الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

السندريلا هاجر أميرة الشعراء

فى كل مرّة وفى كل مقال هنتكلم فيها مع بعض عن لحظة سعادة.. ممكن تكون اللحظة دى فيها سعادة لكل اللى حواليك، وتكون لحظة حزن ليك انت شخصيّا، والعكس كمان ممكن يحصل تكون لحظة سعادة ليك وتكون لحظة حزن لكل اللى حواليك.. لحظات سعادة كتير هنتكلم عنها بتحصل لناس كتير، سواء لحظة سعادة بالنصر أو لحظة سعادة بوظيفة كان صعب قوى تتحقق لحظة، سعادة بمنصب فمستحيل أو لحظة سعادة للشفاء من مرض صعب جدّا الشفاء منه.



كل أسبوع هنتكلم عن لحظات كتير، واللى هيجمع كل اللحظات دى إنها هتكون لحظات إيجابية دائمًا وأبدًا هحاول أخلى فيها إن نهاركم يبقى سعيد ويومكم بيضحك..

حتى لو الموضوع ميخصكش من قريب أو بعيد بس هيكون فيه لحظة سعادة..

لحظة السعادة بتغيير يوميّا.. واللحظة بتاعت النهاردة هى لحظة تحوَّل فيها الحال من حال لحال.. 

لحظة ولادة هاجر محمد خالد..

أول ما الدكتور بص فى وش هاجر حزن علشانها واللحظة اللى المفروض تبقى لحظة سعادة بولادتها تحوّلت للحظة فيها حزن وخوف على هاجر.. من أمّها ومن أخواتها وكل عيلتها.. مش علشان شكلها لا سمح الله ولكن علشان نظرات الناس ليها هتكون إزاى

هاجر اتولدت فى محافظة أسوان مركز إدفو.. ‎وهنا ظهر دور الأم اللى واجهت العالم كله ببنتها مخبتهاش عن عيون الناس علشان شكلها، بل بالعكس ‎ادتها الثقة فى نفسها بشكل كبير جدّا و‎علمتها أصعب حاجة من وهى صغيرة إنها تحب ‎ الشِّعْر وعلّمتها ازاى تلقيه.. وبقت هاجر بتواجه الناس بشكلها ومش بس كده لا وكمان بتبص فى عيونهم وهى بتلقى الشعر بتاعها..بس كانت أيام صعبة على هاجر جدّا لأن مش كل الناس كانت بتقدر تشوف نظرة هاجر.. كان فى ناس بتبص الناحية التانية.. والناس بتتنمر بمنتهى الوقاحة وتقول لهاجر كلام ميتحمّلوش بشر.. والناس دى مبتتنمّرش على هاجر دول بيتنمروا على خلقة ربنا (أستغفر الله العظيم).. بس علشان الأم جدعة وهاجر جدعة والشعر اللى حبته هاجر قوّاها تدَرّجت هاجر فى مراحل التعليم المختلفة، ونظرًا لطبيعة أهل أسوان الطيبة والجدعة وطيبة أهل الأقصر المتسامحة وصلت هاجر للجامعة و‎اتخرجت من كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر بالأقصر بتقدير جيد مرتفع.

ودى كانت لحظة فارقة فى حياة هاجر بعد التخرج؛ لأنها هتسيب أهلها الطيبين وهتنزل على القاهرة، وما أدراك ما القاهرة.. عالم مختلف تمامًا.. أصلاً أهلها مش عارفين يعيشوا فيها ‎ونزلت هاجر على القاهرة علشان تحقق أول حلم من أحلامها.. وهو الالتحاق بجامعة عين شمس للحصول على دبلومة.. ‎وجاء الموعد لتحديد ‎الاختبار، وقد اجتازت الاختبار وعند السؤال عن النتيجة بعد المقابلة الشخصية وكانت لحظة صعبة على هاجر لأنها كانت فاكرة إن موضوع شكلها خلاص مرحلة وخلصت فى حياتها بس ‎اتضح ليها إن للأسف.. لا.. لأنها ‎غير مقبولة..

‎ولمّا سألت عن السبب..  قالولها إن انتى يا هاجر ليس لديكى صفات المعلمة.. (لأن الأطفال هيخافوا من شكلك)..

انتو متخيلين ممكن حد بيسعى إنه يبدأ حياته ويحقق حلمه فى حاجة بيحبها إنه يدرس للأطفال ويقولولو إنه هيخوّفهم بشكله؟.. ودى كانت لحظة حزينة جدّا بالنسبة لهاجر؛ لأن سبب الرفض مش مثلا قلة معلومات تقدر تشتغل عليها وتقويها أو عيب فى اللغة تقدر تشتغل عليها وتعدلها..

