرى 17 عامًا مسئولًا عن 17 شخصًا وهى نعمة من الله لأن كل مشكلة ومسئولية هى فرصة للنجاح.     

تسلق قمة جديدة!

إذا كان التخرج فى الجامعة الأمريكية هو بمثابة الوصول إلى قمة جبل المسيرة التعليمية ورفع رايتى عليه، إلا أنه كان فى الوقت  نفسه سفح جبل جديد كان علىَّ أن أبدأ فورًا بمغامرة تسلقه للوصل إلى قمته وهو سوق العمل والمسيرة المهنية فقد بدأت العمل بعد تخرجى فى شركة من عام 1960 كمدقق حسابات إلى عام 1972، حيث قررت ترك الوظيفة وحاولت تأسيس مكتبى الخاص ولم يكن لدىّ أى أموال لاستئجار مكان أو تأسيسه، وكالعادة لم أجدها مشكلة، فكان لدىّ سيارة قررت أن أستعمل صندوقها الخلفى (شنطة السيارة) كمكتب، لكن المشكلة الأكبر أننى عندما استقلت من عملى بالشركة قام بعض زملائى بالاستقالة ورحلوا معى إيمانًا بى وبأننا سنحقق النجاح بالعمل الخاص فكان صندوق السيارة مكتبنا والرصيف غرفة اجتماعتنا.

وأثناء اجتماعنا لتوزيع العمل بيننا جاء رجل محترم ((كان اسمه عبدالعزيز الشخاشيخ من الكويت رحمة الله عليه)) سأل: ماذا تفعلون؟ قلت له: نعقد اجتماعًا لتوزيع أعباء العمل بيننا فنظر إلينا وقال: أى اجتماع وأى عمل هذا على الرصيف وفى الطريق العام؟ فقلت له: هذا صندوق السيارة هو مكتبنا والرصيف غرفة اجتماعاتنا، وقلت له: نحن نجتمع هنا كل يوم صباحًا فقط وإذا كان تجمعنا هنا يضايقك نستطيع أن نذهب إلى مكان آخر .. فقال: لا، لا يضايقنى وجودكم لكن أسأل لماذا تقفون فى الشارع وأنا عندى مكتب خالٍ؟ .. يجب أن تنتقلوا إليه الآن.. وهذا المبنى لى.. فقلت له: لا نملك أن ندفع لك الإيجار فسألنى غاضبًا: وهل طلبت منكم إيجارًا؟ ((أنت فقط اشتغل وانجح وعندما تكسب أموالاً ادفع لى)).

فقلت له: ربما لا نحقق النجاح ولا نستطيع أن نسدد لك حق الإيجار؟! فقال: لا يمكن شخص مثلك يقف على الرصيف ليعمل لابُدّ أن ينجح عندى ثقة فيك، وسوف أكون أول عميل لك وأكلفك بتدقيق جميع حساباتى لأدعمك.. وهكذا بدأنا.

(يتبع)