الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

طارق الشناوي يحاور الفلاح الفصيح وحيد حامد (2):الكاتب الكبير وحيد حامد: أعمالى عبـَّرت عن «صوت الوطن» فى كل العهود

إنه أكبر من أن نُطلق عليه صفة كاتب كبير أو سيناريست كبير أو مفكر كبير، أو مناضل كبير، أو إنسان كبير.. كل هذه الصفات وغيرها تجسَّدت فى «وحيد حامد»، أصبح يكفينا وزيادة أن نقول «وحيد حامد» حتى نكتشف حضور قيم الحق والخير والجمال، أحب السينما فأحبته السينما، أحب الناس فأحبه الناس، أحب الله فحبب الله فيه خَلقه.



 

 قبل أن نتحدث عن «عاطف الطيب» نرجع لأول فيلم (طائر الليل الحزين) عندما جاء لك المنتج «مخلص شافعى» وقال لك: حنعمله وأنت أصريت تكتب السيناريو؟

- أعطانى شهرًا، كان المُخرج «يحيى العلمى» وكنت وقتها لا أعرف شكله لأننى لم أقابله، فى هذه الفترة كنت ساكن مع «كرم النجار» فأصبت بنزلة رئوية والشهر الذى أعطاه لى «مخلص الشافعى» قرّب ينتهى، لكن قبل نهايته بأيام قلائل نزلت على كافيتريا اسمها «أزدرادو» بجوار البيت فى ميدان روكسى، جلست فيها حتى أغلقت أبوابها، كنت كتبت 100 ورقة، أريد أن أوفى بكلمتى، وذهبت بها للمنتج وقلت لأستاذ مخلص: هذا هو السيناريو وإن شاء الله أجيب الباقى بكره، وكان فرحان جدّا إنى قدرت أخلص 100 ورقة، وفى اليوم التالى ذهبت له بباقى السيناريو، ووقتها كنت لا أعرف «يحيى العلمى» ولا «محمود مرسى»، لكن رأيت فى المكتب «عادل أدهم» نظر إلىَّ وقال لى: «شوف، عادة عندما أقرأ أى سيناريو بيكون بجوارى قلم رصاص أكتب ملاحظاتى. أنت السيناريو بتاعك لم أستعمل فيه القلم الرصاص». أجرى كان 1500 جنيه، كان الكبار وقتها بياخدوا 3 آلاف، وجاء «محمود مرسى» قال: يا «مخلص أنت أديت المؤلف، ده كام؟»، فرد قال له: «خد حقه وزيادة وأكرمناه»، فسأله: «يعنى أخذ كام؟»، قال له: «1500»، فرد محمود مرسى قال: «لأ لازم يزيد 1000».

الفيلم حصل لى صدمة وأنا أشاهده كان ماشى كويس، كويس كويس، وفجأة النهاية تغيرت وجدت ثورة التصحيح، فى النهاية، عشان الرقابة توافق عليه، أنا لم أكتب ذلك، اتضح أن المنتج كان لازم يضع فى الأحداث ثورة تصحيح، ولهذا أصبحت أركز أكثر فى التعاقدات أشترط ألا يغير أحد شيئًا مما هو فى السيناريو.

 ماذا عن الخطوة الثانية بعد (طائر الليل الحزين)؟

- أفتكر (غريب فى بيتى) أو فيلم (فتوات بولاق)، وهذا الأخير عن قصة فى (حكايات حارتنا) للأستاذ نجيب محفوظ وأنا كنت مسميها فى السيناريو (طائر الحب الأزرق)، حتى إنه الله يرحمه «سامى السلامونى» قال لى: ايه الاسم الوحِش اللى أنت كاتبه ده، المنتج «جمال التابعى»، وأنا بصيت لقيت (فتوات بولاق) وإنهم بيصوروا معارك فى الاستوديو وناس بتضرب بالنبابيت وأنا ليس لى علاقة بهذه المسألة.

«نجيب محفوظ» الله يرحمه قال: الفيلم كل يوم بيجيب زكائب فلوس، يمكن «جمال التابعى» فى تاريخه الإنتاجى لم يكسب مثلما كسب من (فتوات بولاق)، لكن المحطة الأساسية كانت (غريب فى بيتى) غيرت المسار.

 وكان هذا بداية علاقتك بسمير سيف؟

- أه، أول فيلم أخرجه لى، كنت لا أعرفه كشخص لكن أعرفه كمخرج، كان الفيلم اسمه فى البداية (تعيش الطيور أزواجًا)، عندما وجدت أنهم اختاروا سمير سيف ليقوم بالإخراج فرحت جدًا. أتعرف أننى من اخترت اسم الفيلم (غريب فى بيتى) كنت سميته أعتقد (رجل فى فراشى)، وبالصدفة كنت فى مكتب المنتج «واصف فايز» آخذ رأيه فى تحقيق صحفى عن السينما، فكانت وقتها الرقابة معترضة على اسم (رجل فى فراشى) فقلت له: خليه (غريب فى بيتى) أعجبه العنوان.