العيب فى شكلها اللى ربنا خلقها بيه.. ودى بقى ما تقدرش تعمل فيها حاجة.. وقالت لنفسها: «كده خلاص يعنى اللى كنت بدرسه وبتعلمه طول عمرى وحلمى إنى أقف فى فصل والأطفال يقولولى ميس هاجر خلاص انتهى.. هو ممكن حلم بنى آدم يطير علشان واحد قرر إن شكلى ممكن يخوّف العيال.. وحسيت إن هى دى نهايتى.. يعنى نهاية العالم لأنى كنت شايفة نفسى أنا العالم أو على الأقل العالم بتاعى أنا انتهى.. عالم التدريس والحلم اللى خلاص مش هيتحقق وخلاص حلمى مات».

‎ولم تجد هاجر من يجبر بخاطرها غير دموعها وآلامها التى لا يعلمها غير الله.. وقعدت هاجر سنتين فى إحباط وبعد سنتين من موت الحلم ‎أخذت هاجر القرار بالتقدّم لأخذ الدبلوم.. بس المَرّة دى من جامعة القاهرة.. وهاجر بتقولى بعد ما عشت هذه الفترة العصيبة.. ‎قررت أخوض التجربة وأجرب حظى وكانت ثقتى فى ربنا كبيرة ‎ومع دعم أخواتى وأمى وتوفير كافة الإمكانيات المادية والمعنوية والنفسية إنى أكمّل حلمى وأحوّل يأسى إلى أمل جديد، و‎بالفعل تم قبولى للحصول على الدراسات العليا بكلية التربية بجامعة القاهرة.. ودى كانت أسعد لحظة فى حياتى.. ‎ما زاد ثقتى بأننى تلقيت دعم من أستاذتى بالجامعة.. وهذه لحظة سعادة أخرى شعرت بها .. ومن حُسن حظى بأنى أكون مسئولة عن كل ما يخص الدفعة بتكليف من أستاذتى.. ودى لحظة أخرى جميلة فى حياتى.

‎كما زاد سرورى بحضورى ‎التدريب العملى كانت أول مواجهة لى بمقابلة الأطفال فى المدرسة وكان ينتابنى شىء من الخوف بأن الأطفال هايتريقوا على شكلى ولكنى أحضرت معايا بلونات واستخدمت أسلوب التعزيز.. بالفعل قابلونى بكل حب.. و‎لأنى أعلم جيدًا ماذا يحب الطفل فى هذه المرحلة.. إن ما يحتاجه هو الحب والحنان وأنا قادرة على إعطاء احتياجات الأطفال من اهتمام وحب.. وبالفعل نجحت التجربة وحصلت على حب الأطفال والكل يسارع لالتقاط الصور التذكارية معى.

وبدأت سلسلة النجاحات لهاجر وأصبحت ‎سفيرة قد التحدى.. ‎سفيرة النوايا الحسنة‎.. تقوم بإلقاء الشعر فى جميع المحافل ‎وبدار الأوبرا المصرية..

‎وقدمت برنامجًا لذوى ‎الاحتياجات الخاصة بالبوابة نيوز، وحصلت على الأوسمة ودروع من جهات مختلفة، وشاركت بشخصية «شيكوهاية» ‎لتكون مصدر بهجة بالأعمال التطوعية التى تقوم بها مع صانع السعادة بشخصية «شيكو»، وأصبحت هاجر شخصية معروفة تحاول دائمًا أن تقدم البهجة والسعادة فى ‎المستشفيات، مثل «أبو الريش للأطفال» و«بهية» ومستشفى «الجزام»، و«مؤسّسة معًا لإنقاذ إنسان» و‎مستشفى العباسية والعديد من الأعمال التطوعية، وتم تكريمها من جامعة أكتوبر وأيضًا كُرّمَتْ من سيادة الرئيس بأن سمح لها بأن تلقى شعرًا أمام سيادته بقصر الاتحادية عام 2015 فى حفل حصول والدة هاجر على  الأم المثالية من وزارة التضامن.

هاجر عملت اللى عليها منتظرين المجتمع بقى وأصحاب المدارس يعملوا اللى عليهم ويعيّنوا «هاجر» فى مدرسة.. وأنا بخاطب الأب ومعالى الوزير الدكتور «طارق شوقى» وزير التعليم ينظر لحالة هاجر لعل وعسى نستطيع تحقيق حلم هاجر؛ لأنها تستحق.. فهى تعبت واشتغلت على نفسها كتير ومن حقها علينا إننا نساعدها علشان نخلى نهارها سعيد ويومها بيضحك.

..ونهاركم سعيد ويومكم بيضحك.