الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

محمود بطل الـ 47 معركة

فى كل مَرَة وفى كل مَقال هنتكَلّم فيها مع بعض عن لحظة سعادة، ممكن تكون اللحظة دى فيها سعادة لكل إللى حواليك، وتكون لحظة حُزن ليك أنت شخصيّا، والعكس كمان ممكن يحصل تكون لحظة سعادة ليك وتكون لحظة حُزن لكل إللى حواليك.. لحظات سعادة كتير هَنتكَلّم عنها بتحصل لناس كتير، سواء لحظة سعادة بالنصر أو لحظة سعادة بوظيفة كان صعب قوى تتحقق، لحظة سعادة بمنصب مستحيل أو لحظة سعادة للشفاء من مرض صعب جدّا الشفاء منه.



 

كل أسبوع هَنتكَلّم عن لحظات كتير واللى هيجمع كل اللحظات دى أنها هتكون لحظات إيجابية دائمًا أبدًا هحاول أخلّى فيها أن نهاركم يبقى سعيد ويومكم بيضحك ..

حتى لو الموضوع ميخصّكش من قريب أو بعيد بس هيكون فيه لحظة سعادة. 

لحظات كتير مرّت على صاحب مقالة النّهَاردَه هو وأمّه وأبوه وأخوه التوأم.

لحظات كل ما آجى أوصفها أفكّر مرتين أكتب كده ولّا مكتبش كده، عايز أكتب لأن «محمود سامح عثمان» يستحق أكتر لحد ما افتكرت رباعية من رباعيات صلاح چاهين إللى بيقول فيها:

‎يأسك وصبرك بين إيديك وأنت حر

‎تيأس ما تيأس الحياة راح تمُر

‎أنا دُقت من ده ومن ده وعجبى لقيت

‎الصبر مُر وبرضه اليأس مُر 

بس صاحب قصة النّهَاردَه حول مرارة أيامه ويأسه إلى قصة تتحكى ويتحاكى بها..

قصة ممكن لو استمرت بنفس الطاقة والعزيمة يصبح «محمود» فى مكان تانى خالص.

خلينى أحكيلكم القصة من أولها.. على باب غرفة العمليات وقف الأب يستقبل ولادة التوأم (محمود ومحمد) بسم الله ما شاء الله طفلين شكلهم حلو وشعرهم أسود وناعم، وكانت لحظة سعادة ما بعدها سعادة لما كمان الأب أطمن على الأم وروَّحُوا بيتهم.

ومرّت لحظات السعادة عليهم سريعًا جدّا لحد ما دخل (محمد ومحمود) المدرسة، وفى (كى چى ١) بدأ محمود يشتكى من وجَع فى رجليه وراحوا بيه للدكتور قال لازم إشاعة.

وهنا كانت أسوأ لحظة فى حياة هذه الأسرة السعيدة.. محمود عنده ورم فى العضم فى رجله الشمال وتم تحليل الورم والتأكد أنه ورم خبيث فى العضم.. عضم طفل عنده 5 سنين.

وبدأ المرض اللعين ينهش فى عضم محمود، وأقعده وخلّاه يروح المدرسة على كرسى متحرك، ودى كانت لحظة أخرى صعبة فى حياته هو وأهله لما شافوا ابنهم إللى المفروض يكون بيجرى ويلعب قاعد على كرسى.. بس المدرسة كان لها دور فى الدعم النفسى للطفل ده فى نفس الوقت إللى كان فى أطفال بيتجنّبوا أنهم يلعبوا مع محمود أو حتى يقربوا منه، وقرر محمود يسيب الكرسى المتحرك إللى لازمه سنة، وقرر يحاول يمشى بعكاز علشان يثبت لنفسه أنه أقوى من أى مرض، وعرف محمود يكمّل بالعكاز وبدأ رحلة العلاج مع مستشفى 57357 إللى على كلام الأم بتقول ربنا يسترهم ويقويهم عملوا مع محمود إللى ميتعملش بدون أخد مليم واحد.

وبدأت رحلة علاج محمود بالأمل فى الشفاء وعمل أول عملية فى رجله لإزالة جزء من الورم، ثم العملية التانية والتالتة والرابعة ثم العملية الخامسة..... والعملية العاشرة

والعملية رقم 20 والعملية الـ 30.. 