 وكان كابتن «محمود الخطيب» هو المرشح الأول لبطولة الفيلم قبل «نور الشريف»؟

- «عادل إمام» كان أول ترشيح ثم الخطيب ثم نور الشريف، عادل رفض الفيلم وكان عنده حق لأنه كان عمل دور لاعب كرة فى (الحريف) فكان لا يريد أن يكرر نفس الشىء، والخطيب رفض، لكن سعاد حسنى كانت ثابتة، والفيلم كانت فيه حاجة طريفة جدّا كان مكتوب على إنه بيتصور فى النادى الأهلى، لكن اختلفوا على أجر التصوير فى اليوم.

 رغم إن نور الشريف زملكاوى؟

- ضحك «وحيد» قائلًا: لو كانت الحكاية كملت كان هيبقى أهلاوى، لكن روحنا الزمالك، وقتها «واصف فايز» كان بيلطم، لأن أغلب المصريين أهلاوية، ورغم ذلك الفيلم نجح جدًا، إزاى شحاتة أبوكف يجيب 6 أجوال فى الأهلى؟!

فيه مرحلة مهمة جدّا ألا وهى ماذا صنعت؟ من بعد (طائر الليل الحزين) مباشرة بدأت أوسع دائرة معرفتى الثقافية السينمائية وأهتم بها.

 لأن دائرتك إذاعية؟

- الدائرة الأساسية كانت مسرح، فكان لا بُد أن أملك مفاتيح السينما أيضًا، لحُسن الحظ كان مهرجان القاهرة فى بداياته أيام «كمال الملاخ» فى عنفوانه. أنا كنت عرفت طريقى للمهرجانات، كنت أذهب مهرجان «كان» وأشوف الدنيا شكلها إيه وأتعلم، مثلًا فترة مهرجان «كان» أنا كنت أشاهد خمسة أفلام فى اليوم وساعات ستة، لم أكن أذهب للمهرجانات «عياقة» ولا أجلس على القهاوى، الساعة 8 صباحًا كنت أول واحد لأنى كنت عايز أتعلم، وهذا ساعدنى كثيرًا، صحيح عندنا إمكانيات ضعيفة جدّا إنما فيه حاجات مشتركة مهمة جدّا مثل الفكرة نفسها، والنقلة من مشهد إلى مشهد، التجديد فى كتابة السيناريو. فيه حاجة مهمة جدّا أنا تأثرت كثيرًا بالسينما الإيطالية، ولذلك كان الإيطاليون يؤجرون قاعة فى السينما أثناء مهرجان «كان» يعرضون أفلامهم فقط، وأنا كنت مدمن هذه القاعة، كانت فى سينما «أوليمبيا»، الإيطاليون روحهم قريبة منا وتكاد تكون ثقافتنا واحدة، فيه أفلام تحس لو نقلت الحارة المصرية لإيطاليا هيتكلموا إيطالى فقط، إنما نفس الثقافة، لذلك تأثرت بها كثيرًا، أيضًا فيه شىء مهم جدّا أنا أطلقت على فترة جيلنا «فترة المجتهدين» سواء فى الكتابة أو الإخراج أو التصوير، كنت تلاقى الكل مشتعل حماسًا وعاطفةً، عاطف الطيب ومحمد خان وداوود وسمير سيف وحسين كمال وشريف عرفة بعد ذلك، وفى التصوير محسن نصر وسعيد شيمى ومحسن أحمد وطارق التلمسانى، وفى التأليف بشير الديك ووحيد حامد ومحمود أبوزيد ومحسن زايد. محسن زايد أنا أعتقد أنه أفضل واحد فى جيله فى كتّاب السيناريو.

 تقصد فى جيلك؟

- محسن زايد فى جيلى كان هو الأفضل، لو رتبتهم أضع محسن فى المقدمة.

 كان يعرف رأيك فيه؟

- الله أعلم، ولكن قناعتى هى أن محسن أكثرنا موهبة. 

 وماذا عن رأفت الميهى؟ 

- ده أستاذنا كلنا. له تصنيف لوحده، محسن زايد يليه بخطوة زمنية إنما رأفت، أصله ليس من جيلنا ولذلك لم أحسبه، كان فيه كاتب أيضًا مهم جدّا اسمه «صبرى عزت» اللى عمل (اللص والكلاب) و(ملاك وشيطان)، أيضًا الأستاذ «عبدالحى أديب» و«بهجت قمر»، و«أحمد عبدالوهاب».

 ألم تغضب عندما يؤرخ للمسرح ولا تجد اسمك إنما تجده سينما فقط؟

- كاتب المسرح لا يقل عن الكاتب السينمائى فى شىء. أفتكر أننى أخذت مكانى مع كتاب السينما، فى النهاية أنت ترى النجاح فى غيرك، الله يرحمه «لينين الرملى» كان متولى الجزء الخاص بالمسرح وكان نفس جيلى وكان مناضلًا، فهو حقق فى المسرح ما تمنيت أن أحققه أنا، لكن أنا وجدت نفسى فى حتة تانية، عارف مهنة البناء تجدها متعددة فيه اللى بيصنع قالب الطوب والمبيض والمُمَحّر، لكن أنت اختار سكتك، عندما وجدت نفسى ذهبت للسينما بدأت أنمّيها وأشتغل على نفسى فى تلك السكة، لقيت كتَاب حلو عن السينما أقرأه. ولولا أننى لا أستطيع السفر الآن لأن الحركة بالنسبة لى صارت أكثر صعوبة لكنت كل عام فى «كان».

