الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الذهب يفقد بريقه!

واصلت أسعار الذهب الانخفاض رغم حالة الاستقرار النسبية التى شهدها هذا الأسبوع وسط عمليات بيع كبيرة بين المتعاملين إثر توقعات بهبوط متواصل للمعدن الأصفر.. وقديمًا كانوا يقولون «الذهب زينة وخزينة»، لأنه أفضل وسيلة لحفظ الثروة عبر التاريخ، كما أن الذهب لا يفقد قيمته مع مرور الوقت، ويعتبر أفضل وعاء ادخارى يُقبل عليه المستهلكون لحفظ أموالهم عندما تسوء الأوضاع الاقتصادية، ويعد الاستثمار فى السبائك الذهبية واحدًا من أكثر الطرق التقليدية شيوعًا للاستثمار فى الذهب.



 

من خلال البحث والدراسة عرفنا أن اتجاهات الطلب على الذهب فى السنوات الأخيرة وخاصة إقبال المصريين على شراء السبائك الذهبية زادت بنسبة كبيرة، حيث رصدت تقارير مجلس الذهب العالمى، أن المصريين اشتروا 2.1 طن من السبائك والجنيهات الذهبية خلال 2011 بقيمة 1.11 مليون دولار، وفى 2012 كانت نفس القيمة من حيث الوزن والقيمة المادية، بينما ارتفعت نسبة شراء المصريين بصورة كبيرة جدًا فى 2013 حيث وصلت إلى 15.5 طن، بقيمة 682 مليون دولار، بينما فى 2014 وصلت إلى 13.3 طن بقيمة 551 مليون دولار.

وأوضح التقرير الصادر عن مجلس الذهب العالمى أن حجم المبيعات فى مصر انخفض بنسبة 31% خلال النصف الأول من العام الحالى، ومع تفشى كورونا بدأت أسعار الذهب تشهد حالة من التذبذب ما بين الارتفاع والانخفاض.وقال بنك أوف أمريكا إن المستثمرين سحبوا أموالهم من الذهب وعززوا مشتريات الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم.

وسجلت الأسهم العالمية مكاسب ضخمة خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن أعلن عدد من الشركات عن فعالية لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى إعلان بريطانيا استلامها أول دفعة من لقاح شركة فايزر الأمريكية وشريكتها الألمانية بيونتك.

إلا أن أسعارالذهب فجأة بدأت تنخفض، وانخفض سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 800 جنيه فقط مقابل 809.92 جنيه، فى أدنى سعر للذهب فى مصر منذ مايو الماضى، وخلال الأسبوع الجارى انخفض الذهب تقريبًا بقيمة 39 جنيهًا فى كل عيار الأمر الذى أدى إلى انتعاش فى المبيعات المتضررة منذ بداية جائحة فيروس كورونا، كما تراجع سعر جرام الذهب عيار 18 إلى 685.75 جنيه مقابل 694.22 جنيه، وانخفض سعر جرام الذهب عيار 14 إلى 533.25 جنيه مقابل 539.95 جنيه، أما جرام الذهب عيار 12 فتراجع إلى 457.25 جنيه مقابل 462.81 جنيه، وانخفض سعر الجنيه الذهب فى مصر إلى 6400 جنيه مقابل 6,479.36 جنيه.

وتوقع الخبراء أن يفقد المعدن النفيس بعض المكاسب التى سجلها خلال العام الجارى مع بدء أكبر عملية إنتاج للقاح كورونا فى العالم، إلا أن تزايد الإصابات بالفيروس تعطى الذهب المزيد من الثبات لبعض الوقت.  

«روزاليوسف» قامت بجولة داخل الصاغة والتقت بعدد من مصنعى ومنتجى الذهب فى مصر، فقال لنا جورج بطرس (جواهرجى) إن انخفاض أسعار الذهب الأيام الماضية جعل المصريين يقبلون على شراء السبائك الذهبية بغرض الادخار، إلا أن بعض التجار امتنعوا عن بيعها، خوفًا من التعرض لخسائر نتيجة البيع بأقل من الأسعار التى تم شراء السبائك بها، أو بهدف تحقيق الأرباح فى حال ارتفعت الأسعار مجددًا، فى الوقت الذى أشار فيه إلى أن تجار الذهب يستغلون تراجع الأسعار ويبالغون فى المصنعية على المشغولات الذهبية.

واتفق معه موريس ناروز صاحب إحدى الورش لتصنيع الذهب قائلا: إن سبائك الذهب هى إحدى صور الذهب الخام، وتستخدم فى تصنيع الذهب لمشغولات ذهبية، كما أنها ذات عيارات وأوزان مختلفة، وهى إما أن تكون مستوردة أو محلية وهى ما تعرف بـ«السبائك البلدى»، ويطلق على المستوردة «بندقى مستورد» أى ذهب نقى عيار 24، أما السبائك المحلية فهى «بندقى مصرى عيار 24» وسبيكة بلدى عيار21 أو 18»، وكل هذه الأوزان تعرضت للانخفاض الفترة الماضية.  