لحد ما وصل عدد عمليات محمود إلى 45 عملية فى محاولات مضنية للدكاترة أنهم ينقذوا رجل محمود، لكن المرض اللعين كان مصمم أنه يلازم محمود ووصل محمود إلى سن 11 سنة وكان عاش الست سنين من إصابته بالمرض ولحد 11 سنه ما بين العمليات والكيماوى.

وهنا بدأ الأطباء إقناع عائلة محمود أنهم لازم علشان ينهوا مأسات محمود أنهم يتخلصوا من ساقه؛ لأنها أصبحت بلا عضم واتركّب فيها شرايح ومسامير كتير ولن تتحمل أى خَبطة بسيطة وهاتتكسر. 

وكانت مامة محمود وباباه وحتى أخوه التوأم ومحمود رافضين تمامًا بَتر الرِّجْل، وهنا ظهر صديق جديد لمحمود فى إحدى زياراته للمستشفى وهو الفنان أحمد فلوكس إللى عرف قصة محمود وقعد معاه مرّات عديدة وعرف يقنع محمود أنه الأفضل ليه أنه يتخلص من رجله، وفعلًا العملية رقم 45 كانت نهاية المرض اللعين من رجل محمود ولكن لسّه برضه محتاج عمليتين تنضيف علشان يوصل محمود الـ 47 عملية ويبدأ حياة جديده بلا آلام مع الاعتراف بدور المستشفى معاه فى خلال رحلة علاجه أنهم وصلوا بمحمود لبَر الأمان بدون مقابل.

وبدأ الدعم النفسى من المستشفى ومن أهل محمود ومن أصحابه فى المدرسة لما عرفوا أن محمود خلاص مش هيغيب تانى من المدرسة علشان بيعمل عملية لأن دى بإذن الله هتكون آخر عملية، وبالمناسبة عملية محمود مكنتش عملية عادية، هى عملية القَدم المقلوب، يعنى تم استبدال فخد محمود بساقه ولف الساق لتصبح السمانة هى الفخد الأمامى وكعب الرّجْل هو الركبة التى يتم تركيب الجهاز بها، وراح محمود مدرسته بيمشى على رجْله بعد ما ادّرَّب على المشى بالرجْل الصناعية (أو الجهاز) على رأى محمود بيقولى اسمه الجهاز .

لكن علشان الحياة فيها الحلو وفيها الوحش ناس كتير اتبسطوا بمحمود بس فى زملاء لمحمود كانوا بيتنمروا عليه وبيقولولوا لما تبقى كامل زينا تعال ألعب معانا، وكمان كانوا بيقولوا له يا أبو رجْل حديد.

بس علشان محمود قوى ومتسامح وراضى بقضاء ربنا كان مبيردش عليهم وقالى فى ناس من إللى كانت بتقولى كده خلاص بقوا أصحابى وبنلعب مع بعض عادى.

كمّ الرضا إللى عند محمود ومامته ممكن يكفى كوكب الأرض كله.

عارفين محمود شاطر فى المدرسة وبإذن الله هيتشطر أكتر.

واختار رياضة جميلة يلعبها أنه يركب خيل وبيقعد على الحصان بالجهاز ومحمود نفسه يكون أصغر لاعب بجهاز فى رجله يكسب بطولة فروسية وهو بيدرب على كده وعارف أنه هينجح، ما هو نجح قبل كده كتير كفايه نجاحه لما اتغلّب على السرطان.

محمود أنا أخدته معايا على مهرجان القاهرة علشان يثبت للعالم كله أنه شخص قوى، وقد كان، ودى كانت من أحلى لحظات حياة محمود إنه يمشى على السجادة الحمرة ويتصوّر مع النجوم.

وبالمناسبة محمود بيحب التمثيل جدّا وعايز يبقى ممثل وطلع فى إعلانات كتير ولسّه هيطلع فى إعلانات أكتر.

ولو كان محمود مبسوط أنه مشى على السجادة الحمراء، ودى كانت لحظة حلوة بالنسبة له، فأنا بقولك يا محمود دى كانت لحظة بالنسبة ليّا ملهمة فى القوى والرضا والصبر وحب الحياة وبقولك يا حودة نهارك سعيد ويومك بيضحك..

وبقول لكل إللى قرا قصة محمود «نهاركم سعيد ويومكم بيضحك».