 الدكتور رفيق الصبان كان ضمن دائرة كبار كتاب السيناريو، لماذا أغفلناه؟

- لم أعرف قيمة «رفيق الصبان» إلا متأخرًا، إنما «رفيق» له فضل كبير جدّا على السينما المصرية عمومًا كناقد وكأستاذ فى المعهد، أنا متأكد أنه كان أحد أفضل اثنين فى المعهد هو وسمير سيف، كانوا أكثر إخلاصًا وعندما تعاملت مع «رفيق» كان كاتب سيناريو، كان منصفًا وعندما يكتب نقدًا عادة بيكون بنّاء، وكان يوسف فرنسيس وأحمد صالح كان نفس طريقة رفيق، وكان أحمد صالح مساندًا كبيرًا جدّا لأعمالى يكتب فى أوسع الجرائد انتشارًا وكان داعمًا حقيقيًا.

 أيضًا رءوف توفيق؟

- «رءوف توفيق» هو ميزان الذهب، فى تقييمه، أيضًا هو أول من شجعنى أن أسافر مهرجان «كان» لأنه يسافر (كان) يحكى تجربته من خلال كتب، ينشرها على صفحات «مجلة صباح الخير»، ثم بعد ذلك يجمعها فى كتاب، فكان حافزًا بالنسبة لى، أول سنة أسافر فيها مهرجان «كان» لها قصة حزينة شوية، جواز سفرى بالفلوس وكل حاجة ضاعت، كنت فى طريقى إلى المطار وقلت أشترى جرائد لأقرأها فى الطائرة، فنسيت محفظتى بكل شىء، ورجعت لبائع الجرائد ولم أجدها فذهبت إلى البيت، قضيت يومًا صعبًا جدًا، «كابوس».

 أتذكر أنك قلت لى مرّة إنك حدث لك شىء مشابه وألقيت فلوسك بالخطأ فى سلة المهملات؟

- وقتها جاء لى كل المصريين يواسونى، الله يرحمه «سمير فريد»، كلنا كنا غاويين نأخذ المطبوعات، فأنا كنت بآخذ كل المطبوعات سواء الخاصة بالمهرجان أو مطبوعات الشركات، وفى الآخر أفرز ما الذى أريده وما لا أريده أرميه، فوجدت نفسى ألقى بكيس الفلوس، الله يرحمه «رفيق» عندما علم بهذه الحكاية ضحك وحكى حكاية لطيفة جدّا قال إن سفيرنا فى كندا عندما نقل، وعندما كانت زوجته تأخذ متعلقاتهم ومجوهراتها وضعتها فى علبة أحذية ورمتها فى الزبالة، ولأنه سفير راحوا مقالب الزبالة فى كندا.. المهم إنهم وجدوها، فأنا ابتسمت وقلت له: أنا سبقت بتوع كندا.. فقال لى: كيف؟ قلت له أنا عملت الحكاية دى فى فيلم (آخر الرجال المحترمين)، الله يرحمهم، سمير فريد كان يبحث معى عن النقود فى الغرفة، لكن أيامها كان فيه الكروت (الفيزا) فقدرت أدفع الفلوس وأتعامل بشكل طبيعى، أنت تعرف جيدًا يا طارق الفندق الذى أكون فيه كل عام.

 طبعًا، وأعرف الغرفة والبلكونة؟

- أنا علاقتى بالمكان واحدة ليس شرطًا شياكته.

 آه لأنه كان فندق 3 نجمات أظن اسمه «أميريتيه» كان نفس الشارع الذى أمشى عن طريقه لدار عرض المهرجان؟

- آه.. كان اسمه «أميريتيه»، أنا مرتبط بالمكان، وكنت لا أغير الغرفة أيضًا.

 كان فيه تجربتين؛ واحدة لم تكتمل والأخرى اكتملت، وأغضبتك واحدة مع «على بدرخان» والثانية مع «سعيد مرزوق»؟

- الأستاذ «على بدرخان» كان (رغبة متوحشة) هى رواية عالمية.

 نعم هى مسرحية (جزيرة الماعز)؟

- نعم، وأنا تحدثت فيها مع المنتج «حسين القلا» وكان لى تصور ورؤية، وكتبت لها السيناريو، بناء على ذلك.

 هل تكتب القصة ثم المعالجة؟

- لا، أنا أكتب السيناريو مباشرة، منذ بداياتى، إنما المعالجة أشعر كأننى مقيد وماشى على شريط سكة حديد لا تساعد على الخيال والإبداع أو إنك تغير فكرك.