وصفى أمين واصف رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية أكد لنا أن الصورة ستظل فى حالة تذبذب فى ظل الحيرة بين التقدم فى عملية إنتاج لقاح كورونا وزيادة الإصابات يوميًا، موضحًا أن الرؤية ستتضح أكثر بالنسبة لأسعار الذهب منتصف يناير 2021، مؤكدًا أن الفترة الحالية مناسبة للشراء.

وتوقع عودة الارتفاع مجددًا للذهب مع اقتراب إقرار حزمة جديدة من الدعم المالى لإنقاذ الاقتصاد الأمريكى من تداعيات فيروس كورونا، على المستوى المتوسط، والذى من المقرر أن تبدأ الحكومة الأمريكية محاولات تمريرها فى يناير المقبل، مع تولى الرئيس الأمريكى الجديد جو بايدن منصبه.

ومن جهته أكد أمير رزق، عضو شعبة المشغولات الذهبية باتحاد الغرف التجارية، أن انخفاض الأسعار محليًا كان سببه راجعًا إلى انخفاض سعر الأوقية عالميًا فى البورصات العالمية وارتفاع الدولار فى البنوك المركزية عالميًا، بمقدار 18 دولارًا ليصبح سعر الأوقية 1782 دولارًا.

وتوقع رزق أن يستمر الانخفاض خلال الأيام المقبلة لحين الوصول لموسم الاحتفالات برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد المجيد.

بينما أكد لنا نادى نجيب سكرتير شعبة الذهب فى الغرفة التجارية فى القاهرة أن الارتفاعات والانخفاضات المتتالية التى شهدتها أسعار الذهب خلال الأيام القليلة الماضية سببها عملية المضاربات، بمعنى توجه المضاربين للشراء، وذلك ما يؤدى لارتفاع سعره، ومن المتوقع أن تشهد أسعار الذهب ارتفاعًا جديدًا خلال الأيام المقبلة لتحقق 2000 دولار للأوقية.

وأكد نادى نجيب أن أسعار الذهب تشهد تذبذبًا بقوة خلال تعاملات الأسبوع الجارى صعودًا وهبوطًا مع صعود فى سعر الدولار عالميًا وتراجعه محليًا، مضيفًا أن سعر الذهب قد يشهد صعودًا مجددًا، ولكن على استحياء نظرًا لانتهاء عمليات جنى الأرباح عالميًا، كما أن استمرار جائحة كورونا يدعم الاستثمار بالذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، موضحًا أن هناك نشاطًا فى حركة المبيعات، ولكنها مازالت ضعيفة وأن البعض ينتظر هبوطًا أكبر من ذلك لكنه قد لا يحدث لأنه صعب توقع أسعار الذهب.

وشرح لنا نادى نجيب الأسباب التى تؤثر لارتفاع أو انخفاض الذهب ومنها سعر الدولار أمام الجنيه فى السوق المحلية، التى تشهد ارتفاعًا حاليًا، بالإضافة إلى أسعار الأوقية ببورصة الذهب، والقرارات الاقتصادية عالميًا وتراجع النفط أو زيادة انكماش الاقتصاد العالمى، ما يسهم فى زيادة أو انخفاض أسعارها بشكل متغير على مدى اليوم.

 

أحمد على الخبير الاقتصادى قال لنا: إن الذهب مثل أى سلعة تخضع لقواعد العرض والطلب، ويعتبر من أفضل مخزن للقيمة، موضحًا أن أسعار الذهب حاليًا تحددها عدة عوامل لها علاقة بالاقتصاد العالمى مثل مدى انتشار جائحة كورونا، وانتخابات الولايات المتحدة الأمريكية، واستطرد قائلاً: إن الذهب فى بداية أزمة كورونا ارتفعت أسعاره بشكل كبير نتيجة التوقف الجزئى للاقتصاد العالمى وانهيار أسواق المال العالمية، مشيرًا إلى أنه كان البديل الأمثل للاستثمار وحفظ القيمة.

وأشار إلى أن الأخبار الإيجابية من اكتشاف لقاح لعلاج فيروس كورونا وانتهاء الانتخابات الأمريكية، أدت إلى انتعاش أسواق المال الأمريكية وبعض الأسواق العالمية، ما أدى إلى انخفاض أسعار الذهب.

وأضاف: «بمجرد ثبات فعالية لقاح كورونا وانتهاء الأزمة وعودة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها سيرتفع سعر الذهب، وسيتم توجيه مزيد من الأموال فى الاستثمار فى أسواق المال والسندات فى العالم، ولذلك فإن أسعار الذهب حاليًا ترتبط بما يحدث فى الساحة الدولية وهو السبب الرئيسى فى تذبذب أسعاره عالميًا».