 ولا حتى القصة، وهو أمر طبيعى عند أى كاتب فى الدنيا يبدأ بقصة؟ 

- فى خطوط عامة داخل ذهنى أنا غير مؤمن أن أسجلها على الورق، فأكتب السيناريو مباشرة. كتبت السيناريو وسألوا من الذى يقوم بالإخراج، فاقترحوا «على بدرخان» فقلت: أرسلوا له السيناريو، وقبل الأستاذ «على» أن يخرجه جلسنا ولم تكن هناك مشكلة، وفجأة الأستاذ «على بدرخان» ذهب ثم عاد، وقال: أنا أريد أن أعمل تعديلات على السيناريو، قلت له أتفضل، فوجدت كل التعديلات لا تتفق مع مفهومى والعمق الذى أعمل عليه، أعتقد إنه ممكن يكون صح، لكن وجهة نظرى كانت فى مكان آخر، فاختلفنا وقلت له: روايتى بهذا الشكل ستخرج عن مفهومى لها، فغضب تقريبًا، فكان عندى حل بسيط تحدثت مع المنتج «حسين القلا» وهو حى يُرزَق ويشهد على هذه الحكاية، قلت له: أنا اختلفت مع الأستاذ «على بدرخان» والآن أمامك خياران؛ إما السيناريو الخاص بى أو المشروع اللى هيعملوا «على»، حسين حسم الموضوع وقال أنا متمسك بالسيناريو الذى كتبه وحيد، فدخل «خيرى بشارة» كمخرج وعمل المشروع، المسألة كانت أبسط كثيرًا مما فعله الأستاذ «على»، لم تكن عنادًا ولسنا فى حلبة ملاكمة، اختلفنا فكريّا، هذا يحدث وسيحدث، فكان لازم واحد منا يمشى، مثل الزواج والطلاق، أوقات معينة فى الاختلاف لا بُد أن تفك الارتباط.

 هل شاهدت فيلمه بطولة «سعاد حسنى» و«أحمد زكى» و«يسرا»؟

- لم أشاهده حتى هذه اللحظة، لكن أنا متذكر كانت «سعاد حسنى» و«أحمد زكى» و«يسرا»، استعان بفريق قوى وكلهم أصدقاؤه والمنتج صديقه، كان فيلم (الراعى والنساء)، ولا توجد مشكلة من حقه أن يقدم مشروعه، ومن حقى أيضًا أن أقدم مشروعى.

 أتذكر ونحن بمهرجان الإسكندرية السينمائى عام 92 أن «حسين القلا» أثنى أكثر على (الراعى والنساء) قائلًا: أعترف أن هذا الفيلم أفضل من (رغبة متوحشة)؟

- حقه، وممكن يكون شىء طبيعى وهو فيلم أفضل سينمائيّا، لا أنكر أبدًا أن «على بدرخان» مخرج موهوب، وأكيد عنده وجهة نظر يجب احترامها.

 ما الذى جعلك لا ترى (الراعى والنساء) حتى هذه اللحظة؟

- أنا من الأول لم أره لأننى كنت لا أريد أعرف من المنتصر ومن المهزوم، والشىء الآخر أنا لم أكن فى حلبة ملاكمة أو معركة إطلاقًا، «على بدرخان» له قيمة كبيرة وثقل، وأذكر أن رغم الخلاف الكبير الذى نشب بينى وبينه، لكن عند انتخابات النقابة انتخبته نقيبًا، أنا لا أتعامل بمنطق أننى حين أختلف معك أمسك لك سكينًا، قيمة «على» بالنسبة لى كما هى، كما أن كل من شاركوا على البطولة أصدقائى.

أما الموقف الآخر (قصاقيص العشاق) فيلم جيد جدّا فأتمنى أن يعاد إخراجه، كما كتبته فى السيناريو، الفيلم فى العرض الخاص كان 59 دقيقة، ولم يكتمل تصويره، ولم يتم أساسًا تصويره فى أماكنه الطبيعية، وكل مشاهده نفذت على طريقة قص ولزق وغير مكتملة، أنا لم أذهب لأشاهد العرض فى سينما «ريفولى»، ولكن طلبت عرضًا خاصّا بمفردى قبل أن يراه أى إنسان، لأنى قلت لهم أشوف الفيلم الأول، وكان المنتج موجودًا، الميزة إنك لا تقدم تنازلات، من حق المؤلف أنه يوقف العمل فى حالة الخروج عن السيناريو، وهذا واضح جدًا، ما حدث أننى بعد مشاهدة الفيلم، غضبت وقلت لهم هل هذا هو السيناريو الذى أعطيته لكم؟! قالوا لأ، كانت شركة الإنتاج «هانى جرجس فوزى» وصرفوا فلوس كثيرة فكنت فى حيرة، هل تكون وغدًا شريرًا وتمنع عرض الفيلم؟ لكن قلت لأ ممكن ينجح ويحقق أرباح، مثلما نجح فيلم (إسماعيلية رايح جاى)، وقتها لم يكن لديهم نقود لتكملته ومع ذلك نجح الفيلم نجاحًا ساحقًا، المهم قلت لهم اعرضوا الفيلم كما تريدون فهو لا ينتمى لى، لكن احذفوا اسمى من (التترات)، وقد كان.

 إذا دخلت على اليوتيوب لن أجد اسمك عليه؟

- لا، لن تجده على (التتر)، وهذا كان شرطى، ولذلك أنا لا أذكره فى أعمالى، فهو بالفعل يخرج من أعمالى

 من الناحية الرسمية اسمك ليس عليه لكنّ هناك أعمالًا أخرى اسمك عليها وأنت غير راضٍ عنها؟

- هذا شىء آخر، ممكن طبعًا، ولكنى أحتفظ بالأسماء، وعددها بالمناسبة محدود جدّا.

 

 

 

 لم ترض عنها لأسباب إخراجية؟

- ليس شرطًا، لا أستطيع أن أحمّل المُخرج كل الأسباب، أو حتى القسط الأكبر منها، أو أضع التهمة أو المسئولية عليه، لأن فى الأصل أن الذى اخترته أو وافقت عليه، فبالتالى أنا شريك معه ولو بمجرد الاختيار، فلا يمكن أن أرمى التهمة عليه، خلاص فيلم لم نوفق فيه. مثلما السينما هى فن جماعى فإن المسئولية أيضًا جماعية.

عمومًا فيه مخرج لديه حس درامى يشعر ويقترح ويثرى الحالة، لكننى أحذر من شىء أنا لا أفضّل العمل مع مخرج لديه ميول تأليفية، الله يرحمه «سعيد مرزوق» كانت هذه الميول مرتفعة جدّا لديه، وفى كل الأحوال لا أنكر عليه أنه لديه اسمه وإنجازه.

 طبقًا لحديث لى سابق معه، قال إن الأعمال التى قدمها للسينما أعاد كتابة أغلبها؟

- ليس كذلك، هو كان لازم يعيد السيناريو كى يطلب من المنتج أجر إعادة كتابة سيناريو، وكان عندما يجد أن المنتج تعثر ماديّا كان يترك الفيلم.

 لكنه قدّم أعمالًا مهمة من أول (زوجتى والكلب) و(أريد حلًا)؟

- لا تسأل أى مخرج أو مؤلف عن عمله الأول لأنه لايزال يثبت نفسه، لكن اسأله كيف يتعامل مع الجمهور، سيبك من التجربة الأولى والثانية، إنما بعد أن تثبت نفسك ورّينى كيف تتعامل مع الناس، سواء منتج أو ممثل، عمومًا أنا لم أشعر بارتياح فى تعاملى مع الأستاذ «سعيد مرزوق» مع تقديرى قطعًا إلى أنه مخرج كبير، وليس بداخلى أى مشاعر سلبية إليه كإنسان، ولكن فقط تلك رؤيتى له فى تجربة لى معه، رحمه الله.

 الصحافة بوجه عام كانت إيجابية معك وأغلب الأحاديث الصحفية التى أجريت معك كُتّابها أخذوا جائزة الصحافة عن الحوار، ألم تشعر وقت ما أن فيه ظلم وقع عليك من قبل الصحافة والإعلام؟

- أنا بأفرح عندما يأخذ الصحفى الجائزة الأولى عن حوار معى لأن قيمة الحوار من قيمة الطرف الآخر، أنا شفت كثيرًا من الحوارات الصحفىة، وأعتقد أن السؤال الصح يأتى بالإجابة الصح فى قطاع كبيرمن المحاورين، لكن الحصيلة غير مرضية، الصحافة ممكن تكون سببت لى بعض الحزن لكنها لم تجرحنى، وأنا لى صداقات أعتز بها مع عدد كبير من الصحفيين ومن كل الأجيال.

 متى كانت أكثر مرة شعرت بهذا الحزن.. هل فى أعقاب عرض (اللعب مع الكبار) مثلا؟

 - لا، لكن عندما تكون فرحان بعمل ناجح جدّا وواحد يجى كأنه ألقى عليه ترابًا ويقولك إن هذا الفيلم ليس جيدًا، ما يسبب الحزن لدى هو عندما أشعر بعدوانية فى النقد، كانت هناك ناقدة كبيرة جدّا فى مسلسل (أحلام الفتى الطائر) قبل الحلقة الثانية وجدتها كاتبة مقال بعنوان «مصيبة اسمها الفتى الطائر»، واحنا لسّه بنقول فى المسلسل يا فتاح ياعليم، طبعًا شىء صادم، أيضًا أذكر مرّة كنت عامل مسلسل إذاعى وبرضه فى الحلقة الرابعة وجدت كاتبًا كبيرًا فى جريدة الأهرام «بيشتمنى» ولسّه المسلسل فى بدايته، أنا زعلت جدّا، لأننى عشت فى جيل كنا لا نكره بعضنا البعض، فى أكثر من إنى كنت أعيش مع «كرم النجار» وهو كاتب سينمائى وتليفزيونى، كان لا يجمعنا غير الحب، بدليل أننى عندما كنت أكتب سيناريو أُطلع عليه كل أصدقائى مثال «عاطف الطيب» و«بهجت قمر» وأقوله اقرأ السيناريو، مساحة الكراهية كانت محدودة جدّا.

 السينما تؤرخ بالمُخرج والمسرح بالكاتب لكنك حالة استثنائية فى تعبير دارج يقال أفلام «وحيد حامد» كمبدع ليس فقط لدى النقاد ولكن لدى المشاهد أيضًا فى الدراما كان «أسامة أنور عكاشة» والسينما (وحيد).. وهذا شىء نادرًا؟

- فيه سينما المؤلف، بأفرح جدّا عندما يشاهد شخصٌ ما فيلم فى التليفزيون وثانى يوم يقول لى هو الفيلم ده بتاعك؟ أو يقول لى أنا شاهدت الفيلم متأخر لكن عرفت من الفيلم أنك كاتبه، هذه ميزة مفروض أن يتحلى بها كل كاتب أن يكون لك طعم ولون مميز، تجدها فى الرواية، تشعر مثلا أنه ده نجيب محفوظ أو إحسان عبدالقدوس أو يوسف إدريس.

 لكن السينما تؤرخ بالمُخرج؟

- أحكى لك تجربة عن إن الناس تتوقع دائمًا الفشل، عندما قدمت فيلم (احكى يا شهر زاد) مع يسرى نصر الله، كان أغلب من ألتقيهم يتعجبون من اختيارى له.

 لماذا فعلا وقع اختيارك على «يسرى نصر الله» تحديدًا وأنت تعلم إن أفلامه لا تأتى بإيرادات؟

- لأننى أعرف جيدًا امكانيات يسرى، قلت شغله واهتمامه بالتفاصيل ممكن يعملها فى فيلم ويحقق نجاح كبير، لأن المشكلة تكمن فى اختيار الموضوع، الوسط السينمائى وقتها قال فيه واحد منهما حيجيب الثانى الأرض، بينما الواقع، أن كل منا رفع الثانى لأعلى.

 (احكى يا شهر زاد) لا يشبه أغلب أفلام يسرى؟

- أنت تقيس أفلام يسرى على إنه «يسرى» إنما لم يدخل عليه «وحيد» ح تبقى معادلة ثانية، بالنسبة لنا أحنا الاثنين قطعًا، مختلفة، وأنا أيضًا أعتز كثيرًا بتجربتى معه.

 الفيلم تجاريّا حقق إيرادات كبيرة وهو أنجح أفلام المُخرج جماهيريّا؟

- طبعًا، ولايزال مقاطع من الفيلم يتم تبادلها على اليوتيوب، وهذا هو الفيلم الأول بالمناسبة لـ محمد رمضان.

 

 

 

 هناك ظاهرة إن أغلب أبناء مشاهير الكُتّاب أصبحوا مخرجين، مثل مروان ابن «وحيد حامد» عادل ابن عادل أديب، ياسر ابن محسن زايد وشادى ابن لينين الرملى وباسم ابن محفوظ عبدالرحمن، وهشام ابن أسامة أنور عكاشة وغيرهم.. ما الذى يجعل أبناء مشاهير الكتُاب يتوجهون للإخراج، والمفروض إن الأب هو المثل الأعلى.. ألم تلاحظ ذلك؟

- لم ألاحظ ذلك إلا ربما مع كلماتك، إنما هذا الجيل أهاليهم عندما قدموا لهم فى معهد السينما أغلبهم ذهب لقسم الإخراج، ليس بالوساطة إنما لشىء مهم جدّا، مثلا عادل أديب وُلد ونشأ فى كنف مؤلف كبير، شاف «سعاد حسنى» عنده فى البيت وشاف صلاح أبو سيف، وكمال الشيخ، وشاف مهنة الأب ومحادثاته فى التليفون، وجد نفسه وسط الثقافة السينمائية، فعندما يذهب إلى المعهد ما الذى يفعله فى الامتحانات الشفوية، سيجيب بالفعل على جميع الأسئلة، فبالتالى هم أقرب لقسم الإخراج أو عارفين يعنى إيه مخرج على الأقل.

 لكن، ولا واحد فيهم فضّل يصبح مثل أبيه، غالبًا ابن الدكتور بيبقى دكتور والمهندس مهندس، وهكذا؟

- موجود فعلًا عندنا «نشوى زايد» ابنة محسن زايد وهى كاتبة مرموقة، أيضًا أيمن ابن بهجت قمر، على الجانب الآخر فيه ناس تمارس الإخراج دون أن تدرس إخراج.

 فى الدائرة الفنية التى تعمل فيها خلال نصف قرن.. ألم تشعر بعاطفة ما أن تعيش قصة حب؛ خصوصًا أن هذا الشىء يحدث كثيرًا، ثم إنك لم تتزوج من هذه الدائرة المرتبطة بالفن؟

- لأننى تزوجت فى بداية المشوار، مسألة أنك فى لحظة وخاصة فى مرحلة البدايات تشعر بميل عاطفى وارد، ولكنى كما قلت لك تزوجت فى بداية المشوار وعن حب لزينب سويدان، وهذا يكفى جدّا لكى تنبض كل المشاعر العاطفية فى اتجاه واحد.

 هذا عن الحب للبشر، هل من الممكن أن أعرف عن الحب لله عز وجل؟

- أولًا أنا شديد الإيمان، الله واحدٌ أحدٌ وأؤمن بالرسول عليه الصلاة والسلام، فأنا ملتزم بالقرآن والسُّنَّة فقط أمّا ما يزيد عنهما فأنا لا أؤمن به لا أسمع للمشايخ، أتعلم الدين من مصادره ومن الفلاسفة، الإيمان يمنح الإنسان السَّكينة وفى كل مراحله العمرية.

 هل الفلاسفة يعتبرون بمثابة جسر للإيمان؟

- أنا استوعبت «زكى نجيب محمود» جيدًا واستوعبت «نجيب محفوظ» جيدًا، ولعلمك «نجيب محفوظ» الذين اتهموه بالزندقة هو أكثر إيمانًا من كل هؤلاء، وأعماله تنضح بإيمانه، الإيمان بالله، كثيرًا ما تجده فى روايات نجيب محفوظ.

 ما الذى جعلنا فى الآونة الأخيرة متطرفين فى ردود أفعالنا مثل واقعة «بائع الفريسكا» شاب طبعًا كلنا سعداء أنه ابن فقير وحصل على مجموع فى الثانوية العامة 90 % أيضًا سيدة القطار وغيرها، ورأينا أيضًا ابنة البواب المتفوقة دراسيًا والتى تم تكريمها؟

- عيب وقلة أدب أن نُصنّف الناس، هذا بواب وذلك وكيل وزارة، لا يجب هذا، كلنا بشر وإن اختلفت المهن، ولذلك عندما تحضر (السى فى) الخاصة بى تجدنى أقول أنا فلاح وابن فلاح وأبويا كان لا يعرف القراءة والكتابة، إيه المشكلة؟!.

 متى شعرت بأحاسيس غيرة فنية، ومن مَن؟

- كنت أغير.. أشوف فيلم كويس جدّا وأحبه وأخرُج أقول لنفسى يا رب أعمل فيلم زيّه، هذه هى الغيرة التى أشعر بها، وهى غيرة قطعًا مطلوبة لأنها إيجابية.

 هل تتحدث مع الكاتب تهنئه؟

- أكلم الكاتب والمُخرج، وفى أعمال كثيرة جدّا حدث ذلك، وأسارع بالاتصال التليفونى، حتى لو كنت لا أعرفهم شخصيّا.

 لماذا العلاقة كانت متوترة فنيّا بين «عادل إمام» و«أحمد زكي» وبين «عادل إمام» و«محمود عبدالعزيز»؟

- الثلاثة كانوا بيغيروا من بعض، لأسباب كلها تتمثل فى الصراع مَن يكون على القمة ليس أكثر.

 لكنك أوقات كنت تجمع بينهم، كنت عندما تجلس معهم تُهدّئ الدنيا بينهم؟

- أه عادى، كنت أجمع بينهم، لكننى نادرًا ما كنت أجلس معهم، أذكر مرّة كان «أحمد زكى» يجلس معى ثم أتى «عادل إمام»  فينصرف «أحمد زكى».

 إلى هذه الدرجة لأسباب تتعلق بتركيبة أحمد؟

- عادل مختلف، بيتوتى جدّا، كان شغله بين البيت والمسرح أو الاستوديو، لم يكن لديه وقت إضافى للجانب الاجتماعى خارج نطاق البيت، ثم إن هذه الصراعات لم تكن للرجال فقط أيضًا النساء، مثل نبيلة عبيد ونادية الجندى.

 طبعًا، بل وأكثر عنفًا فى النهاية، الرجال يوجد لديهم حد أدنى لكل شىء.. هل غضبت من أحمد زكى لأنه كان ممكن يأخذ سيناريو لك ويعرضه على صديقه الأقرب الكاتب «على سالم»؟

 - تخاصمنا بسبب هذا الموقف وظللنا عامَين لا نتحدث.

 كان أى فيلم؟

- لا أتذكر، كان سيناريو لى وعلمت أنه أرسل السيناريو لـ«على سالم»، أنت تفعل ذلك مع غيرى أنت حر لكن أنا لى نظام خاص، وبالفعل أدى هذا الموقف لخصومة عميقة بيننا، ليس طعنًا فى «على سالم» ككاتب كبير، ولكن ما فعله «أحمد زكى» لا يجوز.

 التعديلات التى فعلها «على سالم» لم تنفذ؟

 - ولا الفيلم نفسه تم أساسًا تنفيذه، وتوقف تمامًا المشروع.

 مَن من النجوم الثلاثة الكبار كان قلبك وعقلك معه؟

- أنا تعاملت معهم جميعًا ومع نور الشريف أيضًا.

 لكن نور أكثر هدوءًا من الثلاثة حتى فى خلافاته؟

- نعم.. لكننى كنت أتعامل معهم جميعًا بمستوى إنسانى واحد، كل منهم له مساحة قطعًا فى قلبى.

 لكن لا توجد ميول عاطفية، أكيد لم تكن مشاعرك موزعة على الجميع بنفس القدر؟

- «عادل إمام» كان فى هذه المرحلة العمرية المبكرة صديقى ربما أكثر، من الجميع، إلا أنهم جميعًا كانوا أصدقائى وتربطنى بهم علاقة طيبة، وأحمد زكى خصوصًا كان يصحى من النوم يأتى يجلس هنا (أشار إلى المائدة) التى نجلس عليها، وأجده سبقنى.

 لكنه يظل يحمل بداخله أشياء فى أعماقه، لديه دائمًا شىء متعلق بالماضى، حتى علاقته بأمّه؟

- إلى حد ما.. الله يرحمه، أحمد كان محملًا بكل ما عاشه فى حياته.

 هل (مدرسة المشاغبين) سببت له جراحًا؟

- لم أكن قريب منه تلك الفترة، لا أعرف الكواليس، بالضبط.

 هل تحلم بجزء رابع للجماعة، أم أنك توقفت عند «السادات» كجزء ثالث؟

- أنا لا أستطيع كتابة الجزء الثالث حتى الآن، أنا عندى قافلة «يقصد عدم رغبة» منتظر إنها تفك، خلينا الأول نُكمل الجزء الثالث وبعدها نتحدث على الرابع.

 هل تلك (القفلة) الإبداعية التى تعيشها الآن ليس لها علاقة بأشياء أخرى؟

- إطلاقًا.. لها علاقة بـ «مودى»، وفقدان حالة التوهج فى تصور المشاهد فى الوقت الحالي.

 ألم تفكر فى البداية بكتابة شىء آخر حتى تنتهى تلك الحالة؟

- لا أستطيع حاليًا أن أنتقل لمشروع آخر.

 هل حدث لك خلال مشوارك مثل تلك الحالة؟

- كثير جدّا، لكن على حسب المدة التى تستغرقها، ودليل على ذلك أننى طول عمرى لم ألتزم بميعاد محدد أسلم فيه شغل.

 هناك مقولة شهيرة «ليس كل ما يُعرَف يُقال».. هل أنت من أتباع هذه المقولة؟

- أنا مع هذه المقولة فى حالة واحدة، فيما يخص الأعراض، أما غير ذلك فلازم أكشف الفساد، وكل نقيصة فى المجتمع لا بُد أن نعلن عنها، الحوادث كثيرة، الحادثة القريبة، الرجل المختلس وكيل الوزارة وفى النهاية كان يخبئ الفلوس فى عشة الفراخ، هذا فساد ونماذج الفساد ما أكثرها.

 هناك دائمًا اتجاهان ورأيان أحدهما يقول إن «وحيد حامد» صوت للدولة ويؤكد على ذلك فى بعض مواقف وأفكار ترغب الدولة فى الترويج لها من خلال السينما أو الدراما، مثل مكافحة الإرهاب، (العائلة) (أوان الورد) (الجماعة) وغيرها، ورأى آخر يرى أن وحيد صوت مشاغب والنظام أصبح غير راضٍ عنه وإن أغلب أفلامه تدخل فى صراعات مع الرقابة.. فكيف ترى هذا التناقض؟

- هذه المشكلة قائمة لكن الرأى الأول صوت الدولة هذا رأى غير صائب تمامًا، وأؤكد لك ذلك، أولًا أنا بدأت مشوارى فى الحرب على الإرهاب بمسلسل (العائلة) سنة 1995، وهذا المسلسل التليفزيون المصرى رفضه وظل عامين فى الأدراج، وقيل لى أنه مسلسل جيد جدّا لكن أحذف الإرهاب منه ونعمله مسلسل فقط اجتماعى، وأنا رفضت تمامًا، وعندما ازدادت حدة العمليات الإرهابية، والرجل حى يزرق «صفوت الشريف» استدعانى وقال لى: هات المسلسل اللى عندك، إذن أنا دورى ككاتب وإحساسى هو الذى جعلنى أتنبأ بالمشكلة وأكتب عنها، فى حين إن الدولة وقتها كانت لديها محاذير، ولم تدرك أن سلاح الدراما حان وقت تفاعله.

ثانيًا أريد واحد ممن يقول أنى صوت الدولة، أن يأتى لى بدليل واحد إنى طرحت قضية فى فيلم من أفلامى أو مقال من مقالاتى إلا إذا كانت مرتبطة ارتباط صميم بمشكلة الوطن ليست مشكلة الدولة، لا بُد أن نفرّق بين الدولة والنظام والوطن، شىء مهم هناك فرق بين الوطن والدولة، والدولة لها رجالها وقادرة على أنها تصنع رجالها لا ننكر ذلك، إنما واحد مثل حالاتى إذا نادى بشىء يرونه فى مصلحة الوطن وكان هذا الشىء متفق مع مصلحة النظام فما المانع؟ لماذا أكرهه، عندما تقوم الحكومة بعمل شىء جيد أنا لن أكون ضدها، لكن فى النهاية أنا مستقل برأيى أكتب اللى أنا عاوزه، كيف أكون رجل الدولة  وأنا فى رصيدى فيلم (البرىء) و(ملف فى الآداب) و(التخشيبة) و(الغول) و(النوم فى العسل) و(طيور الظلام) و(اللعب مع الكبار)، وغيرها، أحيانًا هناك أشخاص تريد التشويش عليك.